PDA

View Full Version : ،، العثيمين..العالم العابد ،،


كلاسيك
18-04-2001, 05:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


من هو الشيخ العثيمين؟

كلاسيك
18-04-2001, 05:40 PM
هو الإمام الشيخ العلامة الفقيه "أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين المقبل الوهيبي التميمي".

كلاسيك
18-04-2001, 05:40 PM
وُلد الشيخ "أبو عبد الله في مدينة "عنيزة"، إحدى مدن القصيم عام 1347هـ في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في عائلة معروفة بالدين والاستقامة.

تتلمذ الشيخ على بعض أفراد عائلته أمثال جده لأمه الشيخ "عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ"، رحمه الله، فقد قرأ عليه القران فحفظه، ثم اتجه لطلب العلم فتعلم الخط والحساب وبعض فنون الآداب.

وكان الشيخ قد رُزق ذكاء وهمة عالية وحرصًا على التحصيل العلمي في مزاحمة الركب لمجالس العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة المفسر الفقيه "عبد الرحمن بن ناصر السعدي"، رحمه الله. ولم يرحل الشيخ لطلب العلم إلا إلى الرياض حين فُتحت المعاهد العلمية عام 1372 فالتحق بها.

كلاسيك
18-04-2001, 05:41 PM
وبعد وفاة شيخه عبد الرحمن السعدي رُشح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لإمامة الجامع الكبير، عندها تصدى للتدريس مكان شيخه. ولم يتصدى للتأليف إلا عام 1382 حين ألف أول كتاب له وهو: "فتح رب البرية بتلخيص الحموية"، وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، "الحموية في العقيدة".

واستغل الشيخ وجوده في الرياض بالدراسة على الشيخ "عبد العزيز بن باز"، فقرأ عليه صحيح البخاري وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية وبعض الكتب الفقهية.

كلاسيك
18-04-2001, 05:42 PM
الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله.

الشيخ/ محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله.

الشيخ/ علي بن حمد الصالحي، حفظه الله.

الشيخ/ محمد بن عبد العزيز المطوع، رحمه الله.

الشيخ/ عبد الرحمن بن علي بن عودان، رحمه الله.

الشيخ/ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله.

كلاسيك
18-04-2001, 05:42 PM
لقد أوضح الشيخ رحمه الله منهجه، وصرّح به مرات عديدة أنه يسير على الطريقة التي انتهجها شيخه العلامة عبد الرحمن الناصر السعدي، وهو منهج خرج به عن المنهج الذي يسير عليه علماء الجريرة عامتهم أو غالبيتهم، حيث اعتماد المذهب الحنبلي في الفروع من مسائل الأحكام الفقهية والاعتماد على كتاب "زاد المستقنع" في فقه الأمام أحمد بن حنبل، فكان الشيخ عبد الرحمن السعدي معروفًا بخروجه عن المذهب الحنبلي وعدم التقيد به في مسائل كثيرة.

ومنهج الشيخ السعدي هو كثيرًا ما يتبنى آراء شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم ويرجحهما على المذهب الحنبلي، فلم يكن عنده جمود تجاه مذهب معين، بل كان متجردًا للحق، وقد انطبعت فيه هذه الصفة وانتقلت إلى تلميذه محمد الصالح العثيمين.

وللشيخ رحمه الله آثار علمية عديدة تجاوزت الخمسين مؤلفًا. اللهم اجز الشيخ محمد ابن عثيمين خير ما تجزي به عبادك الصالحين ...العالمين آمين والحمد لله رب.

كلاسيك
18-04-2001, 05:43 PM
تُوفّىَ بالمملكة العربية السعودية مساء الأربعاء الموافق 10/1/2001م - 15 شوال 1421هـ بعد صلاة المغرب بجدة.

كلاسيك
18-04-2001, 05:44 PM
الشيخ الدكتور - حمد العثمان- الكويت

هكذا سنة الله في خلقه "كل نفس ذائقة الموت"، لكن شتان بين ميت وآخر، فمن الناس من إذا مات فما بكت عليهم السماء والأرض، وشهد الخلق عليه بسوء، واستراح منه الناس ثم ذهب ذكره، ومنهم من كان قبضه مع كوكبة من إخوانه العلماء علاقة وإمارة قيام الساعة؛ فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا يقبض العلم قبضًا ينتزعه من صدر الرجال، ولكن يقبضه بقبض العلماء" رواه مسلم.

سلسلة ذهبية انفرط عقدها: شيخ الإسلام بقية السلف "عبد العزيز بن باز" رحمه الله، ثم مُحدِّث الشام العلامة "محمد ناصر الدين الألباني"، ثم العلامة الفقيه المحقق المتفنن "محمد الصالح العثميين" رحمهم الله جميعًا. موت العالم مصيبة لا تُجبر، وثَلَمة لا تسج، وما عالم كعالم، وأحسب أنه دفُن مع الشيخ علم كثير، وما زال العلم في نقص.

كان الشيخ رحمه الله شديد الذكاء، متوقد الذهن، حاضر البديهة، سريع الجواب مع قوة في البيان وحسن العبارة، شغفًا بطلب العلم منذ صغره وحفظ القرآن الكريم. وفقه الله لتلقي العلم عن أئمة الهدى كالعلامة "عبد الرحمن السعدي"، والعلامة المُفسر "حمد الأمين الشنقيطي"، وسماحة الإمام "عبد العزيز بن باز". كان مُعظِمًا مُبجِلاً لشيوخه لا يذكرهم إلا بالجميل، وكان شديد الإعظام لتزكيات وشفاعات الشيخ عبد العزيز بن باز.

أدرك من العلوم حظاً لم ير في العصر الحديث أجمع للفنون منه، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، وبرز في كل فن على أبناء جنسه، لا سيما الفقه، ولم تر العيون مثله.

أوتي علمًا وحلمًا، فكان شديد التثبت حليمًا لا تستفزه الأمور ولا يستخفه أهل الطيش والخفة والجهل، كان من أعظم الناس جاهًا عند الولاة، ولم يستعمل ذلك لحظ نفسه وعمارة دنيته، بل استعمله في قضاء حوائج المسلمين لا سيما طلبه للعلم.

وكان مع ذلك عزيز النفس لا يشفع إلا فيما يغلب ظنه قبول شفاعته.

كان شديد الرعاية لطلابه وإكرامهم، وإيصال النفع والعلم إليهم كلما سنحت الفرصة حتى في حال السفر والمرض.

كان على جادة السلف اعتقادًا وسلوكًا ومنهجًا، شديد التحري للسنة حتى صار علمًا عليها.

كان شديد الاعتناء بالمشهور الصحيح من الأخبار قوي النقد للمتون الضعيفة، وبيان معارضتها للكتاب والسنة.

كان مهيبًا وضئ الوجه شديد التواضع، حتى أني مرة كتبت خطابًا ليشفع لي فيه، وكنت قد وسمته بـ (العلامة)؛ فعاتبني في ذلك.

فضائله وشمائله وأخلاقه وأحواله لا تحويها ورقات، لكن هذه تنبيهات وإشارات. فرحمه الله رحمه واسعة، وأسأل الله عز وجل الخلف فيمن بقي من كبار علمائنا.

كلاسيك
18-04-2001, 05:45 PM
وليد الطبطبائي - الكويت

لقد جاءت وفاة العلامة محمد بن صالح العيثمين لتضيف حزنًا إلى حزننا الذي لم يكد ينتهي بوفاة سلسلة من العلماء الأفاضل بينهم جهابذة لا يمكن تعويضهم، فقبل عام مضى انتقل إلى رحمة الله محدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وقبله الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز، وقبلهما الشيخ المفسِّر محمد متولي الشعراوي، وبينهم تُوفِّي الأديب الشيخ علي الطنطاوي والشيخ منَّاع القطان والشيخ الزرقا وآخرون رحمهم الله جميعًا.

لا شك أن وفاة أمثال هؤلاء العلماء خسارة كبيرة ورزية عظيمة لا سيما في عصر تلاطمت فيه أمواج الفتن وكثرت فيه أسبابها، يقول المولى عز وجل: "أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها"، قال المفسرون: "ننقصها من أطرافها: موت علمائها وصلحائها"، إن وفاة أمثال هؤلاء العلماء الأجلاء يفرح أعداء الإسلام، فهم يعلمون أن المسلمين أقوياء بعلمائهم، فهم يوجِّهونهم ويرشدونهم إلى صالح دينهم ودنياهم، ويبينون للأمة ما يدبره الأعداء، وبوفاة هؤلاء يهتز السد الواقي للأمة من طوفان الشبهات والتحديات.

أما الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - فلا يمكن حصر مناقبه وفضائله، أما ما أعرف أنا شخصيًّا عن الشيخ فهو تواضعه الجم رغم علمه الغزير، وقد نذر عمره وحياته للتعليم والتدريس واحتضان التلاميذ والإنفاق عليهم، وأذكر بأن الملك خالد بن عبد العزيز عندما زاره في بيته في عنيزة، رآه في منزل قديم ومتهالك، فأمر ببناء منزل جديد وكبير للشيخ، فلم يشأ أن يرفض عطية الملك ولكنه جعل هذا البيت وقفًا على تلاميذه، فجعله سكنًا مجانيًّا لهم، ووفَّر الشيخ ابن عثيمين لهم جميع أسباب الراحة، وافتتح لهم مطعمًا داخل السكن، وفرَّغ لهم عاملاً يُعِدّ لهم الطعام في الوجبات الثلاث اليومية، كما هيأ لهم مكتبة حافلة بالمراجع والكتب النادرة والمخطوطات الأصلية، ومعها مكتبة سمعية من أشرطة لدروس الشيخ، وصالة للقراءة، وكان الشيخ يهتم بمتابعة طلابه لا سيما المغتربين منهم، فيخصص لهم مساعدات مالية لمواصلة مسيرتهم التعليمية.

لقد جاء موت العلامة ابن عثيمين؛ ليزيد حزننا حزنًا بعد عام من الحزن، وما أحسن قول الشاعر د. عبد الرحمن العشماوي:

أعام الحزن، قد كثرت
علينا هــذه الثُّــلَمُ

كأنك قد وعدت الموت
وعــدًا ليس ينفصم

فأنت تفي بوعدك وهو
يمضي مسرعـًا بهمو

نـودع هـا هنا علمًا
ويـرحل من هنا علمُ

جهابذة العلوم مضوا
فــدمع العين ينسجم

كلاسيك
18-04-2001, 05:46 PM
د. جاسم الياسين - الكويت

تلقينا ببالغ الأسى وعميق الحزن، نبأ وفاة علاّمة الجزيرة، وشيخ الفقه والعقيدة والأدب، وجامع الفنون سماحة الشيخ "محمد بن صالح بن عثيمين ".. رحمه الله واسع الرحمة.. ماذا نقول، ومن أين نبدأ؟!.

فإلى رحمات الله، وإلى روضات وجنات وأنهار.. في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. بإذن الله تعالى.

فلله در الشيخ عالمًا، فكم أفاد وأجاد، وكشف عن دقائق الفقه، وجلّى عن أصول عقيدة السلف، وأخرج فيها قواعد مُثلى، ولآلئ حُسنى، في توحيد الله سبحانه، نفع الله بها العباد والبلاد.

ولله در الشيخ قامعًا للبدعة، مقيمًا لبناء السنة وذابًا عنها، وباعثًا لمعالمها، وحاميًا لجنابها، وباسطًا لرحابها.

ولله در الشيخ من عابد زاهد، معرضًا عن اللهو والمفاسد، مخبتًا لربه منيبًا، وقّافًا عند حكمه مستجيبًا، نحسبه عند الله كذلك.

ولله دره من معلم ومرب له مريدوه ومحبوه، الذين نهلوا من فيضه، وعبوا من نبع علمه، وملئوا طباق الأرض علمًا، وعنهم أخذ الناس، وهم بقية الخير الباقية.

ولله دره من صاحب مؤلفات حسان، علت بها شريعة الرحمن، ما بين مقال وكتاب ورسالة ومحاضرة، تشهد بعلو قدمه، وثقابة ذهنه، وبعد غوره، وسداد فكره..

والله يعلم ككم فاتنا من الخير بوفاته، وكم نلتاع حسرة لفراقه!!!

سيذكرني قومه إذا جدّ جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


فكم أحيا الله على يديه من سنن، وكم أبان بفتاواه حججًا شرعية، وقواعد مرعية علت في الآفاق، وجُبر بها صدع الدين واستبان صراطه المستقيم.

في ذمة الله علماء الأمة الربانيون:

للعلماء في الإسلام أرفع مكانة، وأجلّ رتبة؛ إذ بهم تُنار الظلمات، وتندفع الشبهات، وتنعصم البلاد، ويستهدي العباد، كيف لا، وهم سَدنة الشريعة، وحماتها، ومنارات الهدى وأعلامها، "وأن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض حتى الحوت في كبد البحر ليصلون على معلم الناس الخير"، وصدق الله إذ يقول: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" المجادلة؟!

ومن رفعه الله فلا خافض له، ومن أعزه الله فلا مذل له، وليس العالم هو من يستظهر المتون في كل الفنون، أو يجيد النظم في كل فن، وإنما العالم هو من كان ربانيًا قائمًا لله، قلبًاً وقالبًا جوهرًا ومعنى، كمًا وكيفًا، وصدق الله إذ يقول: "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" آل عمران: 79.

وإنّا لنحسب فقيدنا منهم، وكذلك زمرة علمائنا الذين فارقونا من قريب كالشيخ الأجلّ "عبد العزيز بن باز" رحمه الله، وفضيلة الشيخ "محمد الغزالي"، وشيخ الحديث العلامة "محمد ناصر الدين الألباني" رحمهم الله جميعًا، وغيرهم الكثير والكثير، والذين نقول فيهم كما قال الراثي الملتاع على فقد بنيه.