اقوى1
13-02-2001, 06:33 PM
حاجتنا الى فتح النوافذ الان اصبحت ملحة ... فقط قليل من الهواء للتنفس .. وشئ من الضوء لنشاهد بعضنا البعض .. وماذا للنوافذ اصلا الا ان تفتح وان طال الزمن على المكان الذي نعيش فيــه : بضيقه واريحيته .. او بصخبه وهدوئه ... ولكن : هل اصبح المجتمع السعودي قافلة تسير في ظلام دامس من غير حداء ولا دليل .. ؟؟ هذا ما تفتح عليه وعيي وانا اراقب الاطروحات الجميلة للأخوة الكرام في هذه الساحة الفاتنة عن اسباب التخلف الذي يلف المجتمع السعودي ... كان بعضها يدور في فلك الاصلاح السياسي كخطوة اولى نحو تفعيل اليات المجتمع المدني .. بينما الباقي يشدد على الحل الاسلامي الاصولي .. ولا يتورع قلة عن التأكيد بأن كل شئ على ما يرام ...
بيد ان المشكلة التي شممتها بأنفي تقول شئ اخر : وهي ان المشكلة ثقافية بالدرجه الأولى .. وان العطب الثقافي هو الذي قادنا الى ما نحن فيه من تخلف .. فذاك السلفي القح الملتحي لديه نفس المشكله الثقافيه التي لدى هذا الليبرالي ( اللي بدون شنب ).. لذا نجد صعوبة في طرح قضايانا والتحاور في هذه العتمة الثقافية التي لم نشهد لها مثيلا في تاريخنا الاسلامي السحيق .
ازعم اني استطعت ان اقبض على ثمانية اسباب .. مهلا هل قلت ثمانية اسباب ؟؟؟؟ اذا صحح عندك : استطعت ان اقبض على ثمانية عاهات من جملة عاهات متعددة هربت من يدي كالزئبق .. وأزعم ان علاجها خطوة عملاقة نحو اصلاح الخلل واغتيال القدسية التي احطنا بها انفسنا وصدق جل وعلا في كتابه الكريم : (( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ..
والعاهات الثقافيه هي في نظري :
* افتقادنا لفضيلة الحوار :
وهي نقطة مهمة لفهم سيكولوجية المواطن السعودي ، فمذ هو طفل وهو يتلقى التعليم بطريقة التلقين لا الحوار : مع والديه في البيت ، مع مدرسه في المدرسه .. مع شيخه في المسجد .. مع دكتوره في الجامعة .. وهو ما افضى الى مسخ شخصيته وعدم قدرته على مخاطبة الاخر او افتقاده الى اداب الحوار والتسفيه الذي نمارسه مع من يخالفنا والذي قد يصل الى حد التكفير والردة ، لأن لدي انا المعرفة الشاملة القاطعة الصحيحة .. بينما لا تملك انت شيئا .. انت تصفني بالظلامي والرجعي وانا اصفك بالخبيث المتزندق ... وهو سبب رئيس بالتقسيمات الذي برعنا فيه من اسلامي الى علماني ومن جامي الى سروري ..........الخ
* نظرية المؤامرة ولوم الاخر :
كل مصائبنا من الاخر اما نحن فحاشا لله ان نخطئ .. فالامبرياليه الصهيونية هي السبب في تخلف العرب ، واذا ما قدر الله وحدث حادث مروري فالسبب كالعادة هو ( الكفر ضرب معي ) او ( واحد الله لا يعافيه حدني ) ، والمقصد ان اخراجنا لهذه الظاهرة من حجمها الطبيعي لتكون المشجب الذي نعلق عليه مصائبنا ساهم في تهميش ( النقد الذاتي ) وتكريس بعبع الموساد والمخابرات الامريكيه ......الخ
* الثقافه المسطحة :
فنحن امة لاتقرأ .. واذا ما قرأت فزواج احلام وطلاق فيفي عبده هو ما تقع عليه اعيننا ، لذا لم يكن من المفاجأة ان يقول شاب سعودي عندما واجه سؤالا عن كوفي عنان بأنه حارس منتخب الكاميرون او يكتشف اخر ان صلاح الدين رابع الخلفاء الراشدين .. ولن اسهب في شرح هذه النقطة فقط سوف اضع احصائية لليونسكو لمعدل قراءة الصحف في بعض الدول ومنها السعودية لكل الف نسمة لنعرف حجم الكارثة: السعوديه (39) ، مصر(57) ، البرازيل (62) ، الكيان الصهيوني ( 189) ، كوريا الجنوبية ( 280) ، امريكا ( 227 ) ، بريطانيا ( 395 ) ، اليابان ( 581 ) .................وكيف الحال يا شباب ؟
* افتقادنا الى التنظيم والتخطيط :
فالطابور في البنوك يحتاج الى جيش مدرب لضبطه، والتسيب في الشوارع لا يحتاج الى تعليق ، ونحن لا نكتشف ان غدا اول يوم من رمضان الا في 30 شعبان ولك ان تتخيل مالذي يحدث في الأسواق من هستيريا الشراء والازدحام الشديد ، ولايوجد بيننا من يخطط لستة اشهر او سنة .
* العنصرية المقيته :
فالنجدي لا يحب اهل الحجاز لأنهم كما يقول ( طرش بحر ) والجنوبي ( 07) والعكس صحيح لأن النجدي ( بدوي معفن ) .......الخ من التنابز بالاالقاب وكأن الله لم يكرمنا بالاسلام وبكوننا ابناء وطن واحد ، وهذه المشكلة تتورم في تقلد المناصب وازدهار المحسوبيات بناء على ( من وين انت ) .
* فوضى الاوليات :
وهو سبب مهم في اهمالنا لقضايا حساسة لحساب قضايا اقل اهميه ، لذا لم يكن من المستغرب ان نسمع عبارة ( الروافض اشد خطورة من اليهود والنصارى ) في وقت لا يفتا اليهود فيه على اعمال اسلحتهم في نحورنا ، ولا عن ذاك الصخب المبالغ فيه في قضية ( قيادة المرأة للسيارة ) وكأن كل مشاكلنا الكبرى انتهت ولم يتبق الا هذه .
* الوطنية المفقودة :
لا ادري لماذا احس ان السعودي لا يحب وطنه مثلما يفعل المصري او الكويتي مثلا .. هل هو نقص في الولاء ؟ ام في التربية ؟ وهذه العاهة تكون اكثر وضوحا لدى السائح السعودي في الخارج الذي يدرك انه يمثل وطنه .. وما رقص الشباب السعودي المخجل في الحفلات الفضائية واعمال الشغب التي يقومون بها الا مؤشر مهم على عدم الحرص على الوطن .
* النظرة الدونية للعمل المهني :
فنحن مغرمين بالشهادات والمناصب ولا يجد العمل المهني تقديره لدينا ، والمئات ملايين من الريالات التي تحول شهريا الى البلدان الاخرى لاتفتح شهيتنا للعمل المهني ، وليس من المستغرب ان نسمع عن حلاق هندي دخله الشهري عشرة الاف او ميكانيكي مصري يربح عشرين الف .
وبعد ايها الأخوة ...
الاصلاح ان اردناه يبدأ من المجتمع .. والديمقراطية لاتجدي بدون مجتمع واعي مثقف يستطيع ان يقرأ في خطواته المستقبل وهي تقدح المسافة بين الأرض والسماء ..
هل نعي ذلك ؟
هل؟
بيد ان المشكلة التي شممتها بأنفي تقول شئ اخر : وهي ان المشكلة ثقافية بالدرجه الأولى .. وان العطب الثقافي هو الذي قادنا الى ما نحن فيه من تخلف .. فذاك السلفي القح الملتحي لديه نفس المشكله الثقافيه التي لدى هذا الليبرالي ( اللي بدون شنب ).. لذا نجد صعوبة في طرح قضايانا والتحاور في هذه العتمة الثقافية التي لم نشهد لها مثيلا في تاريخنا الاسلامي السحيق .
ازعم اني استطعت ان اقبض على ثمانية اسباب .. مهلا هل قلت ثمانية اسباب ؟؟؟؟ اذا صحح عندك : استطعت ان اقبض على ثمانية عاهات من جملة عاهات متعددة هربت من يدي كالزئبق .. وأزعم ان علاجها خطوة عملاقة نحو اصلاح الخلل واغتيال القدسية التي احطنا بها انفسنا وصدق جل وعلا في كتابه الكريم : (( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ..
والعاهات الثقافيه هي في نظري :
* افتقادنا لفضيلة الحوار :
وهي نقطة مهمة لفهم سيكولوجية المواطن السعودي ، فمذ هو طفل وهو يتلقى التعليم بطريقة التلقين لا الحوار : مع والديه في البيت ، مع مدرسه في المدرسه .. مع شيخه في المسجد .. مع دكتوره في الجامعة .. وهو ما افضى الى مسخ شخصيته وعدم قدرته على مخاطبة الاخر او افتقاده الى اداب الحوار والتسفيه الذي نمارسه مع من يخالفنا والذي قد يصل الى حد التكفير والردة ، لأن لدي انا المعرفة الشاملة القاطعة الصحيحة .. بينما لا تملك انت شيئا .. انت تصفني بالظلامي والرجعي وانا اصفك بالخبيث المتزندق ... وهو سبب رئيس بالتقسيمات الذي برعنا فيه من اسلامي الى علماني ومن جامي الى سروري ..........الخ
* نظرية المؤامرة ولوم الاخر :
كل مصائبنا من الاخر اما نحن فحاشا لله ان نخطئ .. فالامبرياليه الصهيونية هي السبب في تخلف العرب ، واذا ما قدر الله وحدث حادث مروري فالسبب كالعادة هو ( الكفر ضرب معي ) او ( واحد الله لا يعافيه حدني ) ، والمقصد ان اخراجنا لهذه الظاهرة من حجمها الطبيعي لتكون المشجب الذي نعلق عليه مصائبنا ساهم في تهميش ( النقد الذاتي ) وتكريس بعبع الموساد والمخابرات الامريكيه ......الخ
* الثقافه المسطحة :
فنحن امة لاتقرأ .. واذا ما قرأت فزواج احلام وطلاق فيفي عبده هو ما تقع عليه اعيننا ، لذا لم يكن من المفاجأة ان يقول شاب سعودي عندما واجه سؤالا عن كوفي عنان بأنه حارس منتخب الكاميرون او يكتشف اخر ان صلاح الدين رابع الخلفاء الراشدين .. ولن اسهب في شرح هذه النقطة فقط سوف اضع احصائية لليونسكو لمعدل قراءة الصحف في بعض الدول ومنها السعودية لكل الف نسمة لنعرف حجم الكارثة: السعوديه (39) ، مصر(57) ، البرازيل (62) ، الكيان الصهيوني ( 189) ، كوريا الجنوبية ( 280) ، امريكا ( 227 ) ، بريطانيا ( 395 ) ، اليابان ( 581 ) .................وكيف الحال يا شباب ؟
* افتقادنا الى التنظيم والتخطيط :
فالطابور في البنوك يحتاج الى جيش مدرب لضبطه، والتسيب في الشوارع لا يحتاج الى تعليق ، ونحن لا نكتشف ان غدا اول يوم من رمضان الا في 30 شعبان ولك ان تتخيل مالذي يحدث في الأسواق من هستيريا الشراء والازدحام الشديد ، ولايوجد بيننا من يخطط لستة اشهر او سنة .
* العنصرية المقيته :
فالنجدي لا يحب اهل الحجاز لأنهم كما يقول ( طرش بحر ) والجنوبي ( 07) والعكس صحيح لأن النجدي ( بدوي معفن ) .......الخ من التنابز بالاالقاب وكأن الله لم يكرمنا بالاسلام وبكوننا ابناء وطن واحد ، وهذه المشكلة تتورم في تقلد المناصب وازدهار المحسوبيات بناء على ( من وين انت ) .
* فوضى الاوليات :
وهو سبب مهم في اهمالنا لقضايا حساسة لحساب قضايا اقل اهميه ، لذا لم يكن من المستغرب ان نسمع عبارة ( الروافض اشد خطورة من اليهود والنصارى ) في وقت لا يفتا اليهود فيه على اعمال اسلحتهم في نحورنا ، ولا عن ذاك الصخب المبالغ فيه في قضية ( قيادة المرأة للسيارة ) وكأن كل مشاكلنا الكبرى انتهت ولم يتبق الا هذه .
* الوطنية المفقودة :
لا ادري لماذا احس ان السعودي لا يحب وطنه مثلما يفعل المصري او الكويتي مثلا .. هل هو نقص في الولاء ؟ ام في التربية ؟ وهذه العاهة تكون اكثر وضوحا لدى السائح السعودي في الخارج الذي يدرك انه يمثل وطنه .. وما رقص الشباب السعودي المخجل في الحفلات الفضائية واعمال الشغب التي يقومون بها الا مؤشر مهم على عدم الحرص على الوطن .
* النظرة الدونية للعمل المهني :
فنحن مغرمين بالشهادات والمناصب ولا يجد العمل المهني تقديره لدينا ، والمئات ملايين من الريالات التي تحول شهريا الى البلدان الاخرى لاتفتح شهيتنا للعمل المهني ، وليس من المستغرب ان نسمع عن حلاق هندي دخله الشهري عشرة الاف او ميكانيكي مصري يربح عشرين الف .
وبعد ايها الأخوة ...
الاصلاح ان اردناه يبدأ من المجتمع .. والديمقراطية لاتجدي بدون مجتمع واعي مثقف يستطيع ان يقرأ في خطواته المستقبل وهي تقدح المسافة بين الأرض والسماء ..
هل نعي ذلك ؟
هل؟