PDA

View Full Version : الولاء والبراء


حلا
24-10-2001, 01:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الولاء والبراء
الولاء هو الولاء والقرب من المسلمين بمودتهم وإعانتهم ومناصرتهم على أعدائهم ، أما البراء فهو البراءة من الشرك وأهله0 وقطع الصلة القلبية مع الكفار فلا يحبهم ولا يناصرهم0
ومعروف بأن الولاء والبراء هو أن توالي أهل التوحيد الموحدين وتتبرأ من أعدائه المشركين0 قال الله تعالى في كتابه الكريم: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }0
وقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء }0 وقال عز من قائل: { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون }0
إن مكانة الولاء والبراء مكانة عظيمة وكبيرة0 فهي أوثق عرى الإيمان كما جاء في الحديث الشريف: ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )0 وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ( من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تُنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً )0 رواه الطبراني في الكبير0
إن هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة تبين لنا الأهمية الكبيرة والمكانة العظيمة للولاء والبراء في الله تعالى0 لأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان0 كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم0 لذا فموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ، الأعداء جميعهم إنما هي أمر واجب من واجبات هذا الدين الحنيف0
إن الولاء والبراء في الدين من ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومن أساسيات الإيمان عند الرسل والأنبياء جميعهم عليهم الصلاة والسلام0 فقد قال الله تبارك وتعالى: { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنَّا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده }0
كل ذلك يبين موالاة المؤمنين الخلص ومعاداة الكفار الخلص0 ومن الواجبات والأمور المهمة والتي تدل على الولاء والبراء ، عدم تأييد هؤلاء الكفار والمشركين في كل ما يتعلق بعقائدهم وعدم الاحتفاء بأعيادهم ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم ، وعدم تقليد الكفار لما له من آثار سلبية كبيرة ، والفرح بانتصار المسلمين والحزن لمصابهم والوقوف معهم في كل شؤونهم وأحزانهم0
ومحبة المؤمنين في الله لمحبتهم الله وإيمانهم به0
وقد قال الشاعر:
كل العداوات قد تُرجى مودتها *** إلا عداوة من عاداك في الدين
اللهم إنا نسألك أن تصلح أحوال المسلمين وتصلح عقيدتهم وتوحد كلمتهم وأن تنصرهم على عدوك وعدوهم0 آمين0