PDA

View Full Version : صديق السكارى وحبيب الكل وموقظ النائمين .


وميض
23-10-2002, 10:56 AM
( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون (72) ) ( الحجر )

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تلك الشعيرة العظيمة زيف حقيقتها المنافقون والأشقياء و الجهال والمنتفعين من عطايا وهبات مرتكبي المنكر و الناهين عن المعروف ، فتلك الشعيرة العظيمة يصر البعض على وضعها في إطار معين يزايد به بالأخلاقيات وهو يضخم بعض الأعمال الحسنة التي يقوم بها الكفار والمنافقين وفي نفس الوقت يتجاهل أعمالهم الإجرامية واللاأخلاقية ويقلل من شأنها وبصورة مهنية والتي عادة ما تكون هي الأصل في سلوكهم وعملهم ، وهو يتجاهلها وكأن الأمر لا يعنيه ، أو كأنه يتحدث عن أناس غير هؤلاء المجرمين والعابثين ، وهذا العمل يلبس الأمر على الناس ويجعلهم يثقون بمن لا يوثق به كما يرسم صورة خاطئة ومشوشة في أذهانهم عن المفسدين والمصلحين وعن الأعمال الفاسدة و الأعمال الصالحة التي سيصعب عليهم التفريق بينها بعد ما تداخلت الصور في أذهانهم وزحفت على بعضها البعض ، ومن ينظر له وهو يمارس ذلك سيعتقد بأن الرجل يمتهن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبصورة " أكاديمية "وهو لا يرى طريقاً إلا الطريق اللولبي الانهزامي الذي يسلكه وما عداه لن يؤدي إلى أي نتيجة مرجوة ، وهو وصل إلى هذه القناعة بعد ما جرب كل الطرق والسبل والمسالك .

قال تعالى ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون (113) ) ( هود ) .

فهناك من يصر على الدخول في آليات الكفر والنفاق وتحت مظلة الكفار والمنافقين ويقبل بشروطهم العبثية لكي يمارس تلك الشعيرة العظيمة - وبحسب ما يزعم - ، وفي واقع الأمر ، وهو بهذه الحالة أصبح عمله كمن يريد أن يدعو مجموعة من السكارى لعبت الخمرة برؤوسهم وهو يجلس معهم في مجلسهم لكي يحتسي الخمرة باسم المجاراة والمداراة ومراعاة الخصوصية ، فالإيمان بمعتقدات وبأفكار الكفار والمنافقين يؤثر على أحكام العقل كما يؤثر الخمر عليه ويمنع صاحبه من الوعي بحقائق الأشياء - وهذا الأمر كان يصيب الأولين والآخرين فلا فرق بينهم - حيث أننا سنكتشف وبعد فترة بأنه أصبح منهم بعد ما أصابه ما أصابهم من سكر وذهاب للوعي فلا يستطيع أن يدعوهم لترك شرب الخمر وبصورة صريحة وعلنية بل سيعادي من يعادي مجالسهم التي يرتكب فيها المنكر بعد ما تغير مفهوم المعروف والمنكر في ذهنه وبعد ما أصبح من المستفيدين والمنتفعين والمنتشين وبعد ما ضحكوا عليه وأعطوه وظيفة صديق السكارى وحبيب الكل وموقظ النائمين ، و هو سيردد نفس نغماتهم ولكن بمفرادت دينية وسيتغنى بالوطنية وسيشيد بالديمقراطية وسيأله ما يألهون وسيعظم ما يعظمون وسينشد مع المنشدين بالمصير المشترك مع الكفار والمنافقين ، فهل حقاً مصير الكافر والمنافق والمؤمن مصير مشترك ؟ ، فهذا حال من دخل في مجالس المكر والحيلة والخديعة والتي تسمى بمجالس أمة أو بمجالس الشورى الصورية القائمة على الظلم والبغي والعدوان ، أو بأي لجنة أو هيئة تنشئها السلطات الكافرة المتمردة على الله والتي تحارب الله ورسوله وبصورة رسمية وعلنية .