PDA

View Full Version : كيف رافق الناجون في مخيم جنين نزف أحبتهم أياما.. حتى الموت؟!


ابو الامير
23-08-2002, 09:47 PM
يواصل الناجون من المجزرة في مخيم جنين المنكوب سرد قصص وروايات مروعة عن مجازر ارتكبها الجنود الاحتلاليون على مدار سبعة عشر يوماً وطالت المنازل والبشر والشجر والبهائم.

ففي كل بيت ولكل شخص قصة وحكاية، تتقاطع جميعها في أن الغزاة كانوا مصرين على تدمير المخيم وقتل أكبر عدد ممكن من أبنائه وتشريد الناجين من جديد، مع الحرص على إخفاء تفاصيل المجزرة.

فمنذ بدء الاستعداد لاجتياح المخيم حاصرت القوات الاحتلالية المنطقة ومنعت وسائل الإعلام من الاقتراب من المخيم ومنعت أطقم الإسعاف والمنظمات الإنسانية من دخوله كي تبقي جريمتها طي الكتمان.

ويستعيد الشاب عبد الله عيسى وشاحي (22 عاماً)، صراخ أخيه منير (17عاماً) في اليوم الرابع للاجتياح، الذي طغى على هدير المروحيات والقذائف الصاروخية والمدفعية، وكيف وجده حين سارع إليه في غرفته، مضرجاً بدمائه وقد صبغت كتبه بالأحمر القاني لتبقى شاهدة على الجريمة.

وأوضح أن منير أصيب برصاصة قناص إسرائيلي متمركز في منزل آخر يبعد عن منزلهم عشرين متراً، وقد اخترقت كتفه واستقرت في صدره، مشيراً إلى أن الغزاة منعوا سيارات الإسعاف من إنقاذ حياة شقيقه الذي نزف لثلاثة أيام، قبل أن تصعد روحه إلى بارئها.

وأضاف الشاب وشاحي أن والدته مريم وشاحي (50 عاماً) أصيبت هي الأخرى في اليوم التالي لإصابة شقيقه، حيث هشمت شظايا القذائف المدفعية والصاروخية رأسها، ولم يسمح لأطقم الإسعاف بالوصول إليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

وقال بحسرة وألم: اقتحمت الجرافات منزلنا ولم يأبه القتلة لتوسلاتنا بإخلاء أمي وشقيقي وأجبرونا على مغادرة المنزل بعد أن جردونا من ملابسنا واقتادوا الرجال منا إلى حاجز سالم العسكري شمال غرب جنين، وبعد التحقيق معنا لمدة ثلاثة أيام طردونا إلى قرية رمانة المجاورة.

وأضاف، بقينا في قرية رمانة ثمانية أيام علمت خلالها أن جرافات الاحتلال هدمت منزلنا فوق أخي الشهيد وقطعت جثمانه إلى أشلاء، مشيراً إلى أن ما عمّق حزنه هو دفن والدته وشقيقه الشهيدين دون إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما.

المواطنة هند علي عويس (50 عاماً) قالت: اقتحم منزلنا عدد كبير من الجنود بطريقة وحشية وأمرونا بمغادرته، وحين قلنا لهم إنه لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، صوب أحدهم سلاحه على رأس حفيدي البالغ من العمر عاماً ونصف مهدداً بقتله فوراً إن لم نغادر.

وأضافت، نظرت في عيني الجندي فشعرت أنه محتقن بدوافع القتل وأنه لن يتورع عن قتل الطفل فحاولت أخذه من بين يديه فاعتدى علي بالضرب على رأسي.

وأوضحت المواطنة عويس أنها اضطرت إلى مغادرة المنزل مع أسرتها واتخذت من أحد الأزقة مأوى لها ولأطفالها، وعندما نفد حليب الطفل منعها الجنود من إحضاره من البيت، مشيرة إلى أنها صمّمت على جلب الحليب للطفل الذي بدأ يتهدده الموت جوعاً.

وقالت: وصلت إلى بقالة المواطن عبد الله هزاع ودخلت إليها حيث ساقني القدر إلى أن أكون شاهدة على جريمة إعدام الشهيد يوسف ريحان (ابو جندل) قائد المقاومة في المخيم.

وأوضحت أنها من ثقب صغير في البقالة شاهدت عدداً كبيراً من جنود الاحتلال يعتقلون شاباً وينهالون عليه بضرب مبرح ثم قيدوا يديه بقيود بلاستيكية بيضاء اللون وأطلقوا عليه النار من مسافة قريبة جداً، بعد ما أمروه بالجلوس.

وأضافت، بعد ثلاثة أيام وعندما ابتعد الجنود عن المكان قليلاً ذهبت إلى موقع الجريمة فشاهدت القائد "أبو جندل" مقيد اليدين وقد اخترقت رصاصتان جبينه ووجهه.

وروى المواطن يوسف محمد السعدي (63 عاماً) الذي شرد من قريته المزار عام 1948، كيف أعدم الغزاة ابنه عبد الكريم (27 عاماً) وجاره وضاح فتحي الشلبي (36 عاماً) أمام منزليهما وبدم بارد.

وأوضح أن الجنود أمروا الجميع بإخلاء منازلهم في الحي، وعند خروجهم كان كل من الشهيدين يحمل طفلاً صغيراً بين ذراعيه، فانتزعهما الجنود وسلموهما للنساء وأدخلوهما إلى منزل مجاور مع كبار السن وأوصدوا عليهم الأبواب.

وأضاف السعدي، اعتقدنا أن عبد الكريم ووضاح أقتيدا إلى الاعتقال وسمعنا صوت إطلاق نار أربك الجنود الذين يحتلون المنزل الذي نحتجز بداخله. وقال استمر احتجازنا في البيت فترة طويلة واكتشفنا أنه خال من الجنود فخرجنا لاستطلاع ما جرى في محيط المنزل فوجدنا جثتي ابني وجاري مضرجتين بالدماء، حيث قتلهما الجنود بدم بارد، ولم نستطع نقلهما إلى أي مكان بسبب الرصاص الكثيف للقناصة، وبقيت الجثتان في الشارع عشرة أيام حتى تعفنتا.

وأكدت المواطنة أمينة حسن أبو الرب (55 عاماً) أن قوات الاحتلال أعدمت الشهيد جمال الصباغ (35 عاماً)، مشيرة إلى أن الغزاة لم يكتفوا بقتله بل إن المجنزرات داست جسده بجنازيرها بشكل متعمد عدة مرات حتى اختفى جسده ولم يبق منه سوى قفصه الصدري وأمعاؤه.

وقالت، لم يرحم الغزاة إمرأة ولا طفلاً ولا شيخاً في المخيم وكان همّهم إزالة المخيم عن الوجود وقتل أكبر عدد ممكن من سكانه، وأن الجرافات واصلت عملية الهدم للمنازل عدة أيام بعد السيطرة على المخيم وتوقف المقاومة بعد نفاد ذخيرة المقاومين.
--------------------------------------------------------------------------------------
المعلومات ماخوذه منالمركز الصحافي الدولي
http://www.ipc-ps.info/ipc_a/ipc_a-1/a_Carcature/photo/cara6.jpg

fahad11
25-08-2002, 12:39 AM
مرحباً اخي ابو الامير

اسأل الله ان ينصر إخوننا في فلسطين

ان نصر الله قريب

تحياتي