حكى فى حكى
05-01-2002, 11:38 PM
رسالة من بوش إلى آل الشيخ
الرئيس بوش
تلك رسالة كتبها الصحفي المقرب إلى الإدارة الأمريكية توماس فريدمان ، معبراً بها عما يدور داخل الأوساط الأمريكية تجاه المدارس الدينية في دول العالم الإسلامي ، وقد وجه الرسالة إلى وزير الشئون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية الشيخ صالح آل شيخ ، وقد نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بتاريخ 12 ديسمبر الجاري:
مذكرة دبلوماسية من الرئيس بوش إلى الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية السعودية
معالي الوزير: إنني على يقين من أن تلك الرسالة التي بعثت بها إليك قد فاجأتك ، فرؤساء الولايات المتحدة في الماضي انشغلوا بكتابة مثل تلك الرسائل إلى وزراء البترول فقط ، لأننا كنا ننظر إلى السعودية على أنها مجرد محطة ضخمة نحصل منها على النفط ، ولم نعتبرها أبداً مجتمعاً يعتد به ، ولكننا أدركنا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية أنك أنت الوزير الذي نحتاج إلى مخاطبته ، بسبب الخمسة عشر سعودياً الذين تورطوا في تلك الهجمات أو-بطريقة أخرى-الخمسة عشر الذين تخرجوا من مدارسكم الدينية. أولاً ، دعني أوضح لك شيئاً: أمريكا لم تقرر فجأة اتخاذ موقف مناهض للسعودية .. وليست هناك مؤامرة "صهيونية" لإفساد علاقاتنا. ألتمس منك إلا تقع ضحية لمثل تلك الأكاذيب. داخل الولايات المتحدة يوجد اعتراف واسع النطاق بأن السعودية تعد حليفاً مهماً.. هناك عشرات السعوديين درسوا هنا ويساندون أمريكا ، وهناك ما هو أكثر من ذلك أهمية ، فنحن نعرف أن من المستحيل علينا أن نغير الفكر الإسلامي المتشدد دون مساعدة السعودية ، فهي القائمة على الأماكن الإسلامية المقدسة ورائدة للعالم الإسلامي: فهي تمول الآلاف من المدارس الإسلامية والمساجد في أنحاء العالم المختلفة ، ونحن لا يمكننا أن نصبح مؤثرين دون مساعدتها. من ناحية أخرى ، سيكون خطأ فادحاً أن تعتقد السعودية أنه ليس هناك أي خلاف معنا ، وأن تعتقد أن الشيء الوحيد الذي تحتاج إليه يتمثل في تكوين نوع من العلاقات الجيدة وإجراء القليل من اللقاءات مع حلفاء واشنطن لتهدئة الأمور. أنتم تواجهون مشكلة مع الشعب الأمريكي الذي تملكه الشعور-منذ أحداث سبتمبر-بأن مدارسكم الدينية وآلاف المدارس الدينية التي تمولها حكومتكم والهيئات الخيرية في أنحاء العالم كافة ، تعلم أن غير المسلمين هم أقل شأناً من المسلمين ، ولا بد دخولهم الإسلام أو مجابهتهم. لا بد أن تكون مدركاً ما أقوله .. نحن لا يمكننا أن نملي عليك كيف تعلم أبناءك ، ولكن ما يمكننا قوله هو أن آلاف الأطفال الأمريكيين يعيشون اليوم دون أب أو أم ، بسبب هؤلاء الإسلاميين المتشددين الذي تعلموا بمدارسكم والذين يبررون جريمتهم البشعة التي اقترفوها باسم الإسلام .. لا يمكننا إخبارك كيف تعلم أبناءك ، ولكن نستطيع إخبارك أننا في هذا العالم المترابط-الذي بات متاحاً فيه للأفراد امتلاك وسائل التدمير الشامل-نحتاج منك أن تفسير الإسلام بالأساليب التي تساعد على نشر التسامح الديني والسلام. إن لم تستطع تحقيق ذلك فنحن بيننا خلاف: سنعتبر السعودية مصدراً لأموال وعقيدة هؤلاء الذين نشن عليهم الحرب الحالية ، تماماً مثلما نظرنا إلى الاتحاد السوفييتي أيام الحرب الباردة. ومما شجعني على كتابة هذه الرسالة هو فهمك الذي أبديته للخطوات التي يجب أن نتخذها لإيقاف الحملات التحريضية ضد الولايات المتحدة في المساجد ووسائل الإعلام ، وكذلك الدعوة التي أطلقها الأمير عبد الله مؤخراً لكبار رجال الدين في السعودية بتحري الدقة فيما يقولون ، لأن الله يقول (وجعلناكم أمة وسطاً) ، وأيضاً ما قلته أنت لكبار زعماء بشأن انتشار الإسلام معتمداً على نهج الوسطية ، وأن تلك الوسطية إذا نمت بطريقة سليمة ، فإن الاتجاهات الأخرى ستكون ضعيفة أمام الإسلام ، وقد أعربت في وقت سابق عن امتناني لفتوى الشيخ السبيل إمام المسجد الحرام بتحريم العمليات الانتحارية التي تقتل المدنيين. هذه كلمات ذات أهمية .. نحن نأمل في إدراجها ضمن مناهجكم الدراسية ، وندعوكم للنظر بإمعان في مدارسنا ، وإذا وجدت نصوص تهاجم الإسلام فاخبرنا بها. لقد أصبح من الضروري في ظل العولمة أن ننظر إلى ما يتعلمه أبناؤنا. خلال التسعينيات علمنا أن هناك دولة-يقصد السعودية-تهدد الأوراق المالية ببورصة وول ستريت من خلال تمويلها لصناعة البرمجيات ، ولكن في الحادي عشر من شهر سبتمبر علمنا أن تلك الدولة يمكن أن تدمر "وول ستريت" تماماً. نحن ندرك أن القضية الفلسطينية لها أمية كبرى بالنسبة لكم ، ولكن لا يمكنك الحضور إلى هنا وإخبارنا أنه من شأن أمريكا فرض سلوك معين على إسرائيل ، لكن ليس من شأننا أيضاً أن نفرض عليك سلوكاً ما أو كيف تعلم أبناءك الذين قتلوا أربعة آلاف أمريكي. نحن لا نريدك عدواً ، ولا نريد حرباً ضد الإسلام ، وإنما نريد حرباً من خلال الإسلام ، حرباً ضد التباغض والتطرف الديني .. نريدك صوتاً للاعتدال التي ننصاع إليها ومعنا جميع المسلمين. يمكننا فقط الانصياع إلى ما تقوله بشأننا عندما تتحدثون بأمانة عن أنفسكم.
المخلص .. جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الذي يريد أن يكون صديقاً لكم ، وليس مستهلكاً فقط.
[
الرئيس بوش
تلك رسالة كتبها الصحفي المقرب إلى الإدارة الأمريكية توماس فريدمان ، معبراً بها عما يدور داخل الأوساط الأمريكية تجاه المدارس الدينية في دول العالم الإسلامي ، وقد وجه الرسالة إلى وزير الشئون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية الشيخ صالح آل شيخ ، وقد نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بتاريخ 12 ديسمبر الجاري:
مذكرة دبلوماسية من الرئيس بوش إلى الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية السعودية
معالي الوزير: إنني على يقين من أن تلك الرسالة التي بعثت بها إليك قد فاجأتك ، فرؤساء الولايات المتحدة في الماضي انشغلوا بكتابة مثل تلك الرسائل إلى وزراء البترول فقط ، لأننا كنا ننظر إلى السعودية على أنها مجرد محطة ضخمة نحصل منها على النفط ، ولم نعتبرها أبداً مجتمعاً يعتد به ، ولكننا أدركنا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية أنك أنت الوزير الذي نحتاج إلى مخاطبته ، بسبب الخمسة عشر سعودياً الذين تورطوا في تلك الهجمات أو-بطريقة أخرى-الخمسة عشر الذين تخرجوا من مدارسكم الدينية. أولاً ، دعني أوضح لك شيئاً: أمريكا لم تقرر فجأة اتخاذ موقف مناهض للسعودية .. وليست هناك مؤامرة "صهيونية" لإفساد علاقاتنا. ألتمس منك إلا تقع ضحية لمثل تلك الأكاذيب. داخل الولايات المتحدة يوجد اعتراف واسع النطاق بأن السعودية تعد حليفاً مهماً.. هناك عشرات السعوديين درسوا هنا ويساندون أمريكا ، وهناك ما هو أكثر من ذلك أهمية ، فنحن نعرف أن من المستحيل علينا أن نغير الفكر الإسلامي المتشدد دون مساعدة السعودية ، فهي القائمة على الأماكن الإسلامية المقدسة ورائدة للعالم الإسلامي: فهي تمول الآلاف من المدارس الإسلامية والمساجد في أنحاء العالم المختلفة ، ونحن لا يمكننا أن نصبح مؤثرين دون مساعدتها. من ناحية أخرى ، سيكون خطأ فادحاً أن تعتقد السعودية أنه ليس هناك أي خلاف معنا ، وأن تعتقد أن الشيء الوحيد الذي تحتاج إليه يتمثل في تكوين نوع من العلاقات الجيدة وإجراء القليل من اللقاءات مع حلفاء واشنطن لتهدئة الأمور. أنتم تواجهون مشكلة مع الشعب الأمريكي الذي تملكه الشعور-منذ أحداث سبتمبر-بأن مدارسكم الدينية وآلاف المدارس الدينية التي تمولها حكومتكم والهيئات الخيرية في أنحاء العالم كافة ، تعلم أن غير المسلمين هم أقل شأناً من المسلمين ، ولا بد دخولهم الإسلام أو مجابهتهم. لا بد أن تكون مدركاً ما أقوله .. نحن لا يمكننا أن نملي عليك كيف تعلم أبناءك ، ولكن ما يمكننا قوله هو أن آلاف الأطفال الأمريكيين يعيشون اليوم دون أب أو أم ، بسبب هؤلاء الإسلاميين المتشددين الذي تعلموا بمدارسكم والذين يبررون جريمتهم البشعة التي اقترفوها باسم الإسلام .. لا يمكننا إخبارك كيف تعلم أبناءك ، ولكن نستطيع إخبارك أننا في هذا العالم المترابط-الذي بات متاحاً فيه للأفراد امتلاك وسائل التدمير الشامل-نحتاج منك أن تفسير الإسلام بالأساليب التي تساعد على نشر التسامح الديني والسلام. إن لم تستطع تحقيق ذلك فنحن بيننا خلاف: سنعتبر السعودية مصدراً لأموال وعقيدة هؤلاء الذين نشن عليهم الحرب الحالية ، تماماً مثلما نظرنا إلى الاتحاد السوفييتي أيام الحرب الباردة. ومما شجعني على كتابة هذه الرسالة هو فهمك الذي أبديته للخطوات التي يجب أن نتخذها لإيقاف الحملات التحريضية ضد الولايات المتحدة في المساجد ووسائل الإعلام ، وكذلك الدعوة التي أطلقها الأمير عبد الله مؤخراً لكبار رجال الدين في السعودية بتحري الدقة فيما يقولون ، لأن الله يقول (وجعلناكم أمة وسطاً) ، وأيضاً ما قلته أنت لكبار زعماء بشأن انتشار الإسلام معتمداً على نهج الوسطية ، وأن تلك الوسطية إذا نمت بطريقة سليمة ، فإن الاتجاهات الأخرى ستكون ضعيفة أمام الإسلام ، وقد أعربت في وقت سابق عن امتناني لفتوى الشيخ السبيل إمام المسجد الحرام بتحريم العمليات الانتحارية التي تقتل المدنيين. هذه كلمات ذات أهمية .. نحن نأمل في إدراجها ضمن مناهجكم الدراسية ، وندعوكم للنظر بإمعان في مدارسنا ، وإذا وجدت نصوص تهاجم الإسلام فاخبرنا بها. لقد أصبح من الضروري في ظل العولمة أن ننظر إلى ما يتعلمه أبناؤنا. خلال التسعينيات علمنا أن هناك دولة-يقصد السعودية-تهدد الأوراق المالية ببورصة وول ستريت من خلال تمويلها لصناعة البرمجيات ، ولكن في الحادي عشر من شهر سبتمبر علمنا أن تلك الدولة يمكن أن تدمر "وول ستريت" تماماً. نحن ندرك أن القضية الفلسطينية لها أمية كبرى بالنسبة لكم ، ولكن لا يمكنك الحضور إلى هنا وإخبارنا أنه من شأن أمريكا فرض سلوك معين على إسرائيل ، لكن ليس من شأننا أيضاً أن نفرض عليك سلوكاً ما أو كيف تعلم أبناءك الذين قتلوا أربعة آلاف أمريكي. نحن لا نريدك عدواً ، ولا نريد حرباً ضد الإسلام ، وإنما نريد حرباً من خلال الإسلام ، حرباً ضد التباغض والتطرف الديني .. نريدك صوتاً للاعتدال التي ننصاع إليها ومعنا جميع المسلمين. يمكننا فقط الانصياع إلى ما تقوله بشأننا عندما تتحدثون بأمانة عن أنفسكم.
المخلص .. جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الذي يريد أن يكون صديقاً لكم ، وليس مستهلكاً فقط.
[