وميض
29-10-2002, 02:00 PM
في ندوة « ثقافة الأمة الوسط في مواجهة الإرهاب والتطرف » التي أقيمت في الكويت يوم ( الأحد 21 شعبان 1423 هـ – 17 أكتوبر 202 م ) أكد رئيس تحرير جريدة «الوطن» الكويتية الأستاذ / محمد عبد القادر الجاسم على ( إن الخلل ليس في الإسلام ، بل في التوظيف السياسي للدين الذي نتج عنه ممارسات خاطئة ، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج لخبراء محايدين وليس لشيوخ يتبنون الخطاب العاطفي ) .
إن الرجل ومن خلال مقالته تلك يشعر بما يدور من حوله وهو لا زال يعيش حالة البحث في داخله ، حاله حال بقية النشطاء ذهنيا ، من الذين يشعرون بأن هناك خلل واضطراب ما والأمور ليست على ما يرام ، فهي عكس ما يصوره عمال وعلماء السلاطين والحكام ، وبخلاف ما ينتهجه الذين يمارسون هواية السياسة الدينية ، فهناك من يحوم حول باب دنيا الحق وعالم الحقيقة .
نعم ... ( إن الخلل ليس في الإسلام ، بل في التوظيف السياسي للدين الذي نتج عنه ممارسات خاطئة ، فالأمر يحتاج لخبراء محايدين وليس لشيوخ يتبنون الخطاب العاطفي ) ، لقد قال رئيس تحرير جريدة « الوطن » مقالته وهو محاط بمن يقوم بالتوظيف السياسي للدين و بالمشايخ الرسميين الذين يتبنون الخطاب العاطفي ، فهذا هو الواقع وتلك هي الحقيقة .
وما كان يتهيأ للسلطة الكافرة في الكويت القيام بالتوظيف السياسي للدين لولا وجود أولئك المشايخ الرسميين الذين لا يعلمون من الدين إلا رسمه ، وما كان لهذا العبث السياسي والاجتماعي أن يحدث باسم محاربة الإرهاب والتطرف لولا أولئك المشايخ الرسميين الذين يتبنون الخطاب العاطفي الانهزامي الذي يدفع بعض المتحمسين للوقوع في أحضان المندفعين والمتهورين ، فالمتحمسين والمخلصين لعقيدة التوحيد وقعوا بين نارين ، نار الانهزام والانبطاح ونار التهور والاندفاع ، وهم لا يهتدون للطريق الوسط الذي يرضي الله وحده دون غيره ، فما يرضي الله لن يرضي السلطات الكافرة .
فتبني الخطاب العاطفي والوقوع في غرام السلطة الكافرة والتمرغ في أحضانها هو الوجه الأخر للتطرف الذي يجب مكافحته ومحاربته ، وهو لا يقل خطراً عن التطرف السلبي الذي تسفك الدماء بسببه ، فتلك العاطفة لها تأثير سيئ على القلب وصفائه ونقائه وعلى العقل وأحكامه ، وسيكون تأثيرها نفس تأثير الخمر على العقل ، فهي ستحجب العقل وستحرف مساره ليسير في اتجاه خاطئ وتجعله يحوم في أفق المغضوب عليهم والضالين ، وتلك العاطفة الإيجابية الجياشة ستصيب الإنسان بالسكرة الفكرية وتجعله يؤول المسائل تأويلا فاسدا يسهل للسلطات الكافرة أمر التحلل من أحكام الشريعة وعدم الالتزام بها ، ويعينها على المراوغة والتسويف والالتفاف على النصوص الشرعية ويوهم الغافلين بصلاح مسلكها ، ولذلك يجب محاربة هذا النوع من التطرف والانحراف الفكري والتأويل الفاسد للشريعة والذي يتبناه البعض باسم الوسطية .
فالوسطية هي السير على الطريق الوسط وعلى الصراط المستقيم المبين في الكتاب والسنة ، وهو لا يعني الطريق المقترح من قبل من يأتمر بأمر السلطات الكافرة ، فعاملها لن تكون له القدرة على تحديد معالم الطريق ، وتلك السلطات الكافرة لن تنير له الطريق بل سيأتي النور من صاحب الطريق القويم والصراط المستقيم . قال تعالى ( ... ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) ( 40 ) ( النور ) .
ومثل هؤلاء المشايخ الرسميين تستخدمهم السلطات الكافرة من أجل ممارسة الإرهاب الفكري على العوام ، فالعامي والإنسان البسيط الغافل عندما يواجه ويحاط بكبار علماء وعمال وموظفين السلطة من الذين يقومون بمهمة الإرهاب الفكري ويمتهنونها ، لن يخطر على باله بأنهم يقومون بنوع من أنواع الإرهاب من أجل تسهيل أمر السيطرة على قلبه واغتصاب عقله من قبل العمال الآخرين للسلطة سواء كانوا من المحسوبين على التيار الإسلامي أو العلماني ، فشباكهم تلقى على الجميع ودون استثناء ، فكل يخطب ويغني وينشد نشيد حب الوطن والأمير ، وبمفرداته الخاصة ، وكأن هذا الخطاب والغناء يوجه لمجموعة من الخراف لا يراد لها الخروج من حظيرتها لكي لا تكتشف ما خفي عنها .
والإنسان البسيط سيقع ضحية ذلك الإرهاب البغيض الذي لا يتم الحديث عنه ولا تعقد المؤتمرات من أجله لأنه يبين حقيقة ( الكفر والتكفير ) وحقيقة أعمال الكفار ويفضح ممارساتهم ويبين الفرق بينها وبين أعمال المؤمنين التي تحرر العقل وترتقي به وتحي الروح وتسموا بها ، فهي أعمال تجعل الإنسان يشعر بإنسانيته وبقيمته وتجعله يشعر بالفرق بين ما يقوله من يمثل السلطات الكافرة الذي تشرب قلبه عقيدتها وسكنت في عقله فكرتها وبين ما يقوله من تشرب قلبه عقيدة التوحيد وتحرر عقله من كل فكرة طارئة لا تنبثق منها ، كما سيكون – ذلك الإنسان البسيط - فريسة يفترسها المتصارعين على المناصب والأموال أو الساعين لكسب الوجاهة الفارغة على حساب غفلته .
والسلطة جعلت نشاط كل هؤلاء المتصارعين يصب في جعبتها ، فهي سمحت لكل مجموعة بفتح دكانها السياسي الخاص وبحسب الأهواء ، علماني سلفي إخواني قومي وطني مستقل قبلي ... الخ ، وهي اشترطت على أصحاب تلك الدكاكين السياسية وضع العقيدة الوطنية وحب الأمير في الرفوف والصفوف الأولى وفي واجهة بضاعتها العقدية والفكرية التي تعرضها سواء كانت بضاعة إسلامية أو علمانية أو أي بضاعة عقدية وفكرية أخرى ، وحب الله يجب أن يأتي بعد حب الأمير والوطن عمليا ، أي في الرفوف والصفوف الخلفية الأخرى ، ونظرياً سيكون ( الله الوطن الأمير ) وكما يعلن على الملأ، ومن سيخالف تلك التعليمات والأحكام السلطانية سيتم إغلاق دكانه السياسي وستكتم أنفاسه وبأي صورة كانت وسيصبح من مطاريد الفكر ، وبسبب تلك الأحكام والأوامر السلطانية أصاب الخلل والاضطراب المنظومات الفكرية لأصحاب كل تلك الدكاكين السياسية وأتباعهم وزبائنهم وسهُل أمر تصفيتهم فكريـاً وتضليلهم ، والإنسان البسيط لن يعرف بأن الأدوار موزعة على عشاق وعمال السلطة ومريديها ، وهو لن يتصور بأن الطاغوت يستخدم كل تلك الجماعات ويجعل منها زعانف يسبح بها في بحر الظلمات وتعينه على عبور الزمن بمجموعة من العقائد والأفكار والمفاهيم الفاسدة .
فهناك من يمارس الإرهاب على القلوب والعقول وهناك من يستولي عليها ويغتصبها وينهبها ، وبعض المشايخ الرسميين والطارئين على علوم الدين يقومون بتلك الجرائم ضد الإنسانية دون وعي بحقيقة وبنوعية تلك الجرائم التي ترتكب ضد الجنس البشري ، فبعض أصحاب النوايا الطيبة يتصورون بأنهم يقدمون خدمات جليلة للإسلام وللمسلمين ولأوطانهم وهم لا يعلمون بأنهم يقومون بتنفيذ مخططات أهل المكر والحيلة والخديعة بعد ما أصبحوا من الغافلين وبعد ما تم إعطائهم شهادات علمية في علوم الدين تخدعهم وتزرع الثقة الزائفة في أنفسهم وتجعلهم يعيشون في عالم فسيح من عوالم الزيف والوهم .
إن الرجل ومن خلال مقالته تلك يشعر بما يدور من حوله وهو لا زال يعيش حالة البحث في داخله ، حاله حال بقية النشطاء ذهنيا ، من الذين يشعرون بأن هناك خلل واضطراب ما والأمور ليست على ما يرام ، فهي عكس ما يصوره عمال وعلماء السلاطين والحكام ، وبخلاف ما ينتهجه الذين يمارسون هواية السياسة الدينية ، فهناك من يحوم حول باب دنيا الحق وعالم الحقيقة .
نعم ... ( إن الخلل ليس في الإسلام ، بل في التوظيف السياسي للدين الذي نتج عنه ممارسات خاطئة ، فالأمر يحتاج لخبراء محايدين وليس لشيوخ يتبنون الخطاب العاطفي ) ، لقد قال رئيس تحرير جريدة « الوطن » مقالته وهو محاط بمن يقوم بالتوظيف السياسي للدين و بالمشايخ الرسميين الذين يتبنون الخطاب العاطفي ، فهذا هو الواقع وتلك هي الحقيقة .
وما كان يتهيأ للسلطة الكافرة في الكويت القيام بالتوظيف السياسي للدين لولا وجود أولئك المشايخ الرسميين الذين لا يعلمون من الدين إلا رسمه ، وما كان لهذا العبث السياسي والاجتماعي أن يحدث باسم محاربة الإرهاب والتطرف لولا أولئك المشايخ الرسميين الذين يتبنون الخطاب العاطفي الانهزامي الذي يدفع بعض المتحمسين للوقوع في أحضان المندفعين والمتهورين ، فالمتحمسين والمخلصين لعقيدة التوحيد وقعوا بين نارين ، نار الانهزام والانبطاح ونار التهور والاندفاع ، وهم لا يهتدون للطريق الوسط الذي يرضي الله وحده دون غيره ، فما يرضي الله لن يرضي السلطات الكافرة .
فتبني الخطاب العاطفي والوقوع في غرام السلطة الكافرة والتمرغ في أحضانها هو الوجه الأخر للتطرف الذي يجب مكافحته ومحاربته ، وهو لا يقل خطراً عن التطرف السلبي الذي تسفك الدماء بسببه ، فتلك العاطفة لها تأثير سيئ على القلب وصفائه ونقائه وعلى العقل وأحكامه ، وسيكون تأثيرها نفس تأثير الخمر على العقل ، فهي ستحجب العقل وستحرف مساره ليسير في اتجاه خاطئ وتجعله يحوم في أفق المغضوب عليهم والضالين ، وتلك العاطفة الإيجابية الجياشة ستصيب الإنسان بالسكرة الفكرية وتجعله يؤول المسائل تأويلا فاسدا يسهل للسلطات الكافرة أمر التحلل من أحكام الشريعة وعدم الالتزام بها ، ويعينها على المراوغة والتسويف والالتفاف على النصوص الشرعية ويوهم الغافلين بصلاح مسلكها ، ولذلك يجب محاربة هذا النوع من التطرف والانحراف الفكري والتأويل الفاسد للشريعة والذي يتبناه البعض باسم الوسطية .
فالوسطية هي السير على الطريق الوسط وعلى الصراط المستقيم المبين في الكتاب والسنة ، وهو لا يعني الطريق المقترح من قبل من يأتمر بأمر السلطات الكافرة ، فعاملها لن تكون له القدرة على تحديد معالم الطريق ، وتلك السلطات الكافرة لن تنير له الطريق بل سيأتي النور من صاحب الطريق القويم والصراط المستقيم . قال تعالى ( ... ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) ( 40 ) ( النور ) .
ومثل هؤلاء المشايخ الرسميين تستخدمهم السلطات الكافرة من أجل ممارسة الإرهاب الفكري على العوام ، فالعامي والإنسان البسيط الغافل عندما يواجه ويحاط بكبار علماء وعمال وموظفين السلطة من الذين يقومون بمهمة الإرهاب الفكري ويمتهنونها ، لن يخطر على باله بأنهم يقومون بنوع من أنواع الإرهاب من أجل تسهيل أمر السيطرة على قلبه واغتصاب عقله من قبل العمال الآخرين للسلطة سواء كانوا من المحسوبين على التيار الإسلامي أو العلماني ، فشباكهم تلقى على الجميع ودون استثناء ، فكل يخطب ويغني وينشد نشيد حب الوطن والأمير ، وبمفرداته الخاصة ، وكأن هذا الخطاب والغناء يوجه لمجموعة من الخراف لا يراد لها الخروج من حظيرتها لكي لا تكتشف ما خفي عنها .
والإنسان البسيط سيقع ضحية ذلك الإرهاب البغيض الذي لا يتم الحديث عنه ولا تعقد المؤتمرات من أجله لأنه يبين حقيقة ( الكفر والتكفير ) وحقيقة أعمال الكفار ويفضح ممارساتهم ويبين الفرق بينها وبين أعمال المؤمنين التي تحرر العقل وترتقي به وتحي الروح وتسموا بها ، فهي أعمال تجعل الإنسان يشعر بإنسانيته وبقيمته وتجعله يشعر بالفرق بين ما يقوله من يمثل السلطات الكافرة الذي تشرب قلبه عقيدتها وسكنت في عقله فكرتها وبين ما يقوله من تشرب قلبه عقيدة التوحيد وتحرر عقله من كل فكرة طارئة لا تنبثق منها ، كما سيكون – ذلك الإنسان البسيط - فريسة يفترسها المتصارعين على المناصب والأموال أو الساعين لكسب الوجاهة الفارغة على حساب غفلته .
والسلطة جعلت نشاط كل هؤلاء المتصارعين يصب في جعبتها ، فهي سمحت لكل مجموعة بفتح دكانها السياسي الخاص وبحسب الأهواء ، علماني سلفي إخواني قومي وطني مستقل قبلي ... الخ ، وهي اشترطت على أصحاب تلك الدكاكين السياسية وضع العقيدة الوطنية وحب الأمير في الرفوف والصفوف الأولى وفي واجهة بضاعتها العقدية والفكرية التي تعرضها سواء كانت بضاعة إسلامية أو علمانية أو أي بضاعة عقدية وفكرية أخرى ، وحب الله يجب أن يأتي بعد حب الأمير والوطن عمليا ، أي في الرفوف والصفوف الخلفية الأخرى ، ونظرياً سيكون ( الله الوطن الأمير ) وكما يعلن على الملأ، ومن سيخالف تلك التعليمات والأحكام السلطانية سيتم إغلاق دكانه السياسي وستكتم أنفاسه وبأي صورة كانت وسيصبح من مطاريد الفكر ، وبسبب تلك الأحكام والأوامر السلطانية أصاب الخلل والاضطراب المنظومات الفكرية لأصحاب كل تلك الدكاكين السياسية وأتباعهم وزبائنهم وسهُل أمر تصفيتهم فكريـاً وتضليلهم ، والإنسان البسيط لن يعرف بأن الأدوار موزعة على عشاق وعمال السلطة ومريديها ، وهو لن يتصور بأن الطاغوت يستخدم كل تلك الجماعات ويجعل منها زعانف يسبح بها في بحر الظلمات وتعينه على عبور الزمن بمجموعة من العقائد والأفكار والمفاهيم الفاسدة .
فهناك من يمارس الإرهاب على القلوب والعقول وهناك من يستولي عليها ويغتصبها وينهبها ، وبعض المشايخ الرسميين والطارئين على علوم الدين يقومون بتلك الجرائم ضد الإنسانية دون وعي بحقيقة وبنوعية تلك الجرائم التي ترتكب ضد الجنس البشري ، فبعض أصحاب النوايا الطيبة يتصورون بأنهم يقدمون خدمات جليلة للإسلام وللمسلمين ولأوطانهم وهم لا يعلمون بأنهم يقومون بتنفيذ مخططات أهل المكر والحيلة والخديعة بعد ما أصبحوا من الغافلين وبعد ما تم إعطائهم شهادات علمية في علوم الدين تخدعهم وتزرع الثقة الزائفة في أنفسهم وتجعلهم يعيشون في عالم فسيح من عوالم الزيف والوهم .