فايزالعربي
19-01-2001, 11:13 PM
هجوم البعض على تعاليم الإسلام العظيمة أصبح اليوم مفضوحاً، خصوصاً من أحد المسلمين، أو إن شئت
تحديداً أكثر للكارثة، تقول: من أحد زعماء المسلمين. قد يكون هجوم أعداء الإسلام على تعاليمه مفهوم
الأسباب، مبرر التوجهات، وذلك للأحقاد المتأصلة، والضغائن الموروثة، والرهبة المتوقعة من سطوة الإسلام
وقوته، لكن أن يكون هذا من أحد أبنائه وقادة شعوبه، فهذا هو الشيء العجاب، والأمر الجلل، ولكنه ورغم
ذلك مفهوم السبب، مكشوف الهدف، معروف القصد، فمن يحادد الله فقد أتى شيئاً ليس بالأمر الهين، فتحريف
كلام الله وحذف بعض كلماته أو الاجتراء على تعاليم الله ونسبتها إلى الشيطان عمل يدل على ذهاب العقل،
وإصابة التفكير بالهوس والجنون، ولسنا نفتري على أحد، فإن هذا ما نشرته الصحف بتاريخ 17-10-2000م عن العقيد القذافي، وهو في الأردن يقول: إن العقيد معمر القذافي أطلق ما زعم بأنه دعوة من أجل "ثورة
ثقافية" تحرر المرأة من ثقل القيود التي يفرضها المجتمع عليها، ومن بينها اللباس، مشيراً إلى أن "الملابس
هي من صنع الشيطان". واعتبر القذافي أن "الملابس هي من صنع الشيطان" مذكراً بأن الشيطان هو الذي
اقترح على آدم وحواء تغطية عورتيهمـا بلباس من ورق الشجر، بعد أن تسبب في إخراجهما من الجنة،
مشدداً على أنه "لا يجب إذن الوقوف كثيراً عند الملابس ووضع القيود عليها انطلاقاً من موروثات عفا عليها
الزمن". وانطلاقاً من هذا التحليل، قدَّم القذافي رؤيته لقضية لباس المرأة في المجتمعات الشرقية، موضحاً أن
الملابس التي نرتديها في العصر الحالي، تختلف عما سبق، معتبراً أن الدين أيضاً يجب أن يساير روح العصر،
وأن ما طرحه الفقهاء المسلمون الأوائل مثل ابن تيمية قد "لا يكون كله مناسباً" في العصر الحالي!. وزعم
القذافي "أن الملابس ليست المعيار الأهم للحكم على الأخلاق وعلى السلوك، وذكر على سبيل المثال
أن "امرأة ترتدي شورتاً يمكن أن يكون سلوكها قويماً، بينما يمكن أن نجد امرأة ترتدي الحجاب وأخلاقها غير
سوية" ! . وإذا أردنا أن نقف وقفة عقلية وشرعية مع العقيد: نقول له، إن لباس المرأة المسلمة ما قرره
الشيطان، وإنما قرره الرحمن سبحانه وتعالى القائل: >> يّا أّيٍَهّا النَّبٌيٍَ قٍل لأّزًوّاجٌكّ $ّبّنّاتٌكّ $ّنٌسّاءٌ الًمٍؤًمٌنٌينّ
يٍدًنٌينّ عّلّيًهٌنَّ مٌن جّلابٌيبٌهٌنَّ ذّلٌكّ أّدًنّى" أّن يٍعًرّفًنّ فّلا يٍؤًذّيًنّ << (الأحزاب:28)، وقوله تعالى: >> $ّلا يٍبًدٌينّ
زٌينّتّهٍنَّ إلاَّ مّا ظّهّرّ مٌنًهّا << (النور:31)، وقول الرسول ص لأسماء بنت أبي بكر: يا "أسماء إن المرأة إذا
بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهــه وكفيــه" (رواه أبو داود)، فعلم أن لبس
المرأة المسلمة مأمور به من رب العزة ومن رسول الله ص، والأدلة في هذا كثيرة ومستفيضة، فكيف يقول
القذافي إنها من صنع الشيطان؟!، ولا نظن أن ادعاءه هذا إلا من صنع شيطانه، ومن أخاليط أبالسته، التي
اقترحت عليه أن تلبس المرأة الشورت بدل اللباس الإسلامي، ثم بعد ذلك يقول: يجب أن يساير الدين روح
العصر، ما هو روح العصر؟! أهو تلك الترهات التي طرحت في الكتاب الأخضر؟ أهو الضياع الذي عليه
الناس، أم هو الدكتاتورية وقتل الحريات وتبديد ثروات الأمة على الملذات، وصناعة المؤامرات، أم هو إفقار
الشعب، وضياع هويته وذهاب ريحه، أم هو التأخر الصناعي والتكنولوجي والثقافي وشرود العقل واتباع
الهوى وحكم البلاد بالحديد والنار، فما تلك إلا فترة نحس ستزول على أيدي رجال ليبيا العقلاء المجاهدين، من
أمثال عمر المختار وغيره، وفي ذلك يقول الشاعر الليبي رجب بوحويـش المعتقل في سجن البريقة: رضينا
بحتف النفوس رضينا ولم نرض أن يُعرف الضيم فينا ولم نرتض العيش إلا عزيزاً ولا نتقي الشر بل يتقينا إذا
قامت الحرب كنا رمالاً إلى الحرب أرسخ من طور سينا ترانا ننادي عليها كأنا شربنا بها خمرة الأندرينا
والقذافي الذي حكم ليبيا لعقود طوال لم يزدها إلا بؤساً، وهي دولة بترولية، ومع ذلك تنخفض معدلات الإنتاج
فيها إلى نسب تصل إلى 40%، ومشاريعها تعاني من صعاب جمة، وتتفشى البطالة وترتفع معدلات التضخم،
ولم يـجد حلاً بعد ذلك إلا بتأميم القطاع الخاص، وما ذلك إلا نتيجة العقلية التي تتصرف بغير فهم أو تدبير
ومازالت التصرفات مستمرة إلى إشعار آخر. وقبل أيام يطلع علينا العقيد بدعوة حجاج بيت الله الحرام بدل أن
يدوخوا في الطواف حول الكعبة، أن يذهبوا إلى القدس، والعقيد بهذا يقترح طوافاً جديداً، ونقول بدلاً من هذه
الأخلاط العقلية وبدلاً من مقاطعة المؤتمرات العربية والإسلامية، تقدم عملياً بشيء نافع لدينك وأمتك، ألِّف
كتيبة مثلاً وأرسلها إلى فلسطين، أرسل إلى المجاهدين ملياراً واحداً من الدولارات من بين 300 مليار
أهدرتها من ثروة ليبيا لتعين مجاهداً، أو تكفل أسرة شهيد، أو تزودها سلاحاً، أو حتى طعاماً لأبطال الحجارة،
بدل من هذا التشكيك في الإسلام في وقت أحوج ما يكون إلى روحه وريحانه وثباته كل الناس وكل المجاهدين،
أعلن الجهاد الإسلامي، كما يعلن اليهود الحرب الصهيونية، اقتد بالأبطال المسلمين بدل الاقتداء بالمنافقين
والمشككين، ولكن يبدو أن فقدان العزيمة في هذا العصر ووعورة الطريق، جعل الرجولة تنهار والفرار من
الإسلام يزداد، لأنه لا يوافق هذه الأيدي المرتعشة التي لا يتم بها نصر أو فلاح. صفة الشجاعة لا تنفك في
تراثنا عن صفات الإيمان، فمن كره الإيمان كره رجاله، وكره جهاده، ولقد كان عمر المختار الذي دوَّخ
الطليان، وشهد له الكل بالبطولة في ليبيا، صاحب قلب حي موصول بالله تعالى يعلِّم القرآن ويحفظه، ويدافع
عنه ويتهجد به، ويتميز بالتقوى والورع، ولهذا كان بطلاً إسلامياً، أما العائبون لدين لله، الفاقدون لروح
الإيمان، الشاردون عن طريق الهداية، فهم أصحاب الهزائم والنكسات والعنتريات والضياع، كان الله في عون
أمتنا وكان الله في عون ليبيا وأصحاب العقول والرجولة فيها.=>
المصدر : مجلة المجتمع
تحديداً أكثر للكارثة، تقول: من أحد زعماء المسلمين. قد يكون هجوم أعداء الإسلام على تعاليمه مفهوم
الأسباب، مبرر التوجهات، وذلك للأحقاد المتأصلة، والضغائن الموروثة، والرهبة المتوقعة من سطوة الإسلام
وقوته، لكن أن يكون هذا من أحد أبنائه وقادة شعوبه، فهذا هو الشيء العجاب، والأمر الجلل، ولكنه ورغم
ذلك مفهوم السبب، مكشوف الهدف، معروف القصد، فمن يحادد الله فقد أتى شيئاً ليس بالأمر الهين، فتحريف
كلام الله وحذف بعض كلماته أو الاجتراء على تعاليم الله ونسبتها إلى الشيطان عمل يدل على ذهاب العقل،
وإصابة التفكير بالهوس والجنون، ولسنا نفتري على أحد، فإن هذا ما نشرته الصحف بتاريخ 17-10-2000م عن العقيد القذافي، وهو في الأردن يقول: إن العقيد معمر القذافي أطلق ما زعم بأنه دعوة من أجل "ثورة
ثقافية" تحرر المرأة من ثقل القيود التي يفرضها المجتمع عليها، ومن بينها اللباس، مشيراً إلى أن "الملابس
هي من صنع الشيطان". واعتبر القذافي أن "الملابس هي من صنع الشيطان" مذكراً بأن الشيطان هو الذي
اقترح على آدم وحواء تغطية عورتيهمـا بلباس من ورق الشجر، بعد أن تسبب في إخراجهما من الجنة،
مشدداً على أنه "لا يجب إذن الوقوف كثيراً عند الملابس ووضع القيود عليها انطلاقاً من موروثات عفا عليها
الزمن". وانطلاقاً من هذا التحليل، قدَّم القذافي رؤيته لقضية لباس المرأة في المجتمعات الشرقية، موضحاً أن
الملابس التي نرتديها في العصر الحالي، تختلف عما سبق، معتبراً أن الدين أيضاً يجب أن يساير روح العصر،
وأن ما طرحه الفقهاء المسلمون الأوائل مثل ابن تيمية قد "لا يكون كله مناسباً" في العصر الحالي!. وزعم
القذافي "أن الملابس ليست المعيار الأهم للحكم على الأخلاق وعلى السلوك، وذكر على سبيل المثال
أن "امرأة ترتدي شورتاً يمكن أن يكون سلوكها قويماً، بينما يمكن أن نجد امرأة ترتدي الحجاب وأخلاقها غير
سوية" ! . وإذا أردنا أن نقف وقفة عقلية وشرعية مع العقيد: نقول له، إن لباس المرأة المسلمة ما قرره
الشيطان، وإنما قرره الرحمن سبحانه وتعالى القائل: >> يّا أّيٍَهّا النَّبٌيٍَ قٍل لأّزًوّاجٌكّ $ّبّنّاتٌكّ $ّنٌسّاءٌ الًمٍؤًمٌنٌينّ
يٍدًنٌينّ عّلّيًهٌنَّ مٌن جّلابٌيبٌهٌنَّ ذّلٌكّ أّدًنّى" أّن يٍعًرّفًنّ فّلا يٍؤًذّيًنّ << (الأحزاب:28)، وقوله تعالى: >> $ّلا يٍبًدٌينّ
زٌينّتّهٍنَّ إلاَّ مّا ظّهّرّ مٌنًهّا << (النور:31)، وقول الرسول ص لأسماء بنت أبي بكر: يا "أسماء إن المرأة إذا
بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهــه وكفيــه" (رواه أبو داود)، فعلم أن لبس
المرأة المسلمة مأمور به من رب العزة ومن رسول الله ص، والأدلة في هذا كثيرة ومستفيضة، فكيف يقول
القذافي إنها من صنع الشيطان؟!، ولا نظن أن ادعاءه هذا إلا من صنع شيطانه، ومن أخاليط أبالسته، التي
اقترحت عليه أن تلبس المرأة الشورت بدل اللباس الإسلامي، ثم بعد ذلك يقول: يجب أن يساير الدين روح
العصر، ما هو روح العصر؟! أهو تلك الترهات التي طرحت في الكتاب الأخضر؟ أهو الضياع الذي عليه
الناس، أم هو الدكتاتورية وقتل الحريات وتبديد ثروات الأمة على الملذات، وصناعة المؤامرات، أم هو إفقار
الشعب، وضياع هويته وذهاب ريحه، أم هو التأخر الصناعي والتكنولوجي والثقافي وشرود العقل واتباع
الهوى وحكم البلاد بالحديد والنار، فما تلك إلا فترة نحس ستزول على أيدي رجال ليبيا العقلاء المجاهدين، من
أمثال عمر المختار وغيره، وفي ذلك يقول الشاعر الليبي رجب بوحويـش المعتقل في سجن البريقة: رضينا
بحتف النفوس رضينا ولم نرض أن يُعرف الضيم فينا ولم نرتض العيش إلا عزيزاً ولا نتقي الشر بل يتقينا إذا
قامت الحرب كنا رمالاً إلى الحرب أرسخ من طور سينا ترانا ننادي عليها كأنا شربنا بها خمرة الأندرينا
والقذافي الذي حكم ليبيا لعقود طوال لم يزدها إلا بؤساً، وهي دولة بترولية، ومع ذلك تنخفض معدلات الإنتاج
فيها إلى نسب تصل إلى 40%، ومشاريعها تعاني من صعاب جمة، وتتفشى البطالة وترتفع معدلات التضخم،
ولم يـجد حلاً بعد ذلك إلا بتأميم القطاع الخاص، وما ذلك إلا نتيجة العقلية التي تتصرف بغير فهم أو تدبير
ومازالت التصرفات مستمرة إلى إشعار آخر. وقبل أيام يطلع علينا العقيد بدعوة حجاج بيت الله الحرام بدل أن
يدوخوا في الطواف حول الكعبة، أن يذهبوا إلى القدس، والعقيد بهذا يقترح طوافاً جديداً، ونقول بدلاً من هذه
الأخلاط العقلية وبدلاً من مقاطعة المؤتمرات العربية والإسلامية، تقدم عملياً بشيء نافع لدينك وأمتك، ألِّف
كتيبة مثلاً وأرسلها إلى فلسطين، أرسل إلى المجاهدين ملياراً واحداً من الدولارات من بين 300 مليار
أهدرتها من ثروة ليبيا لتعين مجاهداً، أو تكفل أسرة شهيد، أو تزودها سلاحاً، أو حتى طعاماً لأبطال الحجارة،
بدل من هذا التشكيك في الإسلام في وقت أحوج ما يكون إلى روحه وريحانه وثباته كل الناس وكل المجاهدين،
أعلن الجهاد الإسلامي، كما يعلن اليهود الحرب الصهيونية، اقتد بالأبطال المسلمين بدل الاقتداء بالمنافقين
والمشككين، ولكن يبدو أن فقدان العزيمة في هذا العصر ووعورة الطريق، جعل الرجولة تنهار والفرار من
الإسلام يزداد، لأنه لا يوافق هذه الأيدي المرتعشة التي لا يتم بها نصر أو فلاح. صفة الشجاعة لا تنفك في
تراثنا عن صفات الإيمان، فمن كره الإيمان كره رجاله، وكره جهاده، ولقد كان عمر المختار الذي دوَّخ
الطليان، وشهد له الكل بالبطولة في ليبيا، صاحب قلب حي موصول بالله تعالى يعلِّم القرآن ويحفظه، ويدافع
عنه ويتهجد به، ويتميز بالتقوى والورع، ولهذا كان بطلاً إسلامياً، أما العائبون لدين لله، الفاقدون لروح
الإيمان، الشاردون عن طريق الهداية، فهم أصحاب الهزائم والنكسات والعنتريات والضياع، كان الله في عون
أمتنا وكان الله في عون ليبيا وأصحاب العقول والرجولة فيها.=>
المصدر : مجلة المجتمع