PDA

View Full Version : العلاقات السعودية - الأميريكة (استبيان اراء المشاركين في مستقبلنا )


بنت الباطن
24-12-2001, 08:41 PM
العلاقة السعودية الأمريكية، على مدى السنوات الماضية، مرت بوتيرة ورتيبة واحدة يغلب عليها الفوقية والإجحاف من الجانب الأمريكي والدونية والرضى من الجانب السعودي.. أو هكذا يبدو الأمر لمعظم المراقبين، ولهم الحق في كثير من تبريرهم لنظرتهم هذه، وقد يكون مرجع وأساس هذه النظرة عدم الجدية والإحترافية السياسية من الجانب السعودي لتوضيح الصورة الصحيحة للأخرين وخاصة المواطنين، فضلاً عن إنعدام المصارحة الداخلية لأمور أقل أهمية من هذه العلاقة، ولستُ بحاجة للتذكير بغياب الحوار السياسي الداخلي القائم على الحرية السياسية والصدق المتبادل ما بين المسؤول والمواطن و.. و.. فذاك موضوع آخر وأن كان له علاقة مباشرة بما نحن بصدده..

الشواهد على إختلال هذه العلاقة، فيما هو لصالح الجانب الأمريكي، كثيرة وعديدة، والكثير منها قامت بسبب النظرة الدونية السعودية التي تراكمت على مدى سنوات العلاقة المتبادلة بين البلدين، حيث أصبحت لازمة وماركة مسجلة للسياسة السعودية.. هذه النظرة التي وضعت كل بيضها في السلة الأمريكية عمداً أو غفلة وسؤ تقدير.. وقد تنبه الملك فيصل، لفترة وجيزة من الزمن، لهذا الإختلال فكان موقفه الوطني والقومي بقطع البترول مما دفع حياته، ثمناً لصحوته، في جريمة قتل محبوكة الإخراج..

نرجع لشواهد إختلال العلاقة، لصالح الجانب الأمريكي، لأذكر منها، على سبيل المثال وليس الحصر، صفقة بل ماسأة شراء طائرات الركاب الأمريكية للخطوط السعودية، قبل عدة سنوات، التي ظهرت فصولها الدراماتيكية، التي فرض فيها الأمريكيون بضاعتهم، بالصوت والصورة للملاء.. علماً بوجود فرصة المناورة لدى الجانب السعودي، بالبحث عن بدائل أخرى، والتي أجهضت أخيراً بقرار ملكي، بعد المكالمة الشهيرة بين رأسي السلطتين في البلدين، في عملية ضغط واضحة للعيان ظهرت بالصوت والصورة في جميع وسائل الإعلام..!!! ، يكفينا هذا المثال الواضح للعيان ليعكس تشابه بقية المواقف الأخرى المعروفة والمعلنة أو تلك السّرية..

الآن ربعنا في حيص وبيص.. ولسان حالنا نحن المواطنون يقول: في الصيف ضيعتِ اللبن أو نردد ذاك المثل: من بدأ بالسبت لقى الأحد..

علاقة بُنيت على أسس إختلالية وكسيحة منذ البدء لا نتوقع لها الصمود في وجهة أي هزة لها..

علاقة بُنيت على خلفية تغييب أي دور للمواطن، مهما يكن توجه هذا المواطن، لا نتوقع لها التعاطف من قِبله مع مخطيطيها بغفلة عنه، وأن كان يضع يده على قلبه الآن فليس تعاطفياً مع أولئك المخططين بقدر ما هو خوفاً على بلده ومستقبل بلده ومصيره ومواطنيه..

علاقة بُنيت على ميزان مائل للجانب الأمريكي لا نتوقع لها فزعة شعبية صادقة لتعديل الميزان لصالح من لم يراعي مصالحه من البدء وهم مخطيطيها من المسؤولين عندنا..

علاقة بُنيت خطأ لن تتعدل بسهولة للصواب طالما بقى المواطن مهمش سياسياً لا يتكلم عن هذه العلاقة إلا تطبيلاً وتزميراً مما يزيد من غرور وتعجرف المسؤول وزيادة في تغييب نظرة هذا المسؤول عما هو صواب وخطأ..

علاقة بُنيت من قِبل مسؤولون أمريكيون متعاقبون، لهم نظرتهم السياسية التي تخدم بلدهم أولاً وأخيراً، ومن قِبل مسؤولون سعوديون دائمون لهم حساباتهم المالية والمصرفية التي يهمهم نموها وإزدهارها ولهم حساباتهم السلطوية.. لن نتوقع لها التعديل إلا بما يزيد رصيد هؤلاء على حساب مواقف مُعلنة الآن سرعان ما يتخلون عنها بحجة أو بأخرى..

ما بُني على خطأ نتائجه خطأ وتصحيحه خطأ.. ولن يُصحح الخطأ إلا بالمشاركة السياسية الشاملة المتفاعلة بين المسؤول والمواطن ضمن منظومة سياسية ديموقراطية متكاملة على منهج إسلامي راقي لا يحابي الطائفية أو الفئوية، ولن يتصدق أي مسؤول بهذا المشروع السياسي دون مطالبة فعالة ومستمرة وجادة من المثقفين ورجال الفكر والدين..
ومالم يستغل هؤلاء هذا الوضع المناسب الآن وقبل فوات الأوان فإني مبشرهم بالمراوحة بأماكنهم الى أن يشاء الله..
والخوف ليس عليهم بهذه المراوحة بقدر ما هو حرص على عدم مشاهدة بلادنا وهي تتراوح بمكانها بينما الأخرون يسيرون للأمام والشواهد من حوالينا كثيرة، فضلاً عن أولئك البعيدين عنا..


للخروج بتحليل واضح عن مستقبل السعودية وتأثير العلاقة مع امريكا على ذلك المستقبل في ضؤ التطورات التي حدثت بعد 11 سبتمبر 2001 لا بد لنا اولا من الاجابة على عدد من الاسئلة المهمة:

1- ماذا تريد امريكا من السعودية وهل تستطيع ان تحصل على ما تريده من جهة اخرى؟
2- ماذا تريد السعودية من امريكا وهل تستطيع ان تحصل على ما تريد من جهة اخرى؟
3- هل يؤثر مستقبل الوضع السياسى الداخلي للسعودية على الخيارات الامريكية؟
4- ماهي البدائل المتوفرة للسعودية؟
5- ما هي البدائل المتوفرة لامريكا؟

سأحاول الاجابة بقدر الامكان على بعض منها

1- امريكا تريد مصدر مستقر لامدادات طويلة الامد من البترول كهدف اساسي اضافة الى انها تريد من السعودية العمل على استقرار المنطقة سياسيا بما يخدم مصالحها اولا واخيرا خاصة فيما يتعلق بالوضع في الشرق الاوسط كما انها ترغب في استغلال الفرص التجارية التي توفرها السعودية للمصانع الامريكية

2- السعودية بحاجة الى امريكا لدعمها في وجه التهديدات الخارجية والداخلية التي قد تهدد الحكم والاستقرار كما انها تريد ان تبقى امريكا خارج لعبة السياسة الداخلية للسعودية

3- الوضع السياسي الداخلي المستقبلي للسعودية ضبابيا حتى على اقرب الناس من الحكم وحتى على الكثير من اعضاء الحكم فبينما يقترب جيل ابناء الملك عبد العزيز من مغادرة الساحة يبرز الاحفاد (ابناء العمومة) في صراع على المناصب والقرب من السلطة دون ان يكون هناك دستور او نظام واضح وصريح يسمح بتداول السلطة بين ابناء العمومة مما ينذر بصراع مرير على السلطة قد ينتج عنه عدم استقرار ناهيك عن تأثيراته على الاقتصاد والامن ولذا فأن امريكا تأخذ هذا بعين الاعتبار اضافة الى ذلك فأن الاوضاع الشعبية ليست احسن حالا حيث البطالة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية وازدياد الفارق الشاسع بين الفقراء والاغنياء مما يوفر تربة خصبة للتيارات المتصارعة من حداثة متطرفة الى اصولية متطرفة وبعد الحكام عن الشعب وتوكيل امورهم الى حاشية منغمسة بالفساد وسيكون الصوت الاقوى للاصولية وهذا ايضا لا تغفله امريكا

4- البدائل السعودية لا تخرج عن بديلين

الاول هو الخضوع للضغوطات الامريكية ولو على مراحل مع ايهام الشعب من خلال الاعلام بخلاف ذلك وقد حدث هذا كثيرا في الماضي ولكن الاخذ بهذا الخيار سيكون مردودة الايجابي محدود المدة والاستفادة منه ستكون لمجموعة محدودة وسيكون له سلبيات عظيمة على مستقبل الاستقرار الداخلي وازدياد الفرقة بين الاطراف المتصارعة سواء على مستوى الشعب او الحكم وهذا هو الخيار الاكثر ترجيحا

الثاني هو الالتفات الى الوضع الداخلي وزياد ترقيع اللحمة الوطنية من خلال عدد من الاجرأت الاصلاحية على جميع المستويات ومنها

تطوير نظام واضح وصريح لانتقال السلطة وايجاد مؤسسة مرجعية تضمن تطبيق هذا النظام وهذا يظمن استقرار السلطة

محاربة الفساد المالي والاداري الذي تفشى بصورة رهيبة مما اثر على جميع الاوضاع

اشراك الشعب في اتخاذ القرار من خلال اعطاء صلاحية اكثر للاطر الموجودة وايجاد اطر اكثر تطوير نظام التعليم بما يتناسب ومتطلبات العصر

تكوين جيش ذا قيمة وفتح باب التسجيل لرفع الكمية العددية للجيش والحرس الوطني

التخلي عن القوات الامريكية واستبدالها بنظام امن اقليمي يشمل ايران والعراق واليمن مع امكانية اعطائه مظلة دولية

وهذا الخيار صعب ومستبعد نظرا لانه يتعارض مع اصحاب المصالح على المستوى الداخلي والخارجي وهو ليس مستحيل وسيمر تطبيقه ببعض الصعوبات ولكنه الابقى والاصلح

5- في حال اعتمدت السعودية الخيار الثاني فان امريكا سوف تضطر للتعامل معها باحترام وعلى اساس تبادل للمنافع المشتركة بل ان السعودية ستكون اهم لها من اي دولة اخرى في المنطقة سياسيا وافتصاديا

ولدى امريكا من البدائل الكثير ومنها

التعامل مع الوضع الحالي بالكثير من الحذر والنفاق مع العمل على احداث التغيرات اللازمة لتهيئة البدائل الاخرى

العمل على تغير الخريطة السياسية للمنطقة وذلك عن طريق تحسين العلاقة مع ايران وتطويرها بحيث تعود الى لعب دورها ايام الشاة (شرطي ضامن لتدفق النفط) ولا يهم امريكا من السعودية الا ما حاذا الخليج وهذا خيارا واقعيا جدا ويتم العمل عليه ودعمة من قبل الاوربيين ومتى ما توصلت ايران وامريكا الى تفاهم مشترك فكل شيء سينقلب رأسا على عقب والخلاف مع امريكا هو على النفوذ والمصالح في اسيا الوسطى وليس على الخليج كما ان صعوبة التعامل مع ايران يقابله استقرار سياسي ونظام دستوري واضح

العمل على فصل النفط جغرافيا عن الدين وذلك من خلال التدخل في الصراعات الداخلية وتقسيم السعودية بما يكفل ذلك وهذا احتمال وارد وتم التعرض له في عدد من الصحف الامريكية ولكنه خطير

اسفة للاطالة

تحياتي .

يناير
24-12-2001, 11:21 PM
عودة مباركة ..

موضوعك يضم اسمك ضمن اللائحة السوداء في هنا .. :)

لقد سبقك به عكاشه ؛؛؛