محب التفاؤل
13-01-2002, 05:09 PM
توبة المفكر سيد قطب رحمه الله
*في قرية صغيرة في صعيد مصر ولد سيد قطب رحمه الله ونشأ في أسرة متدينة متوسطة الثراء وقد حرص والده على تحفيظه القرآن في صغره فما أتم العاشرة إلا وقد حفظه كاملاً………
ولما بلغ التاسعة عشر من عمره عاش فترة الضياع وصفها بنفسه أنه كانت ((فترة إلحاد)) حيث قال ((ظللت ملحداً أحد عشر عاماً حتى عثر على الطريق إلى الله وعرفت طمأنينة الإيمان )) .
• وفي سنة 1948م غادر سيد قطب القاهرة متوجهاً إلى أمريكا في بعثة تابعة لوزارة المعارف آنذاك فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الجديد الذي هداه الله إليه ووفقه لسلوكه والسير فيه
• كان سفره على ظهر باخرة عبرت به البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.. وهناك على ظهر الباخرة جرت له عدة حوداث أثرت في حياته فيما بعد وحددت طريقه ولذلك ما إن غادر الباخرة في الميناء الأمريكي الذي وصل إليه وما إن وطئت قدماه أرض أمريكيا حتى كان قد عرف طر يقه وحدد رسالته ورسم معالم حياته في الدنيا الجديدة .
• والآن ..لنترك لسيد ليخبرنا عما حدث له على ظهر السفينة يقول : (( منذ حوالي خمسة عشر عاماً ..كنا حوالي ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك من بين عشرين ومائة راكب وراكبة ليس فيهم مسلم .
وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة ! والله يعلم أنه لم يكن بن أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان بزوال عمله على ظهر السفينة وحاول أن بزوال تبشيره معنا !وقد يسر لنا قائد السفينة – وكان إنجليزياً – وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها وكلهم نوبيون مسلمون أن يصلي معنا من لا يكون في الخدمة وقت الصلاة .
وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت هذه المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة .وقد قمت بخطبة الجمعة وغمامة الصلاة والركاب الأجانب معظمهم متحلقون يترقبون صلاتنا ! وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح (( لقداس)) !! فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا .ولكن سيدة من هذا الحشد عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية نصرانية هاربة من جحيم (( تيتو)) وشيوعيته . كانت شديدة التأثر والانفعال تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها .. جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول في إنجليزية ضعيفة (( إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه وما فيها من خشوع ونظام وروح .. الخ))
• وبعد ذلك كله وفي ظلال الحالة الإيمانية راح سيد يخاطب نفسه قائلاُُ (( أأذهب إلى أمريكيا وأسير فيها في سير المبتعثين العاديين الذين يكتفون بالأكل والنوم أم لا بد من التميز بسمات معينة ؟! وهل غير الإسلام والتمسك بآدابه والالتزام بمناهجه في الحياة وسط المعمان المترف المزود بكل وسائل الشهوة واللذة الحرام ظ!
• قال : وأردت أن أكون الرجل الثاني ( المسلم الملتزم ) وأراد الله أن يمتحنني هل أن صادق فيما اتجهت إليه أم مجرد خاطرة ؟! وكان ابتلاء الله لي بعد دقائق من اختياري الطريق إذ ما دخلت غرفتي حتى كان الباب يقرع وفتحت فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة فارعة الطول شبه عارية يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغري وبدأتني بالانجلنزية قائلة هل يسمح لي سيدي أن أكون ضيفة عنده الليلة فاعتذرت بان الغرفة معدة لسرير واحد وكذا السرير لشخص واحد فقالت وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لاثنين !! واظطررت أمام وقاحتها ومحاولتها الدخول عنوة لأن ادفع الباب بوجها لتصبح خارجة عن الغرفة وسمعت ارتطامها بالأرض الخشبية في الممر فقد كانت مخمورة فقلت الحمد لله هذا أل ابتلاء وشعرت باعتزاز ونشوة إذا انتصرت على نفسي وبدأت تسير على الطريق الذي رسمته لها ولقد واجه سيد ابتلاءات كثيرة بعد ذلك ولكنها تغلب عليها وانتصر على نفسه الأمارة بالسوء
• ولما وصل إلى أمريكا يحدثنا عما رأى فيقول (( ولقد كنت في أثناء وجودي في أمريكيا أرى رأي العين مصداق قوله تعالى (( فلما نسو ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) سورة الأنعام الآية 44
• فإن المشهد الذي ترسمه الآية مشهد تدفق كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب لا يكاد يتمثل في الأرض كما يتمثل هناك ؟!
• وكنت أرى غرور القوم الذي هم فيه وشعورهم بأنه وقف على الرجل الأبيض وطريقة تعاملهم مع الملونين بعجرفة مرذولة وفي وحشية كذلك بشعة وفي صلف على أهل الأرض كلهم كنت أرى ذلك كله فأذكر الآية وأتوقع سنة الله وأكاد أرى خطواتها وهي تدب على الغافلين ))
• وبعد سنتين قضاهما سيد في أمريكيا عاد رحمه الله إلى مصر ولكنه عاد رجلاً آخر رجلاً مؤمناً ملتزماً صاحب رسالة ودعوة وغاية
• رحم الله سيد وأسكنه فسيح جناته وغفر لنا وله آآآآآآآآآمين
• المرجع كتاب العائدون إلى الله المؤلف محمد عبد العزيز المسند الجزء الثاني
*في قرية صغيرة في صعيد مصر ولد سيد قطب رحمه الله ونشأ في أسرة متدينة متوسطة الثراء وقد حرص والده على تحفيظه القرآن في صغره فما أتم العاشرة إلا وقد حفظه كاملاً………
ولما بلغ التاسعة عشر من عمره عاش فترة الضياع وصفها بنفسه أنه كانت ((فترة إلحاد)) حيث قال ((ظللت ملحداً أحد عشر عاماً حتى عثر على الطريق إلى الله وعرفت طمأنينة الإيمان )) .
• وفي سنة 1948م غادر سيد قطب القاهرة متوجهاً إلى أمريكا في بعثة تابعة لوزارة المعارف آنذاك فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الجديد الذي هداه الله إليه ووفقه لسلوكه والسير فيه
• كان سفره على ظهر باخرة عبرت به البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.. وهناك على ظهر الباخرة جرت له عدة حوداث أثرت في حياته فيما بعد وحددت طريقه ولذلك ما إن غادر الباخرة في الميناء الأمريكي الذي وصل إليه وما إن وطئت قدماه أرض أمريكيا حتى كان قد عرف طر يقه وحدد رسالته ورسم معالم حياته في الدنيا الجديدة .
• والآن ..لنترك لسيد ليخبرنا عما حدث له على ظهر السفينة يقول : (( منذ حوالي خمسة عشر عاماً ..كنا حوالي ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك من بين عشرين ومائة راكب وراكبة ليس فيهم مسلم .
وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة ! والله يعلم أنه لم يكن بن أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان بزوال عمله على ظهر السفينة وحاول أن بزوال تبشيره معنا !وقد يسر لنا قائد السفينة – وكان إنجليزياً – وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها وكلهم نوبيون مسلمون أن يصلي معنا من لا يكون في الخدمة وقت الصلاة .
وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت هذه المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة .وقد قمت بخطبة الجمعة وغمامة الصلاة والركاب الأجانب معظمهم متحلقون يترقبون صلاتنا ! وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح (( لقداس)) !! فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا .ولكن سيدة من هذا الحشد عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية نصرانية هاربة من جحيم (( تيتو)) وشيوعيته . كانت شديدة التأثر والانفعال تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها .. جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول في إنجليزية ضعيفة (( إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه وما فيها من خشوع ونظام وروح .. الخ))
• وبعد ذلك كله وفي ظلال الحالة الإيمانية راح سيد يخاطب نفسه قائلاُُ (( أأذهب إلى أمريكيا وأسير فيها في سير المبتعثين العاديين الذين يكتفون بالأكل والنوم أم لا بد من التميز بسمات معينة ؟! وهل غير الإسلام والتمسك بآدابه والالتزام بمناهجه في الحياة وسط المعمان المترف المزود بكل وسائل الشهوة واللذة الحرام ظ!
• قال : وأردت أن أكون الرجل الثاني ( المسلم الملتزم ) وأراد الله أن يمتحنني هل أن صادق فيما اتجهت إليه أم مجرد خاطرة ؟! وكان ابتلاء الله لي بعد دقائق من اختياري الطريق إذ ما دخلت غرفتي حتى كان الباب يقرع وفتحت فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة فارعة الطول شبه عارية يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغري وبدأتني بالانجلنزية قائلة هل يسمح لي سيدي أن أكون ضيفة عنده الليلة فاعتذرت بان الغرفة معدة لسرير واحد وكذا السرير لشخص واحد فقالت وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لاثنين !! واظطررت أمام وقاحتها ومحاولتها الدخول عنوة لأن ادفع الباب بوجها لتصبح خارجة عن الغرفة وسمعت ارتطامها بالأرض الخشبية في الممر فقد كانت مخمورة فقلت الحمد لله هذا أل ابتلاء وشعرت باعتزاز ونشوة إذا انتصرت على نفسي وبدأت تسير على الطريق الذي رسمته لها ولقد واجه سيد ابتلاءات كثيرة بعد ذلك ولكنها تغلب عليها وانتصر على نفسه الأمارة بالسوء
• ولما وصل إلى أمريكا يحدثنا عما رأى فيقول (( ولقد كنت في أثناء وجودي في أمريكيا أرى رأي العين مصداق قوله تعالى (( فلما نسو ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) سورة الأنعام الآية 44
• فإن المشهد الذي ترسمه الآية مشهد تدفق كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب لا يكاد يتمثل في الأرض كما يتمثل هناك ؟!
• وكنت أرى غرور القوم الذي هم فيه وشعورهم بأنه وقف على الرجل الأبيض وطريقة تعاملهم مع الملونين بعجرفة مرذولة وفي وحشية كذلك بشعة وفي صلف على أهل الأرض كلهم كنت أرى ذلك كله فأذكر الآية وأتوقع سنة الله وأكاد أرى خطواتها وهي تدب على الغافلين ))
• وبعد سنتين قضاهما سيد في أمريكيا عاد رحمه الله إلى مصر ولكنه عاد رجلاً آخر رجلاً مؤمناً ملتزماً صاحب رسالة ودعوة وغاية
• رحم الله سيد وأسكنه فسيح جناته وغفر لنا وله آآآآآآآآآمين
• المرجع كتاب العائدون إلى الله المؤلف محمد عبد العزيز المسند الجزء الثاني