PDA

View Full Version : مخيم جنين أدخل وعايش الأحداث فعلا أسطورة


MagicLion
16-09-2002, 06:16 PM
لم تكن المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين لتحقق ما حققته من انجازات شهد بها العدو قبل الصديق دون تخطيط محكم وادراك واع لطبيعة المعركة واستعداد استمر لعدة اشهر ، اذ يكفي ان يقال ان المقاومة الموحدة في مخيم جنين بدات بتحضير نفسها لهذه العملية عبر جمع السلاح وتدريب المقاتلين وضع الخطط وما الى ذلك منذ نهاية الاجتياح السابق للمخيم ، والذي اندحرت فيه قوات العدو الصهيوني من المخيم بعد ستة ايام من المعارك الشرسة دون ان تتمكن من اقتحامه ، وذلك في ما سمي بحرب المخيمات ، المقاومة في المخيم ادخلت في حساباتها كل شيء ، ولم تترك امرا واحدا دون تدبير ، فبادئ ذي بدء كانت هناك غرفة العمليات المشتركة للمقاومين ، وهي التي تدير مقاتلي كتائب القسام وكتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس ، رغم وجود مرجعية ميدانية لهؤلاء المقاتلين كل حسب قيادته التنظيمية ، فكان الشهيد محمود ابو حلوة ، قائدا ميدانيا لمجموعات القسام العاملة في هذه المعركة ، وكان الشهيد محمود طوالبة ، قائدا ميدانيا لسرايا القدس ، وكان المعتقل جمال حويل ، قائدا ميدانيا لكتائب الاقصى في ارض المعركة ، اما الشهيد يوسف ريحان " ابو جندل " فكان يراس فرقة من الامن الوطني الفلسطيني تخوض بقيادته المعارك في المخيم خلال الاجتياحات المتتالية السبعة له.

احد المقاتلين الناجين من هذه المعركة والذين تمكنوا من الانسحاب في الايام الاخيرة للمعارك حدثنا عن هذه المعركة قائلا :

بداية قمنا باحصاء جميع الاخطاء الناجمة عن الاجتياحات السابقة ، وذلك اثر الاجتياح السابق " السادس " ، ووضعنا ملاحظات لتفاديها ومنها :

أولاً : تقوم القوات الصهيونية وعند بدء اجتياحها للمخيم في كل مرة بقطع شبكة الهاتف ، وتعطيل شبكة الهواتف النقالة " الجوال " ، وتعطيل شبكة الكهرباء ، وذلك حتى تتمكن من قطع وسائل الاتصال بين المقاتلين انفسهم من جهة وعزل المخيم عن محيطه من جهة اخرى ، وعليه فقد تقرر ان يحمل المقاتلون هواتف نقالة من نوع "اورنج " وهي اسرائيلية مفتوحة للاتصال بالهواتف الفلسطينية وبالجوال بشكل مفتوح ، وعليه فقد تم تفادي عملية قطع الاتصالات ، اما قطع الكهرباء والتي لا تلزم في هذه المعركة سوى في شحن بطاريات الهواتف النقالة ، باحضار ماتور كهرباء " وبطاريات سيارات لهذا الغرض وتخصيص اناس معينين للقيام بهذه المهمة.

واضاف هذا المقاوم وهو يتحدث عن شبكة الاتصالات بين المقاتلين : ........... لقد تم ربط المجموعات المقاتلة بهواتف لاسلكي "ميرتس " وتم توزيعها بشكل جيد ، وتم تشكيل فرق خاصة للاتصالات وظيفتها ايصال كل ما يجري داخل المخيم الى كل مجموعة على حدة ، فيثبت المقاوم في موقعه وهو يعرف وبدقة متناهية ما يجري في المواقع الاخرى ، ولهذا دور كبير في ثباته ، اضافة الى انه يكون على دراية تامة بتحركات الجيش الصهيوني في محيطه ، وعليه يكون جاهزا لقنصهم والانقضاض عليهم ما وقع الهدف في الفخ ،

ثانياً : قسم محاربة الاشاعة داخل المخيم ، اذ كثيرا ما كانت تصل الى المقاتلين اخبار مغلوطة بقصد او بدون قصد خلال الاجتياحات السابقة ، تجعلهم اما يخطئون الاهداف او يودون بعدد من المقاتلين الى التهلكة دون جدوى نتيجة الخلل في تحديد الهدف ، لذلك فقد تقرر الا يتم الاتصال من قبل اي مراقب الا على حدث شاهده ، او ان يقوم اثنين من المقاتلين بالذهاب الى موقع الحدث ومشاهدته ومن ثم تعميمه ، وعليه فقد تم الضرب بيد من حديد على هذه الظاهرة.

ثالثاً : توزيع مخازن الذخيرة والاطعمة ، ففيما يتعلق بمخازن الاسلحة والذخيرة فقد كان لكل فصيل مخازنه الخاصة مع التنسيق مع الفصائل الاخرى ، ووضع على هذه المخازن امناء حيث تم الاعداد لذلك جيدا ، وقبل الاجتياح بيومين اجتمعت اللجنة العسكرية المكون من الالوية الثلاث ، واحصت ما لديها من اسلحة مجتمعة فوجد انه يوجد داخل المخيم 15 الف عبوة ناسفة ما بين كوع باحجامه المختلفة الصغيرة والكبيرة وعبوات الحنش الكبيرة وانواع القنابل المختلفة ، اضافة الى قاذف ار بي جي واحد ، وثمانية صواريخ لاو مع قاذف واحد ، وعدد كبير من الاسلحة الرشاشة وخاصة "ام16 " و "كلشن " وعدد قليل من الرشاشت الثقيلة من عيار"300 " ملم.

حيث تم وضع خطة تقديرية للمدى الذي يمكن ان يصمد به المخيم بهذه الاسلحة وسط ترشيد مخطط لاستعمال السلاح حتى تكون الرصاصة براس جندي دون اهدار عشوائي لها ، وتم تشكيل لجنة تنسيق بين الحارات المختلفة لتغطية النقص لديها في الذخيرة ،

رابعاً : تحديد قائمة ملاحظات تم توزيعها على المقاتلين والمدنيين منها " قواعد عامة " :

عدم الهرب عند رؤية الجنود واتباع التعليمات بدقة والاتصال بباقي افراد المجموعة بالدقة المتفق عليها ، عدم فتح الهواتف النقالة في حالة وجود تحليق للطائرات في سماء المخيم ، اطاعة القائد الميداني لكل حارة وعدم التنقل الا بتنسيق مباشر ، اذ لا يجب ان يترك المقاتل موقعه الا اذا احضر بديل له في ذلك الموقع لئلا تكون ثغرة ينفذ منها العدو الى داخل المخيم.

ومن القواعد الاخرى ابقاء جميع منازل المخيم مفتوحة على بعضها لتسهيل حركة تنقل المقاتلين من مكان الى اخر.

وقد تم الاتفاق على اشارات معينة يفهمها الجميع داخل المخيم منها على سبيل المثال : ان يصدح الجميع بتكبيرة العيد عندما يتمكن المقاتلون من قتل اي جندي او حصار جنود داخل منزل او كسب جولة في احدى الحارات فيبدا الجميع يصدح بتكبيرة العيد وتبدا تنتقل حتى يصدح بها بشكل جماعي كل سكان المخيم وتدوي عاليا في سماء المخيم وفي اذان الجنود الذين تصيبهم حينها حالة من الارباك وخاصة اولئك الذين يتواجدون في داخل المخيم ، اما التكبيرة العادية فكانت ايذانا بسقوط شهيد في ساحة المواجهة.

اما حول كيفية نوم المقاتلين خلال المعارك فاضاف : " ..... لم تكن فرصة النوم لتتاح للمقاتل كل يوم ، اذ كانت تمر ثلاثة ايام متتالية لا يغمض فيها لمقاتل جفن ، فالقصف والاشتباكات لم تتوقف لحظة واحدة لا ليلا ولا نهارا ، اما النوم بعد السهر المتتالي لثلاثة ايام فلم يكن يتجاوز الساعة الواحدة ، فاما ان يضع المقاتل راسه على حجر ويخلد للنوم بينما ياخذ اخر موقعه ، واما ان ينام في الشارع على عمود الكهرباء او تحت احد الجدران وكانه حجر او برميل.

واضاف هذا المقاتل القسامي : في الحقيقة كنا نمارس بعض الجوانب الانسانية حتى في ظل اعتى المعارك ، فكثيرا ما كنا نفتح الدكاكين ونخرج منها الحلوى ونعطيها للاطفال المحاصرين داخل البيوت ، اضافة الى قراءة القران والاوردة بصوت مرتفع ، كل مقاتل في مكانه وبشكل جماعي متناسق ، حيث تتم قراءة القران ، اضافة الى ان معظم شباب المقاتلين كانوا يصومون كل يوم رغم انهم في قتال ، وقد قاد هذا الكلام الى الحديث عن طعام المقاتلين فقال :

" لقد كان المقاتلون ياكلون وجبة واحدة في اليوم وعادة ما تكون خفيفة " شاندويش " وهي طبعا وجبة افطار الصائم ، باستثناء اليوم الاول للاجتياح الذي كانت تقوم النساء فيه بطهي الطعام للمقاتلين ، حيث خصصت نساء في كل حارة للقيام بهذه المهمة ،

واستطرد قائلا " ان روح الفكاهة والضحك والمرح لم تفارق المجاهدين حتى في ظل اعتى الاشتباكات فقد كانوا يلاحقون الجنود الصهاينة بمرح ، وكثيرا ما كانت تحدث بعض النوادر بيننا وبين الصهاينة ، ففي ذات مرة كنا نقوم بهدم جدران احد المنازل للتنقل والوصول الى وحدة صهيونية متمركزة داخل احد البيوت للانقضاض عليها ، وفي نفس الوقت كان جنود الوحدة يقومون بهدم الجدران للتنقل بين البيوت ، ومن قبيل الصدفة فقد التقينا نحن وهم في غرفة واحدة بعد ان كنا نهدم احد الجدران من جهة وهم يهدمونه من جهة اخرى ، فما كان منهم الا ان القوا سلاحهم وهربوا ودارت بيننا وبينهم معركة عنيفة تكبدوا خلالها عدة قتلى في صفوفهم.

وفي معرض اجابته حول الحالات التي كان الجنود يقومون خلالها بقصف بعضهم البعض نتيجة موجة الارباك التي سادت بينهم حدثنا قائلا : " ...... لقد حدثت خلال هذه المعركة ثلاثة حالات قامت خلالها الطائرات الصهيونية بقصف جنودها بالخطا .

الحادثة الاولى فكانت قرب مدرسة الوكالة في اول المخيم ، وفي اول ايام الاجتياح وذلك عندما تمكنت المقاومة من اعطاب دبابة وحرقها بالكامل حيث التجأ المقاتلون الى احد المنازل المجاورة وكان يرافق الدبابة جيب عسكري قريب من المنزل فما كان من الطائرة سوى قصف هذا الجيب والجنود بداخله بدل قصف المنزل الذي يحتمي به المقاومون.

الحادثة الثانية فتمت في حارة الدمج ، حيث كان الجنود يقومون بوضع لاصق تكشفه الطائرات على المنازل التي يتواجدون بداخلها حتى لا تقصفها الطائرات ، وفي ذات الوقت يقوم العملاء بوضع بخاخ غير مرئي على المنازل التي يتواجد فيها المقاومون لتقوم الطائرات بقصفها ، وعند ذلك وفي حارة الدمج تمركز الجنود في الطابق الثالث لاحد المنازل ، فما كان من المقاومين الا ان ازالوا هذا الشريط الاصق عن المنزل واطلقوا النار من جواره على الطائرات التي قامت بقصفه مباشرة.

الحادثة الثالثة فكان في منطقة الساحة وبالقرب من المسجد ، لقد وصلت الاشتباكات في بعض الاحيان الى حد التلاصق حتى انه حدث مرة ان كان الجنود متمركزين في الطابق الثالث لاحدى البنايات والمقاومون في الثاني ودارت بينهم اشتباكات عنيفة جدا.

واضاف : في بعض الاحيان كانت تتم عمليات استدراج الجنود الى داخل المخيم بشكل مخطط ، اذ يقوم عدد من المقاتلين بمهاجمة الجنود بشكل مباشر على اطراف المخيم ومن ثم الانسحاب الى داخله وعندها يدخل الجنود الحارات وهم مشتبكون معهم وعندها تخرج لهم مجموعات الكمائن وتذيقهم الويلات .

MagicLion
16-09-2002, 06:20 PM
حادثة فريدة :

ومن حالات الاستدراج التي تمت للجنود ما حدث في محيط منزل الشهيد محمود طوالبة والذي يقع على اطراف المخيم ، حيث تمركز من 4-6 جنود صهاينة في محيط المنزل وبعد اشتباك قصير تمركزوا في داخل البيت ، وعندها قام المقاومون ومن ضمنهم الشهيد طوالبة بحفر احد جدران المنازل المجاورة لادخال عبوة كبيرة الى داخل منزل طوالبة الذي يتواجد فيه الجنود ، وفي نفس الوقت كان المقاومون مشتبكين مع الجنود لاجبارهم على البقاء داخل المنزل ، والجنود يستغيثون بالمقاتلين ويقولون " يا شيخ ، يا حج " ويلحون بالعفو وذلك بعد ان نفذت ذخيرتهم ولم تتمكن الفرق الاخرى من الوصول اليهم لشدة نيران المقاومة ، والمقاومون اذ ذاك يكبرون تكبيرة العيد بشكل جماعي وهم يمطرون الجنود بالرصاص حتى ان احد شبان المقاومة اصيب في يده وهو يطلق النار على الجنود هناك ، الا انه استمر في اطلاق النار ويده تنزف ورفض الانسحاب من موقعه ، وبعد ان تمكن المقاومون من القاء العبوة الكبيرة الى داخل المنزل وتفجيرها هدات الاصوات وعم السكون على المكان وانسحب المقاومون بعد ان غنموا عددا من الاسلحة و"مهدة باطون " وادوات اسعاف اولية، وبعد حوالي نصف ساعة تم اخراج الجنود من داخل المنزل وحسب من راوها فقد كانت ما بين اربة الى ستة اكياس سوداء .

ويضيف : التفخيخ كان السمة البارزة لكل ازقة المخيم فما ان يتم استدراج الجنود الى احد الازقة حتى ينسحب منه المقاتلون ويتم تفجيره بالجنود وهذا ما حدث في زقاق بيت الوشاحي يوم السبت رابع ايام المعركة ، حيث قتل الجنود بالعبوات وسط اطلاق كثيف للنيران عليهم ،

اما عن القائد الرجل يوسف ريحان قبها " ابو جندل " فقال في حقه:

" لقد قام ابو جندل ونتيجة خبرته العسكرية بالاشراف على عملية تقسيم المقاتلين على المحاور ، وكان ذو حنكة شديدة ، اذ كان يحدد لكل مقاتل موقعه ، ويخبره انه من الناحية العسكرية لا بد ان يمر الجنود الصهاينة من هذا المكان ، وعليه فان عليكم التمركز هنا لمباغتتهم ، وكانت جميع توقعاته صائبة وكانه على علم دقيق بتحركات الصهاينة ، ويقول هذا المقاتل انه في احدى المرات وبينما كان ابو جندل يتمركز ومجموعته في احد الاحياء ، دخل احد الجنود الصهاينة الى زقاق الحارة بعد ان كشف عدم وجود مقاتلين في المنطقة ، وهو يعطي ظهره للخلف ، وعندها تجهز المقاتلون لقنصه ، فامرهم ابوجندل بالا يطلقوا رصاصة واحدة ، فاغتاظ المقاومون ، وما هي الا لحظات حتى دخل جندي ثان وبنفس الطريقة ، وعندها امرهم ابو جندل ايضا بعدم اطلاق النار ، حتى ان احد المقاتلين اخذته الشكوك في ابي جندل ، وما هي الا لحظات حتى دخلت الفرقة كاملة الى الزقاق وتوغلت فيه ، فامرهم حينها ابو جندل بامطارهم بالرصاص والعبوات ، فقد كان رجلا عسكريا محنكا وشجاعا.

رحم الله شهداءنا ، وابدلنا فيهم خيرا ، وما هي الا مرحلة من رحلة طويلة من الجهاد الفلسطيني المشرق ، لا بد وان تكلل في نهاية المطاف بالنصر والتمكين. " ولينصرن الله من ينصره " .

مقاتل قسّامي يروي قصصاً حية عن بطولات معركة مخيم جنين وهزيمة الصهاينة

هذا لقاء توثيقي مع أحد كوادر كتائب القسام والذي شارك في معركة مخيم جنين حيث خصنا بهذا اللقاء في ظروف أمنية بالغة السوء تلك التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني ولا سيما المطاردون منهم ،يتحدث خلالها عن الأيام الأربعة الأولى من المعارك :

بذكريات ممزوجة بالفخر والحزن في آن واحد يبدأ هذا المقاوم الحديث عن معركة جنين البطولية التي تكاتفت فيها جهود فصائل المقاومة كافة لتلقين العدو الصهيوني درساً قاسياً في المقاومة ، وقد حاولنا معه تسجيل معايشته لهذه المعركة والتجربة التي خاضها خلال تلك الأيام وتركنا له الحديث على النحو الذي يريد فقال :

في اليوم الأول :

من أيام الاجتياح حاول الجيش اقتحام المخيم من منطقة الجابريات وكان ذلك في حوالي الساعة العاشرة صباحاً حيث كانوا يستخدمون غطاءاً كثيفاً من الدخان في محاولة للوصول إلى منزل الشهيد مهند أبو الهيجا الكائن في تلك المنطقة والاستيلاء عليه ، وعندها تصدت لهم المجموعة المتواجدة في تلك المنطقة وتمكنت من إجبارهم على التراجع ، بعد أن دب الهلع والخوف في صفوف الفرقة المهاجمة حتى إن أحد الجنود ألقى بسلاحه وهرب ، وبعد اندحار الفرقة قام بزيارة موقعنا الشهيد زياد العامر " قائد كتائب شهداء الأقصى " والذي كانت مهمته القيام بزيارات تفقدية للمواقع وتزويد المقاتلين بما ينقصهم ، وما أن وصلنا الشهيد زياد ونحن في حارة الدمج ومعه أربعة من مرافقيه ، حيث كان بحوزتهم سلاح يدعى "ناتو " ، حتى أصر زياد على الحصول على قطعة السلاح التي تركها الجندي عند هروبه ، وعندها نصحه الإخوة بألا يفعل لأن ذلك قد يكون طعما من الجنود لاستدراج المقاتلين وقنصهم إلا أنه أصر على أخذها غنيمة ، وبعد ثلاث دقائق من وصوله إلينا ذهب لإحضار القطعة ، فكان ما توقعناه حيث استشهد لدى اقترابه من الموقع و أصيب برصاصة من طائرة و أخرى من قناص صهيوني ، وذلك عندما حاولوا اجتياز إحدى الأزقة وكان زياد يسبق رفاقه ليكشف لهم الطريق ، فلما وصل إلى وسط الشارع انهال عليه الرصاص الصهيوني ولم يتمكن أحد من إسعافه وبقي ينزف حتى نال الشهادة ، وقد سبق استشهاد زياد في ذلك الموقع استشهاد امرأة من مخيم نور شمس في تمام الخامسة صباحاً عندما كانت تقف على شرفة منزل أختها التي أتت لزيارتها .

اليوم الثاني :

لقد حاول الجيش بداية وفي أول يومين من اقتحام المخيم عن طريق حارة الدمج حيث تصدى لهم المقاومون ببسالة و أجبروهم على التراجع ، وقد تركزت حدة الاشتباكات حينها في محيط مسجد عمر بن الخطاب حتى إن بعض المواطنين العاديين من غير المقاتلين خرجوا لمطاردة فلول الجيش الصهيوني الهاربين إلى منطقة تدعى خلة الصوحة ، وفي هذه الجولة غنم المقاتلون قطعة سلاح من أحد الجنود من نوع "ب7 " ، ولقد كان للوحدة الوطنية التي تجسدت بين المقاتلين من مختلف التنظيمات إضافة إلى شوق الجميع إلى الشهادة الأثر البالغ في كسب هذه الجولة ، وفي منع تقدم فريق المشاة إلى داخل المخيم .

اليوم الثالث :

في هذا اليوم جاءت قوة كبيرة من المشاة الصهيونية محاولة اقتحام حارة الدمج عن طريق حاجز الأمن الفلسطيني في تلك المنطقة والذي كان عليه عدد من الإخوة من بينهم الشهيد "طه الزبيدي " من سرايا القدس ، وإخوة آخرون لا نستطيع ذكر أسمائهم لأن الله من عليهم بالسلامة ، وقد حاول هؤلاء الإخوة التصدي للفرق المهاجمة إلا أن كثافة النيران أجبرتهم على التراجع قليلا ، فاستولى الجنود على ساحة أحد المنازل الذي كان في طابقه العلوي عدد من الإخوة المسلحين من بينهم الشهيد محمود طوالبة ، وعندها قرر المقاتلون داخل المنزل شن هجوم معاكس على الجنود المتواجدين داخل المنزل بعد أن حوصروا ، فهجموا على جنود الوحدة الصهيونية بالمتفجرات وسط إطلاق كثيف للنيران ، فما كان من الجنود سوى الانسحاب من داخل المنزل ، وعندها تمكن الإخوة من الانسحاب بسلام ، وفي تلك اللحظات كانت المواجهات بين شبان المقاومة وجنود العدو.

و تتم وجها لوجه ولا يوجد فواصل بين المقاومين والجنود الصهاينة ، وكان المقاتلون في أوج حماسهم حتى إن أحد المقاتلين المتحمسين حمل جرة غاز و ألقى بها تجاه الجنود ، ومن ثم أطلق عليها رصاصة فانفجرت و أصيب عدد من الجنود فيما لم يصب هو بأذى حسب ما تأكد لنا لاحقا ، وفي هذه الأثناء بدأت الجرافات الصهيونية بهدم المنازل على من فيها وشق طريقها على أنقاضها بدءا بحارة الدمج التي تركزت فيها المقاومة الشرسة ، فما كان من المقاومين إلا الانسحاب قليلا باتجاه مسجد الأنصار حيث رابطوا هناك ، وسط قصف مكثف من أربع طائرات صهيونية مدعومة بقصف عشرات الدبابات على تلك المنطقة إلا أن ذلك لم يكن ليؤثر على معنويات المقاتلين ، حيث أننا استفدنا من تجاربنا السابقة، وتم التعميم على المقاتلين بعدم استخدام الشوارع في التنقل إلا للضرورة القصوى على عكس المرات السابقة ، وتمت الاستعاضة عن ذلك بفتح جميع البيوت على بعضها و إنشاء ممرات داخلية وهذا ساعد كثيراً في تقليص عدد الشهداء والجرحى بن صفوف المقاومة .

اليوم الرابع :

في هذه الأثناء كانت تجري معارك لا تقل ضراوة عن معارك حارة الدمج في الحارة الغربية من المخيم ، ففي مساء اليوم الرابع ولدى عودة فرقة من المقاتلين إلى بيت في حارة الحواشين بغرض الصلاة وشحن البطاريات والتزود بالغذاء ، حيث كانت هناك كميات من التموين معدة لهذا الغرض وكانت النساء تساعد في إعداد الطعام ، وفي تلك الفترة تمكنت فرقة من المقاومين من محاصرة 12 جنديا في منزل يدي بيت دار الجندي في غرب المخيم وتم عزل الجنود عن باقي الفرقة وعن محيط الدبابات المرافقة لهم ، وعندها التام المقاتلون على هؤلاء الجنود و بدؤا بإطلاق سيل من الرصاص نحوهم إضافة إلى إلقاء العبوات المحلية " الأكواع " نحوهم حتى إن الجنود بدؤا بالصراخ والاستجداء قائلين " نرجوكم يوجد لدينا أطفال نريد العودة إليهم ، وقد تم تصوير هذه الحادثة على شريط فيديو ، وقد استمرت عملية محاصرتهم عدة ساعات ، لم يفلح خلالها الصهاينة في كسر الطوق إلا بعد تدخل الطائرات التي باشرت في إطلاق الصواريخ بكثافة مدعومة بقذائف الدبابات المركز ، حيث تمكنوا من إخراج عشرة من الجنود وبقي اثنان داخل المنزل وهم ينزفون داخل البيت حتى أن الطائرات بدأت تطلق الصواريخ بطريقة عشوائية ، وعندها انسحب المقاتلون من المكان وقام الجنود بانتشال الجثتين المتبقيتين داخل المنزل ،وما إن انتهت عملية انتشال الجنود حتى قصفت طائرة أباتشي منزلا قريبا من الموقع كان يتواجد به عدد من المقاومين فاستشهد مصطفى الشلبي وثلاثة من أفراد الأمن الفلسطيني .

MagicLion
16-09-2002, 06:23 PM
وبعد هذه المحاولات الفاشلة للتوغل إلى داخل المخيم كانت فرقة أخرى تحاول الدخول إلى المخيم من حارة السمران ولكن الاخوة كانوا لهم بالمرصاد وقد قاد المواجهة في حارة السمران في تلك الجولة الشهيد محمود حلوة "كتائب القسام " وأشرف أبو الهيجا وعبد الرحيم فرج من كتائب القسام أيضا ، حيث لم يتمكن الجنود من النزول إلى تلك الحارة والسيطرة عليها إلا بعد أن فقدوا الكثير من جنودهم نتيجة عمليات القنص التي قام بها هؤلاء المقاومون لهم من أماكن خفية ، حيث كنا نشاهد الطائرات الصهيونية وهي تنقل الجرحى الصهاينة إلى منطقة الجابريات وكذلك الدبابات إلى أحراش السعادة كما وشاهد المواطنون طائرة أخرى تهبط في مرج ابن عامر لتنقل المصابين إلى مستشفى العفولة ، فرقة أخرى حاولت في ذات الوقت اختراق ساحة المخيم عبر الاستيلاء على منزل الزبيدي ، ومن ثم تقدمت فرقة من 20 جندي إلى زقاق هناك ، وبدا جنودها بالدخول واحداً تلو الآخر وهم لا يعلمون أن فرقة من المقاتلين القناصة تكمن لهم في البيت المقابل الذين بدؤا يمطرونهم بوابل من الرصاص فقتل اثنين منهم وهرب الباقي ، ولقد بقيت جثتي الجنديين لعدة ساعات على الأرض دون أن يتمكن الجنود من نقلهم من ساحة المعركة ، وفي تلك اللحظة كان الشهيد أشرف أبو الهيجا قريبا جداً من الجنديين فقرر أن ينزل إليهما ليجهز عليهما ، ويخفف الحصار على فرقة من المقاتلين في الجانب الآخر ، إلا أن رصاصة قناص صهيوني أصابته فارتقى شهيداً وقام رفاقه بنقله إلى منزل مجاور ، لقد كانت تلك اللحظات عصيبة جداً على المقاومة ، فبعد أن تمكن المقاومون من نقل الشهيد أشرف إلى أحد المنازل قرر أحد المقاومين الخروج من المنزل لوقف زحف الفرقة الصهيونية التي باشرت بعملية اقتحام جديدة للمنطقة ، حيث حمل عبوة ناسفة و أشعلها وانطلق ليقذفها في وجوه الصهاينة إلا أنه تأخر قليلاً عن الموعد فانفجرت القنبلة في يده مما أدى إلى بترها ، وهنا بقي أربعة من المجاهدين داخل المنزل المحاصر ، فقرروا عدم مغادرة المنزل الذي أحاط به العدو من كل جانب ، وفي صبيحة اليوم التالي سقطت قذيفة على المنزل فاستشهد اثنين من الأربعة وهما الشهيدين البطلين محمود طوالبة " قائد سرايا القدس "وعبد الرحيم فرج "كتائب القسام "في الحقيقة إن هذه المجموعة التي بقيت داخل المنزل "أشرف أبوا لهيجا " استشهد وهو يهاجم الجنديين" – محمود طوالبة – عبد الرحيم فرج – شادي النوباني " و آخرين ممن مَن الله عليهم بالفرج ، عندما ازداد الضغط علينا واشتد الخناق شعرنا أن من الواجب علينا الانسحاب قليلاً إلى الوراء ، وعندها طلبنا من هؤلاء الإخوة الانسحاب معنا لأن وجودهم في ذلك المنزل خطر عليهم حيث أن الجرافة بدأت تهدم في البيوت من حول ذلك البيت ، فاخبرونا بأنهم لا يريدون أن يتراجعوا ولو سنتيمتر واحد ، وأنهم عقدوا العزم على الشهادة فدعونا لهم وخرجنا من المنطقة متجهين بعيداً عن البيت حيث علمنا صبيحة ذلك اليوم بأنهم استشهدوا وكان في استشهادهم نوع من الغرابة .

وفي ذكريات تلك الأيام العصيبة تحدث هذا القسامي عن الشهيد عبد الرحيم فرج في أول أيام اجتياح المخيم فقال :

لقد كانت الساعة الثانية من صبيحة يوم الأربعاء ، حيث تاهب الشهيد عبد الرحيم فرج "كتائب القسام " ومقاوم آخر ، ونصبا كمينا لجنود قدموا من منطقة الجابريات حيث كانوا ينصبون كمينا من بين الأشجار ،وعندها فتحوا النار على الجنود من مسافة صفر ، وقد سمع الجميع عندها صراخ الجنود وصيحاتهم عندما ولوا مدبرين ، وكان ذلك بسبب المفاجأة التي أحدثها الشهيد عبد الرحيم ورفيقه ، وعندها تنبه أهالي المخيم إلى أن فرقة جنود مشاة قد وصلت إلى مشارف المخيم من منطقة الجابريات ، فهب الإخوة من مجموعة الشهيد وهم أشرف أبو الهيجا ومحمود الحلوة وساندوا عبد الرحيم وأجبروا الجنود على التراجع تحت وابل كثيف من إطلاق النيران .

وفي اليوم الرابع أيضا حاول جنود مشاة التوغل داخل المخيم من حارة السمران ، فتصدى لهم مجموعة من الاخوة ببسالة، وكانت الشمس في كبد السماء وقت الظهيرة ، فقد كان ترتيب الاخوة على أفضل ما يرام إذ أخذ الإخوة القناصة المواقع المريحة لهم ، وخاضوا اشتباكا ضاريا ومباشرا مع الفرقة أدت إلى مقتل جنديين صهيونيين و إصابة ستة آخرين حسب اعتراف الناطق العسكري الصهيوني ،وقد تدخلت الطائرات العمودية في تلك الجولة و بدأت تقصف كل شيء إمام الجنود لتسهيل عملية الاقتحام ، حتى إن أحد الصواريخ اخترق سقف إحدى الغرف التي يتواجد فيها ثلاثة من المقاتلين مما أدى إلى إصابة أحدهم بشظايا في وجهه ، وقد ظن هذا الأخ عندما نزل هذا الصاروخ واحدث كتلة هائلة من الدخان والغبار لدرجة انه لم يستطع رؤية من حوله ، وقد أحس وكأن رقبته قد قطعت ، فبدأ بالصراخ على محمود أبو حلوة الذي كان يبعد عنه عدة أمتار " أنقذني أنقذني و أخرجني من بين الحطام " فجاء أبو حلوة وأمسك بيده و أخرجه من البيت ولم تمض عدة ثوان على خروجهما من المنزل حتى سقط عليه صاروخ آخر ، وبلطف الله لم يصب أحد من الموجودين بأذى ، وفي تلك اللحظات كان بجوار هذا المنزل مجموعة من الإخوة الذين كان لهم الأثر البالغ حينها في منع تقدم الجنود المشاة في ظل هذه البلبلة ، وعندها أطلقت إحدى الطائرات صاروخا باتجاههم مما أدى إلى إصابة أحدهم في قدمه .

وفي إحدى المرات كان بعض الاخوة يجلسون في بيت ويقومون بالمراقبة ، و إذا بكلب كبير يلهث جاريا باتجاه الشباب ،ففتحوا عليه النار و أردوه قتيلا حيث تبين لهم أن الصهاينة ربطوا في رقبته جهاز تعقب ، فأخذه أحدهم وحطمه ، ومن ثم وضعه في الماء و ألقاه في اتجاه الجنود .

وفي نفس اليوم حاول ثلاثة من الإخوة يتقدمهم المجاهد طه الزبيدي "سرايا القدس " الانتقال من وسط المخيم إلى حارة الدمج لمؤازرة الإخوة هناك ، حيث عبروا الزقاق الأول بسلام ، وما أن وصلوا إلى الزقاق الثاني حتى طال الشهيد طه برأسه ، و إذا بقناص صهيوني يطلق عليه قذيفة انيرجي فسقط شهيدا حيث احترق جسده بالكامل .

أما الشهيد محمود أبو حلوة "كتائب القسام " فقد كان استشهاده في اليوم السادس عندما حاول الانتقال من وسط المخيم إلى الجهة الشرقية فأصيب برصاص قناص صهيوني في صدره وسقط شهيدا على الفور .

أما الشيخ رياض بدير "سرايا القدس " من طولكرم ، فقد لازمنا حتى يوم الأربعاء حيث كان يواظب على الصلاة رغم أنه مصاب برصاصة في قدمه حتى كان يوم الخميس حيث افتقدناه ،ونحن نتنقل من منزل إلى آخر ، وبعد خروج الجيش من المخيم عثر عليه وهو يجلس جلسة القرفصاء ويحتضن سلاحه وبيده المصحف الشريف ، فقد أبى أن يسلم نفسه للجيش وفضل أن يموت ويلقى ربه شهيداً بهذه الهيئة المشرفة المباركة فما جاء من طولكرم إلا ليلقى ربه شهيدا مقبلا غير مدبر.

أما عن قصة استشهاد أبو جندل ، فكانت صبيحة يوم الجمعة " اليوم العاشر من المعركة " ، حيث كان يختبئ مع أحد رفاقه في أحد المنازل ، فشعروا أن الجرافات الصهيونية قد اقتربت من المنزل وبدأت بهدمه ، وعندها قررا أن يخرجا من المنزل بأي ثمن ، فقد قررا أن يموتا بالرصاص على أن يموتا تحت الركام ، فخرجا من البيت باتجاه مسجد الأنصار وهناك أطلق عليهما قناص صهيوني النار فأصاب أبو جندل في رأسه ، وعندها تم اعتقاله ، ومن ثم إعدامه كما شاهد ذلك الجميع على شاشات التلفزة ، ولقد كان من السهل على الجنود الصهاينة تشخيص أبو جندل فهو الضابط الوحيد في الأمن الفلسطيني الذي يحمل رتبة وشارك في معركة المخيم ، فعرفوه من رتبته ،إضافة إلى إصابته في فكه وهي علامة مميزة له .

والجدير بالذكر أن هذا التمكن من المجاهدين في اليوم الأخير كان نتيجة نفاذ الذخيرة من أغلب المجاهدين ، حيث كان لا بد لهم من إيجاد طريقة ينالون بها الشهادة على أن يستسلموا أمام زحف الجرافات الصهيونية .

والحقيقة أن هذه الجرافات كانت المعضلة الرئيسية التي لم يجد لها المقاومون حلا ، وكانت السبب الرئيس في قدرة الصهاينة على دخول المخيم ، والسبب هو قوة التحصينات التي تتمتع بها هذه الجرافات ، إذ يهيئ للبعض أنها جرافات عادية وأن سائقها لا يحتاج إلى أكثر من رصاصة تعالجه فترديه قتيلا ؟، إلا أنها أشد تحصينا من ذلك بكثير ، ولا وجه مقارنة بين تحصيناتها وتحصينات الدبابات ، إذ كانت تكفي قذيفة أر بي جي لتعطب الدبابة عن العمل ، أما في الجرافات فإن قذائف أر بي جي لم تجد نفعا ، فقد قام الشهيد أبو جندل بضرب إحداها بقذيفة أر بي جي أثناء قيامها بهدم أحد المنازل إلا أنها لم تحدث فيها خدشا .

*بنت العرب*
16-09-2002, 09:12 PM
للأسف مجرم الأمس هو مجرم اليوم
الارهابى شارون يقتل ويسفك ..وبدل الاتجاه للقضاء على هذا الارهابى ..اتجهوا الى القضاء على أبناء المسلمين والقضاء على الجهاد بحجة مكافحة الارهاب.!!

MagicLion
16-09-2002, 09:35 PM
معلش أخت بثينة خلي السياسين لوحدهم وخلي الشعوب لوحدهم ونشوف مين اللي رح يصل أخيرا
شكرا على التواصل