ArabDev
21-10-2001, 11:28 PM
هذه مقاله تحوي حقائق نشرتها مؤسسة إكسيكتف انتيلليجنس ريفيو وهي مؤسسة يشرف عليهاالسياسي الأمريكي ليندون لاروش والذي نقلت عنه مؤخرا في سوالف مقالة عن الإنحياز الإعلامي في أمريكا ضد العرب والمسلمين و التضليل المتعمد و بالذات في سي ان ان.
هذه المقالة يوضح فيها لاروش أبعاد مؤامرة عالمية لهدم المقدسات الإسلامية و إنشائ هيكل سليمان المزعوم في مكانها. و لاحظوا ما كتب و إسقاطاته على ما يحدث حاليا حول العالم.
الصهيونية و الماسونية وجهان لعملة واحدة. وإن كانت الأخيرة هي الأخطر لعملها الدائب في سرية تامة و جهد دؤوب.
الموضوع موجود في هذا الموقع http://www.moqawama.net/arabic/isr_aggr/othaek.htm
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
وثائق وحقائق حول مؤامرة ضرب المقدسات الاسلامية في القدس
حسين النديم
كاتب بمجلة ( Executive Intelligence Review)
موقع الجريدة على الإنترنت 5 كانون الثاني 2001
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الاول
هذه المقالة من جزئين هي اعلان عن التقرير الخاص الصادر عن مؤسسة Executive Intelligence Review ويتضمن حقائق ووثائق مهمة عن الجهات المتورطة في مؤامرة التخطيط لضرب المقدسات الاسلامية في القدس ومحاولة بناء "الهيكل الثالث" تمهيداً لحرب دينية شاملة في المنطقة والعالم.
نسلط الضوء هنا على مجموعة حقائق تنشرها لأول مرة مؤسسة إكسيكتف انتيلليجنس ريفيو وهي مؤسسة أمريكية يشرف عليها السياسي الأمريكي المخضرم ليندون لاروش. وستصدر هذه الحقائق في صيغة كتاب جديد وفيلم وثائقي قريباً. وكانت المؤسسة هذه قد نشرت أجزاء من تحقيقاتها في الموضوع في مجلتها الأسبوعية مؤخراً.
يقول لاروش في تصريح صدر عنه مؤخراً (ملاحظة 1) أنه لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ظهور خطر حرب جديدة في الشرق الأوسط، لا بد لنا من أن ندرس بعض الحقائق المفارقة في السياسة الداخلية الأمريكية منذ عهد إدارة ليندون جونسون في منتصف الستينات، وبالذات بعد أن وقع الرئيس جونسون عام 1965 على قانون الحقوق المدنية التي حارب من اجلها السود في أمريكا. وكان الاعتراف بتلك الحقوق ولو شكلياً تحولا كبيراً في مجرى السياسة الأمريكية الداخلية.
ويشير إلى أن حرب دينية في الشرق الأوسط لن تقع ما لم يكن ورائها تحالف القوى بين المنظمات اليهودية اليمينية المؤمنة بشعار ""اسرائيل" الكبرى" ممثلة بشخصيات ذات النفوذ مثل ادجار برونفمان رئيس المجلس اليهودي العالمي واليمين المسيحي الأمريكي المتطرف الذي يعرف جمعاً بسم "الألفيين" لإيمانهم الشديد بحلول الألفية السعيدة بعد حرب هيرماجيدون كما سيأتي لاحقاً. ويذكر أن مثال التحول المقزز في موقف هيلاري كلنتون تجاه عملية السلام وتحيزها المطلق لإسرائيل ضد الفلسطينيين إشارة إلى هذا النهج، بالرغم من أن ذلك مجرد جزء بسيط من المعادلة.
كما يشير إلى أن "الألفيين" هؤلاء يتركزون في ما يسمى "حزام الإنجيل" وهي الولايات الواقعة في جنوب وجنوب غرب أمريكا التي هي تقليديا مع اليمين السياسي الأمريكي. ومن المفارقات المثيرة هي أن هؤلاء لا يحبون اليهود لسواد عيونهم بل لأنهم يعتبرون اليهود غاية لتحقيق النبوءات الغريبة التي يؤمنون بها. فالألفية السعيدة ستأتي بعد بناء "معبد الهيكل" في القدس وإبادة اليهود من جديد في حرب هيرماجدون حسب اعتقادهم.
ويشدد لاروش على أن انفجار المد العنصري المعادي للعرب في أمريكا من قبل هؤلاء المتطرفين الألفيين الذين أبدو تأييدهم العلني لمبدأ ""اسرائيل" الكبرى" برز مباشرة بعد حرب عام 1967 وترافق مع بدء العملية التي قام بها الحزب الجمهوري الأمريكي لكسب دعم هؤلاء المتعصبين فيما سمي "بالاستراتيجية الجنوبية" التي جاءت بالرئيس نكسون وهنري كيسنجر إلى البيت الأبيض. وانتهج الحزب الديمقراطي فيما بعد نفس الاستراتيجية العنصرية في محاولة تنصيب جيمي كارتر رئيساً للولايات المتحدة عام 1976. ومن ثم اندمج هذان التوجهان العنصريان من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي ليشكلا مشروعاً سياسياً مشتركا بعنوان "مشروع الديمقراطية" وكان من منظري هذا التوجه نفس صامويل هنتنغتون (صاحب صراع الحضارات) الذي قدم في عام 1974 بحثاً بعنوان "أزمة الديمقراطية" تحت إشراف زبيغنيو بريجينسكي الذي اصبح مستشارا للأمن القومي لكارتر فيما بعد. وقد عززت هذه التطورات الداخلية الأمريكية النهج التوسعي "الاسرائيلي" من عام 1967 وما تلاه.
ويضيف لاروش أن وقوع الرئيس كلنتون في شباك قضية مونيكا لوينسكي التي نصبها له أعداؤه خاصة بين الجمهوريين الذين قاموا بمحاولة إسقاطه في مداولات الإقالة في الكونغرس، أضاف واقعاً جديداً للقضية. فتحت ضغط الفضيحة وتأليب الجمهوريين لليمين المسيحي الأمريكي ضده، حاول كلنتون استمالة هذه القطعان الغاضبة وأعداءه كعادته بدلاً من أن يتصدى لهم. وبدأنا نرى كلنتون يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد ليشارك في ما يسمى "فطور الصلاة" في محاولة منه لتغطية عورته مسلماً بذلك جزءاً من روحه إلى نفس الناس الذين كانوا يحاولون تدميره. ويشدد لاروش على أن ما قام به كلنتون من وضع قضية القدس الدينية على طاولة مفاوضات كامب ديفيد ومحاولته إرغام ياسر عرفات بقبول شروط لا يقبلها أحد، شكل تحولاً نوعياً في مسار القضية. ويشدد على أن محاولة تبرير ذلك في نطاق نظرية مؤامرة ساذجة مرتبطة بهيلاري لوحدها لن يوصلنا إلى الحقيقة أما الحقائق التي يوردها أعلاه فهي جزء لا بد منه في عملية البحث عن جذور هذه القضية الخطيرة وليست محاولة للإجابة على كل الأسئلة المتعلقة بها لكي نتمكن من درء هذا الخطر المحدق بأمم الشرق الأوسط وحتى أمريكا نفسها والعالم.
حركة أمناء الهيكل
في 16 أكتوبر/ تشرين الثاني منعت قوات الشرطة "الاسرائيلية" أعضاء حركة "أمناء الهيكل وارض "اسرائيل""من محاولة الدخول إلى قبة الصخرة "لوضع الحجر الأساس للمعبد الثالث". وكانت هذه محاولة استفزازية شديدة الخطر. وكانت هذه المنظمة في بيانها قد ادعت أن الحكومة "الاسرائيلية" قد أعطت موافقتها لهذا الحدث وستقدم الحماية الأمنية للمشتركين فيه. وأعلن البيان الذي كتبه زعيم المنظمة جيرشون سالومون أنه "آن الأوان لبناء بيت الرب على جبل الهيكل المقدس وموقع المعبدين الأول والثاني. إن الرب قد تهيأ لهذا الحدث وهو ينتظر من شعب "اسرائيل" أن يحرر جبل الهيكل من العرب الوثنيين ولبناء بيته ليكون قلب وروح ومقصد "اسرائيل" وكل الأمم ... تعالوا واشهدوا بأنفسكم هذا الحدث الذي يأذن بآخر الزمان".
سلسلة القيادات
ليس بخاف أن أرييل شارون هو أحد اكثر العرابين لحركة أمناء المعبد بروزاً داخل "اسرائيل". كما أن المدارس الدينية "الاسرائيلية" المعروفة باسم أتريت كوهانيم المتواجدة في القدس الشرقية هي إحدى أهم مراكز النشاطات الإرهابية السرية الموجهة ضد العرب وضد الأوقاف الإسلامية المقدسة. وشارون كان دائما أحد أهم الوجوه في مؤتمرات جمع التبرعات لجماعة "أصدقاء اتريت كوهانيم" في نيويورك. ولا ينافسه في ذلك الحضور سوى غريمه داخل حزب الليكود بنيامين نتنياهو. وتذكر عدة تقارير أن شارون كان القناة الرئيسية لتحويل ملايين الدولارات من امريكا إلى حركة "غوش امونيم" التي أسسها الحاخامان موشيه ليفينجر و تسفي يهودا كوك. وبرزت هذه الجماعة من مستوطنة "كريات أربع" في الخليل ومن اكثر من 30 مستوطنة "اسرائيلية" منتشرة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد كان المجرم باروخ غولدشتين الذي فتح النار على المصلين المسلمين في مسجد النبي إبراهيم في فبراير عام 1994 من نتاجات هذه الجماعة.
قبل فترة وجيزة من مقتل رابين على يد إيغال أمير الذي كان عضواً في عصابات المستوطنين في الضفة الغربية ومقرباً من المهووسين بجبل الهيكل، كان رابين قد وصف المتطرفين اليهود باسم "البذور الضالة" التي لا تمت بصلة إلى الدين اليهودي. لكن بفضل التاج البريطاني والقوى الماسونية في بريطانيا في القرنين التاسع عشر والعشرين تم إدخال هذه "البذور الضالة" إلى الحياة الاجتماعية والسياسية ليهود فلسطين. وليس من قبيل المصادفة أن الموجة الدينية غير العقلانية هذه قد وجدت لها شريكاً ضمن الحركة الفاشية اليهودية ممثلة بفلاديمير جابوتنسكي مؤسس مايسمى بالحركة التعديلية اليهودية التي أنجبت كتلة الليكود الحالية وجماعة "غوش امونيم". وكان جابوتنسكي قد أسس "اللواء اليهودي" تحت راية الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى ضد العثمانيين.
كان أحد أهم الشخصيات الدينية اليهودية المشتغلة بالشعوذة والباطنية في بريطانيا في بداية القرن العشرين هو الحاخام أبراهام إسحاق كوك. وطبقاً لسيرته الذاتية كان كوك من اقرب المتعاونين مع جابوتنسكي في تجنيد المتطوعين وجمع الأموال للواء اليهودي. وبعد فرض الانتداب البريطاني على فلسطين عينت لندن كوك حاخاماً اكبر لليهود الاشكناز(الغربيين) في فلسطين وهو موقع احتله لغاية موته في عام 1935. وقد بعث الحاخام كوك من جديد الباطنية اليهودية وتعليم القابالة بالإضافة إلى التنبؤات المتعلقة ببناء الهيكل الثالث ونشرت بعد موته (ملاحظة 2)
ومن القضايا المهمة للوضع الراهن هي أن الحاخام كوك كان قد أسس "ميركاز هاراف (ويعني مركز الحاخام) في القدس لتكون أكاديمية تدريبية للمتعصبين اليهود الشباب. وعندما مات كوك ورث ابنه الحاخام تسفي يهودا كوك المؤسسة التي كونها أبوه.
ومن القصص الشهيرة عن الحاخام كوك الابن هي ما يرويه تلامذته عن انه في يوم "الاستقلال "الاسرائيلي"" عام 1967 كان كوك الابن يلقي خطبة دينية في تلاميذه حيث قال: "قبل 19 عام، وفي ذات الليلة التي صدر فيها قرار الأمم المتحدة بتأسيس دولة "اسرائيل"، وبينما ابتهج كل الناس في "اسرائيل"، شعرت بالحزن والكآبة. فلم اكن قادراً على قبول ما حصل فقد قسموا بلادي. نعم لقد قسموا بلادي. أين هيبرون (الخليل (التي هي ملكنا. هل نسيناها؟ وأين شيخيم (نابلس ) وأريحا، أين؟ كل جزء من هذه الارض وكل حفنة تراب هي ملكنا وهي جزء من أرض الرب؟ ثم أنبأ تلاميذه أن "جيش "اسرائيل" سيحرر أرض "اسرائيل"".
بعد ثلاثة أسابيع دخل الجيش "الاسرائيلي" إلى القدس الشرقية والحرم القدسي في عدوان 6 حزيران. وادعى اتباع الحاخام كوك انه قد خلق معجزة لتنبؤه بما حصل. لكن الحقيقة هي أن الحاخام كوك كان أحد الأشخاص القلائل العارفين بوجود خطط حربية لدى القيادة "الاسرائيلية".
وكان من بين المظليين "الاسرائيليين" الذين اقتحموا القدس الشرقية والحرم الشريف تلاميذ من "ميركاز هاراف" الذين وفروا سيارة مدرعة لغرض نقل الحاخام كوك ليشرف على رفع العلم "الاسرائيلي" فوق الحائط الغربي ولينفخ في بوق الشوفار.
فك خيوط الشبكة
الحاخام ديفيد سامسون الذي هو أحد تلاميذ الحاخام تسفي يهودا كوك. وقد اعترف سامسون في لقاء صحفي خاص أن "شبكة مدارس مركز الحاخام التي أسسها كوك هي القلب المحرك لحركة المستوطنين. وكل قادة حركة غوش امونيم هم من تلاميذ الحاخام تسفي يهودا، وكلما احتاجوا الى البت في امر مهم، فإن القرار الاخير يصدر من غرفة الضيوف في بيته حيث يجتمعون حول طاولته."
وكما اكد الحاخام سامسون فإن شبكة "مركز الحاخام" متغلغة بشكل كبير في كل مستويات قوات الدفاع من خلال مدارس الحسيديين التي هي في واقع الامر مراكز للتدريب العسكري ولدراسة تعاليم القابالة التي وضعها كوك. وقد حولت هذه الشبكة جيش الدفاع "الاسرائيلي" الى آلية متنامية للاصولية الدينية المتطرفة والشعوذة وتعاليم الحرب الدينية.
بموت الحاخام كوك الابن في عام 1982، تحولت قيادة غوش امونيم وامناء جبل الهيكل الى مجموعة أكثر عنفاً من اتباع كوك مثل الحاخام موشيه ليفينجر و أليعازر فالدمان. ويشدد فالدمان على ان كوك كان يطالب بالحرب الدينية الشاملة باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق مجئ المسيح. ويذكر سامسون أن بنيامين نتنياهو "نفسه يدرس تعاليم الحاخام كوك على يد كبار الحاخامات بصورة منتظمة. وهذه ليست مصادفة غريبة، فوالد بيبي نتنياهو كان السكرتير الشخصي للفاشي جابوتنسكي الذي كان يعمل بالتنسيق مع كوك الاب.
الى اين تسير الامور
في منصف الثمانينات وبعد أن القت السلطات الامريكية القبض على جوناثان بولارد بتهمة تجسسه لصالح "اسرائيل"، قام برنامج البحوث الدفاعية الاكاديمي التابع لوزارة الدفاع الامريكية بتمويل دراسة عن تنامي ظاهرة التطرف الديني في "اسرائيل" وتأثيراتها الستراتيجية. ونشر مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك في عام 1988 الدراسة التي أنيطت بإيان لوستك البروفسور في شؤون الدولة في كلية دارتموث (ملاحظة 3).
وخلصت الدراسة الى نتيجة صريحة وهي: إذا ما قدر للمتطرفين اليهود المرتبطين بحركة غوش امونيم والجناح المتنامي من غلاة القوميين اليهود داخل الجيش أن يستحوذ على السلطة، فإن ""اسرائيل" معارضة مبدئياً للحل السلمي التفاوضي ومدفوعة بالنبؤات والنوازع التخليصية ومتوفرة على ترسانة معقدة من الاسلحة النووية، ستشكل تحديات كبرى للسياسة الخارجية الامريكية والمصالح الامريكية بشكل لا يقل في تأثيره من تلك التي نتجت من الثورة الاسلامية في إيران."
وكان السيناريو الاخف وقعاً برأي لوستك هو حرب دينية مشابهة لحرب الثلاثين سنة (1618ـ 1648) التي دارت في أوروبا، وأسوأ التقديرات هو اندلاع حرب عالمية ثالثة نووية.
)نهاية القسم الاول)
هوامش:
1. Lyndon LaRouche, The Bestiality of the Fundies, Executive Intelligence Review,
November 10, 2000. 2. Abraham Isaac Kook, Orot: Lights of Holiness, 1963.
3. Ian S. Lustick, Jewish Fundamentalism in Israel: For the Land and the Lord.
هذه المقالة يوضح فيها لاروش أبعاد مؤامرة عالمية لهدم المقدسات الإسلامية و إنشائ هيكل سليمان المزعوم في مكانها. و لاحظوا ما كتب و إسقاطاته على ما يحدث حاليا حول العالم.
الصهيونية و الماسونية وجهان لعملة واحدة. وإن كانت الأخيرة هي الأخطر لعملها الدائب في سرية تامة و جهد دؤوب.
الموضوع موجود في هذا الموقع http://www.moqawama.net/arabic/isr_aggr/othaek.htm
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
وثائق وحقائق حول مؤامرة ضرب المقدسات الاسلامية في القدس
حسين النديم
كاتب بمجلة ( Executive Intelligence Review)
موقع الجريدة على الإنترنت 5 كانون الثاني 2001
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الاول
هذه المقالة من جزئين هي اعلان عن التقرير الخاص الصادر عن مؤسسة Executive Intelligence Review ويتضمن حقائق ووثائق مهمة عن الجهات المتورطة في مؤامرة التخطيط لضرب المقدسات الاسلامية في القدس ومحاولة بناء "الهيكل الثالث" تمهيداً لحرب دينية شاملة في المنطقة والعالم.
نسلط الضوء هنا على مجموعة حقائق تنشرها لأول مرة مؤسسة إكسيكتف انتيلليجنس ريفيو وهي مؤسسة أمريكية يشرف عليها السياسي الأمريكي المخضرم ليندون لاروش. وستصدر هذه الحقائق في صيغة كتاب جديد وفيلم وثائقي قريباً. وكانت المؤسسة هذه قد نشرت أجزاء من تحقيقاتها في الموضوع في مجلتها الأسبوعية مؤخراً.
يقول لاروش في تصريح صدر عنه مؤخراً (ملاحظة 1) أنه لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ظهور خطر حرب جديدة في الشرق الأوسط، لا بد لنا من أن ندرس بعض الحقائق المفارقة في السياسة الداخلية الأمريكية منذ عهد إدارة ليندون جونسون في منتصف الستينات، وبالذات بعد أن وقع الرئيس جونسون عام 1965 على قانون الحقوق المدنية التي حارب من اجلها السود في أمريكا. وكان الاعتراف بتلك الحقوق ولو شكلياً تحولا كبيراً في مجرى السياسة الأمريكية الداخلية.
ويشير إلى أن حرب دينية في الشرق الأوسط لن تقع ما لم يكن ورائها تحالف القوى بين المنظمات اليهودية اليمينية المؤمنة بشعار ""اسرائيل" الكبرى" ممثلة بشخصيات ذات النفوذ مثل ادجار برونفمان رئيس المجلس اليهودي العالمي واليمين المسيحي الأمريكي المتطرف الذي يعرف جمعاً بسم "الألفيين" لإيمانهم الشديد بحلول الألفية السعيدة بعد حرب هيرماجيدون كما سيأتي لاحقاً. ويذكر أن مثال التحول المقزز في موقف هيلاري كلنتون تجاه عملية السلام وتحيزها المطلق لإسرائيل ضد الفلسطينيين إشارة إلى هذا النهج، بالرغم من أن ذلك مجرد جزء بسيط من المعادلة.
كما يشير إلى أن "الألفيين" هؤلاء يتركزون في ما يسمى "حزام الإنجيل" وهي الولايات الواقعة في جنوب وجنوب غرب أمريكا التي هي تقليديا مع اليمين السياسي الأمريكي. ومن المفارقات المثيرة هي أن هؤلاء لا يحبون اليهود لسواد عيونهم بل لأنهم يعتبرون اليهود غاية لتحقيق النبوءات الغريبة التي يؤمنون بها. فالألفية السعيدة ستأتي بعد بناء "معبد الهيكل" في القدس وإبادة اليهود من جديد في حرب هيرماجدون حسب اعتقادهم.
ويشدد لاروش على أن انفجار المد العنصري المعادي للعرب في أمريكا من قبل هؤلاء المتطرفين الألفيين الذين أبدو تأييدهم العلني لمبدأ ""اسرائيل" الكبرى" برز مباشرة بعد حرب عام 1967 وترافق مع بدء العملية التي قام بها الحزب الجمهوري الأمريكي لكسب دعم هؤلاء المتعصبين فيما سمي "بالاستراتيجية الجنوبية" التي جاءت بالرئيس نكسون وهنري كيسنجر إلى البيت الأبيض. وانتهج الحزب الديمقراطي فيما بعد نفس الاستراتيجية العنصرية في محاولة تنصيب جيمي كارتر رئيساً للولايات المتحدة عام 1976. ومن ثم اندمج هذان التوجهان العنصريان من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي ليشكلا مشروعاً سياسياً مشتركا بعنوان "مشروع الديمقراطية" وكان من منظري هذا التوجه نفس صامويل هنتنغتون (صاحب صراع الحضارات) الذي قدم في عام 1974 بحثاً بعنوان "أزمة الديمقراطية" تحت إشراف زبيغنيو بريجينسكي الذي اصبح مستشارا للأمن القومي لكارتر فيما بعد. وقد عززت هذه التطورات الداخلية الأمريكية النهج التوسعي "الاسرائيلي" من عام 1967 وما تلاه.
ويضيف لاروش أن وقوع الرئيس كلنتون في شباك قضية مونيكا لوينسكي التي نصبها له أعداؤه خاصة بين الجمهوريين الذين قاموا بمحاولة إسقاطه في مداولات الإقالة في الكونغرس، أضاف واقعاً جديداً للقضية. فتحت ضغط الفضيحة وتأليب الجمهوريين لليمين المسيحي الأمريكي ضده، حاول كلنتون استمالة هذه القطعان الغاضبة وأعداءه كعادته بدلاً من أن يتصدى لهم. وبدأنا نرى كلنتون يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد ليشارك في ما يسمى "فطور الصلاة" في محاولة منه لتغطية عورته مسلماً بذلك جزءاً من روحه إلى نفس الناس الذين كانوا يحاولون تدميره. ويشدد لاروش على أن ما قام به كلنتون من وضع قضية القدس الدينية على طاولة مفاوضات كامب ديفيد ومحاولته إرغام ياسر عرفات بقبول شروط لا يقبلها أحد، شكل تحولاً نوعياً في مسار القضية. ويشدد على أن محاولة تبرير ذلك في نطاق نظرية مؤامرة ساذجة مرتبطة بهيلاري لوحدها لن يوصلنا إلى الحقيقة أما الحقائق التي يوردها أعلاه فهي جزء لا بد منه في عملية البحث عن جذور هذه القضية الخطيرة وليست محاولة للإجابة على كل الأسئلة المتعلقة بها لكي نتمكن من درء هذا الخطر المحدق بأمم الشرق الأوسط وحتى أمريكا نفسها والعالم.
حركة أمناء الهيكل
في 16 أكتوبر/ تشرين الثاني منعت قوات الشرطة "الاسرائيلية" أعضاء حركة "أمناء الهيكل وارض "اسرائيل""من محاولة الدخول إلى قبة الصخرة "لوضع الحجر الأساس للمعبد الثالث". وكانت هذه محاولة استفزازية شديدة الخطر. وكانت هذه المنظمة في بيانها قد ادعت أن الحكومة "الاسرائيلية" قد أعطت موافقتها لهذا الحدث وستقدم الحماية الأمنية للمشتركين فيه. وأعلن البيان الذي كتبه زعيم المنظمة جيرشون سالومون أنه "آن الأوان لبناء بيت الرب على جبل الهيكل المقدس وموقع المعبدين الأول والثاني. إن الرب قد تهيأ لهذا الحدث وهو ينتظر من شعب "اسرائيل" أن يحرر جبل الهيكل من العرب الوثنيين ولبناء بيته ليكون قلب وروح ومقصد "اسرائيل" وكل الأمم ... تعالوا واشهدوا بأنفسكم هذا الحدث الذي يأذن بآخر الزمان".
سلسلة القيادات
ليس بخاف أن أرييل شارون هو أحد اكثر العرابين لحركة أمناء المعبد بروزاً داخل "اسرائيل". كما أن المدارس الدينية "الاسرائيلية" المعروفة باسم أتريت كوهانيم المتواجدة في القدس الشرقية هي إحدى أهم مراكز النشاطات الإرهابية السرية الموجهة ضد العرب وضد الأوقاف الإسلامية المقدسة. وشارون كان دائما أحد أهم الوجوه في مؤتمرات جمع التبرعات لجماعة "أصدقاء اتريت كوهانيم" في نيويورك. ولا ينافسه في ذلك الحضور سوى غريمه داخل حزب الليكود بنيامين نتنياهو. وتذكر عدة تقارير أن شارون كان القناة الرئيسية لتحويل ملايين الدولارات من امريكا إلى حركة "غوش امونيم" التي أسسها الحاخامان موشيه ليفينجر و تسفي يهودا كوك. وبرزت هذه الجماعة من مستوطنة "كريات أربع" في الخليل ومن اكثر من 30 مستوطنة "اسرائيلية" منتشرة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد كان المجرم باروخ غولدشتين الذي فتح النار على المصلين المسلمين في مسجد النبي إبراهيم في فبراير عام 1994 من نتاجات هذه الجماعة.
قبل فترة وجيزة من مقتل رابين على يد إيغال أمير الذي كان عضواً في عصابات المستوطنين في الضفة الغربية ومقرباً من المهووسين بجبل الهيكل، كان رابين قد وصف المتطرفين اليهود باسم "البذور الضالة" التي لا تمت بصلة إلى الدين اليهودي. لكن بفضل التاج البريطاني والقوى الماسونية في بريطانيا في القرنين التاسع عشر والعشرين تم إدخال هذه "البذور الضالة" إلى الحياة الاجتماعية والسياسية ليهود فلسطين. وليس من قبيل المصادفة أن الموجة الدينية غير العقلانية هذه قد وجدت لها شريكاً ضمن الحركة الفاشية اليهودية ممثلة بفلاديمير جابوتنسكي مؤسس مايسمى بالحركة التعديلية اليهودية التي أنجبت كتلة الليكود الحالية وجماعة "غوش امونيم". وكان جابوتنسكي قد أسس "اللواء اليهودي" تحت راية الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى ضد العثمانيين.
كان أحد أهم الشخصيات الدينية اليهودية المشتغلة بالشعوذة والباطنية في بريطانيا في بداية القرن العشرين هو الحاخام أبراهام إسحاق كوك. وطبقاً لسيرته الذاتية كان كوك من اقرب المتعاونين مع جابوتنسكي في تجنيد المتطوعين وجمع الأموال للواء اليهودي. وبعد فرض الانتداب البريطاني على فلسطين عينت لندن كوك حاخاماً اكبر لليهود الاشكناز(الغربيين) في فلسطين وهو موقع احتله لغاية موته في عام 1935. وقد بعث الحاخام كوك من جديد الباطنية اليهودية وتعليم القابالة بالإضافة إلى التنبؤات المتعلقة ببناء الهيكل الثالث ونشرت بعد موته (ملاحظة 2)
ومن القضايا المهمة للوضع الراهن هي أن الحاخام كوك كان قد أسس "ميركاز هاراف (ويعني مركز الحاخام) في القدس لتكون أكاديمية تدريبية للمتعصبين اليهود الشباب. وعندما مات كوك ورث ابنه الحاخام تسفي يهودا كوك المؤسسة التي كونها أبوه.
ومن القصص الشهيرة عن الحاخام كوك الابن هي ما يرويه تلامذته عن انه في يوم "الاستقلال "الاسرائيلي"" عام 1967 كان كوك الابن يلقي خطبة دينية في تلاميذه حيث قال: "قبل 19 عام، وفي ذات الليلة التي صدر فيها قرار الأمم المتحدة بتأسيس دولة "اسرائيل"، وبينما ابتهج كل الناس في "اسرائيل"، شعرت بالحزن والكآبة. فلم اكن قادراً على قبول ما حصل فقد قسموا بلادي. نعم لقد قسموا بلادي. أين هيبرون (الخليل (التي هي ملكنا. هل نسيناها؟ وأين شيخيم (نابلس ) وأريحا، أين؟ كل جزء من هذه الارض وكل حفنة تراب هي ملكنا وهي جزء من أرض الرب؟ ثم أنبأ تلاميذه أن "جيش "اسرائيل" سيحرر أرض "اسرائيل"".
بعد ثلاثة أسابيع دخل الجيش "الاسرائيلي" إلى القدس الشرقية والحرم القدسي في عدوان 6 حزيران. وادعى اتباع الحاخام كوك انه قد خلق معجزة لتنبؤه بما حصل. لكن الحقيقة هي أن الحاخام كوك كان أحد الأشخاص القلائل العارفين بوجود خطط حربية لدى القيادة "الاسرائيلية".
وكان من بين المظليين "الاسرائيليين" الذين اقتحموا القدس الشرقية والحرم الشريف تلاميذ من "ميركاز هاراف" الذين وفروا سيارة مدرعة لغرض نقل الحاخام كوك ليشرف على رفع العلم "الاسرائيلي" فوق الحائط الغربي ولينفخ في بوق الشوفار.
فك خيوط الشبكة
الحاخام ديفيد سامسون الذي هو أحد تلاميذ الحاخام تسفي يهودا كوك. وقد اعترف سامسون في لقاء صحفي خاص أن "شبكة مدارس مركز الحاخام التي أسسها كوك هي القلب المحرك لحركة المستوطنين. وكل قادة حركة غوش امونيم هم من تلاميذ الحاخام تسفي يهودا، وكلما احتاجوا الى البت في امر مهم، فإن القرار الاخير يصدر من غرفة الضيوف في بيته حيث يجتمعون حول طاولته."
وكما اكد الحاخام سامسون فإن شبكة "مركز الحاخام" متغلغة بشكل كبير في كل مستويات قوات الدفاع من خلال مدارس الحسيديين التي هي في واقع الامر مراكز للتدريب العسكري ولدراسة تعاليم القابالة التي وضعها كوك. وقد حولت هذه الشبكة جيش الدفاع "الاسرائيلي" الى آلية متنامية للاصولية الدينية المتطرفة والشعوذة وتعاليم الحرب الدينية.
بموت الحاخام كوك الابن في عام 1982، تحولت قيادة غوش امونيم وامناء جبل الهيكل الى مجموعة أكثر عنفاً من اتباع كوك مثل الحاخام موشيه ليفينجر و أليعازر فالدمان. ويشدد فالدمان على ان كوك كان يطالب بالحرب الدينية الشاملة باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق مجئ المسيح. ويذكر سامسون أن بنيامين نتنياهو "نفسه يدرس تعاليم الحاخام كوك على يد كبار الحاخامات بصورة منتظمة. وهذه ليست مصادفة غريبة، فوالد بيبي نتنياهو كان السكرتير الشخصي للفاشي جابوتنسكي الذي كان يعمل بالتنسيق مع كوك الاب.
الى اين تسير الامور
في منصف الثمانينات وبعد أن القت السلطات الامريكية القبض على جوناثان بولارد بتهمة تجسسه لصالح "اسرائيل"، قام برنامج البحوث الدفاعية الاكاديمي التابع لوزارة الدفاع الامريكية بتمويل دراسة عن تنامي ظاهرة التطرف الديني في "اسرائيل" وتأثيراتها الستراتيجية. ونشر مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك في عام 1988 الدراسة التي أنيطت بإيان لوستك البروفسور في شؤون الدولة في كلية دارتموث (ملاحظة 3).
وخلصت الدراسة الى نتيجة صريحة وهي: إذا ما قدر للمتطرفين اليهود المرتبطين بحركة غوش امونيم والجناح المتنامي من غلاة القوميين اليهود داخل الجيش أن يستحوذ على السلطة، فإن ""اسرائيل" معارضة مبدئياً للحل السلمي التفاوضي ومدفوعة بالنبؤات والنوازع التخليصية ومتوفرة على ترسانة معقدة من الاسلحة النووية، ستشكل تحديات كبرى للسياسة الخارجية الامريكية والمصالح الامريكية بشكل لا يقل في تأثيره من تلك التي نتجت من الثورة الاسلامية في إيران."
وكان السيناريو الاخف وقعاً برأي لوستك هو حرب دينية مشابهة لحرب الثلاثين سنة (1618ـ 1648) التي دارت في أوروبا، وأسوأ التقديرات هو اندلاع حرب عالمية ثالثة نووية.
)نهاية القسم الاول)
هوامش:
1. Lyndon LaRouche, The Bestiality of the Fundies, Executive Intelligence Review,
November 10, 2000. 2. Abraham Isaac Kook, Orot: Lights of Holiness, 1963.
3. Ian S. Lustick, Jewish Fundamentalism in Israel: For the Land and the Lord.