mohammad
02-02-2002, 02:46 AM
مبارك جزء من الطبخة الامريكية وستنضج في غضون عشرة ايام
مصر قلقة جدا، علي شفا اليأس. في يوم الجمعة الاخير اتضح لمصر، مثلما اتضح لباقي العالم، انه لا يوجد للادارة الامريكية أي خطة سياسية وهي لا تري أي مخرج ممكن للازمة الاسرائيلية - الفلسطينية. وفي مثل هذا الوضع من المواجهة المسلحة الآخذ بالتصعيد بدون مخرج، يخشي المصريون من خطر انهيار أنظمة عربية في المنطقة وفي مقدمتها النظام المصري.
والطريق المسدود في المسار الاسرائيلي - الفلسطيني، كما يعتقد المصريون، يهدد بأن يحمل معه موجة اصولية تجتاح المنطقة كلها. هذه هي الرسالة الاساسية التي سينقلها مبارك لوزير الدفاع بنيامين بن اليعازر في لقائهما اليوم في شرم الشيخ. منذ وقت طويل والمصريون يحاولون نقل هذه الرسالة الي رئيس الحكومة ارييل شارون بدون نجاح. لذلك لم يبق للمصريين سوي رافعة اسرائيلية واحدة يتمسكون بها، ووزير الدفاع بالنسبة لهم هو رافعة ممكنة بالتأكيد. في مصر يرونه عنصرا معتدلا وهذه هي الفرصة المناسبة للتلويح بأنه لم يتملكهم اليأس بعد من معسكر السلام الاسرائيلي.
يشعر المصريون بأنهم معزولون: منذ ان غادر السفير محمد بسيوني اسرائيل، لم يعد هناك من يقدم للحكومة المصرية تحليلات عميقة حول ما يجري، لقد يئسوا من عرفات قبل اكثر من سنة، والقيادة المصرية منذ وقت لا تتحدث مع عرفات. والمستوي الاكبر الذي يستطيع عرفات التوصل اليه هو مستشار الرئيس اسامة الباز، وفي هذه المباحثات يضطر في معظم الاحوال الي استيعاب الاهانات. المصريون لا يقولون ذلك علنا، ولكن بن اليعازر سيسمع ذلك من مبارك في اللقاء الثنائي. صحيح ان المصريين يعارضون استبدال عرفات بالقوة، ولكنهم يتحدثون مع خمسة - ستة خلفاء محتملين. وفي هذا الصدد سيجد بن اليعازر ايضا قاسما مشتركا مع الرئيس المصري. وسيطلب الرئيس اليوم تفهم، وربما مساعدة، بن اليعازر في ثلاث قضايا.
الطلب الاول هو استمرار وجود السلطة الفلسطينية، بما في ذلك عدم المس بمؤسسات السلطة ونقل الاموال المستحقة اليها. والسبب هو ان المصريين مقتنعون انه مع انهيار السلطة لن يبقي هناك من يمكن الحديث معه في الجانب الفلسطيني. والطلب الثاني الذي سيطرحه الرئيس هو ان تمتنع اسرائيل عن العمليات التي تشمل السيطرة علي مناطق (أ). الامر الذي سيقود، حسب رأي المصريين، الي موجة اصولية. وفي النهاية سيطلب مبارك ان تتوقف اسرائيل عن المس بالسكان الفلسطينيين. ما هي العلاقة بين الاحتياجات الامنية لاسرائيل وبين الخنق الاقتصادي والتنكيل علي الحواجز؟ هذا ما سيسأله مبارك، وسيجد ان بن اليعازر شريكا له في موقفه.
لقد وصلت الدعوة لوزير الدفاع لزيارة مصر قبل نحو شهرين، ولكن المصريين قرروا تنفيذها الان فقط في اطار عشرة ايام الرد التي طلبها الامريكيون. خلال اسبوع ونصف يريد الامريكيون خطة لانقاذ الوضع في الشرق الاوسط من الوحل. وفي العشرة ايام القريبة سيزور الولايات المتحدة وزير الخارجية شمعون بيريس وسيطلع الامريكيين علي تقدم الخطة التي توصل اليها مع ابو العلاء. كذلك الملك الاردني، عبد الله، سيزور الولايات المتحدة ويتحدث عن خطته التي بموجبها تقدم الدول العربية المعتدلة ضمانات امنية لاسرائيل. وسيطلب من بن اليعازر، الزائر التالي، ان يعرض امام الامريكيين وجهة نظر معينة، وكذلك شارون، الذي سيصل بعده، سيطلب منه عرض خطة مفصلة وواضحة.
كل هذه اللقاءات ستخلق خطة تخترق عدم فائدة الدائرة الدامية الراهنة. واللقاء بين بن اليعازر ومبارك اليوم هو جزء من الطبخة الكبيرة في الطنجرة الامريكية، تلك الطبخة التي ستغلي في غضون عشرة ايام.
اليكس فيشمان
(يديعوت احرونوت) - 30/1/2002
مصر قلقة جدا، علي شفا اليأس. في يوم الجمعة الاخير اتضح لمصر، مثلما اتضح لباقي العالم، انه لا يوجد للادارة الامريكية أي خطة سياسية وهي لا تري أي مخرج ممكن للازمة الاسرائيلية - الفلسطينية. وفي مثل هذا الوضع من المواجهة المسلحة الآخذ بالتصعيد بدون مخرج، يخشي المصريون من خطر انهيار أنظمة عربية في المنطقة وفي مقدمتها النظام المصري.
والطريق المسدود في المسار الاسرائيلي - الفلسطيني، كما يعتقد المصريون، يهدد بأن يحمل معه موجة اصولية تجتاح المنطقة كلها. هذه هي الرسالة الاساسية التي سينقلها مبارك لوزير الدفاع بنيامين بن اليعازر في لقائهما اليوم في شرم الشيخ. منذ وقت طويل والمصريون يحاولون نقل هذه الرسالة الي رئيس الحكومة ارييل شارون بدون نجاح. لذلك لم يبق للمصريين سوي رافعة اسرائيلية واحدة يتمسكون بها، ووزير الدفاع بالنسبة لهم هو رافعة ممكنة بالتأكيد. في مصر يرونه عنصرا معتدلا وهذه هي الفرصة المناسبة للتلويح بأنه لم يتملكهم اليأس بعد من معسكر السلام الاسرائيلي.
يشعر المصريون بأنهم معزولون: منذ ان غادر السفير محمد بسيوني اسرائيل، لم يعد هناك من يقدم للحكومة المصرية تحليلات عميقة حول ما يجري، لقد يئسوا من عرفات قبل اكثر من سنة، والقيادة المصرية منذ وقت لا تتحدث مع عرفات. والمستوي الاكبر الذي يستطيع عرفات التوصل اليه هو مستشار الرئيس اسامة الباز، وفي هذه المباحثات يضطر في معظم الاحوال الي استيعاب الاهانات. المصريون لا يقولون ذلك علنا، ولكن بن اليعازر سيسمع ذلك من مبارك في اللقاء الثنائي. صحيح ان المصريين يعارضون استبدال عرفات بالقوة، ولكنهم يتحدثون مع خمسة - ستة خلفاء محتملين. وفي هذا الصدد سيجد بن اليعازر ايضا قاسما مشتركا مع الرئيس المصري. وسيطلب الرئيس اليوم تفهم، وربما مساعدة، بن اليعازر في ثلاث قضايا.
الطلب الاول هو استمرار وجود السلطة الفلسطينية، بما في ذلك عدم المس بمؤسسات السلطة ونقل الاموال المستحقة اليها. والسبب هو ان المصريين مقتنعون انه مع انهيار السلطة لن يبقي هناك من يمكن الحديث معه في الجانب الفلسطيني. والطلب الثاني الذي سيطرحه الرئيس هو ان تمتنع اسرائيل عن العمليات التي تشمل السيطرة علي مناطق (أ). الامر الذي سيقود، حسب رأي المصريين، الي موجة اصولية. وفي النهاية سيطلب مبارك ان تتوقف اسرائيل عن المس بالسكان الفلسطينيين. ما هي العلاقة بين الاحتياجات الامنية لاسرائيل وبين الخنق الاقتصادي والتنكيل علي الحواجز؟ هذا ما سيسأله مبارك، وسيجد ان بن اليعازر شريكا له في موقفه.
لقد وصلت الدعوة لوزير الدفاع لزيارة مصر قبل نحو شهرين، ولكن المصريين قرروا تنفيذها الان فقط في اطار عشرة ايام الرد التي طلبها الامريكيون. خلال اسبوع ونصف يريد الامريكيون خطة لانقاذ الوضع في الشرق الاوسط من الوحل. وفي العشرة ايام القريبة سيزور الولايات المتحدة وزير الخارجية شمعون بيريس وسيطلع الامريكيين علي تقدم الخطة التي توصل اليها مع ابو العلاء. كذلك الملك الاردني، عبد الله، سيزور الولايات المتحدة ويتحدث عن خطته التي بموجبها تقدم الدول العربية المعتدلة ضمانات امنية لاسرائيل. وسيطلب من بن اليعازر، الزائر التالي، ان يعرض امام الامريكيين وجهة نظر معينة، وكذلك شارون، الذي سيصل بعده، سيطلب منه عرض خطة مفصلة وواضحة.
كل هذه اللقاءات ستخلق خطة تخترق عدم فائدة الدائرة الدامية الراهنة. واللقاء بين بن اليعازر ومبارك اليوم هو جزء من الطبخة الكبيرة في الطنجرة الامريكية، تلك الطبخة التي ستغلي في غضون عشرة ايام.
اليكس فيشمان
(يديعوت احرونوت) - 30/1/2002