PDA

View Full Version : ثورة الشيشان وفتاوى علماء السلطان .


وميض
26-10-2002, 12:43 PM
على أثر العمل الثوري الجريء الذي قام به مجموعة من المجاهدين الشيشان - والمتمثل باحتجاز بعض المدنيين - صدر من مجلس الأمن بيان يدين ما قام به الثوار ، وهو عمل كان رداً على جرائم الروس التي لا زالت ترتكب في بلادهم ضد النساء والأطفال والشيوخ والرجال وضد الممتلكات والأموال ، فكل هذه الجرائم الوحشية وعمليات التطهير العرقي التي أرتكبها الجنود الروس في الشيشان لا تستحق من مجلس الأمن التدخل أو حتى لفت الانتباه إليها وإدانتها ...! ، ولكن إذا ما قام الثوار الأحرار بالرد على تلك الجرائم الوحشية التي ترتكب تحت نظر وسمع العالم ستصدر البيانات والإدانات من كل أنظمة هذا العالم المتخلف المنحدر إلى الدونية والذي يسمى بالعالم المتحضر .

وكالعادة ... سيبدأ مسلسل المزايدة بالأخلاقيات وسيبدأ الحديث عن موقف الإسلام من ترويع الآمنين ، وسيجلس البعض لكي يمارس شذوذه الفكري في مثل تلك المناسبات ليصدر الفتاوى والبيانات ، وسيخرج علينا علماء السلاطين بفتاواهم المبكية المضحكة وسيتحدثون عن عدم شرعية ما قام به الثوار ، وكأن ما قاموا به هو خروج عن الشرع الحنيف الذي تلتزم به حكومة روسيا والحكومات الأخرى ، بل وكأن هناك شرعية دولية معتبرة تراعي حقوق المستضعفين والمسحوقين وطالبي الحرية .

هكذا دائما يتناسى الأقوياء شروط الحرب القذرة التي يضعونها عندما يتعلق الأمر بأمنهم وعندما يصل الضرر إلى ممتلكاتهم ورعاياهم ... وهكذا دائما يطلب الاحتكام للعقل عندما تكون ردة الفعل التي صدرت أساسا بسبب ممارسات اللاعقل ... وهكذا دائما عندما يتضرر الأقوياء يبدأ الحديث عن النتيجة التي أدت إلى حدوث الضرر للمسبب ولا يتم الحديث عن المسبب والسبب .

فمن أراد أن ينصر المدنيين أو يكف الشرور المتربصة بهم فعليه الضغط على حكومتهم الظالمة وإفهامها بضرورة رفع يدها عن أراضي وأعراض وأموال المسلمين في الشيشان وتركهم وشأنهم لكي يقررون مصيرهم بأنفسهم ، وإلا على الحكومة الروسية تحمل نتائج الجرائم الوحشية التي قامت بارتكابها على أراضي الغير ، والأحكام الشرعية والفتاوى الذي يطلقها البعض والتي تتعلق بردة فعل المقهورين والمسحوقين والمظلومين يجب أن تراعي الحالة الفكرية والنفسية والروحية لهم كما يجب أن تراعي نوع وحجم الضغط والضرر الذي طالهم ، فقتل الأنفس البريئة دون وجه حق وهتك الأعراض والتمثيل بالجثث وتدمير الممتلكات أمر يذهب عقل ، وعلى من يقوم بمثل تلك الأفعال مواجهة نتائج اللاعقل ولا ينتظر من الإسلام حلاً لمشكلته ، فالإسلام يقدم الحلول لأصحاب العقول ولأولي الألبـاب ، فحله هو رفع الظلم عن المظلومين وإرجاع الحقوق إلى أهلها ، والبادئ أظلم ... وعلى الباغي تدور الدوائر .

فالحديث عن الأخلاقيات وموقف الإسلام من ترويع الآمنين وبالصورة التي يتحدث بها البعض سيكون حديث في غير محله وسيشوه الصورة التي أمامنا وسيزيف حقيقتها وسيغير أصلها ، فنحن يجب أن نتحدث عن أسباب سقوط الأسقف على الرؤوس ولا يجب أن نجلس لكي نتسلى ونتحدث عن نتائج هذا السقوط ونتفنن ونبدع في وصفه حالنا حال الحمقى والمعتوهين الذين أذهب الله عقولهم ، فهناك أسباب أدت إلى سقوط وانهيار تلك الأسقف على الرؤوس ، وهي تقويض الأساسات وإزالة القواعد والأعمدة التي أدت إلى سقوط الأسقف وانهيارها على المدنيين والغافلين ، والعدل أساس الملك ... وبالعدل يتحقق الأمن .

كهرمانة العين
26-10-2002, 08:39 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:


أخ وميض ..... هذه المرة قد أعجبني موضوعك فلذلك قد دخلت وعلقت عليه ....أما مواضيعك السابقة فأنت تعرف رأي فيها ......وجزاك الله خيرا على تسطيرك لهذه الكلمات الطيبة ....



مع تحياتي

painter
27-10-2002, 11:14 AM
أصبحنا في زمن الحيرة ما بين علماء السلاطين وعلماء الشياطين !!

ولا أدري ما هي مواصفات العالم الثقة الذي يجب أن ينقل عنه ويؤخذ بكلامه والذي يلغي بدوره كلام علماء السلاطين وعلماء الشياطين ، في الوقت الذي يتكلم فيه الكل بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ أم أن هناك لجنة تحكيم شكلها العوام للحكم على من هم أعلم منهم ؟ :confused:

وميض
30-10-2002, 08:25 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأخت كهرمانة العين لقد تشرفت بمشاركتك وأشكرك على الثناء بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .

___________________________

أخي painter لقد تشرفت بمشاركتك وأسعدت بملاحظتك ، نحن في زمن يصبح فيه الحليم حيران ، زمن تموج الأرض به بالفتن .

الحل هو ( إستفت قلبك ) والقلب سيتعرف على الحق ، إذا ما كان خالياً من الشوائب والآفات ، وهذا يتطلب معرفة نوع وحقيقة تلك الشوائب والأفات والأمراض التي تمنع القلب من الرؤية السوية ، كما يتطلب معرفة كيفية تنقية القلب وطرد تلك الأفات والأمراض التي تمنع نور الله من الدخول إلى القلب ، ومن خلال التأمل والحوار مع الآخرين سيكون للعقل القدرة على إرتياد أفاق أخرى خلاف الأفاق التي يقوم الحكام والسلاطين وعلمائهم وعمالهم حبس وحصر الناس فيها ، فالعملية تعتمد على الشخص نفسه وعلى رغبته بالتحرر من العبودية المذلة للأشخاص والأشياء .