painter
26-08-2002, 04:54 PM
كم مرة ستُلدغ السلطة من جحر الإحتلال؟
بقلم: سليمان نزال*
في طرقات العجز والتخبط وإتخاذ القرارت غير الصائبة, تتكاثر أخطاء قاتلة ترتكبها السلطة الوطنية الفلسطينية, يقودها نهج اثبتت كل التجارب المرة, وخبرات الماضي بكل ما يزخر به قاموسه الكئيب من عثرات معادة, وتكرار إسطواني مقيت لسياسات وسلوكات تنقصها الحكمة والصواب, فتنعكس على مصير شعبنا الصابر الصامد في تلقي المزيد من العذابات ومختلف انواع وألوان المقاساة والمعاناة, وكأن جرائم ومجازر الإحتلال المتكررة واليومية من إغتيال وقصف وحصار وتدمير وتجويع وإبعاد وتشريد ليست كافية لتفيض كل اكواب الاحزان والاوجاع وخيبات الأمل ولتملأ بقطرات التساؤل المر شوارع المدن والقرى والمخيمات بفلسطيننا المحتلة. لماذا الإحتفاظ الفلكلوري بشجرة تين لا تثمر بل تكاد تهدد الكثير من الإشجار بزحف العقم ورداءة الإنتاج؟ ولماذا التفاوض مع العدو الصهيوني على أمر اقل من الإنسحاب الكامل من الأرض المحتلة, ليأخذ فرصته كاملة, بالمجان, فيمارس المزيد من عمليات القتل والتصفية للفلسطيني المدافع عن أرضه وكرامته, المناضل من اجل إستقلاله التام وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف؟ عجز يتناسخ, يتوالد, عجز منتخب وغير منتخب يدافع عن سلطته, كيفما كان, بأية طريقة, بأي ثمن, ومها كانت النتائج سيئة ومحبطة لجماهير الإنتفاضة الباسلة وقواها وفصائلها الفاعلة. فمن "يناضل" من أجل المحافظة على "حقوقه التاريخية" في الإستفراد والإستئثار في القرار والمصير الفلسطينيين, وفي الدفاع عن مكاسبه الشخصية والقبائلية وإمتيازاته التسلطية, ليس مثل البواسل, الشهداء الإبرار الذين اعطوا كامل دمهم لكامل الحرية والإنعتاق.. قدموه للبلاد بسخاء, لحريتها, لمجدها, لمستقبل شعبها, وارادوا الإستقلال بها, يأتي, بكل أقماره وكواكبه المنيرة البهية. لقد تضخمت لدى الكثيرين من رموز الفساد والمحسوبيات والسياسات الرعناء, أرصدتهم في بنوك النهب على حساب الشعب وهمومه وعذاباته وتضحياته, كما تضخمت في الوقت نفسه غدد الهوان والإستخذاء والتسول في أجسامهم. واصبحت ترى إلى صخور الوطن تعاني من الضغط والقهر وما شعر بما تشعر به حتى الجوامد من يدعون انهم من حماة الوطن.. فاية حال تستمر بنا.. لا تتغير ملامحها وطقوسها وكواليسها الهابطة, فتخلط عن قصد وتمويه صور البطولة والشجاعة مع صور الإنهزاميين, الذين يسعون إلى سقاية وارواء عطش النباتات الصهيونية الشيطانية, بينما يحجمون عن إسعاف شعبهم والتصدي لحل أزماته المعيشية والإجتماعية والصحية.. ويمنعون كوب الماء عن شجرة زيتون فلسطينية حرة, تسعى للتخلص من كل شرور الإحتلال وأعوانه دفعة واحدة, ليس عن طريق تكرار معزوفة النشاز الأوسلويه, عبر توزيع سيء, يبدأ من مشروع الخداع وإضاعة الوقت, غزة أولاً؟
لم يبذل شعبنا وعبر مسيرة نضالية كفاحية امتدت عبر سنوات طويلة واجيال ومراحل وعذابات وتشريد, كل هذه التضحيات, هذه الإثمان السامية, الباهظة, هذه الأرواح الطاهرة, الغالية من أجل أن تستقبل رماح التنازل وهي تستقر غدراً في ظهر صمودها, وفي صدر أهدافها. لم يتحمل شعب فلسطين وصقوره ونسوره وأبطاله, كل فئاته وشرائحه وقطاعاته, كل هذه الآلام والويلات التي تنوء بحملها كل جبال العالم, من اجل أن يتم إنقاذ العدو من ازماته, وخلق نوع من "الهدوء" المفتعل والمصطنع في توقيت يناسب العدو، مخططاته ومخططات حلفائه, ليصار إلى تهيئة المسرح العربي وإعداده للشروع بتوجيه ضربة للعراق وتغيير الخارطة العربية لتناسب النزعة العدوانية الوقحة لإخطبوط الهيمنة والإستغلال بقيادة إدارة التحيز الإستفزازي لإسرائيل الإرهابية.. وهنا أيضا تتناسل أخطاء من نوع جديد, أخطاء قاتلة -ذكية- تسببت في مقتل مدنيين أبرياء في العراق وفي أفغانستان وفي العديد من الدول التي تدخلت الإدارة الأمريكية في شؤونها الداخلية, فقلبت أنظمة وعينت مكانها طغمة من اتباعها..
الشعب الفلسطيني, مع معرفته بكامل حقوقه وبتفاصيل كل ذرة من كيانه من ممتلكاته التاريخية غير القابلة للنسيان, من واقع معرفته و إدراكه لطبيعة المتغيرات الدولية وحجوم موازين القوى العسكرية والتكنولوجية, والتي هي في صالح الأعداء, لا يرفض التوصل إلى تسوية سلمية عادلة و شاملة ومتوازنة, على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية, تسوية تضمن فعلياً إقامة دولة فلسطينية مستقلة, ذات سيادة حقيقية, عاصمتها الأبدية القدس, وضمان عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. لكن الشعب الفلسطيني يريد ان يرى نهاية سريعة للإحتلال وشروره وجرائمه الصهيونية الشارونية, وإذا كانت إسرائيل العدوانية وحكومتها المجرمة, لا تريد التفاوض على إنسحابها الكامل وغير المشروط من أرضنا المحتلة مع تفكيك وإزالة كل مستوطناتها من كامل الضفة والقطاع, فلا مبررات ومسوغات منطقية, لهدر الوقت والجهود والوقوع في حبائل ومكائد الإتفاقات الجزئية وألغام مرحلة الإنسحاب كمشروع غزة أولا..
لقد أصابت الحروق واللسعات والرضوض جسد السلطة الوطنية الفلسطينية, نتيجة سلسلة من قراراتها وسياساتها الخاطئة, على رأسها إتفاق أوسلو الذي أدى إلى نتائج كارثية ومأساوية على الشعب الفلسطيني وحتى على أركان سلطته, وإذا كان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين, كما يقال في الحديث الشريف, لماذا تصر السلطة الوطنية على تعريض جسدها المصاب والواهن لمزيد من الضربات واللدغات, فتجر الآخرين إلى مواقع ضعفها؟
لا حل أمام الفلسطينيين غير تطوير وحدتهم الوطنية والتوصل إلى برنامج نضالي تحت سقف القاسم الكفاحي المشترك, والحفاظ على مكتسبات الإنتفاضة واهدافها.
بقلم: سليمان نزال*
في طرقات العجز والتخبط وإتخاذ القرارت غير الصائبة, تتكاثر أخطاء قاتلة ترتكبها السلطة الوطنية الفلسطينية, يقودها نهج اثبتت كل التجارب المرة, وخبرات الماضي بكل ما يزخر به قاموسه الكئيب من عثرات معادة, وتكرار إسطواني مقيت لسياسات وسلوكات تنقصها الحكمة والصواب, فتنعكس على مصير شعبنا الصابر الصامد في تلقي المزيد من العذابات ومختلف انواع وألوان المقاساة والمعاناة, وكأن جرائم ومجازر الإحتلال المتكررة واليومية من إغتيال وقصف وحصار وتدمير وتجويع وإبعاد وتشريد ليست كافية لتفيض كل اكواب الاحزان والاوجاع وخيبات الأمل ولتملأ بقطرات التساؤل المر شوارع المدن والقرى والمخيمات بفلسطيننا المحتلة. لماذا الإحتفاظ الفلكلوري بشجرة تين لا تثمر بل تكاد تهدد الكثير من الإشجار بزحف العقم ورداءة الإنتاج؟ ولماذا التفاوض مع العدو الصهيوني على أمر اقل من الإنسحاب الكامل من الأرض المحتلة, ليأخذ فرصته كاملة, بالمجان, فيمارس المزيد من عمليات القتل والتصفية للفلسطيني المدافع عن أرضه وكرامته, المناضل من اجل إستقلاله التام وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف؟ عجز يتناسخ, يتوالد, عجز منتخب وغير منتخب يدافع عن سلطته, كيفما كان, بأية طريقة, بأي ثمن, ومها كانت النتائج سيئة ومحبطة لجماهير الإنتفاضة الباسلة وقواها وفصائلها الفاعلة. فمن "يناضل" من أجل المحافظة على "حقوقه التاريخية" في الإستفراد والإستئثار في القرار والمصير الفلسطينيين, وفي الدفاع عن مكاسبه الشخصية والقبائلية وإمتيازاته التسلطية, ليس مثل البواسل, الشهداء الإبرار الذين اعطوا كامل دمهم لكامل الحرية والإنعتاق.. قدموه للبلاد بسخاء, لحريتها, لمجدها, لمستقبل شعبها, وارادوا الإستقلال بها, يأتي, بكل أقماره وكواكبه المنيرة البهية. لقد تضخمت لدى الكثيرين من رموز الفساد والمحسوبيات والسياسات الرعناء, أرصدتهم في بنوك النهب على حساب الشعب وهمومه وعذاباته وتضحياته, كما تضخمت في الوقت نفسه غدد الهوان والإستخذاء والتسول في أجسامهم. واصبحت ترى إلى صخور الوطن تعاني من الضغط والقهر وما شعر بما تشعر به حتى الجوامد من يدعون انهم من حماة الوطن.. فاية حال تستمر بنا.. لا تتغير ملامحها وطقوسها وكواليسها الهابطة, فتخلط عن قصد وتمويه صور البطولة والشجاعة مع صور الإنهزاميين, الذين يسعون إلى سقاية وارواء عطش النباتات الصهيونية الشيطانية, بينما يحجمون عن إسعاف شعبهم والتصدي لحل أزماته المعيشية والإجتماعية والصحية.. ويمنعون كوب الماء عن شجرة زيتون فلسطينية حرة, تسعى للتخلص من كل شرور الإحتلال وأعوانه دفعة واحدة, ليس عن طريق تكرار معزوفة النشاز الأوسلويه, عبر توزيع سيء, يبدأ من مشروع الخداع وإضاعة الوقت, غزة أولاً؟
لم يبذل شعبنا وعبر مسيرة نضالية كفاحية امتدت عبر سنوات طويلة واجيال ومراحل وعذابات وتشريد, كل هذه التضحيات, هذه الإثمان السامية, الباهظة, هذه الأرواح الطاهرة, الغالية من أجل أن تستقبل رماح التنازل وهي تستقر غدراً في ظهر صمودها, وفي صدر أهدافها. لم يتحمل شعب فلسطين وصقوره ونسوره وأبطاله, كل فئاته وشرائحه وقطاعاته, كل هذه الآلام والويلات التي تنوء بحملها كل جبال العالم, من اجل أن يتم إنقاذ العدو من ازماته, وخلق نوع من "الهدوء" المفتعل والمصطنع في توقيت يناسب العدو، مخططاته ومخططات حلفائه, ليصار إلى تهيئة المسرح العربي وإعداده للشروع بتوجيه ضربة للعراق وتغيير الخارطة العربية لتناسب النزعة العدوانية الوقحة لإخطبوط الهيمنة والإستغلال بقيادة إدارة التحيز الإستفزازي لإسرائيل الإرهابية.. وهنا أيضا تتناسل أخطاء من نوع جديد, أخطاء قاتلة -ذكية- تسببت في مقتل مدنيين أبرياء في العراق وفي أفغانستان وفي العديد من الدول التي تدخلت الإدارة الأمريكية في شؤونها الداخلية, فقلبت أنظمة وعينت مكانها طغمة من اتباعها..
الشعب الفلسطيني, مع معرفته بكامل حقوقه وبتفاصيل كل ذرة من كيانه من ممتلكاته التاريخية غير القابلة للنسيان, من واقع معرفته و إدراكه لطبيعة المتغيرات الدولية وحجوم موازين القوى العسكرية والتكنولوجية, والتي هي في صالح الأعداء, لا يرفض التوصل إلى تسوية سلمية عادلة و شاملة ومتوازنة, على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية, تسوية تضمن فعلياً إقامة دولة فلسطينية مستقلة, ذات سيادة حقيقية, عاصمتها الأبدية القدس, وضمان عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. لكن الشعب الفلسطيني يريد ان يرى نهاية سريعة للإحتلال وشروره وجرائمه الصهيونية الشارونية, وإذا كانت إسرائيل العدوانية وحكومتها المجرمة, لا تريد التفاوض على إنسحابها الكامل وغير المشروط من أرضنا المحتلة مع تفكيك وإزالة كل مستوطناتها من كامل الضفة والقطاع, فلا مبررات ومسوغات منطقية, لهدر الوقت والجهود والوقوع في حبائل ومكائد الإتفاقات الجزئية وألغام مرحلة الإنسحاب كمشروع غزة أولا..
لقد أصابت الحروق واللسعات والرضوض جسد السلطة الوطنية الفلسطينية, نتيجة سلسلة من قراراتها وسياساتها الخاطئة, على رأسها إتفاق أوسلو الذي أدى إلى نتائج كارثية ومأساوية على الشعب الفلسطيني وحتى على أركان سلطته, وإذا كان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين, كما يقال في الحديث الشريف, لماذا تصر السلطة الوطنية على تعريض جسدها المصاب والواهن لمزيد من الضربات واللدغات, فتجر الآخرين إلى مواقع ضعفها؟
لا حل أمام الفلسطينيين غير تطوير وحدتهم الوطنية والتوصل إلى برنامج نضالي تحت سقف القاسم الكفاحي المشترك, والحفاظ على مكتسبات الإنتفاضة واهدافها.