PDA

View Full Version : تصعيد أمريكي بريطاني بضرب العراق


painter
28-08-2002, 03:43 AM
تصعيد أمريكي بريطاني بضرب العراق
عواصم ـ الوطن والوكالات: ارتفعت في واشنطن ولندن أمس مؤشرات تصميم البلدين على ضرب العراق حيث أكد المتحدث باسم البيت الأبيض اري فلايشر ان الرئيس بوش ليس بحاجة لموافقة الكونغرس لشن هجوم عسكري ضد بغداد، فيما قال وزير خارجية بريطانيا جاك سترو «ان من الحكمة الا تستبعد ادارة بوش الخيار العسكري للتغيير في العراق»، وأضاف في تصريح للصحافيين في أدنبرة ان «على العالم بأسره ان يأخذ على محمل الجد التهديد الذي يشكله صدام حسين بسعيه لامتلاك أسلحة دمار شامل»، وأكد سترو «من وجهة نظرنا لا يمكن لأحد استبعاد العمل العسكري وان الكرة في ملعب صدام بقبول عمل المفتشين بلا قيود».
ومن المرتقب ان يصل الى أنقرة اليوم نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفوتيز الذي يعد أحد صقور الادارة الداعية لضرب العراق للبحث مع المسؤولين الأتراك في المسألة العراقية في وقت يرى مراقبون ان قاعدة انجرليك التركية ستكون احدى المحطات الرئيسية في المنطقة للعمليات الجوية الأمريكية في حال اندلاع الحرب المرتقبة.
وفي عمّـان، أعرب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد امس عن رغبة واشنطن في استمرار الحوار مع حلفائها العرب حول المسألة العراقية.
وقال ساترفيلد للصحافيين عقب لقائه رئيس الوزراء الأردني علي ابوالراغب ووزير الخارجية مروان المعشر ان «موقف الولايات المتحدة حول خطورة الشأن العراقي واضح جدا كما عبر عنه نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ونأمل بقوة في حوار مستمر مع اصدقائنا في المنطقة» بهذا الخصوص.
وكان ساترفيلد يرد على سؤال حول رأيه في تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك في وقت سابق امس التي اكد فيها ان كل الدول العربية بما فيها السعودية والكويت تعارض توجيه ضربة امريكية ضد العراق، وان مثل هذه الضربة ستؤدي الى فوضى في المنطقة وحذر من ان الهجوم على العراق «قد يمتد الى خارج حدود ذلك البلد في ظل استمرار معاناة الفلسطينيين».
وأكد المسؤول الأمريكي انه ناقش مع أبوالراغب عددا من القضايا المتعلقة بالمنطقة ومن بينها العراق معتبرا ان «المسألة العراقية خطيرة جدا الا انها لا تؤثر على تلك المتعلقة بالأوضاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وبدأ ساترفيلد الاحد جولة في المنطقة قادته الى السعودية ثم الى مصر الاثنين. ومن المقرر ان يغادر عمان صباح اليوم الى القدس، بحسب مصدر دبلوماسي أمريكي، كما ينتظر ان يزور سوريا ولبنان في اطار الجولة نفسها.
ويرى مراقبون ان جولة ساترفيلد تهدف لاطلاع المسؤولين في هذه العواصم على خطة أمريكية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستعمل الادارة الأمريكية على تنفيذها بعد الانتهاء من العمليات في العراق.
وعقب ساعات من الكلمة التي شن فيها تشيني حملة ضد التهديد العراقي، اعلن البيت الابيض ان الرئيس بوش لم يتخذ بعد اي قرار بشأن وسيلة التعامل مع العراق، مع التأكيد على ان تشيني كان يعكس وجهة نظر الادارة الامريكية.
وقال فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض الليلة قبل الماضية ان تشيني لم يكن يقصد من خلال كلمته تقديم عرض لمبررات الادارة لشن عملية استباق عسكرية ضد العراق، وانما تقديم شرح عام لوجهة نظر الرئيس بوش بتوجيه ضربات استباقية في عصر الارهاب الممكن الذي تتعرض فيه الولايات المتحدة لهجمات من الاعداء بصورة مفاجئة. واكد على ضرورة ان تمارس امريكا القيادة باعتبارها اكبر دولة في العالم.
وحين سئل المتحدث عما اذا كان شن عملية عسكرية ضد العراق يمثل امرا حتميا على الرغم من ان تلك العملية ليست وشيكة وتخضع للمزيد من التفاصيل، قال ان «الرئيس الامريكي لم يتخذ اي قرار بعد».
وفيما يتعلق بموقف واشنطن من عودة المفتشين الدوليين الى بغداد، كرر فلايشر موقف البيت الابيض من ان القضية لا تتمثل في عودة المفتشين فحسب بل تمكين هؤلاء المفتشين من التأكد من امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل.
وقال: «لا يوجد شك في ان صدام حسين يمتلك اسلحة كيماوية. نحن نعلم انه استخدمها ضد شعبه. لكن يوجد لدينا قلق مستمر من امكانية حصوله على اسلحة نووية. لا يوجد شك في انه يسعى للحصول على تلك الاسلحة والقدرات».
واعتبر وزير الدفاع السابق والسناتور الجمهوري السابق وليام كوهين مساء الاثنين ان الرئيس بوش بحاجة لموافقة الكونغرس قبل شن اي هجوم عسكري ضد العراق مستندا في تحليله الى دستور الولايات المتحدة.
وقال لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية الامريكية «اعتقد ان الرئيس قد يجد نفسه سريعا غارقا في موقف سياسي حساس في حال لم تجر على ما يرام الحرب التي سيشنها استنادا الى رأيه فقط».
واوضح كوهين، الجمهوري الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد بيل كلينتون، انه اسدى النصيحة نفسها للرئيس جورج الاب بعد اجتياح العراق للكويت في .1990
وفي بروكسل قال وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل امس ان بلاده ستعارض ضرب العراق ما لم تثبت الولايات المتحدة ان بغداد تمتلك اسلحة للدمار الشامل.
كما انتقد ميشيل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لانه يسير «بخضوع» دائما وراء واشنطن في هذه القضية وقال ان بلجيكا ستطالب بتخفيف العقوبات المفروضة على العراق.
ويضع موقف ميشيل بلجيكا وراء المستشار الالماني جيرهارد شرودر الذي يقول ان المانيا لن تؤيد الرئيس الامريكي جورج بوش في اي هجوم على العراق اذا لم تسمح بغداد بعودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الى العراق.
ويصر الرئيس الفرنسي جاك شيراك مثل شرودر على ان الهجوم على العراق لن يكون له مبرر الا اذا وافق عليه مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال ميشيل لصحيفة هيت لاتستي نيوز اليومية» ما دام الامريكيون غير قادرين على اثبات ان هناك اسلحة نووية في العراق وان هناك حظر وجود اسلحة نووية فلن نؤيد مثل هذه الضربة بغض النظر عما يريد بوش او بلير».
ويقوم العراق حاليا بحملة دبلوماسية لدى الدول العربية والصين وروسيا وعقد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق امس تركزت على التهديدات الامريكية فيما اكدت صحيفة الثورة السورية ان الهجوم الامريكي على العراق قادم لا محالة. وسيصل رمضان الى بيروت الخميس في اطار جولته.
وبحث وزير خارجية العراق ناجي صبري الحديثي في بكين التهديدات الامريكية وسط انباء عن ابرام الصين والعراق اتفاقات اقتصادية ضخمة، وسيصل الحديثي غدا الخميس الى موسكو في اطار جولته الحالية.