nader
14-01-2001, 11:56 AM
صفحات من اوراق عاشق (2)
صفحة من مذكراتي
لم تكن بداية هذه الليلة تختلف كثيرا عن سابقاتها ..
ليلة دافئة من ليالي الصيف ..
ممتلئة بعبق البحر .. و صوت الموج ..
و قمر مكتمل يضيء سمائها ..
كنت معتادا ان اذهب الى ذلك المقهى في هذا الوقت ..
كنت احب ان اجلس في ذلك الركن الهادى منه ..
اقتربت من مكاني المعتاد ..
لكن هناك من جاء قبلي و اخذ مكاني ..
اقتربت منه بهدوء ..
لم اكن اميز ملامحه تحت ضوء الشموع ..
بدء وجهها يتضح مع اقترابي ..
انها هي ..
لم اصدق عيني في البداية ..
و لم احاول النظر ثانية ..
لم اشعر بشيء ..
ابتعدت .. خرجت مسرعا من المقهى ..
ذهبت الى شاطىء البحر ..
وقفت اتأمله وعشرات الاسئلة تقتحم رأسي ..
أهذه هي ..
هكذا بعد كل هذه السنين ..
وبهذه البساطة ..
تعود و تقتحم حياتي ..
يا للمصادفة ..
انفترق في مكان عندما كانت قلوبنا مجتمعة ...
و نجتمع في اخر عندما افترقنا ..
و لكن الاهم ..
هل رأتني ؟ هل عرفتني ؟
كنت اتمنى الا تكون ..
.
.
التفت الى المقهى ..
رأيت ظلها قادم من بعيد ..
انها هي ..
ارتعدت من رؤيتها قادمة ..
اتجهت الى صخرة على الشاطيء كنت اجلس اليها دائما ..
تذكرني بحبي لها ..
فهي صامدة امام الموج كصمود حبي امام بعدها ..
.
.
جلست اليها و اطرافي تكاد تتجمد ..
مع ان تلك الليلة لم تكن باردة ..
لكن ما اصابني جعلني غير قادر على تميز ما يحدث ..
وقفت انظر الى ظلها و هي تقترب من بعيد ..
احسست اني اريد ان اجري اليها و القي برأسي في احضانها ..
ان اشكو لها ما سببه بعدها ..
و اني اريدها فقط ان تعود ..
.
.
لم اشعر لحظتها بتلك الدمعة كيف تسللت من عيني لتنهمر على خدي ..
هذه اول مرة اشعر اني اواجه ضعفي و غير قادر على التغلب عليه ..
اقتربت اكثر واتضحت ملامحها اكثر ..
انها هي ..
وقفت تنظر الي و هواء البحر يلاعب خصلات شعرها ..
نظرت الي بأبتسامة هادئة .. حزينة ..
ثم قالت بعمق ..
لم اكن اتوقع ان تكون في مثل هذا المكان ..
قلت لها اتيت هاربا من جراح الماضي ..
ولم اكن اعلم انها ستلاحقني الى هنا ..
صمتت قليلا ثم قالت الا تريد ان تعلم ماذا حدث لي ..؟
ابتسمت بمرارة قائلا الا تريدين ان تعلمي ما احدثته لي ..؟
لم استطع ان اكمل حديثي ..
تلك الدموع التي تفجرت في عينيها اوقفت كل كلمة كدت اقولها ..
لم اتمنى يوما ان ارى هاتين العينين تذرفان الدمع ..
ان هذا اصعب من ان يحتمل ..
سكت قليلا ثم سألتها بلهفة..
هل عدت..؟
قالت ..
بل انا مثلك اتيت الى هنا هاربة من احزان و جراح ..
لاجد ماضيٍِِْ امامي ..
لتعيد لي اجمل ذكريات عمري ..
لاجد نفسي التي فقدتها بوداعك ..
.
.
لم استطع تمالك نفسي ..
ارتكزت الى الصخرة حتى لا اسقط ..
اكملت هي حديثها ..
لم اعلم ان القدر قد خبأ لي السعادة في هذا المكان ..
ولم .......
.
.
لم استمع لباقي حديثها ..
مئات الافكار في رأسي ..
هل ستعود ...؟
بعد كل ما حدث .. ؟
وهل سيقبلها قلبي من جديد .. ؟
هل سأسمح لها ان ترجع .. ؟
ما هذه القسوة التي اعترتني .. ؟
انا لا اريدها ان تعود ..
لا اريد اعطائها فرصة اخرى لتدمي ما شفي من جراح ..
اكتفيت بما لقيت منها اول مرة ..
.
.
قاطعت حديثها قائلا هل ترين هذه الصخرة ..
لقد شهدت معى اول ايام هجرك ..
وهي الان تشهد يوم عودتك ..
اسأليها كم جلست هنا و حدثتها ..
كم حفرت حروف اسمك عليها ..
كم بللتها بدموعي ..
ثم التفت اليها و قلت ..
و بعد هذه السنين شفيت و شفي جرحي ..
و يمكنك ان تأخذي مكاني الان ..
فهذه الصخرة لازالت باقة ..
ثم تركتها و ذهبت ..
.
.
نادت علي كثيرا ..
انا عدت اليك فلا تذهب ..
اخذت تهتف بأسمي بأعلى صوتها ..
لم التفت اليها ..ابتعدت كثيرا ..
اختفى صوتها ..
توقفت ..
التفت الى الصخرة فلم اجدها ..
احسست ان جرحي عاد ينزف من جديد ..
اين ذهبت ..؟
ها انا افقدها مرة ثانية ..
رجعت مسرعا الى الصخرة فلم اجدها ..
ناديت عليها ..
هتفت بأسمها ..
لم يجبني الا صوت الموج ..
بقيت وحيدا مرتاعا ارتجف من الحزن ..
ابلل الصخرة بدموعي وقد حفرت عليها قبل ان تذهب حروف اسمينا ..
و بجانبهما .. وداعا ..
نادر
صفحة من مذكراتي
لم تكن بداية هذه الليلة تختلف كثيرا عن سابقاتها ..
ليلة دافئة من ليالي الصيف ..
ممتلئة بعبق البحر .. و صوت الموج ..
و قمر مكتمل يضيء سمائها ..
كنت معتادا ان اذهب الى ذلك المقهى في هذا الوقت ..
كنت احب ان اجلس في ذلك الركن الهادى منه ..
اقتربت من مكاني المعتاد ..
لكن هناك من جاء قبلي و اخذ مكاني ..
اقتربت منه بهدوء ..
لم اكن اميز ملامحه تحت ضوء الشموع ..
بدء وجهها يتضح مع اقترابي ..
انها هي ..
لم اصدق عيني في البداية ..
و لم احاول النظر ثانية ..
لم اشعر بشيء ..
ابتعدت .. خرجت مسرعا من المقهى ..
ذهبت الى شاطىء البحر ..
وقفت اتأمله وعشرات الاسئلة تقتحم رأسي ..
أهذه هي ..
هكذا بعد كل هذه السنين ..
وبهذه البساطة ..
تعود و تقتحم حياتي ..
يا للمصادفة ..
انفترق في مكان عندما كانت قلوبنا مجتمعة ...
و نجتمع في اخر عندما افترقنا ..
و لكن الاهم ..
هل رأتني ؟ هل عرفتني ؟
كنت اتمنى الا تكون ..
.
.
التفت الى المقهى ..
رأيت ظلها قادم من بعيد ..
انها هي ..
ارتعدت من رؤيتها قادمة ..
اتجهت الى صخرة على الشاطيء كنت اجلس اليها دائما ..
تذكرني بحبي لها ..
فهي صامدة امام الموج كصمود حبي امام بعدها ..
.
.
جلست اليها و اطرافي تكاد تتجمد ..
مع ان تلك الليلة لم تكن باردة ..
لكن ما اصابني جعلني غير قادر على تميز ما يحدث ..
وقفت انظر الى ظلها و هي تقترب من بعيد ..
احسست اني اريد ان اجري اليها و القي برأسي في احضانها ..
ان اشكو لها ما سببه بعدها ..
و اني اريدها فقط ان تعود ..
.
.
لم اشعر لحظتها بتلك الدمعة كيف تسللت من عيني لتنهمر على خدي ..
هذه اول مرة اشعر اني اواجه ضعفي و غير قادر على التغلب عليه ..
اقتربت اكثر واتضحت ملامحها اكثر ..
انها هي ..
وقفت تنظر الي و هواء البحر يلاعب خصلات شعرها ..
نظرت الي بأبتسامة هادئة .. حزينة ..
ثم قالت بعمق ..
لم اكن اتوقع ان تكون في مثل هذا المكان ..
قلت لها اتيت هاربا من جراح الماضي ..
ولم اكن اعلم انها ستلاحقني الى هنا ..
صمتت قليلا ثم قالت الا تريد ان تعلم ماذا حدث لي ..؟
ابتسمت بمرارة قائلا الا تريدين ان تعلمي ما احدثته لي ..؟
لم استطع ان اكمل حديثي ..
تلك الدموع التي تفجرت في عينيها اوقفت كل كلمة كدت اقولها ..
لم اتمنى يوما ان ارى هاتين العينين تذرفان الدمع ..
ان هذا اصعب من ان يحتمل ..
سكت قليلا ثم سألتها بلهفة..
هل عدت..؟
قالت ..
بل انا مثلك اتيت الى هنا هاربة من احزان و جراح ..
لاجد ماضيٍِِْ امامي ..
لتعيد لي اجمل ذكريات عمري ..
لاجد نفسي التي فقدتها بوداعك ..
.
.
لم استطع تمالك نفسي ..
ارتكزت الى الصخرة حتى لا اسقط ..
اكملت هي حديثها ..
لم اعلم ان القدر قد خبأ لي السعادة في هذا المكان ..
ولم .......
.
.
لم استمع لباقي حديثها ..
مئات الافكار في رأسي ..
هل ستعود ...؟
بعد كل ما حدث .. ؟
وهل سيقبلها قلبي من جديد .. ؟
هل سأسمح لها ان ترجع .. ؟
ما هذه القسوة التي اعترتني .. ؟
انا لا اريدها ان تعود ..
لا اريد اعطائها فرصة اخرى لتدمي ما شفي من جراح ..
اكتفيت بما لقيت منها اول مرة ..
.
.
قاطعت حديثها قائلا هل ترين هذه الصخرة ..
لقد شهدت معى اول ايام هجرك ..
وهي الان تشهد يوم عودتك ..
اسأليها كم جلست هنا و حدثتها ..
كم حفرت حروف اسمك عليها ..
كم بللتها بدموعي ..
ثم التفت اليها و قلت ..
و بعد هذه السنين شفيت و شفي جرحي ..
و يمكنك ان تأخذي مكاني الان ..
فهذه الصخرة لازالت باقة ..
ثم تركتها و ذهبت ..
.
.
نادت علي كثيرا ..
انا عدت اليك فلا تذهب ..
اخذت تهتف بأسمي بأعلى صوتها ..
لم التفت اليها ..ابتعدت كثيرا ..
اختفى صوتها ..
توقفت ..
التفت الى الصخرة فلم اجدها ..
احسست ان جرحي عاد ينزف من جديد ..
اين ذهبت ..؟
ها انا افقدها مرة ثانية ..
رجعت مسرعا الى الصخرة فلم اجدها ..
ناديت عليها ..
هتفت بأسمها ..
لم يجبني الا صوت الموج ..
بقيت وحيدا مرتاعا ارتجف من الحزن ..
ابلل الصخرة بدموعي وقد حفرت عليها قبل ان تذهب حروف اسمينا ..
و بجانبهما .. وداعا ..
نادر