PDA

View Full Version : عندما يصبح المسلمين في الهند شؤونا داخلية


طه66
29-03-2002, 09:00 PM
بل قل كيف يصبح المسلمون في أي بلد من بلاد الكفر، شؤون داخلية لهم؟
و كيف يصبح المدافعون عن الإسلام في "الدول الإسلامية" شؤون داخلية لا يحق لبقية المسلمين نصرتهم؟

قال لي غاضبا : أيذبح المسلمون و تحرق ديارهم في الهند، و لا يحرك أحدنا ساكنا؟
قلت : نعم، لأنها تعتبر شؤون داخلية للهند و لمواطنيها
قال : كيف تكون شؤون داخلية ؟
قلت له : هذا هي قوانين النظام العالمي الجديد، و نحن المسلمون كغيرنا وافقنا عليه و طبقناه على بعضنا البعض في أرضنا، والعالم كله يعاملنا على أساسها أيضا، و بالتالي فلا يحق لنا الإحتجاج على نتائجها.
قال لي : أي نظام هذا ، نحن لم نوافق على شيء.
قلت له : بلا، ألست تؤمن بأن أبناء اقليمك هم شعب و أنك تنتسب اليهم؟ قال : نعم.
قلت له : فالعرف اليوم يقوم على أن لكل شعب إقليمي الحق في دولة خاصة به. و حكام هذه الدولة و أفرادها، يؤمنون بأنهم مسؤولون عن حماية مواطنيهم الإقليميين فقط، و لهم الحق في حل مشاكلها الداخلية بعيدا عن تدخل الأخرين. أليس هذا ما تفعله أنت في وطنك الإقليمي تجاه المسلمين و غيرهم؟ قال : نعم
فقلت له: إذا فأنت و أنا و كل الحركات الإسلامية و كل المسلمين، و بالتالي كل حكام المسلمين، موافقون على مبادىء هذا النظام العالمي الجديد. و بالتالي إذا تعرض المسلمون في أي مكان للخطر، فمن الطبيعي أن يقول المنافقون و العلمانيون و دول الكفر أن تلك شؤون داخلية لا يحق لنا التدخل فيها. و من الطبيعي أن تجد تلك المجادلة آذان صاغية لدى حكامنا و عوامنا، وخاصة عندما يترتب عليها أضرار مباشرة. و إذا جاء عدو خارجي ليبيدك أنت و شعبك الإقليمي، فلا تستغرب أيضا أن ترى المسلمين يقفون ليتفرجوا عليك لأن الأمر لا يعنيهم.

فقال لي : و لكن في دولة الخلافة كنا نتدخل، و لم نقل أبدأ أن هذه شؤون داخلية للغير، حتى دول الكفر لم تكن تقل لنا ذلك؟
فقلت له : نعم، لأن دولة الخلافة هي إمتداد للعرف العالمي القديم الذي كان يقوم على أساس أن لكل شعب ديني الحق في إقامة دولة. و حكام تلك الدولة الدينية و أفرادها يؤمنون بأنهم مسؤولون عن كل أبناء طائفتهم فقط، أينما وجدوا. فدولة الخلافة مثلا كانت تمثل لحكامها و مواطنيها و للعالم أجمع أنها "دولة المسلمين" (هذا هو الإسم السياسي الصحيح لدولة الخلافة). فدولة الخلافة -دولة المسلمين- كانت تعتبر كل المسلمين في العالم المواطنين الحقيقيين لها. من أجل ذلك كان حكام المسلمين و المسلمين يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن كل شيء يحدث لمسلم، و ما كان أحد ليجرأ على المساس بمسلم من غير توقع ردة فعل طبيعية من كل المسلمين و من حكام دولة الخلافة –دولة المسلمين-.

فقال لي : لماذا لا نثور على مفاهيم النظام الجديد و نعيد النظام القديم اذا
قلت له : لأن النظام الجديد قد أصبح عرفا لا يمكن تجاوزه، و التاريخ لا يعود إلى الوراء. و لكنك تستطيع أن تحقق دولة المسلمين من خلال هذا النظام إذا عرفت كيف تسخرها بطريقة صحيحة، كما فعل كثير غيرنا.
فقال : و كيف ذلك؟
فقلت له : إن الدولة الوحيدة التي من حقها التدخل، هي دولة تعـترف بمسلمي الهند و غيرهم من المسلمين كمواطنين عندها أيضا. و إن الأفراد الذين يحق لهم التدخل هم الذين يعـتبرون و عن قناعة أن مسلمي الهند و غيرهم هم مواطنون معهم في قطرهم (دولتهم الإقليمية) و يشاطرونهم كل الحقوق و الواجبات. و بالتالي فحسب العرف العالمي يصبح من حق هذه الدولة فقط التدخل في شؤون المسلمين في كل الأوقات و كل الظروف.
و قلت له مستطردا : أتدري ما معنى أن يكون من حق دولة أو شعب التدخل ، معناه الاعتقاد الجازم لحكام البلاد و أفرادها بأنهم مجبرين و مطالبين بالتدخل المباشر و الفوري للدفاع عن مواطنيهم أينما وجدوا. و هذا الحق معناه أيضا أن كل العالم يعتبر هذا التدخل أمرا طبيعيا بل وواجبا، و عدم فعله يمثل اهانة مباشرة للدولة.
قال لي : هذا كلام غير واقعي و غير عملي..
قلت له : إذا فتحقيق ما تربو إليه هو أيضا أمر غير واقعي و غير عملي، فأنت اذا تقر بأن كلام العلمانين و الإقليميين صحيح. العالم اليوم يا أخي لم يعد يتقبل فكرة الإزدواجية، فأنت اما مسلم في كل الأوقات و اما اقليمي في كل الأوقات.

قال لي : و كيف ستنشأ دولة واحدة للمسلمين، و أنت تقول أن العرف اليوم أن لكل شعب اقليمي دولة، و نحن أمةمن عدة شعوب اقليمية؟
قلت له : إن ملاحظتك صحيحة، من أجل ذلك لابد من حرمان أي فئة من المسلمين من "حق الدولة" الخاصة بهم فقط، من خلال حرمانها من "حق أن يكونوا شعب". و هذا الأخير معناه أن عليك أن تتنازل عن فكرة أن أبناء اقليمك هم شعب، و تؤمن بأن المسلمين جميعا هم شعبك الإقليمي الوحيد و الحقيقي. فالمسلمون في مصر مثلا هم "مسلمون يسكنون مصر" و ليسوا "مصريين" أو أفراد في "الشعب المصري". و ان أي تمييع لهذا الهدف معناه فشل مشروع –دولة المسلمين- من البداية.
قال لي : أتريدنا أن ننتظر الى حين ايجاد هذه الدولة، بينما المسلمون يذبحون في كل مكان؟
قلت له : طبعا، لا. أولا –دولة المسلمين- تتكون بتغيير كل دولة من دولنا الإقليمية إلى "دولة للمسلمين" واحدة تلو الأخرى. ثانيا أن تغيير أي دولة يتم بعد اقناع أفراد تلك الدولة أنهم "مسلمون" فقط و أن أرضهم ملك لكل المسلمين حقيقتا و ليس مجرد شعارات. و ثالثا و هو الأهم، أن أي مسلم يقبل بهذا التغيير على نفسه، يصبح بحكم العرف العالمي له الحق الكامل في التدخل المباشر في أي شيء يخص المسلمين. فماذا قلت؟ هل أنت مستعد لهذا التغيير؟
فلم يجب ......

و هذا السؤال أطرحه عليكم جميعا : هل أنتم مستعدون لهذا التغيير أم لا