PDA

View Full Version : موضوع العراق يقسِّم البريطانيين!


Fiona
13-08-2002, 04:44 PM
قالت صحيفة الإندبندنت إنه لم يسبق للشارع البريطاني كان منقسما حول قضية حرب مثل ما هو منقسم هذه الأيام بخصوص الهجوم المحتمل شنه على العراق بزعامة الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة ذاتها في مقال لأنتوني كينج، أستاذ شؤون الإدارة الحكومية في جامعة إيسيكس البريطانية، أنه بالنظر إلى أن العراق لم يهاجم أيا من جيرانه منذ نهاية حرب الخليج الثانية، فإن "نسبة 28% فقط من البريطانيين، أي ما يتجاوز الربع بقليل، تعتقد بأنه للولايات المتحدة ما يبرر قيامها بعمل عسكري ضد العراق".

وأوضحت الإندبندنت أن ضعفي تلك النسبة، أي 58 في المائة تعتقد بأنه "لا يوجد في الوقت الراهن مبرر للخطوة الأمريكية".

وتقول الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يبدو الزعيم الأوروبي الوحيد الذي يدعم الرئيس بوش، ربما سيعاني من صعوبات داخلية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة 54 في المائة ترى أن بلير يعطي بشكل متنام الانطباع بأنه مجرد تابع لبوش.

وترى صحيفة الديلي تلجراف من جهتها أن هذا الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (يوجوف)، أن بلير سيدفع الثمن غاليا في الانتخابات إذا ما ساير بوش في توجهاته الحربية.

وتقول في خبر تصدر صفحتها الأولى تحت عنوان "ثلثا الناخبين يرفضون مهاجمة العراق"، إن نشر نتائج الاستطلاع تتزامن وتحذيرات من أخصائيي الشؤون الاقتصادية.

وأوضحت في هذا السياق أن الخبير الاقتصادي باتريك فيتزباتريك يرى أنه من المحتمل أن يقود التدخل العسكري في العراق إلى إلحاق الضرر بآفاق النمو الاقتصادي البريطاني.

وفي صفحة التعليقات قالت الديلي تلجراف إن مخاوف البريطانيين من الانقياد وراء واشنطن في هذه الحرب الماثلة، تعود إلى أسباب "عملية".

وقالت في هذا السياق، إن مخاوف البريطانيين راجعة إلى تشكيكهم في قدرة الولايات المتحدة على الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

ومضت موضحة أن البريطانيين "ما زالوا يرون أن القوات المسلحة الأمريكية لم تفق بعد من الضربة التي تلقتها في فتنام، رغم إنجازات التكنولوجيا المتطورة التي استخدمت إبان العقد الماضي في حروب الخليج وكوسوفو وأفغانستان. فهم يعتقدون بأن الحرب القادمة ستسفر عن خسائر جمة في أرواح العسكريين والمدنيين".

وفي صحيفة الجارديان تساءل جورج غالواي النائب البرلماني المتمرد في حزب العمال البريطاني الحاكم، عن السبب الذي لا يجعل بلاده تتقرب من النظام العراقي، تماما كما فعلت مع ليبيا أثناء زيارة الوزير في الخارجية إلى طرابلس في الأسبوع الماضي.

ويشار إلى أن غالواي من المدافعين عن العراق والمطالبين برفع الحظر الدولي المفروض عليه منذ اجتياح القوات العراقية الكويت في أغسطس-آب 1990.

وقال غالواي إنه كان حريا بالغرب أن يضع قيد التجربة دعوة العراق خبراء بريطانيين إلى تفتيش المواقع المشتبه في أنها تحوي أسلحة دمار شامل، وأيضا دعوته أعضاء من الكونجرس الأمريكي للتحقق من الموضوع ذاته.

وأضاف أنه "لو كان العالم يحكمه التعقل، لتم وضع الخطوات العراقية على المحك. فهي تمثل كل ما كانت بريطانيا تطالب به".

ويمضي غالواي في تعليقه على دوافع بوش السياسية، إلى القول إن وصوله إلى الرئاسة في انتخابات لا تعكس الرغبة الشعبية، تجعله يلح على الإطاحة برؤساء شعوب أخرى.

ويقول :" لقد أمر (بوش) في هذا السياق بإلقاء ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني المنتخب شعبيا في مزبلة التاريخ، ويصر الآن على أن يكون الدور المقبل على الرئيس العراقي، فعلى من يحل الدور القادم؟ على نظام الملالي في إيران، أم الحكم الفردي غير المستقر في العربية السعودية، أم دكتاتورية حزب البعث الحاكم في سورية، أم جارتها لبنان التي يوجد فيها حزب الله، أم يكون الدور على نظام كوريا الشيوعي المسلح تسليحا جيدا؟".

ويرى النائب البرلماني البريطاني أن هذه السياسة "تصلح وصفة لانتشار الإرهاب وخلق الآلاف ممن هم على شاكلة ابن لادن في العالم الإسلامي وخارجه".

وفي المقابل تطرقت الفاينانشال تايمز للأردن والمصاعب التي يرتقب أن تحل به إذا ما مضت واشنطن في تنفيذ خطتها لتقويض النظام العراقي.

وقالت الصحيفة في مقال لرولا خلف، إن أول صدمة يمكن أن تحل بالأردن ستكون اقتصادية، حيث ستتوقف إمدادات المملكة من النفط العراقي.

لكن العملية الأمريكية ستكون لها أيضا تأثيراتها السياسية. وتقول خلف إن الجمهور الأردني يرى أن الهجوم العسكري الأمريكي على العراق، يدخل في سياق خطة إسرائيلية للسيطرة على الموارد النفطية في المنطقة، وفرض تسوية سياسية مجحفة على الفلسطينيين.

أما صحيفة التايمز فتقول إن بوش تعرض لأعنف هجوم من جانب الحزب الديمقراطي المعارض منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر-أيلول.

وكان تيري مكليف، رئيس اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، قد قال إن بوش "جعل هجمات 11 سبتمبر حجر الزاوية في الاستراتيجية الانتخابية للحزب الجمهوري في عام 2002".

وقالت التايمز إن هذا التصريح فسخ تفاهما غير رسمي حصل بين الجمهوريين والديمقراطيين حول كيفية تصرف الإدارة الأمريكية في أعقاب هجمات سبتمبر.


bbc.com