حماس
04-02-2002, 03:36 PM
فجأة، وبدون مقدمات، تسارعت حدة الاتصالات بين مسؤولين فلسطينيين وعرب مع نظرائهم في الحكومة الاسرائيلية، مما يوحي ان هناك محاولة جديدة لانهاء الانتفاضة بطريقة كارثية وبأيد عربية، واعداد البدائل الملائمة لمرحلة ما بعد ياسر عرفات.
هذه الاتصالات التي تجري تحت شعار تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وفك الحصار المفروض حاليا علي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي في الواقع محاولة لانقاذ ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي، والدولة العبرية من النتائج الكارثية لسياساته.
فبعد شهرين من حصار الرئيس الفلسطيني في مكتبه بمدينة رام الله، وامتناع جميع الزعماء العرب عن الرد علي مكالماته الهاتفية، وعودة العمليات الاستشهادية بصورة اكثر قوة وفاعلية، بدأت القاهرة تستقبل وزير الدفاع الاسرائيلي بن اليعازر، وبدأ شمعون بيريس يجري اتصالات مع احمد قريع ابو العلاء ، وشاهدنا محمود عباس يتنقل بين القاهرة وعمان.
انهم يبحثون عن مخارج لشارون من مأزقه الراهن، بعد ان استخدم كل ما في جعبته من اسلحة، ولم تعد لديه اي وسيلة اخري لتنفيذ وعوده بوقف الانتفاضة غير استخدام الاسلحة النووية او اعادة احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة،
واطلاق رصاصة الرحمة علي السلطة الفلسطينية ورئيسها، واخراج الشعب الفلسطيني من حالة الوهم الكاذب بالحكم الذاتي التي يعيشها.
الزعماء العرب نبذوا الرئيس عرفات تنفيذا لأوامر مباشرة من واشنطن، ولعقابه لانه لم يستجب لضغوطهم وينفذ المطالب الاسرائيلية بالكامل، ويعتقل نصف شعبه.
أحكموا الطوق علي الحدود، ومنعوا وصول طلقة واحدة الي رجال الانتفاضة، وعندما جاءت قصة سفينة الأسلحة اتخذوها كذريعة للوم الرجل وادانته، ولبسوا عمائم الحكمة والوعظ.
الرجل محاصر، وشعبه مجوع، وشارون يستخدم طائرات من كل الانواع والاشكال لقصف مقراته، وتدمير بناه التحتية المتآكلة، ويرسل الدبابات لحصار مكتبه، ويتصل بـ اشقائه الزعماء ولا من مجيب ثم بعد ذلك يلومه الرئيس حسني مبارك لأنه يتجاوز مصر ويسعي للحصول علي السلاح من ايران او غيرها. اي منطق هذا، واي زمن هذا الذي نعيشه؟
ہہہ
شارون يعيش مأزقا اكبر بكثير من مأزق الرئيس الفلسطيني. فقد بدأت شعبيته في الانخفاض بشكل متسارع، وبات يواجه تمردا في المؤسسة العسكرية التي هي عصب الصهيونية الحقيقي من خلال اتساع دائرة تمرد ضباط الاحتياط ورفضهم الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة.
اما المعجزة الاقتصادية الاسرائيلية التي تمثل الاغراء الحقيقي لجذب المهاجرين اليهود الجدد من مختلف اصقاع العالم، وتحافظ علي بقاء من هاجر منهم، توشك علي الانهيار بسبب السياسات الحمقاء لشارون، فالدولة العبرية خسرت في العام الماضي اربعة مليارات دولار، ونسبة نمو الناتج القومي فيها انخفضت في الفترة نفسها بمعدل النصف تقريبا. وبات المستوطن الاسرائيلي لا يغادر بيته، ولا يركب حافلة، خشية علي حياته من عملية استشهادية ينفذها واحد او واحدة من اولئك الذين يحاصرهم رئيس وزرائه، ويبعث برجال أمنه السريين لاعتقال قياداتهم او تصفيتهم جسديا.
لماذا لم يتحرك الوسطاء العرب والفلسطينيون قبل شهر او شهرين مثلا، لانقاذ الفلسطينيين ورئيسهم، ولماذا يتحركون الان، ويلتقون بالمسؤولين الاسرائيليين، ويستضيفونهم في عواصمهم، ويروجون لمبادرات جديدة عن وقف اطلاق النار؟
الاجابة بسيطة وسهلة، وتتلخص في القول بانهم اعطوا شارون المهلة الكافية لتنفيذ مخططاته، وعندما ادركوا انه فشل، وبدأ الرأي العام ينقلب ضده، وبدأت الدولة العبرية تفقد هيبتها وتخسر شيئا من ديمقراطيتها، هرعوا لالقاء عجلة الانقاذ اليه.
انهم يريدون سلطة غير وطنية وغير فلسطينية، ويبحثون عن انطوان لحد فلسطيني لكي يتربع علي عرشها، ولهذا تنشط الاتصالات، وتتكثف المساعي، وتتداول الاسماء.
اليس غريبا ان بعض المسؤولين الفلسطينيين يطوفون كل العواصم الغربية والعربية، ويلتقون زعماء عربا وامريكان مثل كولن باول، وجاك شيراك، بينما زعيمهم معتقل.
اليس غريبا ان شارون يمنع رئيسه كاتساف، ورئيس برلمانه بورغ من القاء كلمة في المجلس التشريعي الفلسطيني، بينما رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع (ابو العلاء) يلتقي يوميا ببيريس ويطبخ معه مبادرات سلمية، ويذهب محمود عباس الرجل الثاني في السلطة الي القدس المحتلة ويلتقي شارون سرا، ويستقبل الرئيس مبارك بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع الاسرائيلي في شرم الشيخ؟
الشعب الفلسطيني لم يقدم الف شهيد واكثر من ثلاثين الف جريح من اجل أن يكون ثمن رأس انتفاضته رفع الاقامة الجبرية عن الرئيس عرفات، وانقاذ شارون من أزمته، وعودة الاول (أي عرفات) الي سياسة الاعتقالات لأبناء شعبه.
الخيار الوحيد امام الرئيس الفلسطيني هو ان يعود الي شعبه، ويحصل علي بيعة واضحة منه، بتجديد الانتفاضة وحل السلطة، فان فعل، فانه يقلب الطاولة علي جميع المتآمرين ويضعهم في موقف حرج. ليته يفعل ويتوج تاريخه بوقفة تاريخية، فلم يعد امامه غير هذا الخيار المشرف، اما جميع الخيارات الاخري التي يقنعه بعض من حوله باتباعها، فهي خيارات الذل والمهانة.
هذه الاتصالات التي تجري تحت شعار تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وفك الحصار المفروض حاليا علي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي في الواقع محاولة لانقاذ ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي، والدولة العبرية من النتائج الكارثية لسياساته.
فبعد شهرين من حصار الرئيس الفلسطيني في مكتبه بمدينة رام الله، وامتناع جميع الزعماء العرب عن الرد علي مكالماته الهاتفية، وعودة العمليات الاستشهادية بصورة اكثر قوة وفاعلية، بدأت القاهرة تستقبل وزير الدفاع الاسرائيلي بن اليعازر، وبدأ شمعون بيريس يجري اتصالات مع احمد قريع ابو العلاء ، وشاهدنا محمود عباس يتنقل بين القاهرة وعمان.
انهم يبحثون عن مخارج لشارون من مأزقه الراهن، بعد ان استخدم كل ما في جعبته من اسلحة، ولم تعد لديه اي وسيلة اخري لتنفيذ وعوده بوقف الانتفاضة غير استخدام الاسلحة النووية او اعادة احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة،
واطلاق رصاصة الرحمة علي السلطة الفلسطينية ورئيسها، واخراج الشعب الفلسطيني من حالة الوهم الكاذب بالحكم الذاتي التي يعيشها.
الزعماء العرب نبذوا الرئيس عرفات تنفيذا لأوامر مباشرة من واشنطن، ولعقابه لانه لم يستجب لضغوطهم وينفذ المطالب الاسرائيلية بالكامل، ويعتقل نصف شعبه.
أحكموا الطوق علي الحدود، ومنعوا وصول طلقة واحدة الي رجال الانتفاضة، وعندما جاءت قصة سفينة الأسلحة اتخذوها كذريعة للوم الرجل وادانته، ولبسوا عمائم الحكمة والوعظ.
الرجل محاصر، وشعبه مجوع، وشارون يستخدم طائرات من كل الانواع والاشكال لقصف مقراته، وتدمير بناه التحتية المتآكلة، ويرسل الدبابات لحصار مكتبه، ويتصل بـ اشقائه الزعماء ولا من مجيب ثم بعد ذلك يلومه الرئيس حسني مبارك لأنه يتجاوز مصر ويسعي للحصول علي السلاح من ايران او غيرها. اي منطق هذا، واي زمن هذا الذي نعيشه؟
ہہہ
شارون يعيش مأزقا اكبر بكثير من مأزق الرئيس الفلسطيني. فقد بدأت شعبيته في الانخفاض بشكل متسارع، وبات يواجه تمردا في المؤسسة العسكرية التي هي عصب الصهيونية الحقيقي من خلال اتساع دائرة تمرد ضباط الاحتياط ورفضهم الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة.
اما المعجزة الاقتصادية الاسرائيلية التي تمثل الاغراء الحقيقي لجذب المهاجرين اليهود الجدد من مختلف اصقاع العالم، وتحافظ علي بقاء من هاجر منهم، توشك علي الانهيار بسبب السياسات الحمقاء لشارون، فالدولة العبرية خسرت في العام الماضي اربعة مليارات دولار، ونسبة نمو الناتج القومي فيها انخفضت في الفترة نفسها بمعدل النصف تقريبا. وبات المستوطن الاسرائيلي لا يغادر بيته، ولا يركب حافلة، خشية علي حياته من عملية استشهادية ينفذها واحد او واحدة من اولئك الذين يحاصرهم رئيس وزرائه، ويبعث برجال أمنه السريين لاعتقال قياداتهم او تصفيتهم جسديا.
لماذا لم يتحرك الوسطاء العرب والفلسطينيون قبل شهر او شهرين مثلا، لانقاذ الفلسطينيين ورئيسهم، ولماذا يتحركون الان، ويلتقون بالمسؤولين الاسرائيليين، ويستضيفونهم في عواصمهم، ويروجون لمبادرات جديدة عن وقف اطلاق النار؟
الاجابة بسيطة وسهلة، وتتلخص في القول بانهم اعطوا شارون المهلة الكافية لتنفيذ مخططاته، وعندما ادركوا انه فشل، وبدأ الرأي العام ينقلب ضده، وبدأت الدولة العبرية تفقد هيبتها وتخسر شيئا من ديمقراطيتها، هرعوا لالقاء عجلة الانقاذ اليه.
انهم يريدون سلطة غير وطنية وغير فلسطينية، ويبحثون عن انطوان لحد فلسطيني لكي يتربع علي عرشها، ولهذا تنشط الاتصالات، وتتكثف المساعي، وتتداول الاسماء.
اليس غريبا ان بعض المسؤولين الفلسطينيين يطوفون كل العواصم الغربية والعربية، ويلتقون زعماء عربا وامريكان مثل كولن باول، وجاك شيراك، بينما زعيمهم معتقل.
اليس غريبا ان شارون يمنع رئيسه كاتساف، ورئيس برلمانه بورغ من القاء كلمة في المجلس التشريعي الفلسطيني، بينما رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع (ابو العلاء) يلتقي يوميا ببيريس ويطبخ معه مبادرات سلمية، ويذهب محمود عباس الرجل الثاني في السلطة الي القدس المحتلة ويلتقي شارون سرا، ويستقبل الرئيس مبارك بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع الاسرائيلي في شرم الشيخ؟
الشعب الفلسطيني لم يقدم الف شهيد واكثر من ثلاثين الف جريح من اجل أن يكون ثمن رأس انتفاضته رفع الاقامة الجبرية عن الرئيس عرفات، وانقاذ شارون من أزمته، وعودة الاول (أي عرفات) الي سياسة الاعتقالات لأبناء شعبه.
الخيار الوحيد امام الرئيس الفلسطيني هو ان يعود الي شعبه، ويحصل علي بيعة واضحة منه، بتجديد الانتفاضة وحل السلطة، فان فعل، فانه يقلب الطاولة علي جميع المتآمرين ويضعهم في موقف حرج. ليته يفعل ويتوج تاريخه بوقفة تاريخية، فلم يعد امامه غير هذا الخيار المشرف، اما جميع الخيارات الاخري التي يقنعه بعض من حوله باتباعها، فهي خيارات الذل والمهانة.