تسجيل الدخول

View Full Version : مقالة لكاتب كردي


فايزالعربي
01-09-2001, 10:23 AM
حميدة نعنع تذر الرماد في عيون من؟

بقلم : محمود رضا

كاتب كوردي من هولندا

ان موضوع حلقة الأسبوع الأول من شهر تموز من هذا العام من برنامج ( الأتجاه المعاكس )

بتلفزيون الجزيرة الفضائي, والذي يقدمه دائما الدكتور فيصل القاسم المنحاز غالبأ الى النظام

العراقي, دار هذه المرة حول محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق،. سلوفودان ميلوسوفيج

أمام محكمة الجرائم الدولية في لاهاي. إن المتابع لهذا البرنامج و باقي البرامج السياسية

لهذا التلفزيون الفضائي العربي أو ذاك, يدرك ويدون أي عناء بأن المواطن والمثقف العربي

يعانيان من دكتاتورية او لاعدلية الأنظمة العربية.
ولكن عندما يتعلق الأمر بالمقارنة بين هذا الرئيس العربي المجرم وذاك غير العربي, وعلى

سبيل المثال,عندما تكون المقارنة بين المجرم أريال شارون والمجرم صدام حسين, فأن

إدعياء الثقافة العرب ينسون كل جرائم الرئيس العراقي ويصورونه وكأنه بطل بحاله, كما

حدث هذه المرة ومرات سابقة ومن خلال نفس البرنامج, وكأنهم يسيرون على نهج المثل

الجاهلي القائل:{انصر أخاك ظالماً اومظلوماً}.

ففي اتصال هاتفي من تونس مع هذه الحلقة, سألت {الدكتورة} حميدة نعنع : لماذا تدعم حكومة

ولايات المتحدة الأمريكية حراس نفط الخليج, ولماذا تعادي نظام الرئيس صدام حسين؟ و

أجابت نفسها وقالت: لأن حراس نفط الخليجيون, يصرفون أموالهم في لعب القمار والحريم,

بينما الرئيس صدام حسين يصرف أموال بلده في التنمية. وهنا استميح السيدة حميدة نعنع

عذراً وأقول: الذي يدعي بأن صدام حسين يصرف اموال بلده في التنمية, أما ان يكون جاهلأ

الى ابعد الحدود من الجهالة, او يحتقر الشعب العراقي بأعمق درجات الأحتقار, وأما لغرض

في نفس يعقوب, وليس هناك احتمال رابع .

فالرجل الذي تدعي هذه السيدة بأنه تصرف أمول بلده في التنمية, تسبب في فترة حكمه في :

أولا : تخريب النسيج الأجتماعي للمجتمع العراقي عمودياً و افقياًً.

ثانيا ً: تحطيم نفسية الفرد والمجتمع العراقيين.

ثالثاً : عسكرة الحياة الأجتماعية , السياسية والأقتصادية في العراق.

رابعاً : طرد وتهجير مئات الاًلاف من المواطنين الكورد الفيليين و الشيعة العرب العراقيين

الى إيران لأغراض شوفينية و طائفية و بحجج باطلة و واهية.

خامساً: إهدار ثمن جميع الثروات الوطنية العراقية لأكثر من ثلاث عقود سابقة وخمس

عقود لاحقة من السنوات وذلك في مجموعة من الحروب الشوفينية والطائفية, الأستعمارية

والتوسعية بحق كل من الشعب الكوردي والأخوة الشيعة في العراق و الجارة إيران ودولة

الكويت الشقيقة .

سادسا: تخريب ليس فقط النسيج الاجتماعي بل النسيج الاقتصادي والبشري والبيئي العراقيً

أيضا, وألا فبماذا توصف يا ترى السيدة حميدة نعنع تدمير أكثر من (4500 )اربعة آلاف

وخمسمائة قرية وقصبة ومدينة كوردستانية, بما فيها الآلاف من المدارس و المستشفيات

والمستوصفات والمساجد والكنائس والمعابد والمواقع الأثرية, وقتل جميع أنواع الحياة في

حوالي 35% من مساحة العراق الكلية والمتمثلة في مساحة الأهوار في الجنوب العراقي؟

سابعاً : ارتكاب جريمتي حلبجة و الأنفالات السيئة الصيت بحق الشعب الكوردي في العراق و

التي تقشعر لهما الأبدان.

ثامناً : وأخيرا وليس أخرا تسخير جميع الموارد الأقتصادية والعلمية والبشرية العراقية لخدمة

نفسه وعائلته ونفر من حاشيته, والأتجار حتى بحليب الأطفال خدمة لأغراضه السياسية الخبيثة.

فأنا لست هنا بصدد الدفاع عن الغير, ولكن الرئيس العراقي ليس بأقل منهم شراهة في الحريم

إطلاقا, ان لم يكن أشرس منهم بدرجات, وربما الفرق الوحيد في هذا الصدد بينه وبينهم هو ان

اللواتي يختارهن الرئيس العراقي لقضاء حاجاته معهن, عراقييات وبالآلاف, وتعتبرن ضحايا ,

مثلهن مثل ضحايا نظام العراقي السياسين الذين ينتظرهم مصير محدد واحد, إلا وهوا لفناء,

وذلك بعكس اللواتي يختارهن الغير تماماً, اللواتي تكونون بالعشرات, واغلب ألاحيان غير عربييات.

ان الرئيس الذي يستعر منه حتى العار نفسه, اصبح في قاموس أدعياء العروبة والثقافة رجل

تنمية من الطراز الأول, ولكن تريدون هؤلاء ذر الرماد في عيون من؟ ومن اجل ماذا يا ترى؟.