مستر
13-04-2001, 09:08 PM
الجنرال الأضحوكة
الدم الملكي الذي يجري في عروق الأمير وليس مؤهلاته العسكرية هي التي خولته تحرير الشيكات
روبرت فيسك يتساءل : ماذا عسى المرء أن يفعل بهذا الكتاب المتخلف والمتغطرس ؟
روبرت فيسك وهو أحد أهم الصحفيين البريطانيين المتابعين لشؤون المنطقة العربية, طالع كتاب خالد بن سلطان, "مقاتل من الصحراء", وكتب عنه مراجعة مطولة في "الاندبندنت" البريطانية (24/6/1995) سخر فيها من اعتقاد الأمير بأن دوره في حرب الخليج كان يحاكي دور تشرشل في الحرب العالمية الثانية. وهنا ترجمة لمعظم ما جاء في تلك المراجعة, نظرا لأهميتها وخلو ها من المجاملة التي اعتاد عليها "الأمير" من قبل كثير من الصحافيين. هذا ويعتبر أسلوب روبرت فيسك من الأساليب التي تجنح إلى العلمية والتحليل ويحاول عادة تجنب الألفاظ الخشنة لكن يبدو أن في الكتاب ما يكفي لاضطراره لاستخدام هذا الأسلوب فدعنا نرى تلك المراجعة.
نأمل أن يكون خالد بن سلطان آخر جنرال أضحوكة يطل علينا بسرد رواية أخرى لما رأى في حرب الخليج. فقد تجشمنا الصعاب ونحن نخوض غمار الرواية الضخمة للجنرال شوارسكوف والتي نشرت منذ فترة بعنوان "لا يحتاج الأمر إلى بطل", وكذلك الرواية المتخمة للسير (بيتر دولابيير) حول نفس الموضوع, وهو الذي قاد القوات البريطانية المشاركة في تلك الحرب.
ولأن الجنرال خالد - الذي شارك الأمريكيين إسميا في إدارة عرض الحرب - أمير وابن أخ للملك فهد, فلابد أن يكون بمثابة شوارسكوف الأغنياء. والصفة هذه كافية للاستنتاج بأن الدم الملكي الذي يجري في عروق الأمير خالد, وليس مؤهلاته العسكرية هي التي خولته تحرير الشيكات!! وبذلك فليس من الصعوبة بمكان تفه م اضطرار شوارسكوف إلى أن يتحمل مؤونة الاستماع للشكاوى الكئيبة المقدمة من "صاحب السمو!!" حول قمصان "تي شيرت" غير اللائقة التي كان يلبسها الجنود الأمريكيون في الصحراء, أو حول ظهور راقصات "الغوغو" أمام الجنود الفرنسيين.
طبقا لأرقام خالد صرف السعوديون مبلغ عشرة مليارات دولار في دعم "القوات الصديقة" خلال أزمة 90/91, وأربعة عشر مليارا باتجاه الخزانة الأمريكية, وثلاثة مليارات ونصف المليار باتجاه خزائن الدول الأخرى, بالإضافة إلى أموال إضافية لا تحصى قدمت ثمنا لطعام ووقود وتنقلات الجيوش التي جاءت لحماية العربية السعودية من صدام حسين, فلا عجب إذا إن لم يعد السعوديون قادرين على تسديد ما عليهم من فواتير مستحقة!
ولكن ما عسى المرء أن يفعل بهذا الكتاب المتخلف والمتغطرس في نفس الوقت؟ حيث يعتبر "صاحب السمو" أن صدور الموافقة على طلبه الالتحاق بالكلية الحربية في قاعدة "مازويل" الجوية في "ألاباما" إشارة إلى أن الله كان يصنعه على عينه ويعده لما هو آت. ويشرح "سموه!!" مدى تأثره حينما قارنه الدبلوماسيون الصينيون بـ "هنري كيسنجر"!!.
الإدمان على المسلسلات الكوميدية الأمريكية في سرداب وزارة الدفاع
ويذكر الجنرال أنه في الوقت الذي كانت فيه طبول الحرب تضرب ونيرانها تستعر, كان حضرته يأوي إلى غرفة في سرداب وزارة الدفاع السعودية, ويصف لنا مشاعره في تلك الغرفة قائلا "لقد عانيت كثيرا من الوحدة, ولأهدئ من روعي ولأصرف تفكيري عن الحرب, دفعت نفسي للإدمان الليلي على مشاهدة المسلسلات الأمريكية الكوميدية (الفكاهية!), فأستغرق في الضحك على هذه المسلسلات لنصف ساعة قبل أن أغرق في النوم بسلام!! ".
احتج الأمير لأن كرسي شوارسكوف أكبر من كرسيه
ليس هذا أسوأ ما في الكتاب, بل هناك الأسوأ, إذ يقول لنا "صاحب السمو"!! "في المحافظة على تماسك التحالف كنت أقوم بدور الإسمنت!! ", ويقارن نفسه بـ "تشرشل" بشكل غير مباشر حين يذكر لنا كيف كان يجادل وزير الدفاع الفرنسي وقد "أصبحت الصلابة والمرونة كلمتي السر لدي ". ثم يسجل احتجاجه لأن كرسي شوارسكوف أكبر من كرسي ه, مصرا على أن يأتي شوارسكوف بنفسه إلى مكتبه بدل أن ينتقل هو إلى مكتب شوارسكوف, ثم ينعت معركة الخفجي البرية "الخارقة للعادة!" والتي شن ت لاستعادة المدينة من العراقيين بأنها كانت "معركة محورية في الحرب؟!!", ويخبرنا الجنرال بجلال مهيب أن مهمته كانت أصعب وأكثر تعقيدا من مهمة شوارسكوف. كل ذلك مما دفعني لسؤال نفسي مرارا كيف تور ط باتريك سيل (الصحفي الذي ساعد الأمير في تحرير الكتاب) في كتابة مثل هذا الكتاب الشنيع؟
يفاخر الأمير بعدد الأوسمة التي تقلدها تقديرا لدورة في الحرب, فقد تلقى التكريم من الملكة "إليزابيث", وتسلم أوسمة الشرف من فرنسا والبحرين والمجر والكويت والمغرب والنيجر وعمان وقطر والسنغال وطبعا من السعودية. ويعتبر الأمير ذلك "نوعا من الرقم القياسي الذي يحققه جندي عربي في الحرب " مضيفا بسعادة "أود أن أشكر كل الذين منحوني أوسمة ", ولكن هل هذا هو حقا جوهر الجندية؟!
ثم يتحدث الأمير في صفحتين كاملتين عن ضرورة الولاء للعائلة الحاكمة ولنظامها الذي يمكن خمسة آلاف أو ما يزيد من الأمراء (بمن فيهم هو شخصيا ) من التحكم بموجبه بأرض يقطنها تسعة ملايين نسمة. ويذك رنا الجنرال بشكل دائم أن والده الأمير سلطان كان وزيرا للدفاع وأنه "لعب دورا يعادل في أهيمته الدور الذي قام به وزير الدفاع "تشيني" في الولايات المتحدة ".
وأذكر شخصيا أن الأمير سلطان هذا هو الذي اقترح في أوج عملية حشد القوات الأمريكية أنه لربما توجب على الغرب - بعد كل ذلك - من مفاوضة صدام.
وفي مكان ما في صحراء هذا الكتاب تتناثر واحات من المعلومات التي لم تكن حتى الآن معروفة, منها: كيف قصف الطيارون الأمريكيون السفن المصرية التي كان من المفترض فيهم أن يحموها, وكيف تجنب المقاتلون السعوديون كوابيس كوكتيل اللقاحات المضادة للأوبئة التي حقنها الجنود الأمريكيون والبريطانيون في عروقهم, وبذلك لم يعانوا قط من أعراض "مرض حرب الخليج". ويسمعنا صوت السيدة ثاتشر تتباهى أمام الملك فهد بقدرتها على تصليب موقف الرئيس بوش, إذ تقف ممعنة النظر في مئات الدبابات والمدافع معلنة "كل هذا يرجع الفضل فيه لي ". ثمة مادة مدهشة حول اختراق المخابرات العراقية لمخيمات اللاجئين العراقيين في السعودية بعد الحرب, ورواية مذهلة لهفوة شوارسكوف المخزية في صفوان حينما أعطى العراقيين إذنا باستخدام الهليكوبترات المقاتلة بعد وقف إطلاق النار. قال العراقيون شكرا , وانطلقوا يذبحون الشيعة في البصرة والأكراد في الشمال.
أمر لا مفر منه..
طبعا , لا مفر من أن يجد كتاب الجنرال خالد طريقه إلى الرف إلى جانب كل الكتب الأخرى التي نشرت حول حرب الخليج, مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن ليس كل ما فيه صحيحا . فمثلا , كثير من الجنود القطريين الذين قاتلوا في الخفجي كانوا مرتزقة باكستانيين ولم يكونوا عربا , ولم يكن "الانسحاب" السعودي من المدينة في بادئ الأمر مخططا له كما يدعي خالد. فقد عثرت فيما بعد على بنادقهم وذخائرهم وقد تخلوا عنها وفروا دونها, ولم يساعد السعوديون في رفع العلم الكويتي على النويصيب قبل الهجوم البري, وإنما بعد ذلك بيومين, فقد كنت أنا هناك.
في الأيام الأولى للأزمة كان الجنرال الطيب يستخدم شركة علاقات عامة, كانت تدير له لقاءاته الصحفية. وكانت ممثلة بالسيد "لينش" ورجل آخر يدعى "آيك ", كانا يساعدانه على انتقاء أسئلة الصحفيين. ومع ذلك لم يظهرا في هذه المذكرات, وهذا أمر يمكننا تفهمه! وبدلا من ذلك, لدينا جنرال يحلو له أن يستشهد بعبارات "كلاسفيتز ", ولكن يضطر لأن يذهب في إجازة بعد الحرب كما يقول "لكي أسترد رباطة جأشي إثر الضغوط التي مارستها علي الأحداث الجسام التي شاركت في صنعها ". ويقول إنه عانى من وقت لآخر من كوابيس حول القتال وحول الموت. ويسأل نفسه ثم يجيب: هل أجدت وأنجزت؟ أترك الحكم في ذلك لمعاصري وللتاريخ... الحقيقة, لا بأس بالنسبة لرجل قضى معظم الحرب - فيما عدا غزوة الخفجي - في سرداب وزارة الدفاع السعودية.
يخبرنا غلاف الكتاب إنه "أروع وثيقة تصدر من المملكة العربية السعودية على الإطلاق ". ولكن, يمكنني أن أفكر بوثيقة أخرى, هي أهم بكثير من هذه, صدرت من الجزيرة العربية قبل أكثر من 1400 سنة. على كل حال, أظن من الأفضل أن نفوت له هذه أيضا
الدم الملكي الذي يجري في عروق الأمير وليس مؤهلاته العسكرية هي التي خولته تحرير الشيكات
روبرت فيسك يتساءل : ماذا عسى المرء أن يفعل بهذا الكتاب المتخلف والمتغطرس ؟
روبرت فيسك وهو أحد أهم الصحفيين البريطانيين المتابعين لشؤون المنطقة العربية, طالع كتاب خالد بن سلطان, "مقاتل من الصحراء", وكتب عنه مراجعة مطولة في "الاندبندنت" البريطانية (24/6/1995) سخر فيها من اعتقاد الأمير بأن دوره في حرب الخليج كان يحاكي دور تشرشل في الحرب العالمية الثانية. وهنا ترجمة لمعظم ما جاء في تلك المراجعة, نظرا لأهميتها وخلو ها من المجاملة التي اعتاد عليها "الأمير" من قبل كثير من الصحافيين. هذا ويعتبر أسلوب روبرت فيسك من الأساليب التي تجنح إلى العلمية والتحليل ويحاول عادة تجنب الألفاظ الخشنة لكن يبدو أن في الكتاب ما يكفي لاضطراره لاستخدام هذا الأسلوب فدعنا نرى تلك المراجعة.
نأمل أن يكون خالد بن سلطان آخر جنرال أضحوكة يطل علينا بسرد رواية أخرى لما رأى في حرب الخليج. فقد تجشمنا الصعاب ونحن نخوض غمار الرواية الضخمة للجنرال شوارسكوف والتي نشرت منذ فترة بعنوان "لا يحتاج الأمر إلى بطل", وكذلك الرواية المتخمة للسير (بيتر دولابيير) حول نفس الموضوع, وهو الذي قاد القوات البريطانية المشاركة في تلك الحرب.
ولأن الجنرال خالد - الذي شارك الأمريكيين إسميا في إدارة عرض الحرب - أمير وابن أخ للملك فهد, فلابد أن يكون بمثابة شوارسكوف الأغنياء. والصفة هذه كافية للاستنتاج بأن الدم الملكي الذي يجري في عروق الأمير خالد, وليس مؤهلاته العسكرية هي التي خولته تحرير الشيكات!! وبذلك فليس من الصعوبة بمكان تفه م اضطرار شوارسكوف إلى أن يتحمل مؤونة الاستماع للشكاوى الكئيبة المقدمة من "صاحب السمو!!" حول قمصان "تي شيرت" غير اللائقة التي كان يلبسها الجنود الأمريكيون في الصحراء, أو حول ظهور راقصات "الغوغو" أمام الجنود الفرنسيين.
طبقا لأرقام خالد صرف السعوديون مبلغ عشرة مليارات دولار في دعم "القوات الصديقة" خلال أزمة 90/91, وأربعة عشر مليارا باتجاه الخزانة الأمريكية, وثلاثة مليارات ونصف المليار باتجاه خزائن الدول الأخرى, بالإضافة إلى أموال إضافية لا تحصى قدمت ثمنا لطعام ووقود وتنقلات الجيوش التي جاءت لحماية العربية السعودية من صدام حسين, فلا عجب إذا إن لم يعد السعوديون قادرين على تسديد ما عليهم من فواتير مستحقة!
ولكن ما عسى المرء أن يفعل بهذا الكتاب المتخلف والمتغطرس في نفس الوقت؟ حيث يعتبر "صاحب السمو" أن صدور الموافقة على طلبه الالتحاق بالكلية الحربية في قاعدة "مازويل" الجوية في "ألاباما" إشارة إلى أن الله كان يصنعه على عينه ويعده لما هو آت. ويشرح "سموه!!" مدى تأثره حينما قارنه الدبلوماسيون الصينيون بـ "هنري كيسنجر"!!.
الإدمان على المسلسلات الكوميدية الأمريكية في سرداب وزارة الدفاع
ويذكر الجنرال أنه في الوقت الذي كانت فيه طبول الحرب تضرب ونيرانها تستعر, كان حضرته يأوي إلى غرفة في سرداب وزارة الدفاع السعودية, ويصف لنا مشاعره في تلك الغرفة قائلا "لقد عانيت كثيرا من الوحدة, ولأهدئ من روعي ولأصرف تفكيري عن الحرب, دفعت نفسي للإدمان الليلي على مشاهدة المسلسلات الأمريكية الكوميدية (الفكاهية!), فأستغرق في الضحك على هذه المسلسلات لنصف ساعة قبل أن أغرق في النوم بسلام!! ".
احتج الأمير لأن كرسي شوارسكوف أكبر من كرسيه
ليس هذا أسوأ ما في الكتاب, بل هناك الأسوأ, إذ يقول لنا "صاحب السمو"!! "في المحافظة على تماسك التحالف كنت أقوم بدور الإسمنت!! ", ويقارن نفسه بـ "تشرشل" بشكل غير مباشر حين يذكر لنا كيف كان يجادل وزير الدفاع الفرنسي وقد "أصبحت الصلابة والمرونة كلمتي السر لدي ". ثم يسجل احتجاجه لأن كرسي شوارسكوف أكبر من كرسي ه, مصرا على أن يأتي شوارسكوف بنفسه إلى مكتبه بدل أن ينتقل هو إلى مكتب شوارسكوف, ثم ينعت معركة الخفجي البرية "الخارقة للعادة!" والتي شن ت لاستعادة المدينة من العراقيين بأنها كانت "معركة محورية في الحرب؟!!", ويخبرنا الجنرال بجلال مهيب أن مهمته كانت أصعب وأكثر تعقيدا من مهمة شوارسكوف. كل ذلك مما دفعني لسؤال نفسي مرارا كيف تور ط باتريك سيل (الصحفي الذي ساعد الأمير في تحرير الكتاب) في كتابة مثل هذا الكتاب الشنيع؟
يفاخر الأمير بعدد الأوسمة التي تقلدها تقديرا لدورة في الحرب, فقد تلقى التكريم من الملكة "إليزابيث", وتسلم أوسمة الشرف من فرنسا والبحرين والمجر والكويت والمغرب والنيجر وعمان وقطر والسنغال وطبعا من السعودية. ويعتبر الأمير ذلك "نوعا من الرقم القياسي الذي يحققه جندي عربي في الحرب " مضيفا بسعادة "أود أن أشكر كل الذين منحوني أوسمة ", ولكن هل هذا هو حقا جوهر الجندية؟!
ثم يتحدث الأمير في صفحتين كاملتين عن ضرورة الولاء للعائلة الحاكمة ولنظامها الذي يمكن خمسة آلاف أو ما يزيد من الأمراء (بمن فيهم هو شخصيا ) من التحكم بموجبه بأرض يقطنها تسعة ملايين نسمة. ويذك رنا الجنرال بشكل دائم أن والده الأمير سلطان كان وزيرا للدفاع وأنه "لعب دورا يعادل في أهيمته الدور الذي قام به وزير الدفاع "تشيني" في الولايات المتحدة ".
وأذكر شخصيا أن الأمير سلطان هذا هو الذي اقترح في أوج عملية حشد القوات الأمريكية أنه لربما توجب على الغرب - بعد كل ذلك - من مفاوضة صدام.
وفي مكان ما في صحراء هذا الكتاب تتناثر واحات من المعلومات التي لم تكن حتى الآن معروفة, منها: كيف قصف الطيارون الأمريكيون السفن المصرية التي كان من المفترض فيهم أن يحموها, وكيف تجنب المقاتلون السعوديون كوابيس كوكتيل اللقاحات المضادة للأوبئة التي حقنها الجنود الأمريكيون والبريطانيون في عروقهم, وبذلك لم يعانوا قط من أعراض "مرض حرب الخليج". ويسمعنا صوت السيدة ثاتشر تتباهى أمام الملك فهد بقدرتها على تصليب موقف الرئيس بوش, إذ تقف ممعنة النظر في مئات الدبابات والمدافع معلنة "كل هذا يرجع الفضل فيه لي ". ثمة مادة مدهشة حول اختراق المخابرات العراقية لمخيمات اللاجئين العراقيين في السعودية بعد الحرب, ورواية مذهلة لهفوة شوارسكوف المخزية في صفوان حينما أعطى العراقيين إذنا باستخدام الهليكوبترات المقاتلة بعد وقف إطلاق النار. قال العراقيون شكرا , وانطلقوا يذبحون الشيعة في البصرة والأكراد في الشمال.
أمر لا مفر منه..
طبعا , لا مفر من أن يجد كتاب الجنرال خالد طريقه إلى الرف إلى جانب كل الكتب الأخرى التي نشرت حول حرب الخليج, مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن ليس كل ما فيه صحيحا . فمثلا , كثير من الجنود القطريين الذين قاتلوا في الخفجي كانوا مرتزقة باكستانيين ولم يكونوا عربا , ولم يكن "الانسحاب" السعودي من المدينة في بادئ الأمر مخططا له كما يدعي خالد. فقد عثرت فيما بعد على بنادقهم وذخائرهم وقد تخلوا عنها وفروا دونها, ولم يساعد السعوديون في رفع العلم الكويتي على النويصيب قبل الهجوم البري, وإنما بعد ذلك بيومين, فقد كنت أنا هناك.
في الأيام الأولى للأزمة كان الجنرال الطيب يستخدم شركة علاقات عامة, كانت تدير له لقاءاته الصحفية. وكانت ممثلة بالسيد "لينش" ورجل آخر يدعى "آيك ", كانا يساعدانه على انتقاء أسئلة الصحفيين. ومع ذلك لم يظهرا في هذه المذكرات, وهذا أمر يمكننا تفهمه! وبدلا من ذلك, لدينا جنرال يحلو له أن يستشهد بعبارات "كلاسفيتز ", ولكن يضطر لأن يذهب في إجازة بعد الحرب كما يقول "لكي أسترد رباطة جأشي إثر الضغوط التي مارستها علي الأحداث الجسام التي شاركت في صنعها ". ويقول إنه عانى من وقت لآخر من كوابيس حول القتال وحول الموت. ويسأل نفسه ثم يجيب: هل أجدت وأنجزت؟ أترك الحكم في ذلك لمعاصري وللتاريخ... الحقيقة, لا بأس بالنسبة لرجل قضى معظم الحرب - فيما عدا غزوة الخفجي - في سرداب وزارة الدفاع السعودية.
يخبرنا غلاف الكتاب إنه "أروع وثيقة تصدر من المملكة العربية السعودية على الإطلاق ". ولكن, يمكنني أن أفكر بوثيقة أخرى, هي أهم بكثير من هذه, صدرت من الجزيرة العربية قبل أكثر من 1400 سنة. على كل حال, أظن من الأفضل أن نفوت له هذه أيضا