painter
29-08-2002, 05:22 AM
بندر ترك الإجابة على المطالب الثلاثة من بوش إلى قمة سبتمبر المرتقبة مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله معنفاً تشيني: قلت «لا» بالسعودية
لضرب العراق... وأقول الآن «لا»... وسأقول غداً ... «لا»
واشنطن ـ محمود شمام: عنف ولي العهد السعودي عبد الله بن عبدالعزيز بشدة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بعد أن قام مكتب تشيني بتمرير «معلومات غير صحيحة» تفيد أن السعودية تدعم الحرب ضد العراق سرا. وأفادت واشنطن بوست في معرض تعديدها لنقاط التوتر في العلاقات السعودية الأمريكية أن الأمير عبدالله قال لتشيني في لهجة صارمة أن السعودية ترفض ضرب العراق «قلت لا في السعودية. وأقول لا الآن. وسأقول لا غدا».
وكشف النقاب ايضا وفي وقت توافق مع اجتماع الأمس بين الرئيس الأمريكي جورج بوش وبندر بن سلطان السفير السعودي لدى واشنطن عن أن الأمير عبدالله الذي تلقى مكالمة تصالحية من بوش قد عاد من زيارته التاريخية لتكساس منذ شهور ممتعضا من عدم إلمام الرئيس بوش بتفاصيل مبادرته للسلام، وعدم قدرته على استيعاب أهميتها القصوى. وقد جاءت مكالمة الاثنين بين الزعيمين لتؤكد الرغبة الجادة للبلدين لإنهاء حالة التوتر الناجم عن الحملات القاسية التي شنتها وسائل الإعلام الأمريكية خلال فترة زمنية تمتد الى العام تقريبا.
وعلى الرغم من أن الدبلوماسية السعودية الصامتة لم تتهم أحدا علنا بمسؤولية هذه الحملات، إلا ان هناك من يتهم نائب الرئيس تشيني بالتواطؤ مع مجلس سياسات الدفاع في تشجيع هذه الحملات وتغذيتها.
وعلمت «الوطن» أن قرار الاجتماع بين بوش وبندر قد اتخذ بعد ما أعلمت شركة العلاقات العامة التي تمثل السعودية في واشنطن السفير السعودي أن استطلاعا للرأي العام الأمريكي أجراه مستطلع جمهوري يدعى ماكلافن الأسبوع الماضي افاد أن 62 في المائة من الأمريكيين يحملون انطباعا سيئا عن السعودية. وكان 50 في المائة من الأمريكيين يحملون هذا الانطباع في مايو الماضي مما يؤكد ان الحملات الإعلامية الضارية قد بدأت تؤثر في السمعة السعودية رغم التصريحات الصادرة عن الإدارة والتي تتحدث عن متانة العلاقة بين البلدين.
وقد حرص الطرفان على ابراز عمق الصداقة الشخصية بين العائلتين، وحرص السعوديون بشكل خاص على إبراز أن بوش قد استقبل في مزرعته أربع شخصيات دولية بينهم سعوديان هم الأمير عبدالله والسفير السعودي.
لكن الحفاوة الكبيرة والمودة الواضحة لم تخف الخلافات التي وفقا لمصادر «الوطن» اتسمت مناقشتها بالصراحة ولم تؤد الى اتفاق على بعض القضايا. ووفقا للمعلومات المتوفرة فقد طلب الرئيس بوش من الأمير بندر ثلاثة أمور:
ـ أن تتعهد السعودية بالمحافظة على المستويات الحالية لأسعار النفط.
ـ أن تخفف من وقع معارضتها للضربة العسكرية المحتملة ضد العراق.
ـ وألا تعارض إذا ما سمحت دول خليجية هي بالتحديد الكويت، قطر، والبحرين باستخدام أراضيها.
وعلمت «الوطن» أن الأمير بندر لم يقدم اجابات واضحة على مطالب بوش، واكتفى بالقول إن السعودية لا تتدخل في شؤون الاخرين: وإن اسعار النفط تحددها آليات السوق، وان ابدى تعاطفا شخصيا مع رؤية واشنطن للنظام العراقي، لكنه أكد على الموقف السعودي في رفض الضربة العسكرية.
وعزا المراقبون ذلك الى رغبة السعودية في مناقشة هذه المواضيع خلال قمة مرتقبة بين عبدالله وبوش قد تعقد خلال شهر سبتمبر وتطرح فيها كافة الملفات وعلى رأسها ملف النزاع الفلسطيني الاسرائيلي المجمد في واشنطن منذ مدة.
وخلال اللقاء بين بوش وبندر، فان الرئيس الأمريكي أكد لسفير السعودية أنه لم يقرر حتى الآن كيفية العمل ضد «التهديد» الذي يشكله في نظره الرئيس العراقي صدام حسين.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر بأن الرئيس الأمريكي أكد مجددا خلال استقباله الأمير بندر بن سلطان في مزرعته في كروفورد «تكساس» أن الرئيس العراقي يشكل «تهديدا للسلام العالمي لكنه لم يتخذ أي قرار حول أفضل طريقة لإقصائه».
وأضاف فلايشر أن بوش «أكد أنه لم يتخذ أي قرار وأنه سيستمر في مشاورة السعودية والدول الأخرى حول المراحل في الشرق الأوسط والمراحل في العراق».
وردا على سؤال عن مدى نجاح بوش في تخفيف المعارضة السعودية لعمل ضد العراق، قال فلايشر ان الرئيس الأمريكي «يعتقد أن التبادل البناء للأفكار مفيد في كل مرة تطرح فيها مسألة العراق في لقاءات مع قادة أجانب».
لكن مسؤولا سعوديا قال بعد اللقاء إن الرياض ما زالت على موقفها المعارض للتدخل ضد العراق.
وقال عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لشبكة التلفزيون الأمريكية «سي ان ان» إنه «ليس من الحكمة شن حرب في الوقت الحالي وليس هناك اي بلد في العالم يؤيدها».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن الجبير قوله إن الإدارة الأمريكية لم تطلب حتى الآن إذنا من الرياض لاستخدام القواعد العسكرية بالسعودية أو حق استخدام المجال الجوي السعودي أو أي خطوات أخرى في حالة شن هجوم ضد العراق.
وقد بحث الأمير بندر والرئيس الأمريكي أيضا دور السعودية في حملة مكافحة الارهاب وآفاق السلام في الشرق الأوسط بدون أن تظهر مؤشرات على تسوية الخلاف بين الجانبين حول الدعم الأمريكي لاسرائيل.
وقال فلايشر إن بوش أكد ضرورة أن تفي السعودية بالتزاماتها المتعلقة بالدعم المالي لإعادة اعمار أفغانستان وشدد على أهمية توفر الأموال لضمان استقرار هذا البلد.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية طلب عدم كشف هويته إن السعودية ما زالت «مقصرة جدا» في الوفاء بهذه الالتزامات التي تبلغ مائة مليون دولار.
وأخيرا، قال فلايشر إن الرئيس بوش بحث مع السفير السعودي مسألة حضانة أبناء السعوديين المتزوجين من نساء أمريكيات، موضحا أن عددا كبيرا منهم ينقلون إلى المملكة رغما عن أمهاتهم رغم صدور مذكرات قضائية بشأنهم.
وأوضح أن الأمير بندر وعد بنقل هذه المسألة إلى السلطات السعودية.
وقد استغرق اللقاء بين بوش والأمير بندر حوالي ساعة في مزرعة الرئيس الأمريكي، قبل أن يلتحقا بأسرتيهما لتناول الغداء.
وتكشف صحيفة «واشنطن بوست»، نقلا عن مصادر مطلعة قولها إن اللقاء بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في ابريل الماضي بمزرعة بوش الخاصة في كروفورد بولاية تكساس «كان أقرب للكارثة»، مرجعة ذلك إلى ما بدا من أن الرئيس الأمريكي لم يكن على دراية كافية بما يحمله الأمير عبدالله من مقترحات للسلام في الشرق الأوسط، لدرجة أن الأمير عبدالله ومسؤولين سعوديين آخرين صرحوا فيما بعد بأن ولي العهد السعودي شعر بالغضب لأن بوش تحدث بصورة عامة فقط عن تلك المقترحات.
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?page=1&topic=101264
لضرب العراق... وأقول الآن «لا»... وسأقول غداً ... «لا»
واشنطن ـ محمود شمام: عنف ولي العهد السعودي عبد الله بن عبدالعزيز بشدة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بعد أن قام مكتب تشيني بتمرير «معلومات غير صحيحة» تفيد أن السعودية تدعم الحرب ضد العراق سرا. وأفادت واشنطن بوست في معرض تعديدها لنقاط التوتر في العلاقات السعودية الأمريكية أن الأمير عبدالله قال لتشيني في لهجة صارمة أن السعودية ترفض ضرب العراق «قلت لا في السعودية. وأقول لا الآن. وسأقول لا غدا».
وكشف النقاب ايضا وفي وقت توافق مع اجتماع الأمس بين الرئيس الأمريكي جورج بوش وبندر بن سلطان السفير السعودي لدى واشنطن عن أن الأمير عبدالله الذي تلقى مكالمة تصالحية من بوش قد عاد من زيارته التاريخية لتكساس منذ شهور ممتعضا من عدم إلمام الرئيس بوش بتفاصيل مبادرته للسلام، وعدم قدرته على استيعاب أهميتها القصوى. وقد جاءت مكالمة الاثنين بين الزعيمين لتؤكد الرغبة الجادة للبلدين لإنهاء حالة التوتر الناجم عن الحملات القاسية التي شنتها وسائل الإعلام الأمريكية خلال فترة زمنية تمتد الى العام تقريبا.
وعلى الرغم من أن الدبلوماسية السعودية الصامتة لم تتهم أحدا علنا بمسؤولية هذه الحملات، إلا ان هناك من يتهم نائب الرئيس تشيني بالتواطؤ مع مجلس سياسات الدفاع في تشجيع هذه الحملات وتغذيتها.
وعلمت «الوطن» أن قرار الاجتماع بين بوش وبندر قد اتخذ بعد ما أعلمت شركة العلاقات العامة التي تمثل السعودية في واشنطن السفير السعودي أن استطلاعا للرأي العام الأمريكي أجراه مستطلع جمهوري يدعى ماكلافن الأسبوع الماضي افاد أن 62 في المائة من الأمريكيين يحملون انطباعا سيئا عن السعودية. وكان 50 في المائة من الأمريكيين يحملون هذا الانطباع في مايو الماضي مما يؤكد ان الحملات الإعلامية الضارية قد بدأت تؤثر في السمعة السعودية رغم التصريحات الصادرة عن الإدارة والتي تتحدث عن متانة العلاقة بين البلدين.
وقد حرص الطرفان على ابراز عمق الصداقة الشخصية بين العائلتين، وحرص السعوديون بشكل خاص على إبراز أن بوش قد استقبل في مزرعته أربع شخصيات دولية بينهم سعوديان هم الأمير عبدالله والسفير السعودي.
لكن الحفاوة الكبيرة والمودة الواضحة لم تخف الخلافات التي وفقا لمصادر «الوطن» اتسمت مناقشتها بالصراحة ولم تؤد الى اتفاق على بعض القضايا. ووفقا للمعلومات المتوفرة فقد طلب الرئيس بوش من الأمير بندر ثلاثة أمور:
ـ أن تتعهد السعودية بالمحافظة على المستويات الحالية لأسعار النفط.
ـ أن تخفف من وقع معارضتها للضربة العسكرية المحتملة ضد العراق.
ـ وألا تعارض إذا ما سمحت دول خليجية هي بالتحديد الكويت، قطر، والبحرين باستخدام أراضيها.
وعلمت «الوطن» أن الأمير بندر لم يقدم اجابات واضحة على مطالب بوش، واكتفى بالقول إن السعودية لا تتدخل في شؤون الاخرين: وإن اسعار النفط تحددها آليات السوق، وان ابدى تعاطفا شخصيا مع رؤية واشنطن للنظام العراقي، لكنه أكد على الموقف السعودي في رفض الضربة العسكرية.
وعزا المراقبون ذلك الى رغبة السعودية في مناقشة هذه المواضيع خلال قمة مرتقبة بين عبدالله وبوش قد تعقد خلال شهر سبتمبر وتطرح فيها كافة الملفات وعلى رأسها ملف النزاع الفلسطيني الاسرائيلي المجمد في واشنطن منذ مدة.
وخلال اللقاء بين بوش وبندر، فان الرئيس الأمريكي أكد لسفير السعودية أنه لم يقرر حتى الآن كيفية العمل ضد «التهديد» الذي يشكله في نظره الرئيس العراقي صدام حسين.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر بأن الرئيس الأمريكي أكد مجددا خلال استقباله الأمير بندر بن سلطان في مزرعته في كروفورد «تكساس» أن الرئيس العراقي يشكل «تهديدا للسلام العالمي لكنه لم يتخذ أي قرار حول أفضل طريقة لإقصائه».
وأضاف فلايشر أن بوش «أكد أنه لم يتخذ أي قرار وأنه سيستمر في مشاورة السعودية والدول الأخرى حول المراحل في الشرق الأوسط والمراحل في العراق».
وردا على سؤال عن مدى نجاح بوش في تخفيف المعارضة السعودية لعمل ضد العراق، قال فلايشر ان الرئيس الأمريكي «يعتقد أن التبادل البناء للأفكار مفيد في كل مرة تطرح فيها مسألة العراق في لقاءات مع قادة أجانب».
لكن مسؤولا سعوديا قال بعد اللقاء إن الرياض ما زالت على موقفها المعارض للتدخل ضد العراق.
وقال عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لشبكة التلفزيون الأمريكية «سي ان ان» إنه «ليس من الحكمة شن حرب في الوقت الحالي وليس هناك اي بلد في العالم يؤيدها».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن الجبير قوله إن الإدارة الأمريكية لم تطلب حتى الآن إذنا من الرياض لاستخدام القواعد العسكرية بالسعودية أو حق استخدام المجال الجوي السعودي أو أي خطوات أخرى في حالة شن هجوم ضد العراق.
وقد بحث الأمير بندر والرئيس الأمريكي أيضا دور السعودية في حملة مكافحة الارهاب وآفاق السلام في الشرق الأوسط بدون أن تظهر مؤشرات على تسوية الخلاف بين الجانبين حول الدعم الأمريكي لاسرائيل.
وقال فلايشر إن بوش أكد ضرورة أن تفي السعودية بالتزاماتها المتعلقة بالدعم المالي لإعادة اعمار أفغانستان وشدد على أهمية توفر الأموال لضمان استقرار هذا البلد.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية طلب عدم كشف هويته إن السعودية ما زالت «مقصرة جدا» في الوفاء بهذه الالتزامات التي تبلغ مائة مليون دولار.
وأخيرا، قال فلايشر إن الرئيس بوش بحث مع السفير السعودي مسألة حضانة أبناء السعوديين المتزوجين من نساء أمريكيات، موضحا أن عددا كبيرا منهم ينقلون إلى المملكة رغما عن أمهاتهم رغم صدور مذكرات قضائية بشأنهم.
وأوضح أن الأمير بندر وعد بنقل هذه المسألة إلى السلطات السعودية.
وقد استغرق اللقاء بين بوش والأمير بندر حوالي ساعة في مزرعة الرئيس الأمريكي، قبل أن يلتحقا بأسرتيهما لتناول الغداء.
وتكشف صحيفة «واشنطن بوست»، نقلا عن مصادر مطلعة قولها إن اللقاء بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في ابريل الماضي بمزرعة بوش الخاصة في كروفورد بولاية تكساس «كان أقرب للكارثة»، مرجعة ذلك إلى ما بدا من أن الرئيس الأمريكي لم يكن على دراية كافية بما يحمله الأمير عبدالله من مقترحات للسلام في الشرق الأوسط، لدرجة أن الأمير عبدالله ومسؤولين سعوديين آخرين صرحوا فيما بعد بأن ولي العهد السعودي شعر بالغضب لأن بوش تحدث بصورة عامة فقط عن تلك المقترحات.
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?page=1&topic=101264