PDA

View Full Version : ماهي الدولة الثانية التي ستضرب بعد افغانستان ؟


المبتسم
05-01-2002, 02:10 AM
منذ اليوم الاول الذي اعلن فيه الرئيس الامريكي «الحرب العالمية» وهو يشير الى «الحرب ضد الارهاب» بعد عمليات نيويورك وواشنطن في 11/9/2001 كان من الواضح ان الاستراتيجية الامريكية الجديدة ستذهب ابعد كثيراً من الرد على من تعتبرهم وراء تلك العمليات فالمعنى الذي تحمله عبارة «الحرب العالمية» يصيب الوضع العالمي كله وربما لكل دولة من دول العالم منه نصيب والا ما كان الرئيس الامريكي بوش مضطراً الى هذا التعميم الواسع في تحديد اهداف الحرب وطبيعتها ومجالها. واذا كانت الحروب العالمية قد جرت في السابق «القرن العشرين» فيما بين دول كبرى حتى استحقت هذا الاسم وقد شملت قارات باسرها فهذا يعني ان هذه الحرب ستمس الدول الكبرى الاخرى بالضرورة حتى لو لم تظهر كذلك في بداية الامر.

ومنذ اليوم الاول للحرب العدوانية التي شنت على افغانستان صدرت تصريحات امريكية رسمية خصوصاً من وزارة الدفاع ان هنالك دولاً اخرى على القائمة وبدأت الاشارات تخرج من هنا وهناك تلمح احياناً الى العراق واخرى الى الصومال وبعضها الى لبنان وسوريا، ولم تغفل اليمن او السودان وقد ولد ذلك ردود فعل قلقة من اكثر من دولة اوروبية.وكان الموقف العربي والاسلامي واضحاً في معارضة توسيع الحرب لتشمل اية دولة اخرى وهذا ما دفع وزارة الخارجية الامريكية لاصدار تصريحات تخفف من الوقع السلبي لتصريحات توسيع الحرب وان لم تؤكد ان التوسيع لن يحدث.

على انه في الاسبوع الفائت تحدث الرئيس الامريكي نفسه في موضوع توسيع الحرب الى العراق وحذر العراق إن لم يوافق على استقبال المفتشين الدوليين عمّا يسميه بوش باسلحة الدمار الشامل واعتبرت الخارجية الامريكية ذلك بمثابة «جرس انذار وعلى العراق ان يتفهمه جيداً وبهذا بدا الامر جيداً خصوصاً مع مؤشرات لاقتراب حرب افغانستان من نهايتها».

جاءت ردود الفعل الاولى اول ما جاءت من المستشار الالماني شرويدر الذي اعلن تحفظ بلاده على توسيع الحرب، وقال الشيء نفسه توني بلير قبل ذلك، اما شيراك فكان اشد وضوحاً في رفضه لتوسيع الحرب وكرر ذلك مراراً وبقوة في اثناء زيارته لمصر والامارات العربية هذا ولم يشذ الموقفان الصيني والروسي عن ابداء التحفظ ازاء توسيع الحرب وبهذا تكون القوى التي دخلت «التحالف» بشكل او بآخر الى جانب امريكا في خطوتها الاولى في حربها العالمية اخذت تتململ بتردد في المضي وراء امريكا في خطوتها الثانية طبعاً هذا يعني ان تنفيذ ادارة بوش لقرار الحرب بلا دعم دولي يفضي الى الفشل لان قوة امريكا في حروبها الثلاث التي خاضتها منذ 1990 نبعت من تأمينها لتحالف عالمي واسع جداً،ولم تجيء بسبب قوتها العسكرية فقط وما ينبغي لاحد ان يستهتر، في كل حرب بمسألة التحالفات والجبهات في الطرفين ولكم اخطأ من حسب ميزان القوى من خلال القوة العسكرية البحتة ولم يأخذ في اعتباره اهمية التحالفات والجبهات على ضفتي المواجهة.

ولهذا يمكن القول ان امريكا ستبدأ بالتخبط وتعريض خطوتها الثانية للفشل اذا خاضت الحرب وحلفاؤها الاساسيون على الاقل يعارضونها او غير متحمسين لها ولكن السؤال هل يمكن ان ترتكب مثل هذا الخطأ الاستراتيجي؟ ثم السؤال الاهم الى اي حد ستثبت الدول الكبرى الاخرى على موقفها حين تدخل امريكا واياها في الضغوط والمساومات وما شابه ومن هنا لا يستطيع المرء تعلماً من التجارب الماضية، حتى خلال العشر سنوات المنصرمة الا أن يشك في ثبات المواقف المعلنة حالياً من توسيع الحرب فالدول الكبرى لا تواجه بعضها بسبب قضية دولة او شعب من دول العالم الثالث وشعوبه وانما اذا كان الامريمس استراتيجياتها ومصالحها العليا هي فعندئذ تأتي لتعارض سياسة دولة كبرى ازاء دولة اصغر، ومن ثم فان من المهم متابعة الاستراتيجية الامريكية الراهنة ومدى تهديدها لاستراتيجيات الدول الكبرى الاخرى ومصالحها لان استراتيجية شن حرب عالمية وهي ما يفترض بأن نرى في حرب افغانستان مساساً بالصين وروسيا وكل دول اسيا الوسطى كما يجب ان نرى آثارها في ميزان القوى الدولي الذي يمس اوروبا كذلك الامر الذي سيضع الدول الكبرى في ورطة شديدة حين تقرر امريكا توسيع الحرب!!.