PDA

View Full Version : أقصى المسلمين وهيكل اليهود


tan_tan69
27-12-2001, 05:38 PM
هذه باكورة مشاركتي المتواضعة في هذا المنتدى .. والتي ستكون عبارة عن حلقات ... كجهد بسيط لقضيتنا العادلة وفي نفس الوقت للرد على المشككين بإسلامية الأقصى وأرض فلسطين الطاهرة ...

أقصى المسلمين وهيكل اليهود
الحق والملكية في إطار السياق التاريخي وإشكاليات الصراع الحاضر


"لا يوجد شعب فلسطيني ... وكأننا نحن الذين جئنا لإخراجه من دياره والاستيلاء على بلده . فهم (الفلسطينيون) لا وجود لهم.." .
رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة جولدا مائير في تصريح لصحيفة الصنداي تايمز اللندنية بتاريخ 15/5/1969

"كانت حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حالة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم ، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار … ومن البدء حتى النهاية لم تكن مملكتهم سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسوريا وأشور وفينيقيا ، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم" . المؤرخ هـ.ج ولز في كتابه "موجز التاريخ"


تقديـــــــــــــم:

تطور الجدل وتعددت مظاهر الصراع التاريخي والعقائدي بين المسلمين واليهود حول أحقية كل من الطرفين في امتلاك البقعة المقدسة التي يجثم عليها المسجد الأقصى المبارك منذ حوالي أربعة آلاف عام حيث بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد بنائه للمسجد الحرام في مكة المكرمة بأربعين سنة.

في إطار هذا الجدل ، يثير اليهود الشكوك حول المسجد الأقصى المبارك وما حوله ، وأنه بني فوق أرض يهودية وعلى أنقاض الهيكل المقدس الذي كان يشكل رمزاً للهوية اليهودية ومعلماً دينياً ووطنياً لهم في زمن من العصور الغابرة . وقد جند اليهود ومن أجل تأكيد هذه الشكوك ، الكثير من الطاقات والمقدرات والإمكانات البشرية والمادية ، لتصبح بعدئذٍ حقائق دينية أكيدة لدى جمهور كبير من اليهود الذين صبغت عقولهم بعنصرية دينية مارقة ، وجبلت أذهانهم على حب الانتقام من الآخر ، واستغلال كل فرصة وامتطاء أية وسيلة مهما كانت من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو تدمير الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه ، مستمدين عزيمتهم وإصرارهم من وحي عبارات تلمودية وتوراتية صاغها كبار حاخاماتهم وزعاماتهم الدينية ، وغيروا وبدلوا فيها عبر كل عصر ، حتى قيل أن التوراة دخلها أكثر من ثلاثمائة تحريف.

... وللحديث بقية ...

شهيد الغد
28-12-2001, 02:30 AM
و نحن في الانتظار الأخ تان تان

ميس الريم
28-12-2001, 03:39 AM
شكرا لك اخي الكريم tan_tan69
موضوع قيم ....نتمنى أن لا تشغلك الردود على المواضيع ((العقيمة))من إكماله

لك كل الشكر والتقدير

//ميس الريم

tan_tan69
28-12-2001, 08:28 PM
شكرا لكم إخوتي ميس الريم وشهيد الغد ...

اليوم نكمل الجزء الثاني من الموضوع ... وعلى الله التكلان ...


فلسطين أرض عربية:

يرجح المؤرخون أن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيون ، وهي القبائل العربية السامية التي نزحت من الجزيرة العربية (الساحل الغربي للخليج العربي) ، وتمركزت في فلسطين ، فدعيت هذه الأرض باسم (أرض كنعان) ، ليكون بذلك أول اسم تحمله فلسطين . وبقيت للكنعانيين السيادة ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة ، أي من 2500 ق.م إلى نحو 1000 ق.م ، حين تمكن اليهود من إعلان مملكتهم.

ولعل فلسطين أقدم بقاع الأرض التي عرفت التوحيد ، عندما هاجر إليها سيدنا إبراهيم (u) قادما من العراق في نحو عام 1805 ق.م ، ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط وغيرهم ليعمل على نشر دعوته، وهي الدعوة الحنفية السمحة ، كما جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) (آل عمران: 67).

ويذهب المؤرخون إلى أن اليهود كانوا أدنى حضارة ورقياً من الكنعانيين وأنهم اقتبسوا من هؤلاء الكثير من حضارتهم وثقافتهم وآدابهم وطقوسهم، وأن ما شيد في عهد اليهود من قصور وهياكل إنما تم بمساعدة الفينيقيين.

ويبقى التأكيد ، على أن اليهود الحاليين ليسوا عنصراً متجانساً، وبالتالي فإن الحنين الصهيوني إلى فلسطين وحق اليهود في العودة إلى صهيون (القدس) - كما سيظهر معنا لاحقاً- إنما هو خرافة ووهم، فضلاً عن أن عرب فلسطين هم السكان الشرعيين للبلاد منذ أقدم الأزمان، قبل ظهور اليهود فيها وبعد رحيلهم عنها بإذن الله.

tan_tan69
28-12-2001, 08:29 PM
انتظروا الحلقة القادمة ... من هذا الموضوع الهام ...

شاهيناز
29-12-2001, 12:53 AM
ننتضر الجزء الثالث

بويك ون
29-12-2001, 02:13 AM
اشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع القيم

ولكن لي ملاحظة بسيطة جدا

وهي إنك ذكرت هذه الكلمة التي وضعتها لك بين الأقواس

(( حول أحقية كل من الطرفين في امتلاك البقعة المقدسة التي (( يجثم )) عليها المسجد الأقصى المبارك ))

وأنا متأكد إنها من غير قصد منك يا أخي

لكن هذه الكلمة لا تليق بأولى القبلتين شرفه الله

أرجو عدم الزعل من ملاحظتي البسيطة

وجزاك الله خير على هذا الموضوع القيم وبارك الله فيك بأنتظار الحلقة القادمة

تحياتي

tan_tan69
29-12-2001, 03:17 AM
أخي بويك ..

كلمة "يجثم" معناها يلتصق بالأرض .. وجثم التصق .. وقد جاء استعمال هذه الكلمة هنا كناية عن ارتباط المسجد الأقصى بالارض ومتانة أساسه .. هذا هو المعنى الخاص بهذه الكلمة... ولم أفهم بالضبط ما تعنيه هذه الكلمة من خلال معلوماتك ؟

بويك ون
29-12-2001, 04:55 AM
أخي : تان تان

اشكرك على الرد والتوضيح

كنت أظن إن معناها هو الجثو

الجثو هو من لا يقع على الأرض سوى ركبتيه وأطراف أصابع قدميه

أكرر شكري لك على الرد والتوضيح

tan_tan69
29-12-2001, 12:02 PM
يرجح المؤرخون أن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيون ، وهي القبائل العربية السامية التي نزحت من الجزيرة العربية (الساحل الغربي للخليج العربي) ، وتمركزت في فلسطين ، فدعيت هذه الأرض باسم (أرض كنعان) ، ليكون بذلك أول اسم تحمله فلسطين . وبقيت للكنعانيين السيادة ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة ، أي من 2500 ق.م إلى نحو 1000 ق.م ، حين تمكن اليهود من إعلان مملكتهم.

ولعل فلسطين أقدم بقاع الأرض التي عرفت التوحيد ، عندما هاجر إليها سيدنا إبراهيم (u) قادما من العراق في نحو عام 1805 ق.م ، ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط وغيرهم ليعمل على نشر دعوته، وهي الدعوة الحنفية السمحة ، كما جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) (آل عمران: 67).

ويذهب المؤرخون إلى أن اليهود كانوا أدنى حضارة ورقياً من الكنعانيين وأنهم اقتبسوا من هؤلاء الكثير من حضارتهم وثقافتهم وآدابهم وطقوسهم، وأن ما شيد في عهد اليهود من قصور وهياكل إنما تم بمساعدة الفينيقيين.

ويبقى التأكيد ، على أن اليهود الحاليين ليسوا عنصراً متجانساً، وبالتالي فإن الحنين الصهيوني إلى فلسطين وحق اليهود في العودة إلى صهيون (القدس) - كما سيظهر معنا لاحقاً- إنما هو خرافة ووهم، فضلاً عن أن عرب فلسطين هم السكان الشرعيين للبلاد منذ أقدم الأزمان، قبل ظهور اليهود فيها وبعد رحيلهم عنها بإذن الله.



.. وللحديث بقية ...

painter
29-12-2001, 01:25 PM
أرض فلسطين مباركه وهذه المعلومة لا يختلف عليها أي صاحب دين فكل الديانات تقدر قيمة هذه الأرض إلا أنها عند المسلمين أكثر قدسيه وأكثر خصوصيه لكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويمكن أن نعرف القدس بالذات على أنها عاصمة الديانات والكل يسعى للسيطرة عليها ، ولكن اليهود دخلوا وحاربوا من واقع معتقداتهم الأنانيه بأنى القدس لهم وحدهم بدون منازع ولهذا تراهم شبه مسيطرين عليها ومحاولاتهم المستميته لتهويد القدس لا تخفى على أحد ، ولكن السؤال لماذا لا يحارب المسلمون عن قناعة عقائديه لإرجاع الأقصى ، أم أن هذا الشيء صار من المستحيلات " اللهم أنصر أطفال الحجاره "

وتحياتي

tan_tan69
29-12-2001, 02:45 PM
رد مقتبس من painter
أرض فلسطين مباركه وهذه المعلومة لا يختلف عليها أي صاحب دين فكل الديانات تقدر قيمة هذه الأرض إلا أنها عند المسلمين أكثر قدسيه وأكثر خصوصيه لكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويمكن أن نعرف القدس بالذات على أنها عاصمة الديانات والكل يسعى للسيطرة عليها ، ولكن اليهود دخلوا وحاربوا من واقع معتقداتهم الأنانيه بأنى القدس لهم وحدهم بدون منازع ولهذا تراهم شبه مسيطرين عليها ومحاولاتهم المستميته لتهويد القدس لا تخفى على أحد ، ولكن السؤال لماذا لا يحارب المسلمون عن قناعة عقائديه لإرجاع الأقصى ، أم أن هذا الشيء صار من المستحيلات " اللهم أنصر أطفال الحجاره "

وتحياتي

أخي بينتر ..

اليهود شبه مسيطرين ؟؟؟!!!! ألا تعلم بأن القدس تحت الإحتلال الصهيوني ؟؟؟ القدس ورغم وجود الأماكن الدينية المسيحية .. إلا أنها أرض أسلامية ... أوليس سيدنا عيسى مسلما ؟؟ وسيأتي آخر الزمان ليحكم الناس بالدين الإسلامي .. !!! اما المسيحيين هذه الأيام فهم أي شيء إلا نصارى .. أولا تقرأ في صلاتك ولا الضالين ؟؟؟ فنحن المسلمون المتمسكون بديننا ورثة تلك الأماكن المقدسة .. وإن شاء الله سأحاول في الايام القادمة طرح المواضيع التي تثبت ذلك..

أما عن سؤالك لماذا لا يحارب المسلمون عن قناعة عقائدية لارجاع الأقصى ؟؟ هذا سؤال نتركه للمسلمين أنفسهم ليردوا على هذا السؤال .. وتأكد بأن حماس والجهاد الإسلامي هما من يقوم بذلك نيابة عن مليار مسلم ... والدليل على ذلك الهجمة الشرسة على هاتين الفئتين الصابرتين والمجاهدتين ... اللهم انصر مجاهدي حماس والجهاد على أعدائك أعداء الإسلام الصهاينة والمتصهينيين ومعهم الصليبيين ..

أخوك

تان تان

painter
29-12-2001, 06:22 PM
اليهود شبه مسيطرين ؟؟؟!!!!
هذا الواقع للأسف




القدس ورغم وجود الأماكن الدينية المسيحية .. إلا أنها أرض أسلامية ... أوليس سيدنا عيسى مسلما ؟؟ وسيأتي آخر الزمان ليحكم الناس بالدين الإسلامي .. !!!


ومن قال غير هذا الكلام ؟



اللهم انصر مجاهدي حماس والجهاد

اللهم آمين


وتحياتي للمواضيع ذات النفع ولا تتسى تكملة الموضوع " والتي ستكون عبارة عن حلقات " شد حيلك يا أخ tan_tan69

painter
29-12-2001, 06:44 PM
أصنام البشر
ياقدس معذرة ومثلي ليس يعتذر،

مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا ،

وأنا ضعيف ليس لي أثر ،

عار علي السمع والبصر ،

وأنا بسيف الحرف أنتحر ،

وأنا اللهيب وقادتي المطر ،

فمتى سأستعر ؟

لو أن أرباب الحمى حجر ،

لحملت فأسا فوقها القدر ،

هوجاء لا تبقي ولا تذر ؛

لكنما أصنامنا بشر ،

الغدر منهم خائف حذر ،

والمكر يشكو الضعف إن مكروا ؛

فالحرب أغنية يجن بلحنها الوتر ،

والسلم مختصر ،

ساق على ساق ، وأقداح يعرش فوقها الخدر ،

وموائد من حولها بقر ،

ويكون مؤتمر ؛

هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذر ،

.عاش اللهيب ويسقط المطر

tan_tan69
29-12-2001, 11:02 PM
أشكرك يا أخي على مداخلاتك ومشاركاتك .. وانا والحمد لله حيلي مشدود على الآخر ... وانتظروا مشاركاتي المتعددة في هذا المنتدى ...

أخوك

تان تان

حماس
30-12-2001, 10:29 AM
جزاك الله خيرا يا تان تان
بادرة جيدة من الاخ painter

tan_tan69
30-12-2001, 10:48 AM
مع بداية تبلور معالم الحركة الصهيونية ، قام اليهود باختلاس أسماء القدس العربية القديمة وصياغتها للتاريخ وترويجها على أنها أسماء عبرية خالصة ، والهدف من وراء ذلك تزوير حقائق تاريخية أكيدة لصالح الفكرة الصهيونية من أجل غرس مفهوم يهودية القدس في الذهنية العالمية بشكل عام والذهنية العربية بشكل خاص ، وقد نجحوا إلى حد ما ، حيث تجنب الكثير من المؤرخين والمفكرين ورجال السياسة استخدام أسماء القدس القديمة معتقدين أنها أسماء يهودية تقتضي الضرورة الوطنية تجنبها.. ومن أسماء المدينة المقدسة:

يبوس: وهو الاسم الذي أطلقه على القدس بُناتها الأوائل وهم العرب اليبوسيين ، من بطون الكنعانيين ، وكان ذلك نحو (5000) ق.م .

أوروشالم: نسبة إلى الإله "شالم"، أي إله السلام لدى الكنعانيين.

أورشليم وأورسالم: ذكرت في لوحات تل العمارنة الأثرية والتي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهذه الفترة تسبق العبريين ، وتسبق عهد الملك سليمان بحوالي خمسمائة عام .

أورسليمو: ذكرت في النقوش الأشورية الأثرية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

هيروسوليما أو سوليما: ذكرت في النقوش اليونانية من عهد الاسكندر ، أي في القرن الرابع قبل الميلاد.

يروشولايام ومن ثم تحريفها إلى أورشليم: هي التسمية العبرية للقدس وأصل المعنى بالسامية "مدينة السلام".

إيليا كابيتولينا: وهو الاسم الذي عرفت به القدس في العهد الروماني حيث أطلقه عليها الإمبراطور إيليوس هدريان الذي منع اليهود من دخولها نهائياً في عهده في القرن الثاني للميلاد.

قديتس: وهو الاسم المحرف في اليونانية عن النطق الآرامي "قديشتا".

كما وهناك أسماء أخرى للقدس عربية وعبرية ولاتينية وإسلامية ، آخرها القدس أو بيت المقدس وهو الاسم الذي عرفت به هذه المدينة في صدر الدعوة الإسلامية وبعد الفتح الإسلامي لها على يد الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) عام 15هـ/ 636م.


.. وللحديث بقية ...

حماس
30-12-2001, 04:47 PM
جهود متميزة منك يا اخ تان تان

painter
30-12-2001, 06:29 PM
tan_tan69

مجهود موفق لو يدعم بالمصادر لتعم الفائده


استمر وواصل على نفس النهج


وتحياتي

tan_tan69
30-12-2001, 07:36 PM
شكرا أخوتي حماس وبينتر ... المراجع سيتم سردها في نهاية البحث .. إن شاء الله .

tan_tan69
31-12-2001, 09:58 PM
المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي للمعبد العتيق في أرض فلسطين، فهو مسجد قديم قدم عهود الأنبياء من عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام ، إلى محمد(صلى الله عليه وسلم) . إذ هو ثاني مسجد بناه سيدنا إبراهيم(عليه السلام) بعد المسجد الحرام ، ففي حديث أبي ذر الغفاري(رضي الله عنه) قال: "قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام . قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".

والمسجد الأقصى عند العلماء والمؤرخين أشمل من مجرد البناء الموجود الآن بهذا الاسم ، إذ كل ما هو داخل السور الكبير ذي الأبواب ، يعتبر مسجداً بالمعنى الشرعي ، وفي إطاره يدخل مسجد قبة الصخرة المشرفة ذو القبة الذهبية المنصوبة على المبنى المثمن . وللصخرة تاريخ عريق ، ذلك أنها أول من صلى عندها سيدنا آدم(عليه السلام) ، وعندها اتخذ سيدنا إبراهيم(عليه السلام) معبداً ومذبحاً، وعليها أقام سيدنا يعقوب(عليه السلام) مسجده بعد أن رأى عموداً من النور فوقها، حيث جدد بناء معبد سيدنا إبراهيم(عليه السلام) على مكان الصخرة نفسها بعد أن هرم ، وهي التي نصب يوشع بن نون(عليه السلام) عندها قبة الزمان ، أو خيمة الاجتماع التي صنعها موسى(عليه السلام) في التيه ليتلقى فيها الوحي ، وهي التي بنى داود(عليه السلام) عندها محرابه ، وشيد سليمان عندها المعبد العظيم المنسوب إليه ، والذي أقامه لعبادة الله وتوحيده ، تلك الصخرة التي عرج من فوقها النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج . وهذا وحده فقط ، يدلل على أن القدس كانت بيتاً للأنبياء ومأوى لهم في كل الأزمان والعصور، وليس من قبيل المنطق، أن تنتقل وراثة من أيدي الأنبياء إلى أيدي قتلتهم من اليهود.

يهمنا هنا ، دراسة المكان المقدس في عهدي سيدنا داود وابنه سليمان (عليهما السلام) ، وما بعدهما. فقد فتح داوود مدينة القدس عام (977) ق.م، فنقل إليها التابوت الذي كان يحوي بقية آثار موسى وهارون عليهما السلام ، وأعد داود(عليه السلام) بالمدينة المقدسة مساحة منبسطة فسيحة ليشيد عليها المعبد المقدس (المسجد الأقصى) ، وجهز المواد اللازمة للبناء ، ولكنه أحس أن أجله لم يمهله حتى يكمل البناء ، فعهد بذلك إلى ابنه سليمان(عليه السلام).

أما سليمان(عليه السلام) الذي ولد في القدس ونشأ بها، فقد تولى العرش بعد أبيه (963-923) ق.م ، ثم شرع ببناء المعبد المقدس على هيئة ضخمة فخمة تليق بمكانة نبي أوتي ما لم يؤت أحد من العالمين ، ووهب ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده.

وتفيد إحدى الروايات التاريخية أن بناء هذا المسجد (المعبد) استغرق سبع سنين ، عمل فيه ثلاثون ألفاً من العمال الذين كانوا ينقلون خشب الأرز من لبنان عبر البحر إلى شاطئ يافي (يافا)، وتم بمساعدة الملك الفينيقي (حيرام) ملك صور، وبهذا فقد كان المهندسون والبناءون المهرة من صور، وكان الإشراف على البناء فينيقياً، وجل العمال الثلاثون ألفاً كان من الكنعانيين، وداخل المسجد كان التصميم وكانت النقوش كنعانية . ولفخامة الهيئة التي بنى عليها سليمان المسجد الأقصى هذا – المعروف في تاريخ بني إسرائيل بالهيكل– نسب هذا المعبد إليه ، كما قال ابن تيمية (رحمه الله): "المسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم(عليه السلام)، لكن سليمان(عليه السلام) بناه بناءً عظيماً". وكما روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص(رضي الله عنه) أنه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): " إن سليمان لما بنى بيت المقدس، سأل ربه عز وجل خلالاً ثلاثاً فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة. سأله حكماً يصادف حكمه، فأعطاه الله إياه، وسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، فأعطاه الله إياه ، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد، خرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه ، فنحن نرجو أن يكون الله قد أعطانا إياها". وهذا الحديث الشريف – الذي رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وغيرهم– لا يدع مجالاً للشك بأن هذا المكان هو مسجد أقيم لعبادة الله وحده واسمه المسجد الأقصى، والمؤمنون بالله وبشريعة الوحدانية والديانة الخاتمة المحفوظة غير المحرفة أو المزورة هم الأحق به وبملكيته.

وللحديث بقية ..

painter
01-01-2002, 02:44 AM
الأخ tan_tan69

الله يعطيك العافيه


وتقبل تحياتي

tan_tan69
01-01-2002, 11:43 AM
الله يعافيك أخي بينتر ... الييوم وباذن الله تعالى سأنزل الجزء التالي من الموضوع ... فانتظروه.

tan_tan69
01-01-2002, 11:44 AM
بعد وفاة سيدنا سليمان(عليه السلام) ، وقع نزاع بين أبنائه على وراثة ملكه ، وكان نتيجة هذا الصراع ، انقسام المملكة إلى مملكتين ، الأولى في الجنوب وتسمى (يهوذا) وعاصمتها (أورشليم) واستمرت من (931 ق.م – 586 ق.م). والأخرى في الشمال وتسمى (إسرائيل) وعاصمتها (نابلس) أو (شكيم) واستمرت من (931 ق.م – 724 ق.م).

في إطار الصراع الإقليمي بين الدول المتحاربة في المنطقة ، تمكن ملك الآشوريين (سرجون الثاني) من الزحف إلى مملكة (إسرائيل) عام (722) ق.م ، وتدميرها تدميراً كاملاً ، وإبادة شعبها قتلاً وتشريداً.

أما مملكة (يهوذا) ، فقد زحف إليها الملك الكلداني نبوخذ نصر من بلاد آشور (العراق)، وحاصرها وأعمل فيها خراباً وتدميراً، حيث نهبها ودمر المعبد سنة (587) ق.م ، وسبى أكثر السكان إلى بابل، فيما فرَّ الآخرون إلى مصر وغيرها من الأقطار . وقد عرفت هذه المدة تاريخياً بـ (عصر السبي البابلي) . وفي السبي البابلي، مكث اليهود سبعين سنة ، حيث تعلموا الآرامية ، ومنها تطورت العبرية، وبالعبرية المقتبسة من الآرامية ، وضع الكهنة اليهود في الأسر البابلي توراتهم، وهي بلا شك ليست لغة سيدنا موسى(عليه السلام) المصرية التي نزلت بها التوراة الأصلية.

ويشير بعض المؤرخين إلى أن هذا الغزو لديار بني إسرائيل وتشريدهم ، وهدم معبدهم جزاءً وفاقاً لتخليهم عن هدي الرسالات وحقائق الدين ، وتحولهم من دور الإصلاح المنوط بأتباع الرسل إلى دور الإفساد الذي أرسلت الرسل لتطهير الأرض منه ، وجرت سنة الله التي لا تتبدل على أمة بني إسرائيل، إذ عوقبوا على الإفساد الذي أظهروه بواحاً ، فيشير البعض إلى أن المعبد الذي بناه سليمان(عليه السلام) لعبادة الله تعالى ، حوله بنو إسرائيل بعد وفاته إلى مكاناً للهو والدعارة والممارسات الآثمة.


وللحديث بقية ...

painter
01-01-2002, 06:00 PM
ا لأخ
tan_tan69

حقائق تاريخيه مهمه " تعري المزاعم اليهوديه " وهو المطلوب



مجهود موفق

تحياتي

عقاب
02-01-2002, 11:35 AM
الاخ tan_tan69
مجهود موفق يا اخي نرجو التكملة ومن له اية مراجع اخرى من الاعضاء ممكن ان تكمل على الموضوع فلياتي بها حتى نتعرف اكثر واكثر وهذا طريق الى البحث والتنقيب في امهات الكتب ومن القران الكريم


شكر لك

tan_tan69
02-01-2002, 11:40 AM
بعد سقوط مملكتي إسرائيل ويهوذا ، احتل ملك الفرس (قورش الإخميني) بلاد بابل، ومن ثم أصبح له السلطان على أرض (يهوذا). فأطلق الفرس على شعب يهوذا اسم (اليهود) وعلى ديانتهم (اليهودية) ، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت كلمة (اليهود) تعني من اعتنق اليهودية ولو لم يكن من بني إسرائيل .

سمح قورش لليهود بالعودة إلى فلسطين عام (538) ق.م ، فقاموا بإعادة تعمير المدينة المقدسة، وأعادوا بناء المعبد مرة أخرى على نفقة بيت الملك في عهد دارا (داريوس) سنة (515) ق.م

وللحديث بقية ...

tan_tan69
03-01-2002, 12:28 PM
في سنة (332) ق.م ، تمكن الاسكندر المقدوني من السيطرة على فلسطين، ليبتدأ عهد الإغريق في المنطقة (332 ق.م – 64 ق.م) ، فتأرجح وضع اليهود بين مد وجزر، حتى كان عهد الملك السلوقي أنطيوخس الرابع (175 ق.م – 164 ق.م)، فدمر الهيكل ، ونهب كل ما فيه ، وأجبر اليهود على اعتناق الوثنية الإغريقية حتى اندلعت ثورة اليهود المكابيين .
وللحديث بقية...

painter
03-01-2002, 02:49 PM
الأ خ tan_tan69

ما زلنا نتابع معك ،

بالتوفيق

ميس الريم
03-01-2002, 08:46 PM
الأخ تان تان

شكرا لك على إطلاعنا على هذه المعلومات التاريخية القيمة عن المسجد الأقصى والهيكل
بارك الله فيك
وننتظر البقية

// ميس الريم

SHAHEED_MHD
04-01-2002, 03:19 AM
يا لعنة انزلي على قتلة الانبياء..........

اليهود الغادرينو كل اعداء الدين.........ز



shaheed

SHAHEED_MHD
04-01-2002, 03:23 AM
يا لعنة انزلي على قتلة الانبياء ,اليهود الغادرين و على كل اعداء الدين.........

shaheed

tan_tan69
04-01-2002, 11:40 PM
اخوتي ميس الريم وبينتر ...

أشكركم على مداخلاتكم .. ونحن على الوعد إن شاء الله ...

أخي العزيز شهيد ... دمت لأخيك ... عندنا شغل كثير هون .. بدنا همتك معنا ... يبدو أن النعاج كثيرة هنا ... نحتاج لقلمك واقلام جميع المخلصين للقضية الفلسطينية ...

أخوكم الصغير

تان تان

tan_tan69
05-01-2002, 09:02 AM
نتيجة لاستمرار الصراع بين اليهود المكابيين وأعدائهم ، استغل الرومان الفرصة فقاموا باحتلال فلسطين سنة (63) ق.م ، واستولوا على القدس بقيادة القائد الروماني (يامبيوس)، وتم تنصيب (هيرودس) الروماني ملكاً على فلسطين . حاول هيرودس تهدئة الأوضاع واسترضاء اليهود ، فأعاد بناء المعبد (الهيكل) على نسق هيكل سليمان ، وذلك بين العامين (20- 18) ق.م ، وظل المعبد على هذا الحال حتى جاء نبي الله زكريا وابنه يحيى وعيسى بن مريم ابن خالة يحيى عليهم الصلاة والسلام .
.. وللحديث بقية ...

tan_tan69
06-01-2002, 01:17 PM
ورد في القرآن ما يدل على أن المعبد كان قائما في عهود هؤلاء الأنبياء ، حيث كانت مريم عليها السلام قد وهبتها أمها لخدمة بيت المقدس ، قال تعالى: (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم. فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين).

فالنذر كان لخدمة المعبد المقدس ، ولكن جاء المولود أنثى هي مريم عليها السلام ، وكفلها زكريا(عليه السلام) الذي كان رئيس الهيكل حينئذ ، وفي محراب الهيكل دعا زكريا (عليه السلام) ربه بأن يرزقه الذرية الطيبة ، فجاءته البشرى بيحيى(عليه السلام) وهو قائم يصلي في المحراب.

ثم إن زكريا(عليه السلام) قد نشره اليهود بالمنشار فقتلوه ، كما قتلوا ولده يحيى(عليه السلام) عندما وشوا به إلى ملك ظالم في عصره .

وقتل هذين النبيين عليهما السلام اعتبر من الإفسادات الكبرى لليهود ، وما دام هؤلاء القتلة ما انفكوا يقتلون الأنبياء والصالحين الذين كان المعبد مصلاهم ومكان تقربهم إلى الله ، فأيهما أحق به، هم - أي اليهود- ، أم المسلمون أتباع خاتم المرسلين ووارث مساجد ومعابد إخوانه الأنبياء عليهم السلام؟!!!

.. وللحديث بقية ...

flavours
06-01-2002, 02:16 PM
هذه أولى مشاركاتي في المنتدى ..و عند قرائتي لهذا الموضوع تفائلت خيرا" به...
تحية لك أخ تان العزيز :)
و ننتظر المزيد من المواضيع و الردود المماثله

tan_tan69
06-01-2002, 03:05 PM
أختي فليفرز .. أشكرك على المشاركة ... ها نحن أصبحنا ثلاثة من أعضاء اللجنة هنا ... وأنتظر المزيد من الإخوة والأخوات للمشاركة في هذا المنتدى ... فعلينا شغل كثير ... حيث وكما تعلمون قضيتنا بحاجة إلى كل جهد مخلص ...

وأشكرك جميع الإخوة والأخوات المتعاطفين مع القضية الفلسطينية...

أخوكم

تان تان

tan_tan69
07-01-2002, 02:38 PM
جاء عيسى(عليه السلام) وأحوال بني إسرائيل في غاية الفساد والإفساد ، فعقائدهم قد طمست ، وأخلاقهم قد رذلت ، وسيطرت عليهم المادية الجشعة ، حتى إنهم اتخذوا من المعبد سوقاً للصيارفة والمرابين، وملهى لسباق الحمام . فأخبرهم (عليه السلام) بأن العقوبة قادمة إليهم بسبب هذا الإفساد . وفي هذا فقد أورد (إنجيل متى: 23) موقف عيسى(عليه السلام) حيث قال [ يا أورشليم.. يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحها ولم تريدوا، هو ذا بينكم يترك لكم خراباً ].

ومما يدل على أن المسجد الأقصى كان قائما في عهد عيسى(عليه السلام) ، ما ثبت في السنة الصحيحة من حديث الحارث الأشعري(رضي الله عنه) ، أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ، وإنه كاد أن يبطئ بها ، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم. فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب ، فجمع الناس في بيت المقدس ، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف ، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن.. أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً.. إلى نهاية الحديث".

وواجه عيسى(عليه السلام) إفساد كهنة الهيكل من اليهود ، محذراً إياهم من مغبة جشعهم وظلمهم ، حيث ورد في (إنجيل لوقا: 19/45-47): [ولما دخل الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه قائلاً لهم: مكتوب أن بيتي بيت الصلاة ، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص]. ولما استيأس عيسى(عليه السلام) من استجابتهم لنصائحه ، أخبرهم بأن هذه النعمة سوف تسلب منهم لأنهم لم يؤدوا شكرها.. سوف يهدم المعبد.. حيث ورد في (إنجيل متى /24/1،2): [ ثم خرج يسوع، ومضى من الهيكل، فتقدم تلاميذه لكي يروه أبنية الهيكل، فقال لهم يسوع: ماذا تنظرون؟ الحق أقول لكم ، إنه لا يترك ها هنا حجر على حجر لا ينقض ].

ثم كانت مؤامرة اليهود على سيدنا عيسى(عليه السلام)، وتحريضهم على قتله ، إلى أن رفعه الله تعالى إليه.

.. وللحديث بقية

painter
07-01-2002, 05:35 PM
الأخ " tan_tan69 "

الله يجزيك الخير

tan_tan69
07-01-2002, 06:38 PM
كلماتكم الرقيقة والصادقة بالفعل ... هي أكبر مشجع لي على الإستمرار والاسترسال في مثل هذه المواضيع الهامة... شكرا لك ولجميع الإخوة والأخوات من أعماق قلبي ... :)

tan_tan69
08-01-2002, 12:52 PM
صدقت نبوءة سيدنا عيسى(عليه السلام) في هدم المعبد ، وذلك عندما أقدم أحد ملوك الرومان وهو الإمبراطور (طيطس) عام (70 م) ، على إحراق المدينة المقدسة ، وتدمير المعبد الذي أقامه هيرودس، ولم يبق فيه حجر على حجر، ولكنه أبقى الحطام مكانه ، ليأتي بعده طاغية آخر هو (أدريانوس) فأزال معالم المدينة وحطام الهيكل، وأقام مكانه معبداً وثنياً سماه (جوبيتار) على اسم (رب الآلهة) عند الرومان، وكان ذلك سنة (135 م).


.. وللحديث بقية ...

tan_tan69
08-01-2002, 12:53 PM
بقي الهيكل الروماني على الهيئة الوثنية، إلى أن تمكنت المسيحية من أرض فلسطين ، فدمره المسيحيون في عهد الإمبراطور (قسطنطين).

.. يتبع...

tan_tan69
08-01-2002, 12:55 PM
ظل مكان الهيكل خالياً من بناء مقام فيه بقية عهد الرومان النصارى حتى حدث الإسراء بالنبي محمد(صلى الله عليه وسلم) في عهد الحاكم الروماني هرقل (610-641م) ، وحتى الفتح الإسلامي للقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) سنة 636م ، ولم يكن لليهود آنذاك وجود ، بل إن (صفرونيوس) بطريك النصارى اشترط في عقد تسليم المدينة المقدسة أن لا يدخلها أحد من اليهود.

وهكذا أغلق التاريخ ملف بني إسرائيل من يهود ونصارى فيما يتعلق بحيازة تلك الأرض المباركة ووراثتها وسدنة معبدها ، لتنتقل الأرض والمعبد فيما بعد إلى حيازة ووراثة وصبغة الأمة الإسلامية، وارثة الرسالات وحامية المقدسات ، بعد أن أسرى بالنبي الخاتم محمد(صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، إيذاناً ببدء العهد الإسلامي للأرض المقدسة.

بمعنى آخر، وبناءً على ما سبق، فالحركة الصهيونية عندما عملت على إنشاء دولة (إسرائيل) في القرن العشرين على أرض فلسطين ، كان قد مضى على وجود آخر الجماعات اليهودية المتمردة ثمانية عشر قرناً، كما كان قد مضى على نهاية مملكة سليمان تسعة وعشرون قرنا ً، فأي حق تاريخي بحاجة إلى النقاش بعد ذلك؟‍‍‍‍‍‍؟‍‍



.. وللحديث بقية ...

tan_tan69
09-01-2002, 10:21 AM
عندما قامت الدولة اليهودية ، نشطت الحركة الصهيونية في ترويج مسألة الهيكل لليهود من خلال جعله شعاراً رسمياً للدولة اليهودية (نجمة داود) ، وتأويل نصوص توراتية وتلمودية لكي تتواءم ومقتضيات هذه المسألة ، وتجنيد الطاقات والإمكانات المادية والبشرية الهائلة ، للبدء في مرحلة البحث عن الهيكل وأنقاضه ، فأنشئت مراكز الأبحاث الخاصة بذلك ، وأقيمت الدراسات المختلفة المتعلقة بمكان وشكل وتصاميم الهيكل . وعلى الصعيد العملي ، فقد قامت العصابات الصهيونية وبدعم حكومي بعمل عشرات الحفريات تحت أسوار وساحات المسجد الأقصى ، في الوقت الذي كانت فيه مجموعة هندسية أخرى تشيد هيكلاً جديداً في منطقة وادي عربة مشابهاً للهيكل القديم ، وهي بانتظـار اللحظـة المناسبة لنقله وتثبيت أركانه على أنقاض المسجد الأقصى - حسب مصادر صحفية - . وعلى الصعيد العملي أيضاً، فقد نشطت عشرات المنظمات المتطرفة والتي تحمل أسماء ذات علاقة بالهيكل المزعوم ، في التآمر على المسجد الأقصى وترويع المصلين المسلمين فيه ، وكثير هي الحالات التي تم فيها ارتكاب الاعتداء تلو الآخر، والمجزرة تلو الأخرى على ساحات المسجد وداخل أسواره ، ومن أشهر هذه المنظمات:

جماعة (غوش إيمونيم) : ومعناها كتلة الإيمان وتطلق على نفسها حركة التجديد الصهيوني ، ومؤسسها موشي ليفنغر.

منظمة (يشيفات أتريت كوهانين): أي (التاج الكهنوتي) ، ومؤسسها الحاخام إبراهام يتسحاق كول.

حركة الاستيلاء على الأقصى.

منظمة (سيودس شيسون): وتظهر بشكل جمعية خيرية تدعمها وزارتي المعارف والدفاع الصهيونيتين.

مجموعة (أل هار هاشم): ومعناها (إلى جبل الله).

جماعة (أمناء الهيكل).

مؤسسة (الهيكل المقدس).

حركة (إعادة التاج لما كان عليه).

مجموعة (حشمونائيم).

حركة (أمنا): أي الأمانة أو الميثاق.

حركة (كاخ).

جمعية صندوق جبل الهيكل.

حركة "الموالون لساحة المعبد".

إضافة إلى العشرات من الحركات والمنظمات السرية والعلنية الأخرى..

,, وللحديث بقية ...

painter
09-01-2002, 06:15 PM
الأ خ tan_tan69

ما زلنا نتابع معك ،

بالتوفيق

tan_tan69
09-01-2002, 11:06 PM
لقد أثلجتم صدري يا أخي بمتابعتكم للموضوع .. وعندما أرى أن المتابعات قد تجاوزوا الثلاثمائة أسعد جدا...

painter
10-01-2002, 08:26 PM
الأخ : tan_tan69

مثل هذه الدراسات والمواضيع هي التي ينبغي التركير عليها ما دامت القدس هى قضيتنا الأولي ـ فواصل يا أخي الكريم مثل هذا النهج ـ ونحن نحاول من طرفنا المساعده بنشر المواضيع ذات العلاقه ـ والتي تبين دور المجاهدين المرابطين وفي نفس الوقت تعري المنافقين وفقك الله والى الأمام



وتحياتي لك أخي الكريم:)

tan_tan69
12-01-2002, 11:42 PM
لأهمية الموضوع ، لا بد من التعرض للحظة للحفريات الصهيونية المستمرة في منطقة المسجد الأقصى، بحثاً عن آثار الهيكل المزعوم ، وفي هذه المسألة موضوعان:

هيكل سليمان عليه السلام: ويعتقد اليهود أنه مكان المسجد الأقصى المبارك وهو اعتماد لا أصل له لأسباب جمة ، على رأسها أن مساحته - وفق تقديرات مهندسيهم- تفوق موقع المسجد الأقصى. وثانيها أن لا أثر صغير أو كبير للهيكل في مكان المسجد ، وهو اعتراف المسؤولة عن الحفريات الصهيونية في المكان "إيلات مازار" المتخصصة بالبحث عن الهيكل بقولها: "إننا لا نعرف عن مكان الهيكل شيئا ولم نصل إلى ذلك بتاتا".

وسبب آخر، أن الحفريات لم تقتصر على البحث عنه في حفرية واحدة أو اثنتين، بل تعددت لتبلغ أكثر من خمسة وستين حفرية في المدينة منذ العام 1967م ، وقد عرض معظمها "دان باهط" في أطلسه عن القدس مع تواريخها.

أما الموضوع الثاني، فهو الحفريات ذاتها، وهي نوعان: الأول ظاهر للناس عامة و الثاني خفي عنهم . أما الظاهر فهو النفق الذي افتتح في شهر أيلول من العام 1996م ، والواقع تحت سور المسجد الأقصى الغربي، وعلى امتداد بدايته من ساحة حائط البراق وهو ما يدعوه اليهود بالحائط الغربي لهيكل سليمان الذي لا دلالة ظاهرة عليه ، وينتهي شمالي مئذنة الغوانمة في طريق المجاهدين المسماة بـ (طريق الآلام).

وأما الحفريات الخفية –على ما يبدو– فهي أوسع رقعة ، ولا تقل عن الأولى خطراً، بل تزيدها، وهي تحت ساحات المسجد الأقصى من الغرب إلى الشرق ، وأخرى باتجاه مبنى المسجد الأقصى وأخرى باتجاه قبة الصخرة ، وهذه الحفريات لها آثار مادية ومعنوية على المسجدين وساحاتهما وعلى روادهما من المصلين المسلمين.
وللحديث بقية ....

tan_tan69
13-01-2002, 10:49 AM
وأخيراً، وبناء على ما سبق ، فإن الهيكل الذي بناه سليمان عليه السلام في بيت المقدس ، لم يكن لليهود باعتبارهم يهوداً، ولم يبنه سليمان لهدف عنصري أو طائفي أو قومي .. إنما لعبادة الله وطاعته. وهذا معنـاه أن الإسلام بمعناه الخاص الذي جاء به محمد(صلى الله عليه وسلم) هو الوارث لحكم سليمان (عليه السلام) ، لأن هدف محمد(صلى الله عليه وسلم) أن يسلم معه الناس لله رب العالمين.

ورث المسلمون فلسطين وحققوا الهدف السابق لسليمان(عليه السلام)، في إسلام الناس معهم لله رب العالمين، وشيدوا المساجد لتحقيق هذا الهدف ، وبنوا المسجد الأقصى في بيت المقدس لتحقيق ذلك ، فكان المسجد بيتاً لله ، يسلم فيه الناس لله ، كما كان هيكل سليمان بيتاً إسلامياً يسلم فيه الناس لله .. فلا حق لليهود في سليمان، ولا في فترة حكمه ، ولا في هيكله ، ونحن المسلمون الوارثون له..

وأما الإدعاء اليهودي بأن الهيكل قبل الأقصى ، وأن المسلمين هم المعتدون، لأنهم بنوا المسجد الأقصى مكان الهيكل ، وأن اليهود الآن يريدون إعادة الحق إلى نصابه، فإنه لمن الأكيد أن هذه إشاعات وأكاذيب باطلة.. فقد أخبرنا الله أن الأقصى بني قبل الهيكل باعتباره ثاني مسجد بني في الأرض كما قال الرسول(عليه السلام) في الحديث الشريف. كما أن بين إبراهيم(عليه السلام) باني الأقصى وسليمان (عليه السلام) باني الهيكل مئات السنين، وتخبرنا التقريرات الصادقة أن الوجود الإسلامي على أرض فلسطين أسبق زمنياً من الوجود اليهودي ، فلا حق ولا ملكية لكل ما يفترون.


... وسنكتب المراجع في المشاركة التالية

tan_tan69
14-01-2002, 10:47 AM
الحوت ، بيان نويهض: فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة، التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين (1917)، الطبعة الأولى ، بيروت، دار الاستقلال للطباعة والنشر، 1991م.

الخالدي، صلاح: حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية، الطبعة الثانية، لندن، منشورات فلسطين المسلمة، 1994م.

العليمي، مجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل (إعداد: عدنان يونس أبو تبانة، إشراف: محمود علي عطا الله)، المجلد الأول، الطبعة الأولى، الخليل، مكتبة دنديس، 1999م.

العويسي، عبد الفتاح: جذور القضية الفلسطينية 1799-1922، الطبعة الثانية، الخليل، دار الحسن للطباعة والنشر، 1992م.

الكيالي، عبد الوهاب: تاريخ فلسطين الحديث، الطبعة العاشرة، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

شراب، محمد محمد: معجم بلدات فلسطين: دمشق، بيروت، دار المأمون للتراث.

غارودي، رجاء: الأساطير المؤسسة للسياسة "الإسرائيلية" (مترجم عن الفرنسية)، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الغد العربي، 1996م.

غارودي، روجيه: فلسطين أرض الرسالات السماوية، (ترجمة: قصي أتاسي – ميشيل واكيم)، دمشق، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، 1991م.

مصطفى، عبد العزيز: قبل أن يهدم الأقصى، القاهرة، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

مادة مرئية عن CD)): قرص حاسوب مضغوط بعنوان: (رحلة في رحاب المسجد الأقصى)، إنتاج: شركة سلسبيل للكمبيوتر، نابلس، فلسطين.

تم بحمد الله ...

انتظروا الموضوع القادم إن شاء الله ..