المبتسم
29-10-2001, 10:50 PM
على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أكبر قوة عسكرية في العالم منذ
خروجها منتصرة على رأس الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إلا أن النصف الثاني من
القرن العشرين شهد اخفاقات عديدة للقوة العسكرية الأمريكية الجبارة خاصة عندما خاضت
مواجهات مع شعوب وهو والأمر الذي تفجر بصورة واضحة في المستنقع الفيتنامي الذي أورث
الأمريكيين عقدة عسكرية مازالت تلازمهم حتى الآن كلما خرج جندي أمريكي من الأراضي
الأمريكية للقتال في أي أرض خارجية.
كشفت العمليات العسكرية للقوات الأمريكية خلال النصف الثاني من القرن العشرين عن
قدرة القوة اِلأمريكية على كسب الحروب الجوية ما دام الجندي الأمريكي لا يلتقي
بعدوه وجها لوجه كما كان الحال في الحرب ضد العراق حيث شنت القوات الجوية الأمريكية
ومعها قوات التحالف الدولي أعنف ضربات جوية في التاريخ ضد الأهداف العراقية
العسكرية منها والمدنية على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع وتمكنت من تحييد القوات
العراقية على الأرض في الكويت. ورغم ذلك لم تشارك القوات البرية الأمريكية في
العمليات البرية ضد الجيش العراقي في الكويت لإخراجه من الكويت وتركت هذه المهمة
للقوات العربية المشاركة في التحالف.
وتكرر نفس السيناريو في حرب البلقان ضد يوغسلافيا حيث اقتصرت الحرب الأمريكية على
القصف الجوي العنيف.
ومع مطلع النصف الثاني من القرن العشرين تلقت القوات الأمريكية أول لطمة لها عندما
حاولت غزو كوبا متخفية في صفوف مجموعة من الكوبيين الفارين من حكم الرئيس الكوبي
فيدل كاسترو فيما عرف بعملية خليج الخنازير عام 19961.يقول الأمريكيون أنفسهم عن
هذه أنها كانت أسوأ عملية تقوم بها القوات الخاصة والمخابرات الأمريكية. وقد تمثلت
بهبوط 1500 مهاجر كوبي دربتهم وكالة المخابرات المركزية في خليج الخنازير تحت إسم
الكتيبة 2506 ، تهدف الى اشعال نيران ثورة في الجزيرة ضد الزعيم الشيوعي فيدل
كاسترو.ولكن الكتيبة 2506 كان مقدرا لها الفشل الذريع، بسبب أخطاء المخابرات ورفض
الرئيس الاميركي آنذاك جون كنيدي توفير غطاء جوي اميركي، وهو ما كانت تعتزمه ادارة
الرئيس السابق له دوايت ايزنهاور.
قنبلة امريكية من مخلفات حرب فيتنام
ويقول باحثون ان الكوبيين الذين قامت وكالة المخابرات المركزية بتدريبهم انضموا في
ما بعد الى جماعات متطرفة مثل اوميجا 7 والفا 66 التي شاركت في مئات الهجمات بقنابل
على اهداف كوبية في الولايات المتحدة واميركا اللاتينية. وأطلقوا صواريخ على
مقاتلين سوفيات وفجروا ديناميت بشركة طيران سوفياتية ومكاتب تجارية، وتآمروا ضد
دبلوماسيين كوبيين وتضامنوا مع أنظمة عسكرية يمينية متطرفة باميركا الجنوبية وقادوا
مسيرة الإرهاب في الفناء الخلفي للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي نفس العام تقريبا أي 1961 بدأت الأقدام الأمريكية تغوص في المستنقع القيتنامي
من خلال إرسال مجموعات من قواتها الخاصة لمساندة الحكومة الفيتنامية في مواجهة
التمرد الشعبي.
وقد بدأ تورط الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام بعدة مئات من عناصر القوات
الخاصة. وبحلول نوفمبر عام 1963 كانت الولايات المتحدة قد أرسلت ما يزيد عن 16.000
جندي أميركي إلى فيتنام، كما عملت الحكومة والمخابرات الأميركية على الإطاحة
بالرئيس الفيتنامي الجنوبي دين ديام (نوفمبر 1963) لمعارضته التدخلات الأميركية
ورغبته في اقتصار الأميركيين على مساعدة القوات الفيتنامية الجنوبية لتتولى الأمر
بنفسها.
وبلغ عدد القوات الأمريكية في فيتنام قبيل انسحابها حوالي ربع مليون جندي في حين
بلغت خسائر أمريكا أكثر من 58 ألف جندي بين قتيل ومفقود. بل إن قضية الجنود
الأمريكيين المفقودين في فيتنام مازالت حية حتى الأن ومازالت عقدة فيتنام حاضرة في
الذاكرة الاجتماعية بل والعسكرية للمجتمع الأمريكي.
كاسترو نجح في إذلال الامريكيين
وتلقت القوات الخاصة الأمريكية اللطمة التالية لها بعد أقل من عشر سنوات تقريبا على
خروجها من فيتنام عندما حاولت هذه القوات تحرير الرهائن الأمريكيين الـ 53 الذين
احتجزهم الطلبة الإيرانيون داخل السفارة الأمريكية في طهران والتي كان الإيرانيون
يطلقون عليها اسم عش الجواسيس بسبب اتخاذها مقرا لعمليات المخابرات الأمريكية في
منطقة الخليج وأسيا الصغري أيام حكم الشاه رضا بهلوي.
جرت العملية الفاشلة يوم 24 ابريل عام 1980 لاطلاق سراح الرهائن الامريكيين الثلاثة
والخمسين الذين احتجزهم الطلاب الايرانيون في السفارة الامريكية في طهران خلال
الاشهر الخمسة السابقة وقال كارتر ان المهمة فشلت وذكر ان قرار القيام بالمحاولة
كان قراره هو وانه هو الذي قرر وقفها عندما تطورت المشكلات، واقر كارتر بأن
المسئولية الكاملة تقع على عاتقه هو.
كانت العملية تحمل اسم «ديزرت-1»، والتي اشتركت فيها ثماني طائرات هليكوبتر تابعة
للبحرية الامريكية من طراز آر.اتش53. وست طائرات نقل هيركيوليز سي-130، مع قوة من
الكوماندوز من الاسلحة الاربعة بالقوات المسلحة الامريكية كان معظمهم من رجال
المظلات التابعين للجيش الامريكي وقد توجهت القوة الى صحراء طبس الايرانية وكانت
الخطة تقضي بأن تحلق الطائرات واحدة وراء الاخرى لتستقر في منطقة قريبة من طهران
وكان مقرراً ان يقوم عملاء للولايات المتحدة في ايران بتحضير عدد من سيارات النقل
لنقل الكوماندوز من طائرات الهليكوبتر الى السفارة الامريكية حيث يقومون بمداهمة
الحراس وكان على طائرات الهليكوبتر ان تطير من مخابئها وتهبط في مجمع مباني السفارة
لالتقاط الرهائن بعد تحريرهم واخذهم حيث تربض طائرات النقل في مطار قريب تم
الاستيلاء عليه وكان واضعو الخطط قد قدروا ان العملية تحتاج الى ثماني طائرات
هليكوبتر على الأقل، ولكن سقطت منها طائرتان قبل الموعد في الصحراء واصاب خلل
هيدروليكي طائرة ثالثة عند وصولها وعندما وصلت تلك الانباء الى الرئيس كارتر امر
بوقف العملية.
حزب الله اجبر الامريكيين على الانسحاب من بيروت
خروجها منتصرة على رأس الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إلا أن النصف الثاني من
القرن العشرين شهد اخفاقات عديدة للقوة العسكرية الأمريكية الجبارة خاصة عندما خاضت
مواجهات مع شعوب وهو والأمر الذي تفجر بصورة واضحة في المستنقع الفيتنامي الذي أورث
الأمريكيين عقدة عسكرية مازالت تلازمهم حتى الآن كلما خرج جندي أمريكي من الأراضي
الأمريكية للقتال في أي أرض خارجية.
كشفت العمليات العسكرية للقوات الأمريكية خلال النصف الثاني من القرن العشرين عن
قدرة القوة اِلأمريكية على كسب الحروب الجوية ما دام الجندي الأمريكي لا يلتقي
بعدوه وجها لوجه كما كان الحال في الحرب ضد العراق حيث شنت القوات الجوية الأمريكية
ومعها قوات التحالف الدولي أعنف ضربات جوية في التاريخ ضد الأهداف العراقية
العسكرية منها والمدنية على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع وتمكنت من تحييد القوات
العراقية على الأرض في الكويت. ورغم ذلك لم تشارك القوات البرية الأمريكية في
العمليات البرية ضد الجيش العراقي في الكويت لإخراجه من الكويت وتركت هذه المهمة
للقوات العربية المشاركة في التحالف.
وتكرر نفس السيناريو في حرب البلقان ضد يوغسلافيا حيث اقتصرت الحرب الأمريكية على
القصف الجوي العنيف.
ومع مطلع النصف الثاني من القرن العشرين تلقت القوات الأمريكية أول لطمة لها عندما
حاولت غزو كوبا متخفية في صفوف مجموعة من الكوبيين الفارين من حكم الرئيس الكوبي
فيدل كاسترو فيما عرف بعملية خليج الخنازير عام 19961.يقول الأمريكيون أنفسهم عن
هذه أنها كانت أسوأ عملية تقوم بها القوات الخاصة والمخابرات الأمريكية. وقد تمثلت
بهبوط 1500 مهاجر كوبي دربتهم وكالة المخابرات المركزية في خليج الخنازير تحت إسم
الكتيبة 2506 ، تهدف الى اشعال نيران ثورة في الجزيرة ضد الزعيم الشيوعي فيدل
كاسترو.ولكن الكتيبة 2506 كان مقدرا لها الفشل الذريع، بسبب أخطاء المخابرات ورفض
الرئيس الاميركي آنذاك جون كنيدي توفير غطاء جوي اميركي، وهو ما كانت تعتزمه ادارة
الرئيس السابق له دوايت ايزنهاور.
قنبلة امريكية من مخلفات حرب فيتنام
ويقول باحثون ان الكوبيين الذين قامت وكالة المخابرات المركزية بتدريبهم انضموا في
ما بعد الى جماعات متطرفة مثل اوميجا 7 والفا 66 التي شاركت في مئات الهجمات بقنابل
على اهداف كوبية في الولايات المتحدة واميركا اللاتينية. وأطلقوا صواريخ على
مقاتلين سوفيات وفجروا ديناميت بشركة طيران سوفياتية ومكاتب تجارية، وتآمروا ضد
دبلوماسيين كوبيين وتضامنوا مع أنظمة عسكرية يمينية متطرفة باميركا الجنوبية وقادوا
مسيرة الإرهاب في الفناء الخلفي للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي نفس العام تقريبا أي 1961 بدأت الأقدام الأمريكية تغوص في المستنقع القيتنامي
من خلال إرسال مجموعات من قواتها الخاصة لمساندة الحكومة الفيتنامية في مواجهة
التمرد الشعبي.
وقد بدأ تورط الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام بعدة مئات من عناصر القوات
الخاصة. وبحلول نوفمبر عام 1963 كانت الولايات المتحدة قد أرسلت ما يزيد عن 16.000
جندي أميركي إلى فيتنام، كما عملت الحكومة والمخابرات الأميركية على الإطاحة
بالرئيس الفيتنامي الجنوبي دين ديام (نوفمبر 1963) لمعارضته التدخلات الأميركية
ورغبته في اقتصار الأميركيين على مساعدة القوات الفيتنامية الجنوبية لتتولى الأمر
بنفسها.
وبلغ عدد القوات الأمريكية في فيتنام قبيل انسحابها حوالي ربع مليون جندي في حين
بلغت خسائر أمريكا أكثر من 58 ألف جندي بين قتيل ومفقود. بل إن قضية الجنود
الأمريكيين المفقودين في فيتنام مازالت حية حتى الأن ومازالت عقدة فيتنام حاضرة في
الذاكرة الاجتماعية بل والعسكرية للمجتمع الأمريكي.
كاسترو نجح في إذلال الامريكيين
وتلقت القوات الخاصة الأمريكية اللطمة التالية لها بعد أقل من عشر سنوات تقريبا على
خروجها من فيتنام عندما حاولت هذه القوات تحرير الرهائن الأمريكيين الـ 53 الذين
احتجزهم الطلبة الإيرانيون داخل السفارة الأمريكية في طهران والتي كان الإيرانيون
يطلقون عليها اسم عش الجواسيس بسبب اتخاذها مقرا لعمليات المخابرات الأمريكية في
منطقة الخليج وأسيا الصغري أيام حكم الشاه رضا بهلوي.
جرت العملية الفاشلة يوم 24 ابريل عام 1980 لاطلاق سراح الرهائن الامريكيين الثلاثة
والخمسين الذين احتجزهم الطلاب الايرانيون في السفارة الامريكية في طهران خلال
الاشهر الخمسة السابقة وقال كارتر ان المهمة فشلت وذكر ان قرار القيام بالمحاولة
كان قراره هو وانه هو الذي قرر وقفها عندما تطورت المشكلات، واقر كارتر بأن
المسئولية الكاملة تقع على عاتقه هو.
كانت العملية تحمل اسم «ديزرت-1»، والتي اشتركت فيها ثماني طائرات هليكوبتر تابعة
للبحرية الامريكية من طراز آر.اتش53. وست طائرات نقل هيركيوليز سي-130، مع قوة من
الكوماندوز من الاسلحة الاربعة بالقوات المسلحة الامريكية كان معظمهم من رجال
المظلات التابعين للجيش الامريكي وقد توجهت القوة الى صحراء طبس الايرانية وكانت
الخطة تقضي بأن تحلق الطائرات واحدة وراء الاخرى لتستقر في منطقة قريبة من طهران
وكان مقرراً ان يقوم عملاء للولايات المتحدة في ايران بتحضير عدد من سيارات النقل
لنقل الكوماندوز من طائرات الهليكوبتر الى السفارة الامريكية حيث يقومون بمداهمة
الحراس وكان على طائرات الهليكوبتر ان تطير من مخابئها وتهبط في مجمع مباني السفارة
لالتقاط الرهائن بعد تحريرهم واخذهم حيث تربض طائرات النقل في مطار قريب تم
الاستيلاء عليه وكان واضعو الخطط قد قدروا ان العملية تحتاج الى ثماني طائرات
هليكوبتر على الأقل، ولكن سقطت منها طائرتان قبل الموعد في الصحراء واصاب خلل
هيدروليكي طائرة ثالثة عند وصولها وعندما وصلت تلك الانباء الى الرئيس كارتر امر
بوقف العملية.
حزب الله اجبر الامريكيين على الانسحاب من بيروت