بويك ون
25-12-2001, 11:13 PM
كتب حسن حسب الله في جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 20/1/2001
منظومة الكذب العراقية : حالة مرضية ذات صدى عربي !!!
نهاية السبعينيات وعلى مشارف الثمانينات . ذروة المعارك في الساحة اللبنانية بين إسرائيل والفلسطينيين واستعدادات إسرائيلية لاجتياح لبنان وصولا إلى بيروت .
والعراق يبلغ ذروة قوته العسكرية والاقتصادية ,
صدام يعلن الحرب على إيران والنتيجة معروفة وأثار تلك الحرب مازالت مستمرة ,
بداية التسعينيات , وفي أبريل 1990 يعلن صدام امتلاك السلاح الكيماوي المزدوج والقادر على إبادة نصف إسرائيل , وبعد أربعة شهور تجتاح القوات العراقية الكويت والنتيجة أيضا معروفة , هزيمة سريعة واندحار عراقي أسرع بعد إطلاق 39 صاروخا على إسرائيل لم يسقط خلالها قتيل واحد …
المأساة ليس فقط في خوض الحروب وتكبد نتائجها وبقاء الديكتاتور في السلطة بعيدا عن أي محاسبة , التي هي ترف لم تبلغه شعوب مغلوبة على أمرها كما هي حال الشعب العراقي , والمأساة أن ما سبق جريمتي الحربين هو ذلك التهليل و التمجيد اللذان تلقاهما حاكم العراق من بعض قطاعات الشعوب العربية المصابة بفقدان التوازن لكثرة ما أصيبت بالإحباط والهزائم , فراحت تتعلق بقشة أي مدع أو زعيم سواء حملها الى النصر أو إلى الجحيم , لا فرق الآن وبفارق نسبي يعيد التاريخ نفسه , و دائما على هيئة مهزلة ,
ففي يوم واحد , نشر الأعلام تصريحات عراقية تتراوح بين أمريكا لا تعني لنا شيء , وسنقصف إسرائيل لمدة ستة شهور , وسندافع عن السعودية , !!
والعراق أسقط أكثر من ثمانين طائرة أمريكية منذ إنتهاء ( عاصفة الصحراء ) و …. الخ
من آلة الكذب المشروخة ولكن التي لا تزال تلقى صدى في هذه العاصمة العربية أو تلك ,
وإذا كان الكذب سمة أساسية في المنظومة الأخلاقية لصدام وبطانته الحاكمة … إذا كان الشعب العراقي يتجرع مرارة هذه المأساة المستمرة صابرا مكرها لا مختارا , لأن من يده في النار ليس كمن يده في الماء البارد , وإذا كان بعض المتظاهرين يحلو لهم التصفيق لصدام وصواريخه الوهمية , فما الذي يجبر آخرين على تحمل وتيرة النفاق المستمرة من زعماء بغداد ؟
إلا إذا كان الكذب ليس بالضرورة عملية أحادية الجانب بل يلزمها دائما طرفان أو أكثر يساق هذا التساؤل لدى مشاهدة وزير الخارجية المخضرم فاروق قدومي يجهد نفسه والوفد المرافق له بالاستماع لأكثر من ساعة من الزمن لخطة عسكرية , لا يشق لها غبار , من فم القائد المظفر , سيد الهزائم , لإجلاء إسرائيل من الأراضي المحتلة , وهي بدون شك ادعاءات أقرب إلى الهذيان الذي يطلقه المحمومون أو السكارى منها إلى كلام ينتمي إلى العقل ..
ويساق هذا التساؤل أيضا لدى سماع نائب القائد العراقي _ الذي لم ولن يكرره التاريخ _ يشنف أسماع الصحافيين في القاهرة أن أمريكا لا تعني له شيئا ,
ويساق هذا التساؤل للذهاب إلى استنتاج مفاده أن من يستطيع تحمل سماع هذه الجرعات من الكذب والزيف و … الخ .
ليس بريئا من حمله هذه القيم التي يخشى أنها سمة مأثورة لصدام وفريقه وحدهم ..
بكلام أخر , إن أمة لا تتجرأ على إسكات الكاذب أو على الأقل أو تنعته بالكاذب أو أقل من ذلك حتى عدم التطوع لسماعه ,
هذه الأمة قادرة على اجتراع الهزائم والمآسي وتتفن في التآكل الذاتي , وليس غريبا عليها بعد ذلك أن تخترع كل نحو عشرة أو عشرين عاما حربا جديدة ,
وهي بالتأكيد ليست في زمانها ولا مكانها الصحيحين ,
وسط منظومة التكاذب العراقي _ العربي ,
العائد في الوقت الراهن كان تصريح المسؤول الكويتي :-
[ ليحارب صدام إسرائيل ]
هذه العبارة كانت الأنصح والأكثر إيجازا نحو الحقيقية فقد باتت حالة مرضية
منذ أن عدمت بغداد من يقول لها ,,, كفى ,,, !!!!
انتهى :-
ولعل في هذا الموضوع يجد السائل الجواب عن سبب ترك أمريكا صدام بالسلطة ولم تسقطه !!!!!!!
منظومة الكذب العراقية : حالة مرضية ذات صدى عربي !!!
نهاية السبعينيات وعلى مشارف الثمانينات . ذروة المعارك في الساحة اللبنانية بين إسرائيل والفلسطينيين واستعدادات إسرائيلية لاجتياح لبنان وصولا إلى بيروت .
والعراق يبلغ ذروة قوته العسكرية والاقتصادية ,
صدام يعلن الحرب على إيران والنتيجة معروفة وأثار تلك الحرب مازالت مستمرة ,
بداية التسعينيات , وفي أبريل 1990 يعلن صدام امتلاك السلاح الكيماوي المزدوج والقادر على إبادة نصف إسرائيل , وبعد أربعة شهور تجتاح القوات العراقية الكويت والنتيجة أيضا معروفة , هزيمة سريعة واندحار عراقي أسرع بعد إطلاق 39 صاروخا على إسرائيل لم يسقط خلالها قتيل واحد …
المأساة ليس فقط في خوض الحروب وتكبد نتائجها وبقاء الديكتاتور في السلطة بعيدا عن أي محاسبة , التي هي ترف لم تبلغه شعوب مغلوبة على أمرها كما هي حال الشعب العراقي , والمأساة أن ما سبق جريمتي الحربين هو ذلك التهليل و التمجيد اللذان تلقاهما حاكم العراق من بعض قطاعات الشعوب العربية المصابة بفقدان التوازن لكثرة ما أصيبت بالإحباط والهزائم , فراحت تتعلق بقشة أي مدع أو زعيم سواء حملها الى النصر أو إلى الجحيم , لا فرق الآن وبفارق نسبي يعيد التاريخ نفسه , و دائما على هيئة مهزلة ,
ففي يوم واحد , نشر الأعلام تصريحات عراقية تتراوح بين أمريكا لا تعني لنا شيء , وسنقصف إسرائيل لمدة ستة شهور , وسندافع عن السعودية , !!
والعراق أسقط أكثر من ثمانين طائرة أمريكية منذ إنتهاء ( عاصفة الصحراء ) و …. الخ
من آلة الكذب المشروخة ولكن التي لا تزال تلقى صدى في هذه العاصمة العربية أو تلك ,
وإذا كان الكذب سمة أساسية في المنظومة الأخلاقية لصدام وبطانته الحاكمة … إذا كان الشعب العراقي يتجرع مرارة هذه المأساة المستمرة صابرا مكرها لا مختارا , لأن من يده في النار ليس كمن يده في الماء البارد , وإذا كان بعض المتظاهرين يحلو لهم التصفيق لصدام وصواريخه الوهمية , فما الذي يجبر آخرين على تحمل وتيرة النفاق المستمرة من زعماء بغداد ؟
إلا إذا كان الكذب ليس بالضرورة عملية أحادية الجانب بل يلزمها دائما طرفان أو أكثر يساق هذا التساؤل لدى مشاهدة وزير الخارجية المخضرم فاروق قدومي يجهد نفسه والوفد المرافق له بالاستماع لأكثر من ساعة من الزمن لخطة عسكرية , لا يشق لها غبار , من فم القائد المظفر , سيد الهزائم , لإجلاء إسرائيل من الأراضي المحتلة , وهي بدون شك ادعاءات أقرب إلى الهذيان الذي يطلقه المحمومون أو السكارى منها إلى كلام ينتمي إلى العقل ..
ويساق هذا التساؤل أيضا لدى سماع نائب القائد العراقي _ الذي لم ولن يكرره التاريخ _ يشنف أسماع الصحافيين في القاهرة أن أمريكا لا تعني له شيئا ,
ويساق هذا التساؤل للذهاب إلى استنتاج مفاده أن من يستطيع تحمل سماع هذه الجرعات من الكذب والزيف و … الخ .
ليس بريئا من حمله هذه القيم التي يخشى أنها سمة مأثورة لصدام وفريقه وحدهم ..
بكلام أخر , إن أمة لا تتجرأ على إسكات الكاذب أو على الأقل أو تنعته بالكاذب أو أقل من ذلك حتى عدم التطوع لسماعه ,
هذه الأمة قادرة على اجتراع الهزائم والمآسي وتتفن في التآكل الذاتي , وليس غريبا عليها بعد ذلك أن تخترع كل نحو عشرة أو عشرين عاما حربا جديدة ,
وهي بالتأكيد ليست في زمانها ولا مكانها الصحيحين ,
وسط منظومة التكاذب العراقي _ العربي ,
العائد في الوقت الراهن كان تصريح المسؤول الكويتي :-
[ ليحارب صدام إسرائيل ]
هذه العبارة كانت الأنصح والأكثر إيجازا نحو الحقيقية فقد باتت حالة مرضية
منذ أن عدمت بغداد من يقول لها ,,, كفى ,,, !!!!
انتهى :-
ولعل في هذا الموضوع يجد السائل الجواب عن سبب ترك أمريكا صدام بالسلطة ولم تسقطه !!!!!!!