ابو الامير
02-08-2002, 10:02 AM
لم يكن باختيارهم أبداً، هم حاولوا فقط كما فعلوا سابقاً وأخفقوا حينها، غير أن الله أذن هذه المرة بذلك، فالحور العين انتظرن طويلاً من قبل، ومنذ أن بدأ شهر رمضان وهن بكامل زينتهن يدعون الله أن يكون لهن من عباده الصالحين نصيباً في هذا الشهر الكريم، كن يترقبن أن يقدم عليهن أجمل عرسان فلسطين.. ذلك الذي لطالما تهيأن لاستقباله مرات عديدة، ولكنه كان في كل مرة يخلف ظنهن ويبقى متشبثاً بالبقاء في ساحة النزال التي أحبها وأحبته، واستعذب فيها مقارعة أعداء الله من أحفاد القردة والخنازير، والبطش والتنكيل بأكابر مجرميهم ممن يتسمون بالوحدات الخاصة.. وإذلالهم وبث الرعب والوهن في صفوفهم.
إنه ذلك الشهيد الذي تراءى لـه الشهداء الذين سبقوه وهم عند ربهم، ووجد أن أكثر ما يسألوه ويلحوا عليه الطلب أن يعيدهم ربهم إلى الحياة الدنيا من جديد ليقتلوا في سبيله مرات ومرات.. فما كان منه إلا أن سأل الله أن يستبقيه مراراً قبل أن يلحق بهم، ويصبح مثلهم يتمنى العودة إلى ما هو عليه الآن. فاستجاب الله له ذلك، وأبقاه وادخره لساحة الجهاد زمناً طويلاً دون أن يحرمه من تذوق طعم الشهادة لمرات عديدة حتى علا ذكره وارتفع شأنه في العالمين..
ذاق الشهادة في يوم 12/4/1988م عندما تقدم صفوف المنتفضين الغاضبين من أبناء بلدته "عصيرة الشمالية" لمواجهة جيش الاحتلال الصهيوني الذي أراد اقتحام البلدة، فقام برشقهم بحجارة أرضه المباركة، فردوا عليه بطلقات نارية غادرة أسقطته على الأرض مضرجاً بدمائه، ولأن الإصابة خطيرة فقد تناقل الناس خبر استشهاده!! إلا أن الجندي الذي أوقف سيارة الإسعاف التي كانت تقله ورأى أن نزيف الدماء المتدفق منه لم يقض عليه جعله يدوس بغضب على عنقه ويقول له :"ستموت هنا يا أبوهنود".. فيرد عليه المؤمن الواثق بربه :"إذا مت فشهيداً إلى الجنة أما أنتم فإلى النار وبئس القرار".. ورغم مفاجأة الأطباء بمدى التمزق الحاصل في كبده إلا أنهم قاموا يائسين بمحاولة إنقاذه بترقيع كبده وخياطة جسده ب27 غرزة طبية، فكتب الله له عمراً جديداً ليواصل مشوار البطولة والجهاد على أرض فلسطين.
ذاق الشهادة مرة أخرى عندما حاصره المئات من قوات الدوفدوفان الخاصة في بلدته عصيرة الشمالية في أغسطس 1999م وخاض وحده معركة ضد المئات من أفراد تلك القوات المدججين بأحدث أنواع الأسلحة والمدربين تدريباً خاصاً، والمعززين بالطائرات والآليات وأوقع في صفوفهم ثلاثة قتلى وتسعة جرحى قبل أن يتمكن من الإفلات بجروح طفيفة فقط!!
ذاق الشهادة عندما قامت في أغسطس 2000م طائرة صهيونية من طراز إف 16 بقصف السجن الذي كانت السلطة تعتقله فيه وألقت بقنابل تزن أكثر من طن عليه فنجا هو بأعجوبة فيما استشهد 11 آخرين كانوا في نفس المبنى!!
إنه البطل القسامي قاهر اليهود.. محمود أبو هنود..
اسم جميل كصاحبه، لم أتكلف سجعه فقد لازمه منذ نعومة أظفاره عندما دعا لـه جده يوم ولادته وذلك في 1/7/1967م (بعد أيام من سقوط كامل فلسطين بأيدي العصابات اليهودية الخبيثة) مهنئاً مباركاً لوالده بالقول :"مبروك.. والله يعينه على مقارعة اليهود المحتلين".
اسم جميل.. رسخه دعاء أمه له عندما كانت تردد على مسامع الجميع :"إن شاء الله محمود قاهرهم، وسيبقى شوكة في حلوقهم"..
اسم جميل تردد عالياً في جنبات فلسطين بكل فخر واعتزاز، لكنه ازداد ألقاً وبهاءً وجمالاً عندما أضاف إليه بدمائه الزكية وأشلائه الطاهرة عبارة "الشهيد" لتحل محل كلمات كثيرة رافقت اسمه على مدى 35 عاماً هي سني عمره المبارك كان منها : الشيخ والمجاهد والمطارد والمبعد والحماسي والقسامي والاستشهادي والمعتقل والأسير والمحكوم (لدى العدو ولدى السلطة!!) و..و.. فضلاً عن عشرات الأوصاف التي حملت معاني الجرأة والشجاعة والتضحية والبذل والفداء وغيرها مما لا تحويه سوى مجلدات البطولة والرجولة.
إن أناساً كثيرين يقضون أعمارهم كلها للحصول على ألقاب دنيوية هزيلة ليزينوا أسماءهم ويرفعوا هاماتهم منتفخين على عباد الله بها.. ثم لايلبثوا أن يتركوها وتتركهم بمجرد زيارة ملك الموت لهم.. أما أولئك الذين يحظون بمرتبة "شهيد" فلا شك بأنهم يحظون بالوسام الأعز والأغلى والأندر..والأبقى!!
لم تكن شهادته عادية فقد شاء الله أن يؤخرها حتى يكون لـه نصيب في انتفاضة الأقصى ليجمع بذلك بين الحسنيين (الانتفاضتين) كيف لا وهو من القلائل الذين أبقوا جذوة الجهاد متقدة في الفترة الواقعة بينهما، بل إنه كان بعمليته البطولية التي سبقت انتفاضة الأقصى بشهر قد مهد الطريق بتحريك المشاعر في مواجهة المحتلين وتعزيز الآمال لفرض واقع جديد ارتفعت فيه أسهم المقاومة في الشارع الفلسطيني والعربي عالياً.
لقد تأخر محمود عن اللحاق بركب الشهداء ليحظى بالشهادة في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الأعمال أضعافاً مضاعفة لتكون شهادة مضاعفة!! وتصعد روحه الطاهرة مع الملائكة الذين تكتظ بهم ليالي رمضان المباركة. صعد ضمن كوكبة من الشهداء نالوا الشهادة في اليوم ذاته وفي شتى أنحاء فلسطين ليكون عرساً استشهادياً ضخماً تهتز له جنبات الوطن وتسقط باهتزازاته كل المحاولات الخبيثة لإعادة شعبنا إلى أوهام التفاوض مع القتلة والإرهابيين الذين يتزعمهم رأس الكفر والإرهاب شارون.
ما أعظمها من شهادة حاز عليها في يوم الجمعة المبارك سيد الأيام وأعظمها عند الله وخير يوم طلعت عليه الشمس كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم.. ذلك اليوم الذي ارتقى فيه الشهداء عبد الله عزام ويحيى عياش فيه، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :"من مات يوم الجمعة كتب الله له أجر شهيد ووقي فتنة القبر" وفي رواية :"وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله لا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع". هذا لمن مات موتة عادية، فكيف بمن تمزق فيه جسده شهيداً في سبيل الله ؟
ما أعظمها من شهادة سجلت في منتصف أسبوع الشهداء الذي يضم ثلة من أعز أبناء الوطن بدءاً بالشيخ الشهيد عز الدين القسّام (20/11/35) ومروراً بالشهيد عبد الله عزام (24/11/89) والشهيد عماد عقل (24/11/93) والشهيد خالد الزير (26/11/93) والشيخ الشهيد فرحان السعدي (27/11/37)، ليكتب التاريخ أننا بحق أمة جهاد واستشهاد وأن شهداءنا سيخطون بدمائهم الزكية التقويم الفلسطيني حتى يأذن الله بنصره المحتوم.
وفي غمرة ما حدث فلن ننسى أو نتناسى أن الطائرات التي نفذت الجريمة كانت أمريكية والصواريخ التي مزقت أجساد الشهداء كانت أمريكية، وأن ذلك حدث عقب توجيهات أمريكية ببذل مائة بالمائة من الجهد لوقف الانتفاضة، من أجل تمرير مشاريعها ومقترحاتها المذلة، وهو ما يحتم على شعبنا الانحياز التام إلى جانب خط الجهاد والمقاومة في مواجهة المؤامرات والغطرسة الصهيوأمريكية.
في غمرة ما حدث فلا مجال أبداً للتهاون مع حقيقة أن تمكن العملاء وازدياد نفوذهم يتزامن مع تزايد التنسيق الأمني المحرم بين السلطة والعدو، وهو ما يستوجب القيام بتطهير الصفوف من جميع العملاء والمندسين على كافة المستويات وإبادتهم والتشريد بمن خلفهم حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر.
هنيئاً لك يا محمود الشهادة، هنيئاً لعصيرة الشمالية التي أنجبتك، هنيئاً لفلسطين التي احتضنتك، وهنيئاً لكتائب القسام وحركة حماس التي ربتك وخرجتك من مدرستها الجهادية العظيمة، وهنيئاً للأمة الإسلامية جمعاء بهذا العرس الاستشهادي.
أما أجهزة السلطة الأمنية، فماذا عسانا نقول لها؟ أنعزيها في عدم إكمال الشهيد أبوهنود محكوميته في سجونها؟ أم نعزيها في استشهاد زميله أيمن حشايكة معه قبل أن يتمكنوا من نزع أي اعتراف منه أو معلومات تدل على رفيق دربه عندما قاموا باعتقاله وتعذيبه تعذيباً شديداً شارف فيه على الموت ؟ وهل ستمنعهم تصريحاتهم المنددة باستشهاد أبوهنود وزميليه من عدم إدانة العمليات الثأرية المرتقبة لكتائب القسام وفصائل شعبنا الجهادية رداً على تلك الجريمة؟ سؤال يعرف شعبنا جوابه جيداً ولن يثنيه ذلك عن المضي قدماً في طريق الجهاد واقتفاء أثر الشهداء حتى يتم دحر المحتلين وتطهير فلسطين الحبيبة من أرجاس المحتلين.
إنه ذلك الشهيد الذي تراءى لـه الشهداء الذين سبقوه وهم عند ربهم، ووجد أن أكثر ما يسألوه ويلحوا عليه الطلب أن يعيدهم ربهم إلى الحياة الدنيا من جديد ليقتلوا في سبيله مرات ومرات.. فما كان منه إلا أن سأل الله أن يستبقيه مراراً قبل أن يلحق بهم، ويصبح مثلهم يتمنى العودة إلى ما هو عليه الآن. فاستجاب الله له ذلك، وأبقاه وادخره لساحة الجهاد زمناً طويلاً دون أن يحرمه من تذوق طعم الشهادة لمرات عديدة حتى علا ذكره وارتفع شأنه في العالمين..
ذاق الشهادة في يوم 12/4/1988م عندما تقدم صفوف المنتفضين الغاضبين من أبناء بلدته "عصيرة الشمالية" لمواجهة جيش الاحتلال الصهيوني الذي أراد اقتحام البلدة، فقام برشقهم بحجارة أرضه المباركة، فردوا عليه بطلقات نارية غادرة أسقطته على الأرض مضرجاً بدمائه، ولأن الإصابة خطيرة فقد تناقل الناس خبر استشهاده!! إلا أن الجندي الذي أوقف سيارة الإسعاف التي كانت تقله ورأى أن نزيف الدماء المتدفق منه لم يقض عليه جعله يدوس بغضب على عنقه ويقول له :"ستموت هنا يا أبوهنود".. فيرد عليه المؤمن الواثق بربه :"إذا مت فشهيداً إلى الجنة أما أنتم فإلى النار وبئس القرار".. ورغم مفاجأة الأطباء بمدى التمزق الحاصل في كبده إلا أنهم قاموا يائسين بمحاولة إنقاذه بترقيع كبده وخياطة جسده ب27 غرزة طبية، فكتب الله له عمراً جديداً ليواصل مشوار البطولة والجهاد على أرض فلسطين.
ذاق الشهادة مرة أخرى عندما حاصره المئات من قوات الدوفدوفان الخاصة في بلدته عصيرة الشمالية في أغسطس 1999م وخاض وحده معركة ضد المئات من أفراد تلك القوات المدججين بأحدث أنواع الأسلحة والمدربين تدريباً خاصاً، والمعززين بالطائرات والآليات وأوقع في صفوفهم ثلاثة قتلى وتسعة جرحى قبل أن يتمكن من الإفلات بجروح طفيفة فقط!!
ذاق الشهادة عندما قامت في أغسطس 2000م طائرة صهيونية من طراز إف 16 بقصف السجن الذي كانت السلطة تعتقله فيه وألقت بقنابل تزن أكثر من طن عليه فنجا هو بأعجوبة فيما استشهد 11 آخرين كانوا في نفس المبنى!!
إنه البطل القسامي قاهر اليهود.. محمود أبو هنود..
اسم جميل كصاحبه، لم أتكلف سجعه فقد لازمه منذ نعومة أظفاره عندما دعا لـه جده يوم ولادته وذلك في 1/7/1967م (بعد أيام من سقوط كامل فلسطين بأيدي العصابات اليهودية الخبيثة) مهنئاً مباركاً لوالده بالقول :"مبروك.. والله يعينه على مقارعة اليهود المحتلين".
اسم جميل.. رسخه دعاء أمه له عندما كانت تردد على مسامع الجميع :"إن شاء الله محمود قاهرهم، وسيبقى شوكة في حلوقهم"..
اسم جميل تردد عالياً في جنبات فلسطين بكل فخر واعتزاز، لكنه ازداد ألقاً وبهاءً وجمالاً عندما أضاف إليه بدمائه الزكية وأشلائه الطاهرة عبارة "الشهيد" لتحل محل كلمات كثيرة رافقت اسمه على مدى 35 عاماً هي سني عمره المبارك كان منها : الشيخ والمجاهد والمطارد والمبعد والحماسي والقسامي والاستشهادي والمعتقل والأسير والمحكوم (لدى العدو ولدى السلطة!!) و..و.. فضلاً عن عشرات الأوصاف التي حملت معاني الجرأة والشجاعة والتضحية والبذل والفداء وغيرها مما لا تحويه سوى مجلدات البطولة والرجولة.
إن أناساً كثيرين يقضون أعمارهم كلها للحصول على ألقاب دنيوية هزيلة ليزينوا أسماءهم ويرفعوا هاماتهم منتفخين على عباد الله بها.. ثم لايلبثوا أن يتركوها وتتركهم بمجرد زيارة ملك الموت لهم.. أما أولئك الذين يحظون بمرتبة "شهيد" فلا شك بأنهم يحظون بالوسام الأعز والأغلى والأندر..والأبقى!!
لم تكن شهادته عادية فقد شاء الله أن يؤخرها حتى يكون لـه نصيب في انتفاضة الأقصى ليجمع بذلك بين الحسنيين (الانتفاضتين) كيف لا وهو من القلائل الذين أبقوا جذوة الجهاد متقدة في الفترة الواقعة بينهما، بل إنه كان بعمليته البطولية التي سبقت انتفاضة الأقصى بشهر قد مهد الطريق بتحريك المشاعر في مواجهة المحتلين وتعزيز الآمال لفرض واقع جديد ارتفعت فيه أسهم المقاومة في الشارع الفلسطيني والعربي عالياً.
لقد تأخر محمود عن اللحاق بركب الشهداء ليحظى بالشهادة في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الأعمال أضعافاً مضاعفة لتكون شهادة مضاعفة!! وتصعد روحه الطاهرة مع الملائكة الذين تكتظ بهم ليالي رمضان المباركة. صعد ضمن كوكبة من الشهداء نالوا الشهادة في اليوم ذاته وفي شتى أنحاء فلسطين ليكون عرساً استشهادياً ضخماً تهتز له جنبات الوطن وتسقط باهتزازاته كل المحاولات الخبيثة لإعادة شعبنا إلى أوهام التفاوض مع القتلة والإرهابيين الذين يتزعمهم رأس الكفر والإرهاب شارون.
ما أعظمها من شهادة حاز عليها في يوم الجمعة المبارك سيد الأيام وأعظمها عند الله وخير يوم طلعت عليه الشمس كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم.. ذلك اليوم الذي ارتقى فيه الشهداء عبد الله عزام ويحيى عياش فيه، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :"من مات يوم الجمعة كتب الله له أجر شهيد ووقي فتنة القبر" وفي رواية :"وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله لا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع". هذا لمن مات موتة عادية، فكيف بمن تمزق فيه جسده شهيداً في سبيل الله ؟
ما أعظمها من شهادة سجلت في منتصف أسبوع الشهداء الذي يضم ثلة من أعز أبناء الوطن بدءاً بالشيخ الشهيد عز الدين القسّام (20/11/35) ومروراً بالشهيد عبد الله عزام (24/11/89) والشهيد عماد عقل (24/11/93) والشهيد خالد الزير (26/11/93) والشيخ الشهيد فرحان السعدي (27/11/37)، ليكتب التاريخ أننا بحق أمة جهاد واستشهاد وأن شهداءنا سيخطون بدمائهم الزكية التقويم الفلسطيني حتى يأذن الله بنصره المحتوم.
وفي غمرة ما حدث فلن ننسى أو نتناسى أن الطائرات التي نفذت الجريمة كانت أمريكية والصواريخ التي مزقت أجساد الشهداء كانت أمريكية، وأن ذلك حدث عقب توجيهات أمريكية ببذل مائة بالمائة من الجهد لوقف الانتفاضة، من أجل تمرير مشاريعها ومقترحاتها المذلة، وهو ما يحتم على شعبنا الانحياز التام إلى جانب خط الجهاد والمقاومة في مواجهة المؤامرات والغطرسة الصهيوأمريكية.
في غمرة ما حدث فلا مجال أبداً للتهاون مع حقيقة أن تمكن العملاء وازدياد نفوذهم يتزامن مع تزايد التنسيق الأمني المحرم بين السلطة والعدو، وهو ما يستوجب القيام بتطهير الصفوف من جميع العملاء والمندسين على كافة المستويات وإبادتهم والتشريد بمن خلفهم حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر.
هنيئاً لك يا محمود الشهادة، هنيئاً لعصيرة الشمالية التي أنجبتك، هنيئاً لفلسطين التي احتضنتك، وهنيئاً لكتائب القسام وحركة حماس التي ربتك وخرجتك من مدرستها الجهادية العظيمة، وهنيئاً للأمة الإسلامية جمعاء بهذا العرس الاستشهادي.
أما أجهزة السلطة الأمنية، فماذا عسانا نقول لها؟ أنعزيها في عدم إكمال الشهيد أبوهنود محكوميته في سجونها؟ أم نعزيها في استشهاد زميله أيمن حشايكة معه قبل أن يتمكنوا من نزع أي اعتراف منه أو معلومات تدل على رفيق دربه عندما قاموا باعتقاله وتعذيبه تعذيباً شديداً شارف فيه على الموت ؟ وهل ستمنعهم تصريحاتهم المنددة باستشهاد أبوهنود وزميليه من عدم إدانة العمليات الثأرية المرتقبة لكتائب القسام وفصائل شعبنا الجهادية رداً على تلك الجريمة؟ سؤال يعرف شعبنا جوابه جيداً ولن يثنيه ذلك عن المضي قدماً في طريق الجهاد واقتفاء أثر الشهداء حتى يتم دحر المحتلين وتطهير فلسطين الحبيبة من أرجاس المحتلين.