PDA

View Full Version : بيان مثقفين بوابة العرب...


sirwan
15-09-2002, 01:04 AM
بيان منتديات بوابة العرب
حول الهجوم المرتقب ضد العراق


بياننا هذا موجه إلى كل إنسان عرف معنى الحرية، إلى كل صاحب قلب نابض باحترام حقوق الاٍنسان حيث تتوالى اليوم أنباء خطيرة حول جهود متسارعة لتهيئة الأجواء لهجمة جديدة على العراق وشعبه المكلوم، الذي ما زال ومنذ اثني عشر عاما يعاني من تبعات الهجمة الشرسة التي أسمتها الحكومة الأميركية بعاصفة الصحراء، أمطر خلالها بأطنان من القنابل ليلا ونهارا على مدى أسابيع عانى قبلها بسنوات قليلة من ويلات حرب ضروس مع إيران المجاورة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ومنذ ذلك اليوم فرضت عليه عقوبات اقتصادية شديدة الصرامة مما زاد الأمر سوءا، إلى جانب الطلعات الجوية شبه اليومية والتي لا تخلو من مهاجمة مواقع أرضية من وقت لآخر، مما زاد في تدمير أحلام هذا الشعب والقضاء على أمانيه ليعيش أيامه كشعب بائس لا يجد ما يسد به رمقه أو يعالج ما انتشر من أمراض.

فما هى المبررات التي يمكن أن تقدمها لنا واشنطن ولندن بضرورة شن هجمة أخرى ضد هذا الشعب المغلوب على أمره، وما بال الولايات المتحدة الأميركية تتذرع بحجج لم تستطع حتى كسب مؤيدين لها ضمن أقرب حلفائها في الشرق الأوسط ناهيك عن الاعتراض الدولي الصارخ ضد الهجمة.

حيث أعلن وزراء خارجية الدول العربية بعد اجتماعهم الأخير بالقاهرة، بأنهم يعارضون وبشدة أي هجمة على العراق! ليقضوا بذلك على مزاعم واشنطن ولندن بأن العراق يشكل تهديدا لجيرانه، وعلى رأسهم كل من الكويت والسعودية اللتان كانتا ضمن التحالف الدولي خلال عاصفة الصحراء، وهاهو وزير خارجية كندا يعلن رفض بلاده المشاركة في هذا العمل غير المبرر، ومن قبله المستشار الألماني ورؤساء فرنسا وروسيا والصين وغيرهم كثير.

ومازلنا نذكر تصريحات سكوت ريتر العضو السابق في فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة؛ الذي شهد بأن العراق لم يعد يمتلك أيا من أسلحة الدمار الشامل.. وأيده كبير المفتشين السابق رولف إيكيوس واصفا واشنطن بأنها تستغل عمل المفتشين للتجسس على العراق.



ولم تستطع الولايات المتحدة حتى اللحظة إثبات ادعائها بأن مصنع الشفاء السوداني ينتج أسلحة كيماوية رغم أن بضع سنين قد مضت على تدميره بصواريخ كروز، ونراها اليوم تحاول ايجاد صلة مزعومة بين تنظيم القاعدة وحكومة العراق، تمهيدا لإلحاقها بحكومة أفغانستان التي حشدت العالم لخلعها بكل ما أوتيت من أسلحة الدمار بحجة إيوائها للقاعدة، ولاننسى جميعا كيف أغفلت جميع الحلول السلمية لا لشيء إلا لتوسع رقعة هيمنتها شاملة تلك المنطقة الاستراتيجية من العالم.

وكما هو واضح فالهدف الأول للحملة تغيير الحكومة العراقية الحالية بقوة السلاح، رغم أن ميثاق هيئة الأمم المتحدة لايجيز التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء! مما يثير التساؤل حول نوايا القيادة الأميركية من عدم اكتراثها بدور الهيئة التي كانت ضمن مؤسسيها الأوائل، وكأنها قد نصبت من نفسها شرطيا للعالم يقرر للشعوب النظام الأصلح لحكمهم!

ثم إن مجلس الأمن وهو الجهة المختصة لاتخاذ قرار عسكري ضد أي دولة؛ لم يقرر بعد أي شيء من هذا القبيل، والعجيب أن وتيرة التصريحات المتصاعدة للمسؤولين الأميركيين تظهر تحولا خطيرا في التحضير للهجمة، بعكس ما حصل في عاصفة الصحراء عام 1990م من حرصهم على استشارة بقية دول العالم الأعضاء في نفس المجلس.

كما أن تغيير نظام الحكم في العراق هو حق مشروع للشعب العراقي وحده كفلته له المواثيق والأعراف الدولية، أسوة ببقية شعوب العالم التي يرزح الكثير منها تحت وطأة أنظمة مشابهة، فما بال واشنطن ولندن تضنان بهذا الحق على الشعب العراقي وكـأنه يقع ضمن ولاياتها الداخلية؟

وإن حدث وحققت الإدارة الأميركية ما ترمى إليه فستكون هذه سابقة تاريخية؛ تتخذها كذريعة لشن حروب أخرى ضد الدول الصغيرة التي لن تجرؤ على انتهاج أي سياسات تخالف توجهها، قاضية بذلك على مبدأ سيادة الدول على ترابها الوطني! مما يدفعنا للتساؤل إن كان العالم يتجه نحو فترة هيمنة لقطب واحد يحكم بمنطق غريب نابع من الكونغرس بدلا من الأمم المتحدة والبيت الأبيض بدلا من مجلس الأمن.

ونحن إذ نطالب بإطلاق جميع المحتجزين منذ حرب الخليج تمهيدا لتسوية سلمية بين الشقيقتين الكويت والعراق نطالب الأخيرة أيضا باتباع سياسة حسن الجوار مع جيرانها، والسماح بعودة المفتشين التابعين للأمم المتحدة، تفويتا للفرصة على واشنطن ولندن، وننادى في الوقت نفسه بضرورة الوقوف بقوة ضد هذه الهيمنة، وأن ترفع واشنطن يدها عن شعوب العالم والتي عانى الكثير منها الأمرين جرّاء سياساتها العجيبة.