painter
25-11-2001, 11:06 AM
عبد رب الرسول سياف تحدث بمرارة عن جرائم حركة طالبان وبمرارة مساوية عن سكوت المسلمين وخاصة الذين دعموا وشاركوا في الجهاد الأفعاني ضد الروس عن تلك الجرائم لكن هل اكتفى مؤيدو الجهاد الأفغاني والمشاركون فيه بمجرد السكوت عما وصفه الشيخ سياف بجرائم طالبان؟ أبدا فهم كما قال الشيخ سياف «ارتكبوا محرما كبيرا بانضمامهم إلى طالبان ضد إخوانهم المسلمين» وتعمدوا الانحياز لطرف ضد آخر بالرغم من نداءات قادة الجهاد أمثال سياف لهم بالانسحاب من صراع الأفغان ضد الأفغان «كم ناديتهم وقلت لهم انسحبوا ولا تضروا بدينكم ودنياكم... هذه حرب لا تجوز بحال من الأحوال وليس لها مبرر لا بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم... لكنهم لم يسمعوا» وقبل المضي قدما في التعليق على حوار الشيخ سياف مع قناة الجزيرة مساء الاربعاء الماضي نذكر الذين نسوا أو تناسوا في خضم فرحتهم بحركة طالبان واحتضانهم لها نسوا قادة الجهاد الأفغاني نذكرهم بأن الشيخ عبد رب الرسول سياف هو زعيم أحد أحزاب الجهاد الأفغانية وهو على العكس من أبرز زعماء تحالف الشمال أو الجبهة المتحدة، ينتمي إلى العرقية البشتونية التي تنتمي إليها حركة طالبان، والشيخ سياف كان من أكثر زعماء الجهاد اتصالا وتواصلا مع دول الخليج وقد زار هذه الدول خلال حرب الجهاد ضد السوفيات مرارا وتحدث إلى مهرجانات شعبية نظمتها له الحركات الاسلامية بواسطة جمعياتها واتحاداتها.
سياف الذي كان ملء السمع والبصر اختفى بشكل يكاد يكون تاما منذ سقوط حكومة نجيب الله الموالية لموسكو في ابريل 1992 لكنه عندما عاد إلى المسرح الإعلامي فإنه لم يتردد في فضح انقلاب رفاق الأمس على التنظيمات والشخصيات الجهادية القديمة فأولئك الذين كانوا مناصرين للجهاد ومشاركين فيه تحولوا إلى الضد تماما وهذا الضد هو حركة طالبان التي لم يعرف أحد بها قبل عام 1994 والتي كان عدد كبير من وزرائها ومسؤوليها من المنتمين لتنظيم الشيخ سياف كما ذكر. لكن لماذا تحول أنصار وشركاء الجهاد من العرب وغيرهم إلى هذا التنظيم الجديد؟ قد يقول قائل إن تنظيم طالبان جاء في الوقت المناسب وهو الوقت الذي تحولت فيه التنظيمات الجهادية ضد السوفيات إلى جيوش وعصابات يقاتل بعضها بعضا وإن طالبان قاتلتهم جميعا وقضت على نفوذهم ووضعت حدا لصراعاتهم ولم يبق أمامها لتحكم سيطرتها على أفغانستان غير 5% وهذا صحيح لكن هل يبرر ذلك للمجاهدين العرب أو من يسمون بالأفغان العرب أن يحشروا أنفسهم في صراع أفغاني ـ أفغاني وإذا كانوا انخدعوا في بداية الأمر فلماذا لم يصححوا أخطاءهم بعد أن تكشفت لهم حقيقة طالبان من خلال جرائمها ضد الأفغان ومدنهم وقراهم ومن خلال المناشدات التي وجهها الشيخ سياف لهم؟ ألم يكن سياف وأحمد شاه مسعود ويوسف خالص والجنرال عبدالحق وغيرهم محل ثقة واطمئنان المجاهدين والمؤيدين العرب طوال فترة الجهاد ضد السوفيات فلماذا إذن فقدوا هذه الثقة لصالح القادم الجديد «حركة طالبان»؟
إن هناك أكثر من سبب لإعجاب الأصوليين العرب بطالبان وأحد هذه الأسباب هو أن هذه الحركة تمكنت خلال عامين من بسط نفوذها على حوالي 90 بالمائة من الأراضي الأفغانية وسبب آخر هو أن طالبان تعيش وتتصرف بعقلية عدة قرون مضت ولأنها تنتمي فكرا وسلوكا للماضي فإن الأصوليين العرب أعجبوا بها وانتموا إليها وقاتلوا في صفوفها.
http://www.alwatan.com.kw/lessay.asp?id=40003
مقال للدكتور عايد المناع في جريدة الوطن الكويتية ليوم السبت 24/11/2001
سياف الذي كان ملء السمع والبصر اختفى بشكل يكاد يكون تاما منذ سقوط حكومة نجيب الله الموالية لموسكو في ابريل 1992 لكنه عندما عاد إلى المسرح الإعلامي فإنه لم يتردد في فضح انقلاب رفاق الأمس على التنظيمات والشخصيات الجهادية القديمة فأولئك الذين كانوا مناصرين للجهاد ومشاركين فيه تحولوا إلى الضد تماما وهذا الضد هو حركة طالبان التي لم يعرف أحد بها قبل عام 1994 والتي كان عدد كبير من وزرائها ومسؤوليها من المنتمين لتنظيم الشيخ سياف كما ذكر. لكن لماذا تحول أنصار وشركاء الجهاد من العرب وغيرهم إلى هذا التنظيم الجديد؟ قد يقول قائل إن تنظيم طالبان جاء في الوقت المناسب وهو الوقت الذي تحولت فيه التنظيمات الجهادية ضد السوفيات إلى جيوش وعصابات يقاتل بعضها بعضا وإن طالبان قاتلتهم جميعا وقضت على نفوذهم ووضعت حدا لصراعاتهم ولم يبق أمامها لتحكم سيطرتها على أفغانستان غير 5% وهذا صحيح لكن هل يبرر ذلك للمجاهدين العرب أو من يسمون بالأفغان العرب أن يحشروا أنفسهم في صراع أفغاني ـ أفغاني وإذا كانوا انخدعوا في بداية الأمر فلماذا لم يصححوا أخطاءهم بعد أن تكشفت لهم حقيقة طالبان من خلال جرائمها ضد الأفغان ومدنهم وقراهم ومن خلال المناشدات التي وجهها الشيخ سياف لهم؟ ألم يكن سياف وأحمد شاه مسعود ويوسف خالص والجنرال عبدالحق وغيرهم محل ثقة واطمئنان المجاهدين والمؤيدين العرب طوال فترة الجهاد ضد السوفيات فلماذا إذن فقدوا هذه الثقة لصالح القادم الجديد «حركة طالبان»؟
إن هناك أكثر من سبب لإعجاب الأصوليين العرب بطالبان وأحد هذه الأسباب هو أن هذه الحركة تمكنت خلال عامين من بسط نفوذها على حوالي 90 بالمائة من الأراضي الأفغانية وسبب آخر هو أن طالبان تعيش وتتصرف بعقلية عدة قرون مضت ولأنها تنتمي فكرا وسلوكا للماضي فإن الأصوليين العرب أعجبوا بها وانتموا إليها وقاتلوا في صفوفها.
http://www.alwatan.com.kw/lessay.asp?id=40003
مقال للدكتور عايد المناع في جريدة الوطن الكويتية ليوم السبت 24/11/2001