تسجيل الدخول

View Full Version : نماذج من المناهج بعد التغير..


مسك
30-03-2002, 04:20 AM
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على معلم البشرية ، البشير النذير والسراج المنير 0 أما بعد :

مع أن قضية تغيير المناهج التعليمية في المنطقة الإسلامية لم تفتر منذ معاهدة كامب ديفيد، مرورا باتفاقيات مدريد وما تلاها ، إلا أنها طفت على السطح وازدادت زخما في ظل أحداث سبتمبر الشهيرة ، وذلك من خلال الربط الأمريكي بين المناهج التعليمية المقررة في عدد من الدول من بينها مصر والسعودية وباكستان ، وبين ما تسميه الولايات المتحدة إرهابا ، وزاد حجم التركيز خاصة على التعليم الديني ، ورأت الدول الغربية الفرصة مناسبة من اجل إجراء عمليات تغيير واسعة في المناهج وفقا لما كانت تطالب به تلك الدول سرا من قبل 0 وقد رأينا بعض الأقلام التي تتكلم بكلامنا كيف قلبت الأمور في الوقت الذي انكشف المستور ، وبان وجه العداء وهدفه 0
وازدادت مطالب الدول الغربية حدة وصراحة بتغيير المناهج، والتلويح بالاتهام بالمروق في وجه الدول التي تأبى التغيير 0
لقد اصبح جليا أن قضية المناهج التعليمية لم تعد شئنا داخليا ترتبه الحكومة متى وكيف شاءت ، وتهمله أو تؤجله متى فترت ، وانما أصبحت شأنا عاليا في ظل ثقافة العولمة وبفعل أدواتها أصبحت في منطقتنا العربية والإسلامية قضية ذات أبعاد ثقافية واقتصادية وسياسية بل وربما عسكرية اذا لزم الأمر 0
صحيح أنها لم تكن المرة الأولى التي حشدت كل الأبعاد فيها دفعة واحدة ، بحيث لم تعد مسألة تغيير المناهج التعليمية وفق الجداول المطلوبة شأنا داخليا بل اصبح إدارة عالية وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط 0
والأبعاد المختلفة : سياسية يطرحها مندوبو الدول على طاولة المفاوضات 0
واقتصادية تشترطها الجهات المانحة على تعدد انتماءاتها من اجل منح قروض ومعونات أو إسقاط بعض الديون (1) 0
ودينية تطرح ضمن أوراق حوار الأديان ، بل تعدى الأمر ذلك إلى تلويح بالقوة لاجل تغيير المناهج وفقا للهوى الأمريكي ، الخطير في الامر إن المطالب الغربية الأخيرة صادفت قلبا عربيا خاليا بل مخلى لهذا الغرض وقرارا مسكونا بحلم التغيير ، فسهل لهم ما أرادوا وبصورة فجه في عدد من التجارب كما حدث في باكستان واليمن والأردن مؤخرا ، وقد اعترف سياسيون في الأردن واليمن أن عملية التبديل المناهج تخضع للأشراف البنك الدولي 0
لقد جاء صوت التغيير هذه هي المرة أكثر وضوحاً وأعلى صوتاً فأكثر جرأة ، وطاول مرتقى صعباً من مكنون بيضة التعليم الإسلامي ، إذ فتح باب التغيير على مصراعيه ، وشمل مجاله زوايا كانت بادي الرأي في مأمن من أن يتطرق لها الحديث ، وكانت الطامة في بوادر الإستجابة التي ابداها البعض هنا أو هناك ، على طريقة و (( بيدي لا بيد عمرو ،، عض قلبي ولا تعض رغيفي )) والرغيف في التعبير هنا حمال أوجه لما يكون من نصيب أو عرض زائل من متاع الدنيا 0

مسك
30-03-2002, 04:23 AM
- تبديل المناهج 0
تتم عملية التغيير تحت مسميات برقة يجعل منها صنم عجوة يقدس حيناً وتنزع القداسة عن سواه ، ثم لا يلبث أن يؤكل أمام جوعة من الجوعات ليصنع صنماً جديداً مثل الفاظ التطوير والتنمية والثورة العلمية ، فالعملية لا بد أن تتم بأسماء براقة 0 والحقيقة أن التطوير لم يكن تطويراً بشهادة الواقع ، واعترافات المسؤولين ، وتقويمات المتخصصين من أهل الشأن ، والتغيير هنا يتخطى حقيقة مادة المقرر التعليمي إلى خلفيات العقدية والتربوية 0
ولنضرب بعض الأمثلة من النموذج المصري بما يمثله من تجربة لها ريادتها وخبرتها في هذا المجال ان يطلع القاريء الكريم على قدر العناية التي كانت تصفى بها مادة الإسلام من مقررات التعليم ، وربما للأمور التي ذكرناها لمآرب أخرى 0

* تجربة التغيير في مصر :
بين عام 1979 إلى 1981 تغيرت مناهج التربية في مصر ، مواد التاريخ والقراءة ، وحذفت كل النصوص التي تتعلق بالحروب بيننا وبين إسرائيل (2) 0
ففي مقررات الثانوية العامة قررت هذه العبارة حول ردود الأفعال على معاهدت السلام المصرية مع اليهود :
(( رحبت جميع دول العالم المتحضرة بإتفاقية السلام في هذه المنطقة الهامة بالنسبة لدول العالم ، أم الدول العربية التي عجزت عن فهم المتغيرات الدولية واختلال ميزان القوى في العالم ، فإنها لم ترحب بالاتفاقية (( يعني سبب إحجام العرب هو تخلفهم وضيق أفقهم فلم يقبلوا بهذا السلام ، في حين أن الدول المتحضرة هي التي استوعبت التطور الجديد )) !
ثم بدأت مرحلة جديدة في أواخر الثمانينيات بتولي الدكتور أحمد فتحي سرور – وهو قانوني تعلم في فرنسا 0 حقيبة التعليم في مصر ، فقام بقفزة واسعة في تصفية المناهج وفقاً للمطالب الصهيونية ، وكانت المرة الأولى منذ تمصير التعليم التي يشرف على تغيير المناهج لجان أجنبية ضمن مراكز التطوير ، ويشارك في وضعها أسماء أجنبية ثم تسلم الحقيبة بعده د / حسين كامل بهاء الدين – طبيب أطفال معروف بعلمانيته الشديدة ، فأكمل ما بدأه الدكتور سرور وكان من أعماله :
- تصفية مادة الدين تماماً من معاني العبودية وإبقاءه في ثوب التعاليم الأخلاقية والارشادات التي تسير على الطريقة الفلسفية في الاخلاق ، كما هو الحال تماماً في الخطاب النصراني 0
- زيادة جرعة الإفساد في مناهج اللغات ، من خلال تضمين الكتب عبارات ما جنة ، وإشاعة حياة الرقص والإختلاط والموسيقى الغناء ، وقد احتوت المناهج الحديثة على عدد من المغنين والشعراء والقصاصين الذين البسوا ثوب العالمية ، وقدموا لطلبة نماذح تحتذى للنجاح في الحياة العملية 0
- تم تقرير مادة الثقافة الجنسية على طلبة وطالبات السنة الاولى والثانية من المرحلة الثانوية أي في سن المراهقة ، وكان له أثر كبير في إنتشار الفاحشة 0
- تقرير اللغة الإنجليزية من السنة الأولى الابتدائية ، أي أن الطالب سيتعلم اللغتين معاً ، كما أن هناك توجهاً لتغيير سياسة المدارس التجريبية ( اللغات التابعة للوزارة ) في تدريس شطر المواد أو غالبها باللغة الإنجليزية 0
- السعي إلى إلغاء مادة الدين ( التربية الإسلامية للمسلمين ، والتربية المسيحية للنصارى ) وتقرير مادة الأخلاق والتي تختلط فيها نصوص الكتاب والسنة ، بعبارات التوراة والانجيل ، وأقوال الفلاسفة ، وربما حوى نصوصاً من التعاليم البوذية ، ليصبح التعليم في مصر كما قال سعد زغلول عن الجامعة : (( لا دين لها إلا العلم )) ليضع الرئيس الرتوش الأخيرة في شكل الدولة العلمانية 0
- وتشهد هذه الأيام مرحلة جديدة من التغيير وتصفية المناهج ، بل من المتوقع في هذه المرحلة أن تتضمن الكتب ثقافة العولمة ومفاهيمها صراحة 0
التغيير القادم المناهج الذي بدأ الحديث عنه الشهر الماضي قبيل مؤتمر الدول المانحة مباشرة من المتوقع أن يوظف كلية لصالح الرؤى الصهيونية ، وقد سالت الهيرالد تريبيون مستشاري التعليم المصريين عن شكل التغيير القادم في المناهج ، فقالوا : سنغير مناهج التربية والتعليم بما يعكس عملية السلام ، وبما يزيل الكثير من أسباب العداوة في الشرق الأوسط 0
وإننا نتساءل : اتحت شعار (( التربية من أجل السلام )) ، وهو الشعار الذي تسرب إلى مؤسساتنا التعليمية في ضوء التطبيع مع اليهود ، أم هو سلام أخر أبعد مدى ؟!

مسك
30-03-2002, 04:30 AM
0

* نماذج من السياسات التعليمية المتخبطة :
وحتى يطهر قدر التخبط نعرض فقط لنموذحين مما يتم باسم التطوير الذي يعاني منه الطلبة وأولياؤهم أشد معاناة ، وتعاني من ورائه الأمة كلها :

- الأول خاص بالشهادة الابتدائية :
فمنذ أكثر من عقد الغي الصف السادس من المرحلة الابتدائية ، وحمل عقل الطالب فاتورة هذا التقليص الذي تم باسم تخفيف الاعباء عن ميزانية التعليم وتتبع خطى الدول المتقدمة ! وإذا بنا نفاجا بعد أربع سنوات فقط بإعلان يقول : إن التجربة قد أخفقت ، لأنها أرهقت ذهن الطالب دون أن تؤدي الى تقوية مستواه 0
وعاد الحديث عن مزايا السنوات الست من جديد وشق طريقه للتطبيق بعد ذلك بسنوات أربع أخرى 0

- والثاني خاص بالشهادة الثانوية :
ما زال نظام الثانوية يشهد تجريباً في شكل الشهادة وطريقة الإمتحانات منذ حوالي ثماني سنين ، وفي كل عام تتراجع الوزارة عن بعض قراراتها السابقة ، مما يصيب أولياء الأمور بحالة من الدهشة حين يتحول مستقبل أبنائهم إلى حقل تجارب لقرارات لم تأخذ حقها من التفكير والدراسة الآثار المستقبلية قبل اعتمادها 0

* وقفات مع التطوير :
ولنؤكد أن هذين النموذجين يعبران تعبيراً صحيحاً عن مزاجية التطوير في مجال التعليم نعرض لأهم خصائص هذا التطوير في عدة نقاط :
1 – كون التطوير جاء لتحقيق رغبات خارجية ، من أجل تخدير الشعوب الإسلامية وشغلها عن واقعها بالتفاهات ، جعله لم يسر في الإتجاه الذي يكمح اليه المجتمع ، فعملية التطوير لم تنبع من اختيار المتخصصين نلا وفق إرادة شعبية ، فضلاً عن تعبيرها عن إرادة الأمة ومصالحها حتى يمكن القول بأن التطوير قد أنبثق ولو جزئياً من أرضية المجتمع ، وإنما هو أمر عهد به غير متخصص إلى غير مختص 0
2 – إن تضخيم الجانب النظري في المواد الدراسية على حساب الجانب التطبيقي العملي ، فضلاً عن الجانب السلوكي العقدي ، لا يخدم إلا مخططات اليهود وغيرهم من أعداء الأمة الذين يرمون إلى جعل التعليم في بلادنا تعليماً نظرياً وليس تعليماً تطبيقياً ، وقد حذفت كثير من التجارب والتطبيقات العملية من كتب الفيزياء والكيمياء التي تنمي في الطالب روح البحث والتطوير ، وحب الإبتكار والإبداع ، أو تلفت نظره إلى الإستفادة من ظواهر الكون المحيطة به ، وتسخير قوانينها لخدمة الإسلام 0
3 – زيادة الحشو في الكتب نظراً لأن التطوير كان يعني من قبل زيادة المادة التعليمية فق سعى إلى مضاعفة المقرارات الدراسية في التعليم العام والأزهري ، وبعد مضي عشر سنين نظراً لتبني التطوير لؤية المناهج المخفضة فسوف تخضع المناهج للإختزال والحذف ، والخطير أن المعيار في الحالين لم يراع حقيقة النهضة العلمية وسبلها فالآن تجري مناقشة تخفيض المواد من الحشو بنسبة الثلث ، فهل سيكون هذا الحشو هو ما زيد في التطوير السابق ، أم سيحذف ما تبقى من أبواب وعبارات تشير ولو من بعيد إلى الإسلام والعروبة ؟
4 – تفريغ المقررات من الموضوعات التي تغزز الروح الإسلامية ، أما ما يوجد فهو ما يعبر عن القيم الفردية التي لا تتعارض مع أهداف العلمنة ، مع حشو المناهج بمفاهيم الفكر الغربي ، وما يتغلق به من مفاسد وسلبيات ، وإشاعة للتفسخ والإنحلال 0
5 – تعبئة المؤلفات بالقيم المادية التي تربط بين حركة الإنسان وزيادة الأفكار التي تدعو إلى الخرافة ، كالتعامل مع العرافين الكهنة ، ومعرفة الأبراج ، والحظ
6 – إشاعة روح التفسخ والإنحلال بين الأجيال ، وقد ليم أحد وزراء التعليم في ذلك ، فقال : سأجعلكم لا تفرقون بين البنت والولد 0
7 – إذابة مفاهيم الولاء وتشتيت نطاق الهوية ، فنجد أن المقررات قلقة لا ترسخ معنى معيناً للهوية ولا لوناً واحداً من ألوانها ، وإنما نجد الهوية داخل المقررات تتنوع وتتوزع توزعاً عجيباً جداً بين هويت فرعونية في المقام الأول ، عربية في المقام الثاني ، إنسانية عالمية في المقام الثالث ، إسلامية في المقام الرابع ، ثم تأتي الإنتماءات الأخرى … ( ضمن شعار التربية من أجل السلام ) 0
8 – أشار بعض الباحثين في مسألة التطوير إلى أن التطوير نتيجة لتبيته بليل بعيداً عن مشورة المتخصصين ورأيهم ، وبعيداً عن قياسات الرآي العام – أن هذا التطوير وقع في أخطاء فادحة ، يمكن أن تصدر عن جهات متخصصة قد أخذت فرصتها من الوقت والتفكير لإقرار التغييرات 0
9 – تركيز المقررات على الترويج لثقافة السلام وإقحام مفرداتها بأسلوب فج ، ومثال ذلك ما جاء في مقرر الفصل الدراسي الثاني من مادة القراءة الصف الثاني الإبتدائي – أي بعد أن يتعلم الطفل القراءة مباشرة – ضمن موضوع ( قرية السلام ) وهو موضوع يكاد يحتل نصف المقرر ويدور حول قصة ثلاثة جيران هم : حمدان صاحب الأرض ، وسمعان صاحب الساقية ، وعواد صاحب البقرة ، وتحدثت عن الشيخ الذي يبدو أقرب إلى هيئة راهب نصراني جاء ليعظ سكان القرية بأهمية السلام ، وبعد أن ذهب إلى ثلاثتهم ووعظهم أكتشف الثلاثة أن الموانع من التعاون هي عداوات تاريخية موروثة لا يعرفون عنها شيئاً ، ولم يشارك في صنعها أحد منهم ، ومن ثم فالمصلحة تقتضي أن يتناسى الثلاثة العداوات التاريخية ، ويبدؤوا صفحة جديدة ليعمل الجميع في القرية (( قرية السلام )) كما سمعاها المؤلفون ، ويتقاسمون ثلاثتهم أرض حمدان العربي بالطبع ، لأنهم تعاونوا جميعاً على زراعته ! حمدان (( العربي )) .. وسمعان (( المسيحي )) صاحب الساقية .. وعواد صاحب البقرة الذي يوحي اسمه بفكرة العودة المقدسة لدى اليهود أصحاب البقرة ، ولتكبر ثقافة القرية مع الطفل ليتعامل من خلال رؤاها في القرية الأكبر الشرق الأوسط 0
وقد وضعت هذه المادة في مؤخرة الفصل الدراسي الثاني لتظل راسخة في ذهن الطفل ، فمعلوم تربوياً أن معلومات هذه الفترة الدراسية من كل عام هي من أكثر المعلومات رسوخاً في الذاكرة 0

* نماذج أخرى مما فعله التطوير :
نقدم نماذج تعبر عن حجم المصيبة التي رزئت بها الأمة في تربية أجيالها :
1 – حذف حديث : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) من كتاب القراءة للصف الأول الإبتدائي 0
2 – موضوع ( أهلاً وسهلاً ) حذف عبارة السلام عليكم بعدما كانت العبارة : (( إذا مررت بجماعة أقول لهم السلام عليكم )) ، حل محلها : (( إذا مررت بجماعة القي عليهم التحية )) 0
3 – موضوع : ( الاصدقاء السعداء ) الصف الثاني الابتدائي جاء فيه عبارة (( الخصام لا يحبه الله ولا يحبه رسول الله )) ، تم حذف جملة ، (( ولا يرضاه رسول الله ))
4 – في الصف الثالث في موضوع : ( النظافة من الإيمان ) حذف منه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( تسوكوا في السواك مطهرة للفم مرضاة للرب )) ، وحديث (( بركة الطعام الوضوء قبله وبعده )) 0
5 – موضوع ( الشمس ) حذف عبارة : (( التي تذكر بأوقات الصلاة )) 0
6 - حذف عدة أناشيد إسلامية من الصف الثالث ، مثل :
بني توضا وقم للصلاة *** وصل لربك تكسب رضاه 0
ونشيد : رباه أنت خلتني *** ومنحتني سر الحياة

* ومن الموضوعات الإسلامية التربوية التي حذفت بكاملها :
1 - موضوع ( البطل الصغير ) وهو موضوع يحث على الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الإسلام ومن عباراته قول قائد الجيش : إن جيشاً فيه مثل هذا الغلام لا يمكن أن يهزم ، لا بد أن ينتصر بإذن الله )) 0
2 – قصة الولد الشجاع : وهي تحكي القصة الشهيرة بين عبد الله بن الزبير مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما 0 كما حذفت قصته أيضاً التي بعنوان (( ذكاء وحسن تصرف )) من الصف الثالث 0

أما بالنسبة للتاريخ فإنا نجد أن الطالب أصبح لا يدرس من تاريخ أمته إلا قشوراً شوهاء :
فتلميذ المرحلة الإبتدائية لا يدرس من تاريخه الإسلامي إلا بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم نشر الإسلام ، ويتوقف الأمر على ذلك دون ذكر الغزوات التي حدثت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، الهم إلا ذكراً عابراً في قصة عبد الرحمن بن عوف 0
ويستمر خلال المرحلة الإعدادية ، فلا يأخذ من التاريخ الإسلامي إلا نشأة الدول مثل نشأة الدولة الإخشيدية ، ثم الأيوبية ، ثم المملوكية ، ولا يعرف بعد ذلك عن هذه الدول أي شي 0
ثم لا يدرس الطالب الملتحق بالقسم العلمي من التاريخ الإسلامي إلا ما سبق ذكره في الصف الثاني الإعدادي فقط : إذ يتم التركيز على التاريخ الفرعوني والبطلمي والروماني ، خلال مراحل التعليم إلى الأول الثانوي ) 0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) 0 قديماً كان السائد مبدأ الرق مقابل الدين أي من لم يستطع سداد دينه جعل عبداً للدائن إذا حل الأجل ، واليوم عاد الرق بثوب جديد الدين في مقابل البيئة ، والدين في مقابل المناهج ، والدين في مقابل الثقافة ، وهكذا تستعبد الشعوب من حيث يصور لها التحرر ! 0
( 2 ) 0 في 25/8/1981 م زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بيجن القاهرة ، وكان من بين ما تباحث فيه مع السادات صدق الرغبة المصرية في التطبيع ، وقد طمأنه السادات بتأكيد الرغبة في ذلك ، وانتهزها بيجن فقال للسادات : كيف تريد أن أصدق أن هناك نية عندك للتطبيع وطلاب مصر ما زالوا يقرؤون الأية التي تقول { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان دوود وعيسى إبن مريم } المائدة 78 0 وفي نفس اللحظة استدعى السادات وزير التعليم المصري وأمره أن يحذفها من المناهج المصرية مع كل الآيات التي تتحدث عن عداوة بني إسرائيل للإسلام ) 0

* المصدر : مجلة البيان العدد ( 173 ) 0