درب العرب
11-04-2001, 02:26 AM
الأموال التي تصرف على الإعلام الخارجي وتصرف من أجل شراء المراكز والمؤسسات ذات التأثير السياسي والاجتماعي طائلة جداً، وكذا الأموال التي تصرف على شراء الذمم في الداخل وإغراء العلماء و(بخشيش) المفكرين والتحكم الكامل بوسائل الإعلام الداخلي. لماذا يبقى الصرف في هذا الميدان طائلاً، بل يزيد أضعافاً بعدما تعرضت الميزانية لما تعرضت له من تخفيضات؟ لمااذا يستدين ابن سعود من أجل أن يمضي هذا البرنامج الضخم الذي يكلف بمجموعه مليارات الدولارات. إن من المعلوم بالضرورة أن هذا النشاط الضخم ليس أبد اً لخدمة الإسلام ولا للدفاع عن تاريخ الأمة وشعب الجزيرة وبالتأكيد ليس أبداً لقول الحق وبيان الباطل. إن هدف هذا المشروع الضخم هو هدف واحد: الكذب!. الكذب على الداخل بأن آل سعود يعملون بالإسلام ويطبقون الشريعة ويصرفون الأموال لمصلحة البلد ورفع مستوى الخدمات، والكذب على الخارج بأن هذا النظام نظام مستقر تعيش رعيته عيشة رغيدة، وولاءً مطلقاً لحكامهم. وإن لم يحصل كذب مباشر فعلى الأقل تحجب الحقيقة وفي ذلك كفاية. ولكن لماذا يجعل آل سعود من أولوياتهم المالية الصرف من أجل الكذب بهذه الطريقة ويصرون على الاسترسال في ذلك حتى بعد الأزمة المالية وضعف الاقتصاد؟ بل لا يتورعون عن رفع الأسعار والرسوم على الناس من أجل ضمان هذا المشروع! وفي الوقت الذي قلصت الدولة كل مصروفاتها على مستوى الخدمات لم يتأثر هذا البرنامج التضليلي الضخم بل لقد زاد. فما هو اللغز؟.
قطعاً ليس السبب هو مجرد رغبة آل سعود أن يمدحهم الإعلام العالمي أو يثني عليهم العلماء والكتاب بل إن السبب أعمق وأهم وأبعد من ذلك.
السبب أن هذا البرنامج التضليلي الضخم تعرض لتَحَدٍّ جديد. هذا التحدي لم يأت من قوة مالية ولا من نفوذ سياسي عالمي. التحدي جاء من حيث لم يعلم النظام، من القلب من حيث يعتقد النظام أنه حصل على شرعيته. وجاء التحدي من خلال نفس الطريق، خطاب عالمي مسموع وخطاب محلي مؤثر. السلاح الوحيد الذي يتسلح به هذا التحدي الخطير هو "الحقيقة" هو قول الصدق وفضح الكذب وكشف الباطل.
لقد خرج التحدي من ذات المنطلقات التي قام عليها النظام ، والمقومات التي يتكئ عليها. لقد تمثل هذا التحدي في كل التيار الإصلاحي الكبير الذي يضم العلماء وأساتذة الجامعات والتجار وآحاد الناس. لقد خاطب هذا التيار الإصلاحي كلا من الداخل والخارج بلغة سهلة مفهومة ، لغة لا تحتاج إلى أموال ولا إلى شركات ومؤسسات ، إنها لغة الحقيقة. لقد بدا جلياً أن خطاب هذه المجموعة نفّاذ، ينفد خلال كل حواجز النظام ويصل الجهة المقصودة بفعالية وأداء جيد. وماذ بعد؟ لم يقدم هذا التيّار نقداً لاذعاً وسبّاً وشتيمةَ وتخطئةَ مجردة. لقد عرض الحلول عرضها بشكل نظري وبشكل عملي وضحّى من أجل التصريح بها والضغط لإنجازها. أي شخصية من ال سعود أو أي بوق من أبواقهم الإعلامية السياسية يمكن أن يجاري واحداً من رموز هذا التيار الذي يتكلم بلغة الحقيقة. وعندما نطقت نطقت (....).
لا غرو أن يصاب ابن سعود بعد ذلك بالهلع. هذا النشاط الجديد أصاب منه مقتلاً، الأمة التي ضحك عليها ولبس عليها دهراً من الزمن فجأة اطلعت على الحقيقة بل على الحقائق، لا إسلام، لا شريعة، خيانات، سرقات، استخفاف بالناس، الخير لهم وفتات الموائد للشعب المسكين. العالم الخارجي الذي كان يستمتع بالحديث عن مجالس الأمراء العامرة التي تفوق برلمانات العالم انفتح دفعة واحدة. الأسرة غارقة في الانحراف والخلافات، التلاعب بالأموال ليس له مثيل ، ديكتاتورية آل سعود فريدة من نوعها. وأخيراً وهو أخطر ما سمعه بن سعود، الإعلام الغربي بدأ يتحدث عن مستقبل المملكة. هل هذا النظام مستقر؟ وبدأ ابن سعود يعيش هذا الإسقاط الجديد. هل يثق الغرب بمستقبل المملكة تحت قيادة آل سعود. الكذب الذي مارسه آل سعود من خلال هذه الآلة الإعلامية والثقافية الضخمة انكشف دفعة واحدة، والفوضى المترتبة على هذا الانكشاف لا تسمح للنظام بأن يلتقط أنفاسه ويعيد النظر في سياسته، الحل الوحيد في نظر النظام الذي استمرأ هذا الأسلوب أن يصرف أكثر من أجل أن يكذب أكثر.
ابن سعود لا يريد أن يقبل بالحل الآخر الذي يبدو في حقيقته أسهل من هذا الكذب المُكْلِفْ. الحل الآخر رغم بساطته متعسر على مثل هذا النظام المريض نفسياً وجسدياً. لقد كان بإمكان النظام وهو يرى هذه الهزيمة على المستوى الثقافي والحضاري، أن يعود إلى نفسه ويصلح الخلل. إسلام ! لا بأس نعود للإسلام. فساد الأسرة ! لا بأس نضبط الأسرة. فوضى الاقتصاد ! لا بأس نضبط الاقتصاد. ظلم واستبداد ! لا بأس عدل وشورى. كبت للحريات ! لا بأس حرية وانفتاح. لا بل مصارحة مع الشعب وإظهار للندم على أخطاء الماضي ومطالبة الشعب بالمشاركة في حل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
لن نقول أن ذلك مستحيل لكن نقول أن اتجاه آل سعود الحالي هو غير ذلك. لايزال آل سعود يعتقدون أن مشروعهم التضليلي على الداخل وعلى الخارج هو الحل وهو مصدر الشرعية والقوة. ونحن نوجه لهم سؤالاً واحداً نريدهم أن يجيبوا عليه بتجرد وعدل. كم خسروا من شرعيتهم في الداخل وسمعتهم في الخارج خلال الفترة الماضية وكم سيخسرون بناءً على هذا الرسم البياني؟ هل يظن آل سعود أن بإمكانهم قلب المعادلة؟ لماذا لا يصبحوا واقعيين ويقبلوا حتميات التاريخ. إن إصرارهم على الكذب والتضليل لن يزيدهم إلا خسارة وانكشافاً وهو في حد ذاته سلاح لكل تحد يواجههم.
غير أن الرسالة الحقيقية ليست موجهة لهم، ليس لأنهم لا يرغبون بالإصلاح ولكن لأن تركيبة الأسرة الحالية تمنع أي محاولة للإصلاح. إن الرسالة توجه للشعب كله ممثلاً بقيادته الشرعية والعلمية والاجتماعية أن يستعد للفراغ المتوقع من خلال هزيمة هذا المشروع التضليلي الكبير. إن العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب وكل القيادات الاجتماعية الهامة مطلوب منها أن تتحرك لتأمين مستقبل هذه الأمة.
إن الشعب لن يقبل بعد انكشاف الحقيقة بالطواعية لمن عادى الإسلام وحارب الدعاة وخالف الشريعة وتعامل بالربا ونشر الفساد ووالى أعداء الله وعادى أولياء الله فضلاً عن انحرافاته في عقيدته وسلوكه. لقد بدا جلياً أن ابن سعود يسعى حثيثاً لتدمير نفسه، وفي نفس الوقت يحاول إقناع الأمة أنه لا حق لأحد بحكم أو قرار أو سياسة في هذه البلاد إلا أن يكون من هذه الأسرة "الشريفة". وهذا يعني أن الأسرة لا تكتفي بتدمير البلد فحسب بل تحرم الأمة ممن يمكن أن يقود فيها مسيرة إنقاذ.
لقد آن الأوان للأمة أن تشكل الكيان الذي تلتف حوله وتحتسب على الحاكم من خلاله إن كان قابلاً للإصلاح، أو أن تزيحه إن كان غير قابل للإصلاح والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
قطعاً ليس السبب هو مجرد رغبة آل سعود أن يمدحهم الإعلام العالمي أو يثني عليهم العلماء والكتاب بل إن السبب أعمق وأهم وأبعد من ذلك.
السبب أن هذا البرنامج التضليلي الضخم تعرض لتَحَدٍّ جديد. هذا التحدي لم يأت من قوة مالية ولا من نفوذ سياسي عالمي. التحدي جاء من حيث لم يعلم النظام، من القلب من حيث يعتقد النظام أنه حصل على شرعيته. وجاء التحدي من خلال نفس الطريق، خطاب عالمي مسموع وخطاب محلي مؤثر. السلاح الوحيد الذي يتسلح به هذا التحدي الخطير هو "الحقيقة" هو قول الصدق وفضح الكذب وكشف الباطل.
لقد خرج التحدي من ذات المنطلقات التي قام عليها النظام ، والمقومات التي يتكئ عليها. لقد تمثل هذا التحدي في كل التيار الإصلاحي الكبير الذي يضم العلماء وأساتذة الجامعات والتجار وآحاد الناس. لقد خاطب هذا التيار الإصلاحي كلا من الداخل والخارج بلغة سهلة مفهومة ، لغة لا تحتاج إلى أموال ولا إلى شركات ومؤسسات ، إنها لغة الحقيقة. لقد بدا جلياً أن خطاب هذه المجموعة نفّاذ، ينفد خلال كل حواجز النظام ويصل الجهة المقصودة بفعالية وأداء جيد. وماذ بعد؟ لم يقدم هذا التيّار نقداً لاذعاً وسبّاً وشتيمةَ وتخطئةَ مجردة. لقد عرض الحلول عرضها بشكل نظري وبشكل عملي وضحّى من أجل التصريح بها والضغط لإنجازها. أي شخصية من ال سعود أو أي بوق من أبواقهم الإعلامية السياسية يمكن أن يجاري واحداً من رموز هذا التيار الذي يتكلم بلغة الحقيقة. وعندما نطقت نطقت (....).
لا غرو أن يصاب ابن سعود بعد ذلك بالهلع. هذا النشاط الجديد أصاب منه مقتلاً، الأمة التي ضحك عليها ولبس عليها دهراً من الزمن فجأة اطلعت على الحقيقة بل على الحقائق، لا إسلام، لا شريعة، خيانات، سرقات، استخفاف بالناس، الخير لهم وفتات الموائد للشعب المسكين. العالم الخارجي الذي كان يستمتع بالحديث عن مجالس الأمراء العامرة التي تفوق برلمانات العالم انفتح دفعة واحدة. الأسرة غارقة في الانحراف والخلافات، التلاعب بالأموال ليس له مثيل ، ديكتاتورية آل سعود فريدة من نوعها. وأخيراً وهو أخطر ما سمعه بن سعود، الإعلام الغربي بدأ يتحدث عن مستقبل المملكة. هل هذا النظام مستقر؟ وبدأ ابن سعود يعيش هذا الإسقاط الجديد. هل يثق الغرب بمستقبل المملكة تحت قيادة آل سعود. الكذب الذي مارسه آل سعود من خلال هذه الآلة الإعلامية والثقافية الضخمة انكشف دفعة واحدة، والفوضى المترتبة على هذا الانكشاف لا تسمح للنظام بأن يلتقط أنفاسه ويعيد النظر في سياسته، الحل الوحيد في نظر النظام الذي استمرأ هذا الأسلوب أن يصرف أكثر من أجل أن يكذب أكثر.
ابن سعود لا يريد أن يقبل بالحل الآخر الذي يبدو في حقيقته أسهل من هذا الكذب المُكْلِفْ. الحل الآخر رغم بساطته متعسر على مثل هذا النظام المريض نفسياً وجسدياً. لقد كان بإمكان النظام وهو يرى هذه الهزيمة على المستوى الثقافي والحضاري، أن يعود إلى نفسه ويصلح الخلل. إسلام ! لا بأس نعود للإسلام. فساد الأسرة ! لا بأس نضبط الأسرة. فوضى الاقتصاد ! لا بأس نضبط الاقتصاد. ظلم واستبداد ! لا بأس عدل وشورى. كبت للحريات ! لا بأس حرية وانفتاح. لا بل مصارحة مع الشعب وإظهار للندم على أخطاء الماضي ومطالبة الشعب بالمشاركة في حل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
لن نقول أن ذلك مستحيل لكن نقول أن اتجاه آل سعود الحالي هو غير ذلك. لايزال آل سعود يعتقدون أن مشروعهم التضليلي على الداخل وعلى الخارج هو الحل وهو مصدر الشرعية والقوة. ونحن نوجه لهم سؤالاً واحداً نريدهم أن يجيبوا عليه بتجرد وعدل. كم خسروا من شرعيتهم في الداخل وسمعتهم في الخارج خلال الفترة الماضية وكم سيخسرون بناءً على هذا الرسم البياني؟ هل يظن آل سعود أن بإمكانهم قلب المعادلة؟ لماذا لا يصبحوا واقعيين ويقبلوا حتميات التاريخ. إن إصرارهم على الكذب والتضليل لن يزيدهم إلا خسارة وانكشافاً وهو في حد ذاته سلاح لكل تحد يواجههم.
غير أن الرسالة الحقيقية ليست موجهة لهم، ليس لأنهم لا يرغبون بالإصلاح ولكن لأن تركيبة الأسرة الحالية تمنع أي محاولة للإصلاح. إن الرسالة توجه للشعب كله ممثلاً بقيادته الشرعية والعلمية والاجتماعية أن يستعد للفراغ المتوقع من خلال هزيمة هذا المشروع التضليلي الكبير. إن العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب وكل القيادات الاجتماعية الهامة مطلوب منها أن تتحرك لتأمين مستقبل هذه الأمة.
إن الشعب لن يقبل بعد انكشاف الحقيقة بالطواعية لمن عادى الإسلام وحارب الدعاة وخالف الشريعة وتعامل بالربا ونشر الفساد ووالى أعداء الله وعادى أولياء الله فضلاً عن انحرافاته في عقيدته وسلوكه. لقد بدا جلياً أن ابن سعود يسعى حثيثاً لتدمير نفسه، وفي نفس الوقت يحاول إقناع الأمة أنه لا حق لأحد بحكم أو قرار أو سياسة في هذه البلاد إلا أن يكون من هذه الأسرة "الشريفة". وهذا يعني أن الأسرة لا تكتفي بتدمير البلد فحسب بل تحرم الأمة ممن يمكن أن يقود فيها مسيرة إنقاذ.
لقد آن الأوان للأمة أن تشكل الكيان الذي تلتف حوله وتحتسب على الحاكم من خلاله إن كان قابلاً للإصلاح، أو أن تزيحه إن كان غير قابل للإصلاح والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون