وسطي
22-09-2002, 10:51 PM
مقاله جميله و واضح تضع النقاط فوق الحروف امتعنا بها الكاتب د. وائل الحساوي في زاويته المعهوده في الصفحه الاخيرة من جريدة الرأي العام الكويتية للعدد يوم الاحد 22/9/2002
بعنوان بن لادن ليس بطلاً
من طبيعة الإنسان أن يسعى لرفع الظلم عن نفسه بأية وسيلة، وان يطرب ويفرح لكل من يشفي غيظ نفسه بالتصدي للظالمين وايذائهم حتى وان لم ينتصر له منهم، ولكن هذه الغريزة قد تعود بالضرر على الإنسان وقد تقوده الى اتخاذ القرارات الخاطئة أو التعلق بالآمال الزائفة.
الاستبيان الذي أجرته جريدة «الرأي العام» على شريحة من المواطنين والمقيمين في الكويت باستخدام الهاتف النقال، والذي بين فيه 74 في المئة بأنهم يعتبرون أسامة بن لادن بطلاً، هذا الاستبيان يمثل واقعاً في كثير من بلدان العالم العربي والاسلامي لأسباب واضحة ومعلومة وهي أن بن لادن قد شفى غيظ الكثيرين بالتصدي للغطرسة الأميركية في العالم وقد لقنها درساً وأسقط هيبتها وجبروتها حيث عجزت جميع دولنا عن ذلك.
ولكن هل يكفي هذا الفعل من بن لادن لاعتباره بطلاً في نظر الآخرين؟!
الجواب: لا وألف لا، فإن كان بن لادن وقاعدته بريئين من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة لأسباب يراها البعض منطقية، فإنهم في هذه الحالة قد كذبوا على الناس وادعوا ما لم يفعلوه وجروا علينا ويلات لا ذنب لنا فيها, أما إن كان صادقاً في أنه وتنظيم القاعدة هم من نفذوا تلك الهجمات، فهو في هذه الحالة مجرم يستحق العقاب لأنه قد فعل أمراً محرماً في الشريعة الاسلامية من قتل الأبرياء الآمنين ومنهم كثير من المسلمين، ومن الغدر ومن عدم استشارة المسلمين ومن تعريض دول مسلمة آمنة للانتقام بسبب أعماله ومن تشويه صورة الاسلام أمام العالم وتصويره بالدين الوحشي الهمجي الذي يقتل بلا رحمة ويغدر بالناس، وفوق كل ذلك فهو لم ينتقم من الولايات المتحدة وحكومتها ولكنه انتقم من شعوب آمنة منها أطفال ونساء وشيوخ بينما كان الواجب هو التوجه الى الهدف الذي يقصده مباشرة, ولو استعرضنا مسلسل النضال في تاريخنا الطويل فهل سنرى مثل تلك الصور والأمثلة الشاذة؟! انظر الى صلاح الدين الأيوبي وكيف حرر القدس وانظر الى قطز وبيبرس في حرب المغول وانظر الى الجهاد ضد الاستعمار في القرنين الماضيين وعمر المختار وبن باديس وعز الدين القسام وغيرهم الكثيرون، هل استخدم أحدهم مثل تلك الطرق الخسيسة لتحرير البلاد وطرد الاستعمار؟! ولماذا انحنى لهم اعداؤهم تقديراً واحتراماً لأخلاقهم العالية الرفيعة؟!
ان استغلال عواطف الناس من أجل الترويج لقيم باطلة أشد خطراً على عالمنا الاسلامي من الاستعمار الخارجي، وقد آن لهذه الأمة أن تستيقظ من سباتها وأن تستعيد وعيها وأن ترجع لدينها وعقيدتها لتستمد منه أسباب النصر.
بن لادن ليس بطلاً
بعنوان بن لادن ليس بطلاً
من طبيعة الإنسان أن يسعى لرفع الظلم عن نفسه بأية وسيلة، وان يطرب ويفرح لكل من يشفي غيظ نفسه بالتصدي للظالمين وايذائهم حتى وان لم ينتصر له منهم، ولكن هذه الغريزة قد تعود بالضرر على الإنسان وقد تقوده الى اتخاذ القرارات الخاطئة أو التعلق بالآمال الزائفة.
الاستبيان الذي أجرته جريدة «الرأي العام» على شريحة من المواطنين والمقيمين في الكويت باستخدام الهاتف النقال، والذي بين فيه 74 في المئة بأنهم يعتبرون أسامة بن لادن بطلاً، هذا الاستبيان يمثل واقعاً في كثير من بلدان العالم العربي والاسلامي لأسباب واضحة ومعلومة وهي أن بن لادن قد شفى غيظ الكثيرين بالتصدي للغطرسة الأميركية في العالم وقد لقنها درساً وأسقط هيبتها وجبروتها حيث عجزت جميع دولنا عن ذلك.
ولكن هل يكفي هذا الفعل من بن لادن لاعتباره بطلاً في نظر الآخرين؟!
الجواب: لا وألف لا، فإن كان بن لادن وقاعدته بريئين من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة لأسباب يراها البعض منطقية، فإنهم في هذه الحالة قد كذبوا على الناس وادعوا ما لم يفعلوه وجروا علينا ويلات لا ذنب لنا فيها, أما إن كان صادقاً في أنه وتنظيم القاعدة هم من نفذوا تلك الهجمات، فهو في هذه الحالة مجرم يستحق العقاب لأنه قد فعل أمراً محرماً في الشريعة الاسلامية من قتل الأبرياء الآمنين ومنهم كثير من المسلمين، ومن الغدر ومن عدم استشارة المسلمين ومن تعريض دول مسلمة آمنة للانتقام بسبب أعماله ومن تشويه صورة الاسلام أمام العالم وتصويره بالدين الوحشي الهمجي الذي يقتل بلا رحمة ويغدر بالناس، وفوق كل ذلك فهو لم ينتقم من الولايات المتحدة وحكومتها ولكنه انتقم من شعوب آمنة منها أطفال ونساء وشيوخ بينما كان الواجب هو التوجه الى الهدف الذي يقصده مباشرة, ولو استعرضنا مسلسل النضال في تاريخنا الطويل فهل سنرى مثل تلك الصور والأمثلة الشاذة؟! انظر الى صلاح الدين الأيوبي وكيف حرر القدس وانظر الى قطز وبيبرس في حرب المغول وانظر الى الجهاد ضد الاستعمار في القرنين الماضيين وعمر المختار وبن باديس وعز الدين القسام وغيرهم الكثيرون، هل استخدم أحدهم مثل تلك الطرق الخسيسة لتحرير البلاد وطرد الاستعمار؟! ولماذا انحنى لهم اعداؤهم تقديراً واحتراماً لأخلاقهم العالية الرفيعة؟!
ان استغلال عواطف الناس من أجل الترويج لقيم باطلة أشد خطراً على عالمنا الاسلامي من الاستعمار الخارجي، وقد آن لهذه الأمة أن تستيقظ من سباتها وأن تستعيد وعيها وأن ترجع لدينها وعقيدتها لتستمد منه أسباب النصر.
بن لادن ليس بطلاً