PDA

View Full Version : ياسر عرفات


mohammad
15-01-2002, 11:51 PM
ياسرعرفات ليس اسرا ئيليا


تطالب اسرائيل الرئيس ياسر عرفات باعتقال جميع من تسميهم بالارهابيين واسرائيل تعني هنا ناشطي حماس والجهاد الاسلامي على وجه الخصوص وهو أمر تريد فيه اسرائيل قيام حرب فلسطينية أهلية وهذا بالتأكيد الذي يسعى اليه الاسرائيليون منذ زمن .
جاء انطوني زيني الى المنطقة يحدوه الامل في النجاح حيث فشل كل من سبقه فيه ثم اختفى عن الانظار منذ بدء الهجوم الاسرائيلي وكأنه يقول لشارون امضي ونفذ ما تريده وسأحاول لاحقا اصلاح الامور وعاد زيني مرة ثانية الى واجهة الاحداث ويجتمع ثانية بالرئيس ياسر عرفات ليشجعه على الاستمرار في سياسة الاعتقالات التي تعتبرها تماما مثل شارون غير كافيه .
فالمطلوب الان من الرئيس عرفات ليس مجرد اعتقالات بل حملة منظمة ومستمرة ضد كل ما تعتبره اسرائيل معاديا لها وعلى رأس هؤلاء حركة حماس .
قوات الامن الفلسطيني تجد اليوم نفسها في وضع صعب للغاية تحاول القبض على المطلوبين دون ان ينجم عن هذه الاعتقالات اشتباكات مسلحة تؤدي الى حرب فلسطينية وقد استطاعت قوات الامن الفلسطينية لحد الان تجنب الوقوع في الفخ الاسرائيلي رغم الاحداث المؤسفة التي وقعت مع انصار حركة حماس والجهاد الاسلامي في غزة .
وقد جاء اعلان حركة حماس و تبعه لاحقا اعلان الجهاد الاسلامي وقف العمليات الانتحارية ووقف اطلاق صواريخ الهاون رسالة ايجابية الى السلطة الفلسطينية ووقوف معها في هذه الازمة ومما لا شك فيه ان خطوه حماس والجهاد الاسلامي انتصار للمقاومة الوطنية الفلسطينية بكافة فصائلها وتعزيز لمكانتها في الشارع الفلسطيني .
وتتزايد الضغوط يوما بعد يوم على الرئيس عرفات وقد كان حذر في مناسبات عده من احتمالات ان يؤدي العنف عن خروج الامور عن نطاق السيطرة وطالب مرارا وتكرارا بارسال قوة مراقبة منذ اندلاع الانتفاضة الا ان اسرائيل قررت رفضها لنشر مراقبين دوليين قائله انه لن يكون اجراء فعالا .
لقد جاء خطاب الرئيس عرفات الموجهة الى الشعب الفلسطيني والعالم عبر شاشة التلفاز اول ايام عيد الفطر
16-12-2001 دالا على خبرته وحنكته السياسية رغم الضغوط الدولية عليه بمطالبه شعبه بوقف ما يسمى العنف لقد دعا الرئيس عرفات الى وقف جميع العمليات العسكرية وافرد بالذكر الهجمات الاستشهادية والقصف بمدافع الهاون ولكنه لم يطالب بانهاء الانتفاضة التي قتل فيها اكثر من الف شخص خلال الاشهر الخمسة عشر الماضية وهاجم الحكومة الاسرائيلية لشنها حربا على الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ووصفها بانها فظيعة وجاء الخطاب بدعوه محسوبة بدقه من اجل الوحدة الوطنية للفلسطينين ، وقد كانت دعوته باستدعاء المبعوث الامريكي الخاص بالشرق الاوسط انتوني زيني للتشاور تعتبر ضربة خطيره موجه للامريكيين خاصة انهم لم يترددوا في توجيه اللوم لعرفات شخصيا في فشل مهمة زيني ، وقد كان الرئيس المصري حسني مبارك واضحا في حديثه مع مجله نيوزويك حول محاولته لاقناع الرئيس عرفات بالطلب من شعبه وقف العنف والعودة الى المفاوضات .
ان الرئيس عرفات يعلم تماما ان ورقته الرابحة هي التمسك بالشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواته ولكن ضرورات السياسة تفرض عليه هذه الاجراءات .
في مقابلة نشرتها صحيفة ليبيراسيون الفرنسية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك قال ان عرفات لن يتغير ابدا ولن يعترف ابدا بحق اليهود في الحصول على دولتهم وقال انه لا يؤمن بالجهود التي يبديها الرئيس الفلسطيني للتوصل الى وقف اطلاق النار واضاف لو كنا في اسكندنافيا لكنت صدقت ذلك ولكن هنا في اسرائيل لا اصدق عرفات في الماضي تعهد بتطبيق وقف اطلاق النار بنسبة 80 في المائة على الاقل ولكنه لم يحقق ذلك .
وفي مقابلة مع مراسل صحيفة لوتون السويسرية كشف فيه باراك عن تصوراته القديمة الجديدة لحل الصراع مع الفلسطينين لو كان مكان شارون ، يؤكد ان الاشكال يتمثل في ان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية يشجع على العنف والمشكلة الرئيسية معه تتمثل في انه لا يعترف بالحق الاخلاقي للاسرائيلين للعيش في دوله ولا يخفي باراك تأييده للسياسة التي ينتجها حاليا ارييل شارون ولكنه اغتنم الفرصه للتذكير بالخطة القديمة المتمثله في الدعوة الى فصل شامل بين الاسرائيلين والفلسطينين ويضيف انه لن يقوم بضم هذه المستوطنات من اجل عدم اعاقة استئناف المفاوضات ولكنه اقترح عدم تفكيك المستوطنات الاخرى المعزولة على الفور حتى لا يكافئ الارهاب على حد قوله .
ربما لم يمر على الرئيس عرفات وقت عصيب مثل هذا الوقت ولا شك ان القضية الفلسطينية مرت باوقات عصيبة ، مأساة 48 ، هزيمة 67 ، الاجتياح الاسرائيلي لبيروت 82 وحصار المقاومة في بيروت ثم خروجها ، واسرائيل منذ وجودها لم تتوقف عن ممارساتها العدوانية على الشعب الفلسطيني والتي لم تنقطع يوما وعلى مدار الساعة والعجيب الان ان السلطات الاسرائيلية تقوم بشن حرب علنية ضد المدنيين يوميا ، فالفلسطينيون لا يملكون قوات جوية ولا بحرية ولا دبابات ومع ذلك تتعرض مدنهم وقراهم يوميا الى عملية ضرب مستمر بقطع البحرية والطيران والدبابات والالغام والى ضرب مقرات السلطة الفلسطينية والى ضرب مطار غزة المدني والى تدمير طائرات الرئيس بل وحبس الرئيس في مدينة رام الله لا يستطيع ولا يقدر على مغادرتها طالما لم تسمح السلطة الاسرائيلية له بذلك، وليس الامر على هذا النحو العسكري الاستكباري والاستفزازي فقط ، بل تزييف المفاهيم والحقائق وقلب الامور فشارون هو جماعة الخير اما الرئيس عرفات والشعب الفلسطيني فهم جماعة الارهاب والشر وعلى كل انسان في الارض ان يقف مع الخير والا اصبح ارهابيا يستحق العقاب ، ووزير الخارجية البريطاني يقول ان على عرفات ان يقضي على حماس والجهاد وفتح والجبهة الشعبية والا فعليه ان يعلن عن عجزه وكأن عرفات يعمل خادما لدى السادة البريطانيين والامريكيين والاسرائيليين وعليه تقديم كشف حساب وتقديم الطاعة والولاء .
ان اتخاذ قرار وقف العمليات الاستشهادية يعبر عن اتساع الامن والرؤية والحكمة للرئيس عرفات و القيادة الفلسطينية ، ولو انها كما ذكرت سابقا كانت بفعل ضغوط دولية شديدة على شخصة لوقف ما يسمى بالعنف الفلسطيني وسوف تكون بمثابة الاستراحة التي يلتقط الشعب الفلسطيني بها انفاسه ويرتب البيت ويمكن الوحده الوطنية على اساس شعبية حقيقية استعدادا لمرحلة جديدة في النضال . ويجد الرئيس عرفات نفسه الان في مأزق لا يحسد عليه بعد ان طلبت الولايات المتحدة واسرائيل ان يكون مسؤولا بنسبة مائة بالمائة عن توفير الامن لاسرائيل ووقف كل اشكال العنف ضدها وهو ما يعني ضبط الجماعات التي تقوم بالعمليات الاستشهادية ، والمأزق لا يخص الرئيس عرفات وحده وانما هو مأزق كل القوى والمنظمات الفلسطينية سواء كانت هذه القوى قد انخرطت في الكفاح المسلح ونفذت عمليات استشهادية ضد اسرائيل او لم تفعل ، والمخرج الوحيد المتاح الان لها جميعا هو ان تتنادى لخلق امتن وحدة وطنية ممكنه عبر حوار شامل يذهب الى جذور الاشياء ويعيد تقيم اتفاقات اوسلو وعلاقة السلطة بالشعب وجدية ما قامت به السلطة من اجل بناء مؤسسات تصلح كقاعده للدوله المستقلة حين تنشأ و التعاون التام مع السلطة الوطنية الفلسطينية والاقرار بان هناك سلطة واحدة على الارض الفلسطينية .
بعض المحللين لشخصية الرئيس ياسر عرفات يقولون بأنه لا يوجد مخلوق على وجه الارض يحمل كل هذه الصفات المتباينة لحد التناقض احيانا ، شخصيته تشتهر بالتكتم حتى في حياته الخاصة وقد عرف عنه ميله للزعامة منذ مطلع شبابه وانه لجأ الى التهديد والوعيد للتأكيد على أنه الزعيم الاوحد وقد كان دوما يرفض وجود أي تنظيم فلسطيني يعمل بشكل مستقل عن منظمة التحرير الفلسطينية واخذ عليه التفرد باتخاذ القرارات دون الرجوع الى اللجنة التنفيذية او المجلس الوطني الفلسطيني رجل المفاجئات ، رجل الحرب ، رجل السلام .
نسب للرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول أنه قال ذات مرة في معرض تعليقه على تعداد مواقف الفرنسيين السياسية ( كيف تريدون مني ان ارضي جميع الفرنسيين الذين يأكلون ثلاثمائة وخمسة وستين نوعا من الجبنة ) .
ليس هناك من شك في ان تاريخ حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية هو نفسه تاريخ حياة الرئيس ياسر عرفات ، هناك عشرات الالاف من القصص والذكريات والانطباعات والصور لتاريخ كامل ولاجيال تعاقبت على حب هذا الرجل .
الواقع الصعب لا يسمح في الوقوع في حال الفوضى ومزايدات بين الفصائل الفلسطينية بين بعضها البعض او بينها وبين السلطة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات ، وهذا الذي سيمكن الاسرائيليين من تحقيق مبتغاهم وتذهب بعدها تضحيات الشعب الفلسطيني سدى .
لقد اشتملت مشاريع السلام والتسويات على مراحل مختلفة كان لكل مرحلة منها صفاتها وسماتها المختلفة الا ان اساسها القانوني بقي ثابتا لا يتغير متمثلا بقرار مجلس الامن 242 و 338 وبالرغم من الاعتراضات عليها وعدم قبولها فان التسويات السياسية والمشاريع السلمية بقيت مطروحه ولم تتوقف على مدى ثلث قرن خاصة بعد ما رافقها وما تبعها من تداعيات واحداث عسكرية وحروب شاملة او محدودة ، تلك الحروب التي فرضت على العالم القناعة بالضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات لوضع حد للتدهور الامني ومعالجة اسس المشكلة وجذورها والوصول الى حل ما .
وقد بدأ هذا التحرك ببعثه غونار يارنغ في عام 1969 الى المنطقة مطالبا الاطراف المعنية بضرورة العمل الحثيث لتنفيذ القرار 242 وعلى ضوء هذا التحرك قدمت الادارة الامريكية مشروع روجرز في عام 1970 والذي لم يصادف أي نجاح يذكر .وعقد مؤتمر جنيف عام 1973 الذي دعت اليه امريكا والاتحاد السوفيتي وحضرته كل من مصر والاردن وامتنعت سورية عن ذلك وانتهى المؤتمر الى الفشل ، وبتاريخ 17-9-1978عقد الرئيس المصري السادات اتفاق كامب ديفيد مع اسرائيل برعاية الرئيس الامريكي جيمي كارتر والذي نص على ترتيبات خاصة بالاراضي الفلسطينية لم تنفذ ، وخلال القمة العربية في مدينة فاس المغربية عام 1981 قدم الملك فهد مشروعا سياسيا واضحا مرجعيته القرار 242 يتم تطبيقه تحت اشراف الامم المتحدة ، ثم مشروع الرئيس الامريكي رونالد ريغان في عام 1982 ايضا مرجعيته القرار 242 والقرار 338 الا ان المبادرتان لم تحققا أي نتائج ايجابية بل نتائج سلبية من ابرزها الانشقاق في منظمة التحرير الفلسطينية وخلال هذه المراحل حصل تغير في الرأي العام العربي بدأ يميل نحو القبول بصيغة المفاوضات والاتجاه نحو الحلول السلمية وتم اعلان الدولة الفلسطينية بالاجماع في 15-11-1988في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر على الاراضي المحتلة عام 1967 حيث كان منعطفا هاما في تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية باعترافها بالقرارين 242 و 338 واقرارها بوجود دولة اسرائيل ، ومع انتهاء حرب الخليج بدأت مرحلة جديدة في سياسة الشرق الاوسط من خلال مؤتمر مدريد في اسبانيا عام 1991 برعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ( سابقا ) لانهاء النزاع العربي الاسرائيلي وحل القضية الفلسطينية نهائيا ، بعدها انتقلت المفاوضات الى واشنطن وبعد محادثات سرية مع اسرائيل عقد اتفاق اوسلوا الذي تم الاعلان عنه في 20-8-1993 والذي كان هدفه تطبيق القرارين 242و 338 والذي تبعه اعتراف متبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل وقد ضم 17 مادة واربعة ملاحق ومحضرا واحد متفقا عليها بين الطرفين .
وقد كان اتفاق اوسلو مفصلا هاما في تاريخ الشعب الفلسطيني وحسب ما تفيد به السلطة الوطنية الفلسطينية التي قامت على اساس اتفاق اوسلو (ان اتفاق اوسلو هو اعلان مبادئ وليس معاهدة سلام وان اعلان المبادئ مقدمة لنهاية فاذا لم تصل الى هذه النهاية فان الملف سيبقى مفتوحا حتى تحقيق الهدف النهائي )وتم بتاريخ 18-5-1994دخول اول دفعة من الشرطة الفلسطينية الى قطاع غزه ومدينة اريحا وبتاريخ 1-7-1994دخل الرئيس ياسر عرفات الى غزة ليصبح للشعب الفلسطيني عنوانا وهوية وجوازا طالما افتقده ، على الرغم مما يقال عن هشاشة اتفاق اوسلو والخطأ التاريخي الذي ارتكبته منظمة التحرير الفلسطينية باستبداله بمفاوضات مدريد القائمة على قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية وان اتفاق اوسلو اصبح تحت سيطرة الولايات المتحدة واسرائيل فقط ، فاننا لا نستطيع ان ننكر ان هناك مكاسب تحققت من خلال بناء السلطة الوطنية الفلسطينية حيث حصل الفلسطينيون على جزء من مطالبهم ولما يتنازلوا عن الاجزاء الاخرى المتعلقة ببقية الاراضي الفلسطينية والقدس والنازحين واللاجئين ، ان المشكلة الحقيقة تكمن في العقبات والعراقيل التي وضعتها حكومات اسرائيل المتعاقبة للامتناع عن تنفيذ ما تبقى من الاتفاقات المرحلية والوصول الى اتفاق حول قضايا المرحلة النهائية والتي لم تتخلى السلطة الوطنية الفلسطينية بالمطالبة بها ابتداء من اعلان اتفاق اوسلو مرورا بمفاوضات منتجع طابا 5-5-1996 ، واتفاق الخليل 15-1-1997 وقمة واي ريفر في 23-10-1998 مرورا بالانواع المختلفة من المفاوضات السرية والعلنية الى اتفاق شرم الشيخ بتاريخ 4-9-1999 حتى كامب ديفيد بتاريخ 11-7-2000.
يرى المعارضون لاتفاق اوسلو انه كان بمثابة نكبه جديدة من النكبات العديدة التي مرت على الشعب الفلسطيني وانه اتفاق فاشل و هزيل وانه بعيد تماما عن روح مؤتمر مدريد الذي كان قائما اساسا على القرارات الدولية لتأمين الانسحاب الاسرائيلي من الضفة والقطاع وتحول الى سلسلة من المفاوضات والتنازلات التي فرضتها اسرائيل على الرئيس ياسر عرفات ويروا ان انتفاضة الاقصى في 29-8-2000جاءت اعلانا واضحا من الشعب الفلسطيني عن رفضه لاتفاقات اوسلو، ومن الواضح تماما ان الرئيس عرفات قد وقع في الفخ الاسرائيلي الامريكي بقبوله باتفاق اوسلو . ان ما حصل قد حصل وقد نفذ الاسرائيليون ما يطمحون اليه من اخراج عملية السلام من اطارها الدولي وتحويلها الى مفاوضات ثنائية تعمل في صالح اسرائيل والظهور امام المجتمع الدولي بمظهر الدولة الديمقراطية التي منحت الفلسطينيون ما يريدون ومن الواضح تماما ايضا ان عرفات لم يتنازل عن الثوابت الفلسطينية الاساسية التي عقد اتفاق اوسلو على اساسها ولم يكن يأمل في هذه النتيجة الصعبة القاسية ، ولم يكن يعتقد ان امريكا التي يفترض ان تكون راعية عملية السلام تبدي هذه الانحياز الواضح للاسرائيلين ، ومن الواضح ايضا ان عرفات لم يترك مقره في تونس ليصبح اسيرا قيد الاقامة الجبرية عند شارون .
ان الانتفاضة الفلسطينية قد بدأت تحقق بعض اهدافها واهمها خلخلة المجتمع الصهيوني وتفكيك وحدته وقد حدث هذا بعدما نقلت معركة التحرير من الاطراف الى العمق الصهيوني بوجود القيادة في الداخل بموجب اتفاق اوسلو .
يقول ايفان هابر الذي كان عضوا في حكومة رابين في جريدة يديعوت احرنوت (ان المستوطنين اصبحوا يشكلون عقبة في طريق السلام وان شارون اصبح اسير موقف مجلس رؤساء المستوطنات ولكن جهود اليمين لن يقف معهم حتى النهاية )، وايضا صحيفة هآرنس كتبت تقول ( أنه لا مفر من الاعتراف ان حياة المستوطنين اصبحت قاسية للغاية واغلبهم لا يعرفون اذا غادروا منازلهم ما اذا كانوا سيعودون اليها سالمين ام لا ) ، ويقول دف غولد شتاين في صحيفة معاريف ( ان الحرب الطويلة تستنزف قوانا وتضعف من صمودنا نحن محبطون جدا لاننا انجررنا وراء العديد من الاوهام ، محبطون لان املنا قد خاب من ان نكون شعبا طبيعيا وغاضبون جدا لاننا القادة المتسرعين وعدونا ثانيا وثالثا بأنهاء عهد الحروب وان اسرائيل تقيم على ارضها بامان وليس ثمة خطر خارجي يهددها وبدا ذلك وهما ثابتا وامنيه لم يكن لها اساس من الواقع ).
ان الرئيس عرفات وجميع رموز القيادة الفلسطينية يدركون تماما ان الانتفاضة الفلسطينية التي ابتكرها هذا الشعب بدء من المصطلح الى تفرد القضية بين قضايا ونضالات الشعوب عبر التاريخ ليست مجرد صراع عادي ومحدود بين اصحاب حق مشروع وقوة غاشمة وأنها اصبحت متغيرا دوليا تأخذه القوى العظمى في الحسبان وتتطلع الى مثله الشعوب المقهورة وينطلق منه مراجعو التاريخ نحو تحديد جذور الظلم المتفشي فوق رؤوس الضعفاء والمقهورين في العالم .
ويدركون ايضا ان تجربة حركة المقاومة الفلسطينية مليئة بدروس من الخصوصية الفلسطينية نفسها وما يشيع من المزاج الجماهيري العام هو ما يتعلق بمبدأ المواجهة والجهاد ومقاتلة الاسرائيليين ومثل هذه الصيغة تجد صدى قويا لها بين الشعب الفلسطيني ومنهم جماعات منظمة كحركة فتح والحركات الجهادية الاخرى وهو الصدى الذي يفسر تلك الدعوات بأن الانتفاضة مستمرة وانها من اجل الاستقلال وانها عمل شعبي ليس للسلطة الفلسطينية ان تنهيه .
ويدرك الرئيس عرفات ايضا والقيادة الفلسطينية ( قيادة وشرطة اوسلو كما يحلو للبعض تسميتها ) انهم هم الورقة الرابحة بيد الاسرائيليين ويعتمد الاسرائيليين تماما على تعاونهم للانطلاق في التطبيع مع العرب ومدخلا لاضفاء الشرعية على الوجود الاسرائيلي ، وان الاسرائيليون يعون تماما ان هذه الانطلاقة تعتمد على تعاون القيادة الفلسطينية .
ويدرك عرفات ايضا ان المطلوب هو التخلي عن الحقوق وضياع الارض وتهويد القدس مقابل كيان هزيل وهذا ما يرفضه تماما ويدرك ان المستقبل الفلسطيني يحتاج الى طريقتين هما المصالحة والمقاومة .
وحسب ما تقول السلطة الوطنية الفلسطينية (انه ليس معقولا ولن يكون مقبولا في القرن الواحد والعشرين عصر الحريات الوطنية وحقوق الانسان وتحرير المرأة ان يبقى الشعب الفلسطيني الوحيد بين شعوب العالم محروما من حريته وحقوقه الوطنية والانسانية ومن اقامة دولته الحرة المستقلة ان قيام الدولة الفلسطينية في المستقبل القريب محتم لا مهرب منه ).
وسيبقى الرئيس عرفات يقول (ان الدولة الفلسطينية ستقوم وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وابى من ابى ) وحاول عرفات في مناسبات عدة الايضاح للعالم ان القضية ليست قضية اضطرابات امنية ينبغي السيطرة عليها كما تحاول امريكا واسرائيل تصويرها ، انما القضية قضية أرض محتله لا بد ان تتحرر وشعب مقهور لابد ان يقاوم حتى يستعيد كرامته وقدس اسيرة لابد ان يفك اسرها .
ويدرك عرفات ان الشباب الذي ينفذ العمليات الاستشهادية لا يبحث فقط عن الجنة ولكنه يبحث ايضا لشعبه عن مكان تحت الشمس ينتقم للامهات والاطفال والبيوت والمزارع وكل شي ، ينتقم من هؤلاء الذين لا يرتدون عن تجريح وقتل وتدمير شعب باكمله في عالم يسكت او يبارك او يعجز عن فعل شي لهذا الشعب .
ويدرك عرفات ان الانتفاضة بفعلها الجماهيري الضخم وتواتر وصفها عالميا ومحليا على انها ابداع فلسطيني غير مسبوق دخلت به كلمة جديدة الى قواميس كافة لغات العالم .
يستطيع كتاب المقالات ومؤلفوا الكتب ومتباروا الفضائيات ان يفتكوا بعرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس حركة فتح فصيلها الرئيسي ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ووزير الدفاع ووزير الخارجية والقائد العام لقوات منظمة التحرير الفلسطينية ، وتستطيع اذاعة القدس والعرب تايمز ان يتحاكوا بقصة (الخيانة العرفاتية) وقصص وفساد بعض القيادات و قادة وعناصر شرطة ( الخيانة العرفاتية) لكنهم عليهم ان يتذكروا ان ياسر عرفات هو السلطة وانه انتخب ولم يعينه احد وان قوات وعناصر الشرطة هم ابناء الشعب الفلسطيني ولم يأتوا من جزر الباسيفيك .
الوقت ليس وقت المزايدات ولكنه وقت المواجهات والموقف صعب وعصيب وقاس على كافة الحركات والاطر الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني كاملا ان يعي ويدرك ذلك .
وسط هذا الحصار الخانق والشوارع المسدودة بالدبابات الاسرائيلية علينا ان نفهم ان خيارات الرئيس ياسر عرفات محدودة وانه الوحيد المطلوب منه اتخاذ القرار ، ولا يمكن العودة الى الوراء والتعامل بعقلية القرن الماضي ، الحالة جديدة وعلى الجميع ان يفهمها و ان يتحرك بموازاتها و الصراع والتغيرات والحقائق الواقعية ، والتفهم ان عرفات بعد اوسلو هو عرفات قبل اوسلو ولم يتغير ولن يتغير والتاريخ لا يبدأ وينتهي في يوم والقادرون على المحافظة على تاريخهم ونضالهم وكفاحهم خلال هذه الازمة هم القادرون بعد انتهائها على النهوض واكمال الطريق .


بقلم محمد الشويكه 24-12-2001 عمان – الاردن bcctso@hotmail.com

mohammad
19-01-2002, 12:41 AM
لماذا برايكم جنرال البطيخ يقول انه قد حان الوقت لازاحة الرئيس عرفات ؟؟؟؟؟
و من برايكم عملاء اسرائيل ( النظام البديل) الذي يشير اليه جنرال البطيخ ؟؟؟؟؟
ولماذا تزايدت في الفترة الاخيرة حملات المطالبة بازاحة الرئيس ياسر عرفات و القيادة الفلسطينية بقيادة بديلة ؟؟؟؟؟؟؟؟

و لماذا الحملة الهمجية على الرئيس ياسر عرفات من كافة الجهات الاسرائيلية و الامريكية و بعض الجهات الفلسطينية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟