PDA

View Full Version : العشق (صوغان)..


بنت المطر
12-01-2001, 10:11 PM
مرحبا..
قرأت اليوم في احدى الصحف قصة جميلة و تاثرت بها .. و احببت ان ارويها لكم .. وقد كتبها الكاتب(سعيد حمدان) في جريدة البيان .. عنوانها العشق(صوغان) وهي كما كتبها :
(يحمل سباق الهجن,شيئا من الماضي,من تاريخ هذه الارض,بعضا من روح انسانها.سر الحب لهايكمن في الحنين الى الذاكرة.ذاكرة ايام جميله.
كان السباق يعني الفرح,لهذا ارتبطت السباقات بالمواسم و المناسبات .يقام السباق في الاعراس وفي العيد يبحثون فيه عن السعادة.يعطيهم الفرجة وفرحة التلاقي و التواصل كذلك فيه (الناموس)و(الشارة).فياتون له من كل مكان ,يسالون عن الاعراس و يذهبون لها, و ينتظرون العيد, والعيد لا طعم له عندهم من غير سباق الهجن. يقيمونه في مكان بارز خارج المدينة,يختارون الوادي , فهو سيح فسيح, ارضه صلبه مستويه للركض, و يستوعب اعداد الناس و جمالهم مهما كثرت.يصطفون,يجلسون في الشعاب,قرب خطي البداية و النهاية,او يقفون على هامات عراقيب الرمال يرقبون من بعيد. و يردد صدى الوادي حركة السباق و صوت الفرح.
في احدى سباقات العيد حضر(صوغان)وهو بعير ذكرته ألسنة الناس لشهرته في السباقات,صاحبه شاعر و تاجر لؤلؤ معروف من عجمان,هو حسين بن ناصر بن لوتاه. في السباق الكبير الذي اقيم في سيح (الصجعة) لم يراهن الجمهور كثيرا على صوغان,فهناك جمال اقوى و اشهر منه جاءت هذا اليوم.
انطلق صوغان معهم ,وفعل يومها الاعاجيب,شاهده الناس و النوق تتخطاه,كيف انتفض فجأة و فعل اكثر من الركض,انه يطير(صوغان حلًًَق كنه عقاب) كان يتحرك مثل العاصفة يثير الغبار في وجوه منافسيه,(ياما حثاهن خفه اتراب) سحر عيون الناس بصنيعه,ولد فيهم النشوة فعلت اصواتهم مترددة انه مسحور,لايمكن ان يكون الركض هكذا ,انه بفعل الحرز ,فصاحبه فاعل له كتاب. (سبق من الله هوب بكتاب) هكذا رد عليهم راعي صوغان و هو يرفع راسه بالناموس, ويمد يده يستلم(الشارة) فرحته كانت شعرا في هذا اليوم.في فعل صوغان.فقال:
الزين بش و خاطره طاب
واصبح معيد بين عيدين
عيد غناتي سيد لحباب
كنه من امهار السلاطين
واتباشرت بالسبق لصحاب
اهل المودة والمحبين
الله ستر و الظن ما خاب
في السيح خلا غادر الدين
صوغان حلق كنه عقاب
سوى المدى كله ربعتين
ياما حثاهن خفه اتراب
يعله من المعبود حرزين
خلا العدو حاين اومنذاب
ومن الحسف يصفج بليدين
سبق من الله هوب بكتاب
لا والذي سوى الميازين
عند المشايخ ضاع لحساب
ما صفت العشرين هنتين
من عقب هذا سدوا الباب
غلج و حطوا فيه قفلين
و تبدا حكاية صوغان من هنا, بعد الانتصار الكبير شاع خبر السبق و قصيدة الغزل,فاصبح الدلالة على باب صاحبه ,يتسابقون من كل مكان يقدمون عروضهم وجميعهم يحلم ان يحظى بصوغان.لكن الجمل الذي احتل مكانة عزيزة في مكان صاحبه,جعلته يرفض ان يساوم عليه و يبيعه ,ورضي بدل ذلك ان يقدمه هدية غالية لاحد الامراء في دولة قطر.ودع حسين بن لوتاه جمله كانت لحظه حزينة,ساعة المغادرة هذه و لكنه قرار و كلمة صدرت لايمكن الرجوع عنها.
و رحل صوغان الى بلد جديد ,ارض غريبة عليه,ولان تاريخه و افعاله في الفترة الماضية كانت تختلف عن بقية الجمال تصرف ايضا في هذه الحالة و جاء بامر لا يخطر على البال.
ان الجمل في حالات قد يعشق مثل الانسان ,وقد يحمل وفاء لراعيه و قد يكون عشقه اكبر,وولهه اشد. لهذا تصرف بغضب و طيش ,ترك حظيرة الامير ,قطع قيودة,فر هاربا. لا يعرف الى اين لكنه شم رائحة الطريق نحو صاحبه و ارضه وما اطول المسافة بين قطر و عجمان. ركض بسرعة جنونية مثلما يفعل في السباق,يطير, ولايرى الاخط النهاية"في هذه الحال يبحث عن صاحبه" لا يريد غيره.
تابغ الركض "تعب"لكنه لم يستسلم, استمر يلهث و يرغي و يتابع خطواته السريعة. وقف امام البحر.ما اثقل السير في الماء على الجمل لكنه لم يخف. قرر ان يخوضه,دخل,وضع خفه العريض بدا يتحرك في الماء الثقيل ,جسمه الطويل لم يحمه من البحر وصل الى اعلى رجليه ,الى بدنه,الى سنامه.ظلت رقبته واقفة ,اخذ يتحرك, يقاوم,كان يحلم بارضه, يحن الى صاحبه .لكن البحر كان اكبر من الحلم,من المقاومة,كان اليم يسحب رقبته الطويله الى الاسفل, وصل الماء الى جوفه ,اخذه الغرق ومات في القاع.
غاص في الماء وحيدا,بعيدا عن عيون الناس, عن صاحبه,عن حلبة السباق.دفن معه شقاء رحلته الاخيرة,وعشقا مجنونا سكن قلبه..قلب الجمل صوغان.)

سنفور غبي
13-01-2001, 02:03 AM
بدون تعليق