PDA

View Full Version : لقد صانوا السفينة قبل أن تغتصب وتخطف ( رؤية فكرية لحركة الجماعة الجهادية )


وميض
24-01-2002, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والمجاهدين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبالله نستعين .

قال تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) ) ( الأحزاب ) .

قال تعالى ( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا (71) قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا (72) قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا (73)) ( الكهف )

(قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا (78) أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا (79) ) ( الكهف ) .

إن الجهود التي قام بها الإخوة المجاهدون في الحادي عشر من سبتمبر إن كان في ظاهرها ما يسىء للإسلام في أعين معظم الناس إلا أن في باطنها وحقيقتها حماية للإسلام الذي يحاول حكام الجور ومن خلال علمائهم ومفكريهم مصادرته وخطفه من أجل توظيفه لأربابهم وعلى رأسهم أمريكا وعلى حساب المسلمين والمستضعفين والمحرومين والمساكين و الناس كافة و التي تغرق في بحور من الظلمات ، وهي حركة ثورية جريئة أحيت فكرة الإسلام في أذهان الناس من جديد ، فالإسلام هو سفينة النجاة للإنسانية كافة ومثله مثل سفينة سيدنا نوح عليه السلام فهو يسع كل نفس وروح تدب على الأرض ، فلا نجاة من الغرق في بحور الظلمات إلى بركوب سفينة الإسلام فهي سفينة النجـاة والحيـاة .

لقد ذكر بعض المفكرين والساسة المسلمين من الذين لم يستوعبوا حقيقة الإسلام ولم يصلوا لجوهر فكرته ، بأن الأصولية الإسلامية إختطفت الإسلام وهم يرددون مقولة الكفار والمشركين دون علم بحقيقة الأشياء .

ونحن نود أن نقول لهم بأن ذلك العمل الثوري الجريء الذي قام به مجموعة من المجاهدين وإن كان وفي اسوأ أحواله لا يوافق الشرع والدين وأستهدف حياة الغافلين والأبرياء المدنيين وممتلكاتهم فهو في حقيقته صرخة مدوية من صرخات ضمير الإنسانية الذي بات يئن تحت وطئة ركام الجاهلية والظلم والإستبداد الذي تمارسه دول الظم والطغيان ، وهو صدى للأراوح التي أزهقت دون وجه حق على يد من هدمت أركانه الإقتصادية والعسكرية التي كانت ولا زالت تستخدم ضد الإنسانية من أجل إنحدار وفناء الجنس البشري ، فهو ردة فعل طبيعية للأرواح وللمحركات الخفية التي تحرك كل من يعيش ألام الأمة الإسلامية وألام الإنسانية ، فإن لله جنود في الخفاء يسوقهم على كل معتد ظالم أثيم وتلك الجنود لا تتحرك دون إرادة ربانية ، ومثل ما هناك صراع ظاهر جلي فهناك صراع باطن خفي وما يعلم جنود ربك إلا هو ، فقد قدر الله وما شاء فعل وعلى الباغي تدور الدوائر .

وهو رسالة وصرخة للشعوب المدنية البدائية في الفكر والتصور لكي توقضهم من ( النوم والغفلة والسبات العميق *) لتلفت إنتباههم إلى مساوىء القيادات التي تستغفلهم بإسم الديمقراطية والعدل والحرية ، وهي تقول لهم إن ديمقراطيتكم المزعومة ما هي إلا دكتاتورية جماعية مشتركة منظمة مقننة تجعلكم تعيشون بالغفلة التامة ، وعدلكم هو العدل المحدود الإختياري الذي يتجاهل حقوق وضرورات حياة المستعضفين والمنكوبين والمحرومين ، والحرية المزعومة هي في حقيقتها حرية مشؤومة تسمح للعابثين وللمجرمين للعيش بحرية من أجل إرتكاب جرائمهم ( الفكرية والنفسية والروحية والمادية ) ضد البشرية .

وهي كذلك رسالة واضحة ورفض صريح لمن أراد إغتصاب ومصادرة سفينة الإسلام لأربابه على حساب بقية الناس الغافلة عن حقيقة حقوقها في تلك السفينة باسم التنوير والوسطية من أجل أن يجعل الناس تعيش في ظلام الجاهلية وتغرق في بحورها المظلمة ، ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) ) ( البقرة ) .

فهذا التنوير المزعوم ما هو إلا تعتيم وتنويم وتلك الوسطية الزائفة ما هي إلا جريمة بحق الإنسانية ، قال تعالى ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (183) ) ( الشعراء ) فأول حق من حقوق الإنسان هو حق معرفة حقيقة البيان .

فلا وسطية في شرح حقيقة البيان الرباني قال تعالى . ( ... خذوا ما ءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63) ) ( البقرة ) .

ولا تنوير إلا بكشف الحقائق للناس حتى يروا الحقيقة الغائبة عن الأبصار .قال تعالى ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) ) ( الصف ) .

والناس تريد التنوير الذي ينير لهم الطريق لكي تعبد ربها على بصيرة ، وتريد الوسطية دون تفريط بحقوق رب الخلق والبرية من أجل إرضاء الحكومات الكافرة الرجعية .

قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين (69) ) ( العنكبوت ) .
_______________________________________________

* النوم والغفلة والسبات العميق : قال تعالى ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا (9) ) ( الكهف ) . أي هناك ما هو أعجب ، ومن ما هو أعجب في هذا الزمن ، هناك نومة وسكرة فكرية طالت معظم الناس بسبب بنائهم ( الفكري ) الخاطىء و المزيف الخادع وبسبب فساد عقيدتهم أو سوء فهمها إذا كان ما بأيديهم نقل صحيح ، ومن طالته تلك السكرة والنومة يحسب الإنسان نفسه فيها يعيش بحالة وعي وإدراك تام وهو لا يشعر ولا يعلم بأن وعيه وإدراكه وعي وإدراك خادع . ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون (99) ) ( الأعراف ) وتلك العقوبة وتلك الحالة من مكر الله جل شأنه وهي من شدة عقوبته في الدنيا ومن سرعة حسابه وعقابه الدنيوي .

هذا وبالله التوفيق
_______________________________
ملاحظة :
على أعداء الدين والإنسانية الإستعداد للجولات القادمة فهناك جرائم أرتكبت بالجملة وأنفس وأرواح أزهقت دون وجه حق .
قال تعالى
( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا (33) ( الإسراء ) .
قال تعالى
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء ... ) ( التوبة ) .
قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ...) ( الحجرات )

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار .