bahrani
07-09-2002, 02:42 PM
قد يتساءل البعض في هذه الايام ماهو موقف الشعوب العربية تجاه الانظمة التي تحكمها مع العلم ان هذه الانظمة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية ؟اضف الى انها جاءت لتتحكم برؤوس المسلمين بل انها لا تعير ادنى اهتمام بحقوق المواطنين فهي تتعامل مع المواطن على انه سلعة رخيصة يمكن التفاوض على مصيره ومقدراته , وعلى كل حال فان السؤال المطروح اعلاه ياتي موازيا لديكتاتوريات الانظمة , فاذا كانت الانظمة ذات مزاج خاص تتعامل مع شعوبها على هذا المبدأ فان الجواب من البديهي سيكون واضحا ومعروفا ولن يختلف عليه اثنان ابدا اذ ومع افتراض ديكتاتوريتها وتسلطها سوف يكون التعامل سلبيا اذ ليس من المعقول ان يكون ايجابيا والا وجب اختلاط المفاهيم والمعايير بل ان هذا الوقوف سوف يزيد في طغيانهم اذ انهم سوف يشعرون بالامان على كل حال من شعوبهم حتى لو ادى الى تصفية اغلبيتهم الامر الذي يؤدي بالتالي الى نزول النقمة الالهية اذ ان الشرائع الاسلامية اوجبت نكران ظلم الظالم ومحاربته والتصدي له وسف نكون مصداقا للاية الكريمة (وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون )بل ان الوقوف مع الظلمة يؤدي الى اختلال النظام واشاعة الفساد وعدم الامن الاجتماعي , ولابد ان نشير الى اننا نعني من هذا الكلام ماهو الموقف الذي ينبغي اتخاذه في ظل الحملة الامريكية على الانظمة الفاسدة في المنطقة وهذا لايعني ان نبرء امريكامن انها لاتستهدف الشعوب والاسلام بل على العكس تماما ان الادارة الامريكية اعلنتها وعلى لسان رئيسها ان الحرب القادمة حرب صليبية تستهدف الاسلام على وجه الخصوص , وانما اردنا ان نعلن موقفنا باننا لايمكن ان نستخدم ورقة الاعيب بيد الانظمة فهي تسومنا سوء العذاب وقت الامان والرخاء ورضا الاسياد عليها وتعتدي على كل الحقوق التي كفلتها المنظمات الحقوقية فهي لاتراعي ادنى حرمة للمواطن وتستبيح حقوقه وتزج به في السجون وتنهب ثرواته ...اما اذا كانت في وضع لايحسد عليه فهي تجيش الاعلام لوقوف الشعوب في صفوفها كي تحصل على شرعية قد تساعدها وتخرجها من مأزقها فهي تستخدم الشعوب متاريس تقضي بها حاجتها وما ان تنتهي منها حتى ترجع الى طغيانها من جديد ,لذاينبغي ان ننظر الى الامور بعين الدقة والمصلحة وان هذه الزوبعة ليست لنا فيه اي مصلحة وانما هو صراع الفئران على الجبنة ..نعم لابد ان نقف امام امريكا بقوة وبحزم وندافع عن بلادنا وديننا ولوادى الى قتلنا جميعا لا ان يكون الدفاع عن النظام الذي خدم الامريكان على حسابنا واوصل بلادنا الى ماوصلت اليه الان ,ان هذه الانظمة هي لم تفكرا يوما في مصلحة شعوبها بل هي تفكر في مصالحها الخاصة وديمومة كرسي الملك والحكم ,فهي تمثل الاسياد وتدير مصالحه فاذا اختلفت الرؤية الامريكية والرؤية السلطوية لا يجب علينا ان نزج بانفسنا في متاهات لاربط لنا بها اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واجعلنا من بينهم سالمين