MagicLion
16-09-2002, 06:16 PM
لم تكن المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين لتحقق ما حققته من انجازات شهد بها العدو قبل الصديق دون تخطيط محكم وادراك واع لطبيعة المعركة واستعداد استمر لعدة اشهر ، اذ يكفي ان يقال ان المقاومة الموحدة في مخيم جنين بدات بتحضير نفسها لهذه العملية عبر جمع السلاح وتدريب المقاتلين وضع الخطط وما الى ذلك منذ نهاية الاجتياح السابق للمخيم ، والذي اندحرت فيه قوات العدو الصهيوني من المخيم بعد ستة ايام من المعارك الشرسة دون ان تتمكن من اقتحامه ، وذلك في ما سمي بحرب المخيمات ، المقاومة في المخيم ادخلت في حساباتها كل شيء ، ولم تترك امرا واحدا دون تدبير ، فبادئ ذي بدء كانت هناك غرفة العمليات المشتركة للمقاومين ، وهي التي تدير مقاتلي كتائب القسام وكتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس ، رغم وجود مرجعية ميدانية لهؤلاء المقاتلين كل حسب قيادته التنظيمية ، فكان الشهيد محمود ابو حلوة ، قائدا ميدانيا لمجموعات القسام العاملة في هذه المعركة ، وكان الشهيد محمود طوالبة ، قائدا ميدانيا لسرايا القدس ، وكان المعتقل جمال حويل ، قائدا ميدانيا لكتائب الاقصى في ارض المعركة ، اما الشهيد يوسف ريحان " ابو جندل " فكان يراس فرقة من الامن الوطني الفلسطيني تخوض بقيادته المعارك في المخيم خلال الاجتياحات المتتالية السبعة له.
احد المقاتلين الناجين من هذه المعركة والذين تمكنوا من الانسحاب في الايام الاخيرة للمعارك حدثنا عن هذه المعركة قائلا :
بداية قمنا باحصاء جميع الاخطاء الناجمة عن الاجتياحات السابقة ، وذلك اثر الاجتياح السابق " السادس " ، ووضعنا ملاحظات لتفاديها ومنها :
أولاً : تقوم القوات الصهيونية وعند بدء اجتياحها للمخيم في كل مرة بقطع شبكة الهاتف ، وتعطيل شبكة الهواتف النقالة " الجوال " ، وتعطيل شبكة الكهرباء ، وذلك حتى تتمكن من قطع وسائل الاتصال بين المقاتلين انفسهم من جهة وعزل المخيم عن محيطه من جهة اخرى ، وعليه فقد تقرر ان يحمل المقاتلون هواتف نقالة من نوع "اورنج " وهي اسرائيلية مفتوحة للاتصال بالهواتف الفلسطينية وبالجوال بشكل مفتوح ، وعليه فقد تم تفادي عملية قطع الاتصالات ، اما قطع الكهرباء والتي لا تلزم في هذه المعركة سوى في شحن بطاريات الهواتف النقالة ، باحضار ماتور كهرباء " وبطاريات سيارات لهذا الغرض وتخصيص اناس معينين للقيام بهذه المهمة.
واضاف هذا المقاوم وهو يتحدث عن شبكة الاتصالات بين المقاتلين : ........... لقد تم ربط المجموعات المقاتلة بهواتف لاسلكي "ميرتس " وتم توزيعها بشكل جيد ، وتم تشكيل فرق خاصة للاتصالات وظيفتها ايصال كل ما يجري داخل المخيم الى كل مجموعة على حدة ، فيثبت المقاوم في موقعه وهو يعرف وبدقة متناهية ما يجري في المواقع الاخرى ، ولهذا دور كبير في ثباته ، اضافة الى انه يكون على دراية تامة بتحركات الجيش الصهيوني في محيطه ، وعليه يكون جاهزا لقنصهم والانقضاض عليهم ما وقع الهدف في الفخ ،
ثانياً : قسم محاربة الاشاعة داخل المخيم ، اذ كثيرا ما كانت تصل الى المقاتلين اخبار مغلوطة بقصد او بدون قصد خلال الاجتياحات السابقة ، تجعلهم اما يخطئون الاهداف او يودون بعدد من المقاتلين الى التهلكة دون جدوى نتيجة الخلل في تحديد الهدف ، لذلك فقد تقرر الا يتم الاتصال من قبل اي مراقب الا على حدث شاهده ، او ان يقوم اثنين من المقاتلين بالذهاب الى موقع الحدث ومشاهدته ومن ثم تعميمه ، وعليه فقد تم الضرب بيد من حديد على هذه الظاهرة.
ثالثاً : توزيع مخازن الذخيرة والاطعمة ، ففيما يتعلق بمخازن الاسلحة والذخيرة فقد كان لكل فصيل مخازنه الخاصة مع التنسيق مع الفصائل الاخرى ، ووضع على هذه المخازن امناء حيث تم الاعداد لذلك جيدا ، وقبل الاجتياح بيومين اجتمعت اللجنة العسكرية المكون من الالوية الثلاث ، واحصت ما لديها من اسلحة مجتمعة فوجد انه يوجد داخل المخيم 15 الف عبوة ناسفة ما بين كوع باحجامه المختلفة الصغيرة والكبيرة وعبوات الحنش الكبيرة وانواع القنابل المختلفة ، اضافة الى قاذف ار بي جي واحد ، وثمانية صواريخ لاو مع قاذف واحد ، وعدد كبير من الاسلحة الرشاشة وخاصة "ام16 " و "كلشن " وعدد قليل من الرشاشت الثقيلة من عيار"300 " ملم.
حيث تم وضع خطة تقديرية للمدى الذي يمكن ان يصمد به المخيم بهذه الاسلحة وسط ترشيد مخطط لاستعمال السلاح حتى تكون الرصاصة براس جندي دون اهدار عشوائي لها ، وتم تشكيل لجنة تنسيق بين الحارات المختلفة لتغطية النقص لديها في الذخيرة ،
رابعاً : تحديد قائمة ملاحظات تم توزيعها على المقاتلين والمدنيين منها " قواعد عامة " :
عدم الهرب عند رؤية الجنود واتباع التعليمات بدقة والاتصال بباقي افراد المجموعة بالدقة المتفق عليها ، عدم فتح الهواتف النقالة في حالة وجود تحليق للطائرات في سماء المخيم ، اطاعة القائد الميداني لكل حارة وعدم التنقل الا بتنسيق مباشر ، اذ لا يجب ان يترك المقاتل موقعه الا اذا احضر بديل له في ذلك الموقع لئلا تكون ثغرة ينفذ منها العدو الى داخل المخيم.
ومن القواعد الاخرى ابقاء جميع منازل المخيم مفتوحة على بعضها لتسهيل حركة تنقل المقاتلين من مكان الى اخر.
وقد تم الاتفاق على اشارات معينة يفهمها الجميع داخل المخيم منها على سبيل المثال : ان يصدح الجميع بتكبيرة العيد عندما يتمكن المقاتلون من قتل اي جندي او حصار جنود داخل منزل او كسب جولة في احدى الحارات فيبدا الجميع يصدح بتكبيرة العيد وتبدا تنتقل حتى يصدح بها بشكل جماعي كل سكان المخيم وتدوي عاليا في سماء المخيم وفي اذان الجنود الذين تصيبهم حينها حالة من الارباك وخاصة اولئك الذين يتواجدون في داخل المخيم ، اما التكبيرة العادية فكانت ايذانا بسقوط شهيد في ساحة المواجهة.
اما حول كيفية نوم المقاتلين خلال المعارك فاضاف : " ..... لم تكن فرصة النوم لتتاح للمقاتل كل يوم ، اذ كانت تمر ثلاثة ايام متتالية لا يغمض فيها لمقاتل جفن ، فالقصف والاشتباكات لم تتوقف لحظة واحدة لا ليلا ولا نهارا ، اما النوم بعد السهر المتتالي لثلاثة ايام فلم يكن يتجاوز الساعة الواحدة ، فاما ان يضع المقاتل راسه على حجر ويخلد للنوم بينما ياخذ اخر موقعه ، واما ان ينام في الشارع على عمود الكهرباء او تحت احد الجدران وكانه حجر او برميل.
واضاف هذا المقاتل القسامي : في الحقيقة كنا نمارس بعض الجوانب الانسانية حتى في ظل اعتى المعارك ، فكثيرا ما كنا نفتح الدكاكين ونخرج منها الحلوى ونعطيها للاطفال المحاصرين داخل البيوت ، اضافة الى قراءة القران والاوردة بصوت مرتفع ، كل مقاتل في مكانه وبشكل جماعي متناسق ، حيث تتم قراءة القران ، اضافة الى ان معظم شباب المقاتلين كانوا يصومون كل يوم رغم انهم في قتال ، وقد قاد هذا الكلام الى الحديث عن طعام المقاتلين فقال :
" لقد كان المقاتلون ياكلون وجبة واحدة في اليوم وعادة ما تكون خفيفة " شاندويش " وهي طبعا وجبة افطار الصائم ، باستثناء اليوم الاول للاجتياح الذي كانت تقوم النساء فيه بطهي الطعام للمقاتلين ، حيث خصصت نساء في كل حارة للقيام بهذه المهمة ،
واستطرد قائلا " ان روح الفكاهة والضحك والمرح لم تفارق المجاهدين حتى في ظل اعتى الاشتباكات فقد كانوا يلاحقون الجنود الصهاينة بمرح ، وكثيرا ما كانت تحدث بعض النوادر بيننا وبين الصهاينة ، ففي ذات مرة كنا نقوم بهدم جدران احد المنازل للتنقل والوصول الى وحدة صهيونية متمركزة داخل احد البيوت للانقضاض عليها ، وفي نفس الوقت كان جنود الوحدة يقومون بهدم الجدران للتنقل بين البيوت ، ومن قبيل الصدفة فقد التقينا نحن وهم في غرفة واحدة بعد ان كنا نهدم احد الجدران من جهة وهم يهدمونه من جهة اخرى ، فما كان منهم الا ان القوا سلاحهم وهربوا ودارت بيننا وبينهم معركة عنيفة تكبدوا خلالها عدة قتلى في صفوفهم.
وفي معرض اجابته حول الحالات التي كان الجنود يقومون خلالها بقصف بعضهم البعض نتيجة موجة الارباك التي سادت بينهم حدثنا قائلا : " ...... لقد حدثت خلال هذه المعركة ثلاثة حالات قامت خلالها الطائرات الصهيونية بقصف جنودها بالخطا .
الحادثة الاولى فكانت قرب مدرسة الوكالة في اول المخيم ، وفي اول ايام الاجتياح وذلك عندما تمكنت المقاومة من اعطاب دبابة وحرقها بالكامل حيث التجأ المقاتلون الى احد المنازل المجاورة وكان يرافق الدبابة جيب عسكري قريب من المنزل فما كان من الطائرة سوى قصف هذا الجيب والجنود بداخله بدل قصف المنزل الذي يحتمي به المقاومون.
الحادثة الثانية فتمت في حارة الدمج ، حيث كان الجنود يقومون بوضع لاصق تكشفه الطائرات على المنازل التي يتواجدون بداخلها حتى لا تقصفها الطائرات ، وفي ذات الوقت يقوم العملاء بوضع بخاخ غير مرئي على المنازل التي يتواجد فيها المقاومون لتقوم الطائرات بقصفها ، وعند ذلك وفي حارة الدمج تمركز الجنود في الطابق الثالث لاحد المنازل ، فما كان من المقاومين الا ان ازالوا هذا الشريط الاصق عن المنزل واطلقوا النار من جواره على الطائرات التي قامت بقصفه مباشرة.
الحادثة الثالثة فكان في منطقة الساحة وبالقرب من المسجد ، لقد وصلت الاشتباكات في بعض الاحيان الى حد التلاصق حتى انه حدث مرة ان كان الجنود متمركزين في الطابق الثالث لاحدى البنايات والمقاومون في الثاني ودارت بينهم اشتباكات عنيفة جدا.
واضاف : في بعض الاحيان كانت تتم عمليات استدراج الجنود الى داخل المخيم بشكل مخطط ، اذ يقوم عدد من المقاتلين بمهاجمة الجنود بشكل مباشر على اطراف المخيم ومن ثم الانسحاب الى داخله وعندها يدخل الجنود الحارات وهم مشتبكون معهم وعندها تخرج لهم مجموعات الكمائن وتذيقهم الويلات .
احد المقاتلين الناجين من هذه المعركة والذين تمكنوا من الانسحاب في الايام الاخيرة للمعارك حدثنا عن هذه المعركة قائلا :
بداية قمنا باحصاء جميع الاخطاء الناجمة عن الاجتياحات السابقة ، وذلك اثر الاجتياح السابق " السادس " ، ووضعنا ملاحظات لتفاديها ومنها :
أولاً : تقوم القوات الصهيونية وعند بدء اجتياحها للمخيم في كل مرة بقطع شبكة الهاتف ، وتعطيل شبكة الهواتف النقالة " الجوال " ، وتعطيل شبكة الكهرباء ، وذلك حتى تتمكن من قطع وسائل الاتصال بين المقاتلين انفسهم من جهة وعزل المخيم عن محيطه من جهة اخرى ، وعليه فقد تقرر ان يحمل المقاتلون هواتف نقالة من نوع "اورنج " وهي اسرائيلية مفتوحة للاتصال بالهواتف الفلسطينية وبالجوال بشكل مفتوح ، وعليه فقد تم تفادي عملية قطع الاتصالات ، اما قطع الكهرباء والتي لا تلزم في هذه المعركة سوى في شحن بطاريات الهواتف النقالة ، باحضار ماتور كهرباء " وبطاريات سيارات لهذا الغرض وتخصيص اناس معينين للقيام بهذه المهمة.
واضاف هذا المقاوم وهو يتحدث عن شبكة الاتصالات بين المقاتلين : ........... لقد تم ربط المجموعات المقاتلة بهواتف لاسلكي "ميرتس " وتم توزيعها بشكل جيد ، وتم تشكيل فرق خاصة للاتصالات وظيفتها ايصال كل ما يجري داخل المخيم الى كل مجموعة على حدة ، فيثبت المقاوم في موقعه وهو يعرف وبدقة متناهية ما يجري في المواقع الاخرى ، ولهذا دور كبير في ثباته ، اضافة الى انه يكون على دراية تامة بتحركات الجيش الصهيوني في محيطه ، وعليه يكون جاهزا لقنصهم والانقضاض عليهم ما وقع الهدف في الفخ ،
ثانياً : قسم محاربة الاشاعة داخل المخيم ، اذ كثيرا ما كانت تصل الى المقاتلين اخبار مغلوطة بقصد او بدون قصد خلال الاجتياحات السابقة ، تجعلهم اما يخطئون الاهداف او يودون بعدد من المقاتلين الى التهلكة دون جدوى نتيجة الخلل في تحديد الهدف ، لذلك فقد تقرر الا يتم الاتصال من قبل اي مراقب الا على حدث شاهده ، او ان يقوم اثنين من المقاتلين بالذهاب الى موقع الحدث ومشاهدته ومن ثم تعميمه ، وعليه فقد تم الضرب بيد من حديد على هذه الظاهرة.
ثالثاً : توزيع مخازن الذخيرة والاطعمة ، ففيما يتعلق بمخازن الاسلحة والذخيرة فقد كان لكل فصيل مخازنه الخاصة مع التنسيق مع الفصائل الاخرى ، ووضع على هذه المخازن امناء حيث تم الاعداد لذلك جيدا ، وقبل الاجتياح بيومين اجتمعت اللجنة العسكرية المكون من الالوية الثلاث ، واحصت ما لديها من اسلحة مجتمعة فوجد انه يوجد داخل المخيم 15 الف عبوة ناسفة ما بين كوع باحجامه المختلفة الصغيرة والكبيرة وعبوات الحنش الكبيرة وانواع القنابل المختلفة ، اضافة الى قاذف ار بي جي واحد ، وثمانية صواريخ لاو مع قاذف واحد ، وعدد كبير من الاسلحة الرشاشة وخاصة "ام16 " و "كلشن " وعدد قليل من الرشاشت الثقيلة من عيار"300 " ملم.
حيث تم وضع خطة تقديرية للمدى الذي يمكن ان يصمد به المخيم بهذه الاسلحة وسط ترشيد مخطط لاستعمال السلاح حتى تكون الرصاصة براس جندي دون اهدار عشوائي لها ، وتم تشكيل لجنة تنسيق بين الحارات المختلفة لتغطية النقص لديها في الذخيرة ،
رابعاً : تحديد قائمة ملاحظات تم توزيعها على المقاتلين والمدنيين منها " قواعد عامة " :
عدم الهرب عند رؤية الجنود واتباع التعليمات بدقة والاتصال بباقي افراد المجموعة بالدقة المتفق عليها ، عدم فتح الهواتف النقالة في حالة وجود تحليق للطائرات في سماء المخيم ، اطاعة القائد الميداني لكل حارة وعدم التنقل الا بتنسيق مباشر ، اذ لا يجب ان يترك المقاتل موقعه الا اذا احضر بديل له في ذلك الموقع لئلا تكون ثغرة ينفذ منها العدو الى داخل المخيم.
ومن القواعد الاخرى ابقاء جميع منازل المخيم مفتوحة على بعضها لتسهيل حركة تنقل المقاتلين من مكان الى اخر.
وقد تم الاتفاق على اشارات معينة يفهمها الجميع داخل المخيم منها على سبيل المثال : ان يصدح الجميع بتكبيرة العيد عندما يتمكن المقاتلون من قتل اي جندي او حصار جنود داخل منزل او كسب جولة في احدى الحارات فيبدا الجميع يصدح بتكبيرة العيد وتبدا تنتقل حتى يصدح بها بشكل جماعي كل سكان المخيم وتدوي عاليا في سماء المخيم وفي اذان الجنود الذين تصيبهم حينها حالة من الارباك وخاصة اولئك الذين يتواجدون في داخل المخيم ، اما التكبيرة العادية فكانت ايذانا بسقوط شهيد في ساحة المواجهة.
اما حول كيفية نوم المقاتلين خلال المعارك فاضاف : " ..... لم تكن فرصة النوم لتتاح للمقاتل كل يوم ، اذ كانت تمر ثلاثة ايام متتالية لا يغمض فيها لمقاتل جفن ، فالقصف والاشتباكات لم تتوقف لحظة واحدة لا ليلا ولا نهارا ، اما النوم بعد السهر المتتالي لثلاثة ايام فلم يكن يتجاوز الساعة الواحدة ، فاما ان يضع المقاتل راسه على حجر ويخلد للنوم بينما ياخذ اخر موقعه ، واما ان ينام في الشارع على عمود الكهرباء او تحت احد الجدران وكانه حجر او برميل.
واضاف هذا المقاتل القسامي : في الحقيقة كنا نمارس بعض الجوانب الانسانية حتى في ظل اعتى المعارك ، فكثيرا ما كنا نفتح الدكاكين ونخرج منها الحلوى ونعطيها للاطفال المحاصرين داخل البيوت ، اضافة الى قراءة القران والاوردة بصوت مرتفع ، كل مقاتل في مكانه وبشكل جماعي متناسق ، حيث تتم قراءة القران ، اضافة الى ان معظم شباب المقاتلين كانوا يصومون كل يوم رغم انهم في قتال ، وقد قاد هذا الكلام الى الحديث عن طعام المقاتلين فقال :
" لقد كان المقاتلون ياكلون وجبة واحدة في اليوم وعادة ما تكون خفيفة " شاندويش " وهي طبعا وجبة افطار الصائم ، باستثناء اليوم الاول للاجتياح الذي كانت تقوم النساء فيه بطهي الطعام للمقاتلين ، حيث خصصت نساء في كل حارة للقيام بهذه المهمة ،
واستطرد قائلا " ان روح الفكاهة والضحك والمرح لم تفارق المجاهدين حتى في ظل اعتى الاشتباكات فقد كانوا يلاحقون الجنود الصهاينة بمرح ، وكثيرا ما كانت تحدث بعض النوادر بيننا وبين الصهاينة ، ففي ذات مرة كنا نقوم بهدم جدران احد المنازل للتنقل والوصول الى وحدة صهيونية متمركزة داخل احد البيوت للانقضاض عليها ، وفي نفس الوقت كان جنود الوحدة يقومون بهدم الجدران للتنقل بين البيوت ، ومن قبيل الصدفة فقد التقينا نحن وهم في غرفة واحدة بعد ان كنا نهدم احد الجدران من جهة وهم يهدمونه من جهة اخرى ، فما كان منهم الا ان القوا سلاحهم وهربوا ودارت بيننا وبينهم معركة عنيفة تكبدوا خلالها عدة قتلى في صفوفهم.
وفي معرض اجابته حول الحالات التي كان الجنود يقومون خلالها بقصف بعضهم البعض نتيجة موجة الارباك التي سادت بينهم حدثنا قائلا : " ...... لقد حدثت خلال هذه المعركة ثلاثة حالات قامت خلالها الطائرات الصهيونية بقصف جنودها بالخطا .
الحادثة الاولى فكانت قرب مدرسة الوكالة في اول المخيم ، وفي اول ايام الاجتياح وذلك عندما تمكنت المقاومة من اعطاب دبابة وحرقها بالكامل حيث التجأ المقاتلون الى احد المنازل المجاورة وكان يرافق الدبابة جيب عسكري قريب من المنزل فما كان من الطائرة سوى قصف هذا الجيب والجنود بداخله بدل قصف المنزل الذي يحتمي به المقاومون.
الحادثة الثانية فتمت في حارة الدمج ، حيث كان الجنود يقومون بوضع لاصق تكشفه الطائرات على المنازل التي يتواجدون بداخلها حتى لا تقصفها الطائرات ، وفي ذات الوقت يقوم العملاء بوضع بخاخ غير مرئي على المنازل التي يتواجد فيها المقاومون لتقوم الطائرات بقصفها ، وعند ذلك وفي حارة الدمج تمركز الجنود في الطابق الثالث لاحد المنازل ، فما كان من المقاومين الا ان ازالوا هذا الشريط الاصق عن المنزل واطلقوا النار من جواره على الطائرات التي قامت بقصفه مباشرة.
الحادثة الثالثة فكان في منطقة الساحة وبالقرب من المسجد ، لقد وصلت الاشتباكات في بعض الاحيان الى حد التلاصق حتى انه حدث مرة ان كان الجنود متمركزين في الطابق الثالث لاحدى البنايات والمقاومون في الثاني ودارت بينهم اشتباكات عنيفة جدا.
واضاف : في بعض الاحيان كانت تتم عمليات استدراج الجنود الى داخل المخيم بشكل مخطط ، اذ يقوم عدد من المقاتلين بمهاجمة الجنود بشكل مباشر على اطراف المخيم ومن ثم الانسحاب الى داخله وعندها يدخل الجنود الحارات وهم مشتبكون معهم وعندها تخرج لهم مجموعات الكمائن وتذيقهم الويلات .