PDA

View Full Version : * مقدمة لسورة البقرة *


جيون
08-04-2001, 03:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسم سورة البقرة يثير الأنتباه .. فمن الغريب أن يأتي الله في كتابه العزيز اسم " البقرة " وهي لم تكن حيوانا معروفا أو من الأنعام التي يعرفها العرب في بيئتهم العربية في ذلك والوقت .. من قصة البقرة سنعرف القضية الأساسية التي تدور حولها الا وهي "الإيمان بالبعث ".. ... فالإيمان بالبعث هو أساس الدين .. فمن لا يؤمن بالأخرة والبعث والحساب يفعل ما يشاء في الدنيا دون أي وازع .. هكذا تصبح الدنيا غابة .. والدين بلا مفهوم .. فتزول الغاية الحقيقية من العبادة وهي الحياة الأخروية و التي يستعد لها الإنسان من خلال دنياه .. لهذا الإيمان بالأخرة من بعث وحساب ..

علمنا أن الدنيا هي دار إختبار .. أما الأخرة هي دار النعيم المقيم .. ففي الدنيا إما أن نفارق النعمة وإما تفارقنا بالموت أو تفارقنا بالزوال عنا .. أما الحياة التي لا تفارقنا فيها النعمة ولا تزول عنا هي في الأخرة .. لذلك كل عمل المؤمن في الدنيا مقصود به الجزاء في الأخرة ..

فقضية الإيمان كلها مبنية على الإيمان بالبعث .. وسورة البقرة فيها تجربة حدثت مع بني اسرائيل .. ورأوا البعث وهم ما زالوا في الدنيا .. حين بعث الله سبحانه وتعالى قتيلا لينطق باسم قاتله .. ثم مات بعد ذلك

القصة أن رجلا من بني اسرائيل .. كان ثريا يملك المال الكثير ولم يكن له ولد يرثه .. فتآمر عليه ابن أخيه فقتله ليلا ثم أخذ الجثة وألقاها في مكان قريب من إحدى القرى المجاورة ليتهم أه لهذه القرية بقتله .. وصحا أهل القرية ليجدوا جثة القتيل على باب قريتهم .. واتهموا فيه وقالوا لم نقتله . وقال أقارب القتيل بل أنتم الذين قتلتموه .. واحتدم الخلاف وذهبوا الى موسى عليه السلام . وقالوا ان الخلاف قد احتدم .. فاسأل لنا ربك أن يكشف لنا عن القاتل .. وجاءت القصة في سورة البقرة

في قوله تعالى : ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة وقالوا أتتخذنا هزوا قال أوعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالو ادع لنا ربك يبين لنا مالونها قال إنه ييقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالو ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الأن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * وإذ قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذالك يحي الله الموتى ويريكم ءاياته لعلكم تعقلون )

وهكذا نرى ان الله سبحانه وتعالى أمر بني اسرائيل أن يذبحوا البقرة , ولو أنهم ذبحوا أية بقرة وأخذوا بعضا منها ليضربوا به القتيل . لعادت الحياة اليه ونطق باسم قاتله .. ولكنهم بدلا من أن يستقبلوا أوامر الله سبحانه وتعالى بالتنفيذ .. استقبلوها أولا بعدم التصديق .. و ( قالوا أتتخذنا هزوا ) وظلوا يشددون على انفسهم بطلب أوصاف البقرة حتى جاء الايضاح من الحق تبارك وتعالى بعمر البقرة ولونها وكل ما يخصها

وكان لهذا حكمة عند الله سبحانه وتعالى لخدمة قضية ايمانية اخرى ..

فقد كان هناك رجل صالح من بني اسرائيل .. يتحرى الدقة في كسبه ولا يرضى إلا بالحلال .. وكان رجلا يبتغي وجه الله في كل ما يفعل .. وعندما حضرته الوفاة كانت ثروته هي بقرة صغيرة وكان ابنه طفلا .. واحتار الرجل من يوصى على هذه البقرة التي هي كل ثروته التي تركها لابنه وزوجته .. واتجه الى الله سبحانه وتعالى وقال اللهم اني استودعتك هذه البقرة فاحفظها لابني حتى يكبر . لأنه لم يجد أمينا على ابنه إلا يد الله سبحانه وتعالى . ثم قال لزوجته إني لم أجد يدا أمن من يد ربي استودعته البقرة الصغيرة .. وسألته زوجته أين البقرة ؟ قال أطلقتها في المراعي .. ثم أسلم الروح

وكبر الابن فحكت له أمه . ما حدث فقال الابن وأين اجد البقرة لأستردها ؟ قالت الأم لقد استودع ابوك البقرة عن خالق الكون .. فقل اني أتوكل على الله وابحث عنها . قال الابن اللهم رب ابراهيم ويعقوب رد علي ما استودعك أبي .. ثم انطلق الى الحقل فوجد البقرة .. وكانت هذه هي البقرة التي ذكرت أوصافها لبني اسرائيل .. فذهبوا ليشتروها فقال الأبن لن أبيعها إلا بملء جلدها ذهبا فدفعوا له ..

وهكذا نجد أن صلاح الأب يجعل الله حفيظا على اولاده يرعاهم وييسر لهم أمورهم .. وتلك الحكمة الإلهية فجعل الرجل الصالح يستودع ما كان يملك عند الله .. بارك الله له فيه ووجد ابنه عندما يبلغ سن الشباب ثروة كبيرة ..

وعندما ذبحوا البقرة ضربوا ببعضها القتيل كما أمرهم الله سبحانه وتعالى فإذا به يبعث وينطق اسم قاتله ثم يموت مرة أخرى .. وهكذا سميت السورة باسم سورة البقرة إثباتا لقضية اساسية في الدين وهي قضية الايمان بالبعث ..

laila2001
08-04-2001, 05:07 PM
سبحان الله أخيتي .. هذا الأسبوع طلب مني ابن أخي أن ألخص له موضوع قصة بقرة بني إسرائيل وأطبعه .. ولحاجة ما في نفس يعقوب خزنت الموضوع عندي في الجهاز بعد الطباعة .. يمكن علشان أشاركج الموضوع !!!!! سبحان الله ..
إليكم القصة ..
قال ابن عباس وعبيده السلماني وأبوالعالية ومجاهد والسدي،وغير واحد من السلف:كان رجل في بني إسرائيل كثير المال،وكان شيخا كبيرا،وله بنوا أخ،وكانوا يتمنون موته ليرثوه،فعمد أحدهم فقتله في الليل وطرحه في مجمع الطريق،ويقال على باب رجل منهم.
فلما أصبح الناس اختصموا فيه،وجاء ابن أخيه فشكا أمر عمه إلى رسول الله موسى صلى الله عليه وسلم.فقال موسى عليه السلام:(أنشد الله رجلا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به) فلم يكن عند أحد منهم علم منه.وسألوه أن يسأل في هذه القضية ربه عز وجل.فسأل ربه عز وجل في ذلك،فأمره الله أن يأمرهم بذبح بقره .فقال(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقره،قالوا أتتخذنا هزوا)يعنون نحن نسألك عن أمر هذا القتيل ،وأنت تقول لنا هذا؟(قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) أي أعوذ بالله أن أقول عنه غير ما أوحي إلي،وهذا الذي أجابني حين سألته عما سألتموني أن أسأله فيه.قال ابن عباس وعبيده ومجاهد وعكرمة والسدي وأبو العالية وغير واحد:فلو أنهم عمدوا إلى أي بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها ،ولكن شددوا فشدد عليهم.
وقد ورد فيه حديث مرفوع،وفي إسناده ضعيف.
فسألوا عن صفتها ،ثم عن لونها،ثم عن سنها،فأحسوا بما عز وجوده عليهم.والمقصود أنهم أمروا بذبح بقرة عوان،وهي الوسط النصف بين الفارض وهي الكبيرة،والبكر وهي الصغيرة،قاله ابن عباس ومجاهد وأبو العالية وعكرمة والحسن وقتادة وجماعة .ثم شددوا وضيقوا على أنفسهم فسألوا عن لونها،فأمروا بصفراء فاقع لونها،أي مشرب بحمره،تسر الناظرين.وهذا اللون عزيز،ثم شددوا أيضا(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون).
(قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها ، قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون ) وهذه الصفات أضيق مما تقدم ؛ حيث أمروا بذبح بقرة ليست بالذلول ، وهي المذللة بالحراثة وسقي الأرض بالساقية ، مسلمة ، وهي الصحيحة التي لا عيب فيها ، قال أبو العالية وقتادة : وقوله (لا شية فيها) أي ليس فيها لون يخالف لونها ، بل هي مسلمة من العيوب ، ومن مخالطة سائر الألوان . فلما حددها بهذه الصفات ، وحصرها بهذه النعوت والأوصاف (قالوا الآن جئت بالحق) .
ويقال إنهم لم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم كان بارا بأبيه ، فطلبوها منه فأبى عليهم ، فأرغبوه في ثمنها حتى أعطوه ، فيما ذكره السدي ، بوزنها ذهبا فأبى عليهم ، حتى أعطوه بوزنها عشر مرات ، فباعها منهم .
فأمرهم نبي الله موسى عليه السلام بذبحها (فذبحوها وما كادوا يفعلون) أي وهم يترددون في أمرها . ثم أمرهم عن الله أن يضربوا ذلك القتيل ببعضها قيل بلحم فخذها ، وقيل بالعظم الذي يلي الغضروف وقيل : بالبضعة التي بين الكتفين ، فلما ضربوه ببعضها أحياه الله تعالى ، فقام وهو تشخب أوداجه ، فسأله نبي الله موسى من قتلك ؟ قال : قتلني ابن أخي . ثم عاد ميتا كما كان .
قال الله تعالى (كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون) . أي كما شاهدتم إحياء هذا القتيل عن أمر الله له ، كذلك أمره في سائر الموتى ، إذ شاء إحياءهم في ساعة واحدة كما قال : (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ).

جيون
09-04-2001, 02:28 PM
.. أختنا ليلى .. بارك الله فيما كتبت وأجتهدتي :)

من خلال اسم وقصة السورة "البقرة "هناك دروس مستفادة ومنها ...

* رحمة الله تعالى ببني اسرائيل ان قرب لهم قضية الايمان بالبعث من القصة " فهي القضية الاساسية "

* جحود بني اسرائيل المتكرر في كل المواقف وارتدادهم عن الحق

* غلظتهم واستهزاءهم بالله تعالى ونبيهم موسى عليه السلام


من يكمل بعض الدروس المستفادة من قصة البقرة !!؟

حرف
09-04-2001, 04:11 PM
وعليكي السلام والرحمه

سبحان الله في خلقه من البعث الي قيام الساعه وله شؤون فيهم.

سيدنا موسي من اشد الانبياء حيث ذكر في السيره انه من شدة غضبه القي الالواح التي بها كلام الله عندما ارتد بني اسرائيل وعبدو الاصنام....الخ.

بني اسرائيل لاياتون الا بالقوه هكذا يعلمنا انبياء الله في سيرة انبيائه مع بيني اسرائيل.

كم عانا موسي معهم حيث قدم لهم 9 معجزات في حياته مع فرعون قبل ان يهاجر ببني اسرائيل ثم قدم لهم العديد من المعجزات بعد الهجره ولكن مع كل ذلك كان الجحود منهم .

سبحان الله شعب او امه قد تعودت الا تأتي الا بالقتل والسيف فسيدنا محمد برهن علي ذلك عندما اجلي يهود المدينه من المدينه وفي قصته معهم في غزوة الاحزاب برهان علي خياناتهم.


سيدنا موسي قدم لبني اسرائيل الكثير من المعجزات فقط حتي يثبة الله ق لوبهم للايمان وينجيهم ومع ذلك كان الغدر منهم فما تمضي ايام علي انتهاء المعجزه حتي يتنكرو لله ورسوله فتنحرف بهم نفسهم الي عباده اخري .

ومن العجيب انهم لاينحرفو الي المعاصي ويستمرو في عقيدتهم كلا بل يتركو العقيده كامله مره واحده ففي قصتهم عندما مرو علي قوم يعبدون الصنم طلبو من موسي ان يضع لهم صنم. وفي قصة العجل دليل اخر.


اليوم ماذا نفعل مع اليهود؟


يهود الكفر والباطل نحن نتمني تواجدنا تحتهم وليس ذلك فقط بل نقتل وناسر من يقول منا لاتركنو لليهود نقيم معهم الوعود وهم ينقضونها ومع ذلك لانعتبر من سيرة محمد بل نقيم معهم وعود اخري.

سبحان الله اليوم لاتحركنا العقيده كما حركت محمد وصحبه وكماحركت نبينا موسي بل تحركنا الاهواء الشخصيه في التعامل مع اليهود مع علمنا انهم الشعب الوحيد الذي لعنه الله في كتابه والامه الوحيده التي حذرنا منها رسولنا محمد والامه الوحيده التي عرف عنها علي مر العصور الغدر والخيانه ومع ذلك نقتل بعضنا بعض لننال شرف الجلوس تحت القدم اليهوديه.


لاوالله ان من يسر علي دربهم ليس بمسلم العقيده والقلب بل مسلم اللسان ارتضي لنفسه الدنيا وباع الاخر ورتضي لنفسه الذل وباع الشرف، ان الجماهير التي خرجت قبل شهور للانتفاظه هي الجماهير الصادقه القلوب وان غطتها المعاصي والخوف ولكن صادقه.


قصة اليهود مع المسلمين قصه متكرره في كل عصر من عصور الله وحكم الله فيهم في الارض هو الفناء فكيف نرضي لهم البقاء.



حرف

جيون
10-04-2001, 01:05 PM
.. جزيت الخير أخي حرف ..

بوركت فسورة البقرة كشفت لنا نفسيات بني اسرائيل بكل تفاصيلها ... والامس مثل اليوم ... فاليهود لم تتغير شخصياتهم .. لؤم وجحود ونكران للنعم ...


هم يترقبون أيات الله والتي تخصهم ويتابعون تفسيراتها أكثر منا .. وهم يدركون بإنها الحق وانها جاءت بمواصفات دقيقه تشكف نواياهم وطبائعهم .... هذا الشعراوي رحمة الله عليه قد فسر بعض الايات وعندما وضح حالات بني اسرائيل ونفسياتهم جاءه امر من السلطات العليا ان توقف عن ذكرك لليهود بل تجاوز الايات ولا تفسرها ولا تذكرهم بأي خبر كان .... سبحان الله هم يراقبون ويصدقون كتاب الله أكثر منا بل يدرسون الايات بتمعن لا للتصديق ولكن من شدة خوفهم من ان تكشف طبائعهم ... وتنشر بين الناس ...