PDA

View Full Version : رسالة أسير " أبتـــاه "


زمردة
20-10-2002, 02:48 PM
http://www.al-asra.org/f12/sund/abtah.rm

أبتاه ماذا قد يخط بنانى و الحبل و الجلاد ينتظران

هذا الكتاب اليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران

لم تبق الا ليلة احيا بها واحس ان ظلامها اكفانى

ستمر يا ابتاه لست اشك فى هذا وتحمل بعدها جثمانى

الليل من حولى هدوء قاتل والذكريات تمور فى وجدانى

ويهدنى المى فانشد راحتى فى بضع ايات من القران

والنفس بين جوانحى شفافة دب الخشوع بها فهز كيانى

قد عشت أومن بالاله ولم اذق الا اخيرا لذة الايمان

شكرا لهم انا لا اريد طعامهم فليرفعوه فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لى امى ولا وضعوه فوق خوان

كلا ولم يشهده يا ابتى معى اخوان لى جاءاه يستبقان

مدوا الى به يدا مصبوغة بدمى وهذه غاية الاحسان

والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهن اصابع السجان

ما بين اونة تمر واختها يرنو الى بمقلتى شيـــطان

من كوة بالباب يرقب صيده ويعود فى امن الى الدوران

ثم يقول عن الحارس ( المسلم !) :

انا لا احس باى حقد نحوه ماذا جناه فتمسه اضغانى

هو طيب الاخلاق مثلك يابى لم يبد فى طمأ الى العدوان

لكن إن نام عنى لحظة ذاق العيال مــرارة الحرمان

فلربما وهو المروع سحنة لو كان مثلى شاعرا لرثانى

أو عاد من يدرى الى اولاده وذُكّرَ صورتى لبكانى

وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبان

قد طالما شارفتها متأملا فى السائرين على الأسى اليقظان

فأرى وجوما كالضباب مصورا ما فى قلوب الناس من غليان

نفس الشعور لدى الجميع وإنما كتموا وكان الموت فى إعلانى

ويدور همس فى الجوانح ما الذى فى الثورة الحمقاء قد أغراني

أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى مثل الجموع أسير فى إذعان

ما ضرنى لو قد سكت وكلما غلب الأسى بالغت فى الكتمان

هذا دمى سيسيل مطفئا ما ثار فى جنْبَىَّّ من نيران

وفؤادى الموار فى نبضاته سيكف من غده عن الخفقان

والظلم باق لن يحطم قيده موتى ولن يودى به قربان

ويسير ركب البغى ليس يضيره شاة اذا اجتثت من القطعان

هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتى وتمور بعد ثوان

وتقول لى إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيان

انفاسك الحرى وان هى أخمدت ستظل تغمر افقهم بدخان

وقروم جسمك وهو تحت سياطهم قسمات صبح يتقيه الجانى

دمع السجين هناك فى أغلاله ودم الشهيد هنا سيلتقيان

حتى اذا ما أفعمت بهما الربا لم يبق غير تمرد الفيضان

ومن العواصف ما يكون هبوبها بعد الهدوء وراحة الربان

إن احتدام النار في وجهه أمر يثير حفيظة البركان

وتتابع القطرات ينزل بعده سيل يليه تدفق الطوفان

فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا اقوى من الجبروت والسلطان

أنا لست ادرى هل ستذكر قصتى ام سوف يعدوها رحى النسيان

او أننى سأكون فى تاريخنا متآمرا أم هادم الاوثان

كل الذى ادريه ان تجرعى كأس المذلة ليس فى إمكانى

لو لم أكن فى ثورتى متطلبا غير الضياء لامتى لكفانى

اهوى الحياة كريمة لا قيد لا إرهاب لا إستخفاف بالإنسان

فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتى يغلى دم الاحرار فى شِريانى

أبتاه إن طلع الصباح وأضاء نور الشمس كل مكان

واستقبل العصفور بين غصونه يوما جديدا مشرق الألوان

وسمعت أنغام التفاؤل ثرة تجرى على فم بائع الالبان

واتى يدق- كما تعود- بابنا سيدق باب السجن جلادان

واكون بعد هنيهة متأرجحا فى الحبل مشدودا الى العيدان

ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما صنعته فى هذى الربوع يدان

نسجوه فى بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان

او هكذا زعموا وجىء به الى بلدى الجريح على يد الاعوان

أنا لا اريدك ان تعيش محطما فى زحمة الألام والاشجان

إن ابنك المصفود فى أغلاله قد سيق نحو الموت غير مدان

فاذكر حكايات بأيام الصبا قد قلتها لى عن هوى الأوطان

وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى تبكى شبابا ضاع فى الريعان

وتكتم الحسرات فى أعماقها ألما تواريه عن الجيران

فاطلب اليها الصفح عنى اننى لا ابتغى منها سوى الغفران

مازال فى سمعى رنين حديثها ومقالها فى رحمة وحنان

أبنى إنى قد غدوت عليلة لم يبق لى جلد على الأحزان

فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصيان

كانت لها أمنية ريانة يا حسن أمال لها وأمان

غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان

والان لا ادرى باى جوانح ستبيت بعدى أم باى جنان

هذا الذى سطرته لك يا أبى بعض الذى يجرى بفكر عان

لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقت بيد الجموع شريعة القرصان

فلسوف يذكرنى ويُكبر همتى من كان فى بلدى حليف هوان

والى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان


اللهم عجل بنصر المجاهدين ..

زمردة
23-10-2002, 11:43 PM
قصيده كتبت في زنزانة من مجاهد من قاعدة غوانتانمو إلى أمه يوم الأربعاء 7-5-1423 لنتعلم منها معنى العز و مدى رابطة الأم و التي تحت اقدامها الجنة :

حي الجواب اللي بالدم مكتوب *** من نزف قلب فيه جروح قويه

جروح قلب ما تطيق و قعها قلوب *** إلا قلوب هي بالأيمان حيه

أمي عسي ربي يغفر لها ذنوب *** و يسكنها بالفردوس مجاور نبيه

أنا أبدعي و الرب ما هو مغلوب *** ما يعجز الرحمن جزل العطية

أمي عسي ربي يفرج لها كروب *** و يرزقنا شوفتها بعز و عزيه

أمي ربتنا علي الخير و الطيب *** و من صنعة المعروف توزع يدية

توالي المعروف بالجهر و الغيب *** تعطي قصي الجار يتلو دنيه

يمه ترى حقك بالقلب مكتوب *** و نسيان معروفك ذنب عليه

يمه أنا مسجون و السجن مكتوب *** و نستقبل الأقدار بنفس رضيه

يمه أنا مسجون و السجن مكتوب *** و حنا للأقدار مثل المطية

يمه أنا تخبرين مابي عذروب *** لكن نفوس عن ديني شقيه

يمه علي صبرك ترى العز مطلوب *** و اللي يعاف العز نفسه رديه

و اللي يعاف العز يمسي مقلوب *** و يصبح خسيس ما يساوى حذيه

يمه ترى قلبي بالنور مشبوب *** و قراءة القرأن تنور عليه

يمه دعاكم جاء علي القلب مصبوب *** و ذي رحمة الرحمن تنزل عليه

يمه أنا مبسوط و الأجر مكتوب *** نرجي من الرحمن جزل العطيه

و ياالله يا معبود ياعالم الغيب *** ياللي عليم بالأمور الخفيه

عجل علي عز بفتحة البويب *** نعيد سوى عيد قبل الضحيه


اللهم فك اسرهم قبل رمضان الكريم أمين



نقلاً عن د. نجيب النعيمي- منتدى جوانتانامو

http://www.al-asra.org/f6/p6_24.htm

اديب
24-10-2002, 04:42 PM
أختي زمرده ..

قصيدتان ..
الأولى من الفصيح ..
والأخرى من النبطي ..

لهما من القوة الشيء الكبير ..
بحيث أني لم أجد سوى دموع تتساقط من قلمي ..
لتستبدل حرفه النقي .ز بدمعها الأسي ..

والأولى تحديدا ..
لدي معاها بعض الذكريات ..
عندما كنت أسمعها للوالدة ..
لأجد دموعها عندما أقول بيت البحث عن بنت الحلال ..
فلا تستطيع أكمالها معي ..

شكرا أختي زمرده ..
وننتظر مختاراتك بفارغ الصبر ..

تحياتي

زمردة
25-10-2002, 02:40 AM
حياك الله .. أخي الأديب ..

وأسأل الله السميع المجيب .. أن يحرم جسدك على كل لهيب .. بسب بكائك رقة على الأسير الغريب .. وأن يكون الفرج عنه في العاجل القريب ..

وأن يطول في عمر والدتك ونفسها تطيب .. برؤيتك عريساً ولمن تقر بها عينها حبيب .. :)