PDA

View Full Version : أهمية بيت المشرق


صقر الجزيرة
15-08-2001, 02:56 AM
أهمية الخطوة التي اتخذتها حكومة شارون بالاستيلاء على بيت الشرق، المقر غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستبدال العلم الفلسطيني الذي كان يرفرف فوقه بعلم إسرائيلي، لن تمر مرور الكرام على الفلسطينيين أو الإسرائيليين على السواء

فعندما أرسل شارون قواته لتستولي على المبنى الذي تقول الدولة اليهودية إنه مركز لتحريض الفلسطينيين على أعمال العنف، كان يحاول بذلك تأكيد المزاعم الإسرائيلية في القدس والقضاء على المطالب الفلسطينية بالقدس الشرقية

ومنذ اتفاقات أوسلو بين الجانبين عام 1993 أصبح بيت الشرق رمزا قويا. ووصفه سياسي إسرائيلي يميني بأنه دولة فلسطينية في قلب القدس

وكان بيت الشرق قد بني عام 1897 على يد إسماعيل موسى الحسيني، وظل منذ ذلك الوقت في أيدي عائلته وهي واحدة من أشهر العائلات الفلسطينية

وكانت عائلة الحسيني في مقدمة الفلسطينيين المقاومين لإقامة إسرائيل عام 1948

وتولى فيصل الحسيني إدارة بيت الشرق منذ أوائل السبعينيات وحتى وفاته في مايو أيار من العام الحالي. وحول فيصل الحسيني البيت إلى مركز للنشاطات القومية الفلسطينية، واشتهر بكونه سياسي بارز مدافع عن السلام لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية

وأنشأ الحسيني جمعية الدراسات العربية في بيت الشرق عام 1979 الذي تحول المبنى عن طريقها إلى رمز للطموحات الفلسطينية

وسعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لإغلاقه، بعد أن أثارها قيام الفلسطينيين باستقبال بعض المسؤولين الدوليين الكبار في البيت

وأغلقته بالفعل عدة مرات خاصة أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى في أواخر الثمانينيات

كما أثارتها جنازة الحسيني التي خرجت في الأول من يونيو حزيران بعد أن ملأ الفلسطينيون بأعلامهم شوارع المدينة ليوم واحد فقط ، ورفضت إقامة حفل تأبين له في بيت الشرق الشهر الماضي مما أدى لوقوع اشتباكات

وتعتبر إسرائيل بيت الشرق مصدر تهديد لمزاعمها بأن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من القدس عاصمتها الأبدية، على حد قولها

وفي عام 1999 حاول رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إغلاق بيت الشرق قائلا إنه قاعدة لنشاطات منظمة التحرير الفلسطينية

والآن أغلق شارون البيت في خطوة رحب بها كثير من الإسرائيليين، لكنها أثارت استياء بين الفلسطينيين والمؤيدين لهم في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي