صقر الجزيرة
30-10-2002, 02:44 AM
الحمد لله ، والصلا ة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد..
ففي مثل هذه الأيام قبل عام مضى بدأت الحملة الصليبية الأمريكية التي أعلنها الرئيس الامريكي وقاد فيها تحالفاً دولياً ضم أكثر من تسعين دولة ضد افغانستان.
وبعد مرور سنة على الحملة الصليبية على افغانستان ، تستعد أمريكا اليوم لجولة جديدة من جولات حربها الصليبية على العالم الاسلامي ، وهذه المرة ضد الشعب العراقي المسلم ، هادفة إلى إكمال مخططها في تقسيم الأمة وتمزيقها ، ونهب ثرواتها وخيراتها ، والتهيئة لإقامة دولة إسرائل الكبرى بعد طرد الفلسطينين منها.
ونحن بهذه المناسبة نريد أن نؤكد على مجموعة من الأمور في النقاط التالية:
أولا: فشل الحملة الامريكية في تحقيق أهدافها الرئيسة
لقد فشلت الحملة الأمريكية في تحقيق أي من أهدافها الرئيسة ؛ فعلى صعيد القضاء على القيادات الجهادية فشلت في قتل أو اعتقال أي من قيادات طالبان أو القاعدة أو غيرهم من قيادات المجاهدين.
وعلى صعيد تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان ، فشلت أمريكا في تحقيق ما وعدت به من توحيد البلاد تحت حكومة مركزية واحدة ، وتشكيل جيش موحد يحفظ الأمن ، ويقضي على سيطرة المليشيات العسكرية؛ فقد كان أبرز نجاح للحملة الأمريكية هو ذلك النجاح منقطع النظير في إعادة تقسيم البلاد إلى (كنتونات) ممزقة مفرقة يتناحر فيها أمراء الحرب وتجار المخدرات السابقين.
وعلى صعيد حقوق الإنسان، فأفضل نموذج قدمته الحملة الأمريكية في هذا المجال هو حرق مئات الأسرى المقيدين في قلعة (جانكي) في مزار شريف بالقنابل العنقودية وقذائف النابالم الأمريكية المحرمة دوليا كما يزعمون، وقتل آلاف آخرين من الأسرى عطشا واختناقا في حاويات الموت التي شُحنوا فيها تحت إشراف القوات الأمريكية، هذا فضلا عن آلاف القتلى من المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ الذين حصدتهم القنابل الأمريكية الذكية والغبية على حد سواء.
وعلى صعيد القضاء على المخدرات الذي وعدت به أمريكا ، وجعلته هدفاً من أهداف الحرب ، فيكفي أن نعلم أن المحصول الأفغاني هذه السنة من الأفيون قد حقق رقماً قياسياً لا عهد له به ، وتحت رعاية القوات الأمريكية ، والقوات الدولية في أفغانستان، كما صرحت بذلك الأمم المتحدة.
ومثل ذلك يقال في الفشل في أحلام برامج إعادة إعمار البلاد، وما هو على هذه الشاكلة من الوعود الأمريكية المعسولة.
ثانيا: الورطة الأمريكة في أفغانستان
إن القوات الأمريكية الغازية لأفغانستان قد بدأت الآن تغرق في الوحل الأفغاني بكل معداتها وأفرادها فمن المفارقات العجيبة أن هذه القوات الصليبية التي جاءت لحماية نظام الحكم في كابل من ضربات المجاهدين ، أصبحت - وامام تعرضها لهجمات المجاهدين المستمرة - هي التي تحتاج لقوات النظام لحمايتها، فمن يحمي من؟
إن القوات الدولية والأمريكية التي جاءت لحفظ الأمن أصبحت أكبر عبء على الأمن!!
وكما قال أحد المعلقين الأمريكيين ، فقد تحولت عملية ( العدالة المطلقة ) الأمريكية في أفغانستان إلى عملية (للفشل والإحباط المطلق).
إن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان لن يكون أحسن عاقبة من الاحتلال السوفيتي إن شاء الله ، وهذه الحقيقة بدأت تدركها الإدارة الأمريكية التي تسعى الآن للتغطية على فشلها في أفغانستان بالعمل على لفت الأنظار عن ذلك الفشل بدق طبول الحرب على العراق.
ثالثا: لانقيل ولا نستقيل
لازال المجاهدون بفضل الله على عهدهم ووعدهم ،لايقيلون ولايستقيلون ، على عهدهم مع الله على الجهاد في سبيله، وعلى وعدهم مع أمتهم ببذل كل غال ونفيس في سبيل تحريرها من كل صور الظلم والقهر، وجميع أشكال التبعية والاحتلال، "حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله".الأنفال
وكل المحن والابتلاءات التي تعرض لها المجاهدون لم تزدهم بفضل الله إلا ثباتا على الطريق، وتصميما على الأهداف، وإيمانا بالمنهج، ويقينا بنصر الله، "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا".النور
رابعا: نداء إلى الأمة
إننا في هذه الأوضاع الخطيرة التي تمر بها أمتنا اليوم ، بل ويمر بها العالم أجمع ، نوجه نداءاً إلى هذه الأمة العظيمة التي هي أعظم الأمم .. إلى هذه الأمة المنصورة المرحومة التي لايزال فيها الخير والخيرون إلى قيام الساعة.. إلى هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس .. إلى هذه الأمة التي لاتزال فيها طائفة منصورة تقاتل على الحق لايضرها من خذلها ولامن خالفها إلى قيام الساعة.
فيا أمة الإسلام ، يامن آمنتم بالله ربا، وبالإسلا م دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا:
إن القضية الآن لم تعد قضية هل الأمة مستهدفة بشكل كامل وشامل ، ودون تفريق بين من يسمون بالمعتدلين والمتطرفين، أو بين الحلفاء والأعداء، فقد كفانا العدو مؤونة كشف هذه الحقيقة بتصريحاته السرية والعلنية التي كشف فيها عن بعض نواياه العدوانية "قد بدت البغضاء من أفواههم ، وما تخفي صدورهم أكبر".آل عمران
إن القضية الآن هي كيف نواجه هذا العدوان الصارخ وندافع عن عقيدتنا وشرفنا وكرامتنا فننال شرف الدنيا وفوز الآخرة؟ .
إذا أردنا أن يكتب الله لنا النصر ويحقق لنا الظفر في هذه المواجهة فيجب أن نتسلح بعدة أمور في مقدمتها:
1- الرجوع إلى الله
إن أول ما يجب علينا هو أوبة صادقة إلى الله ، وتوبة نصوح إليه، بالإخلاص في العمل ، والصدق في النية ، والتجرد للحق ، وتحكيم الشرع في كل مجالات أعمالنا ومعاملاتنا ، وكل صغير وكبيرة من من حياتنا.
إنه يجب علينا ان نعترف بأن ما أصابنا من تسليط العدو كان ببعض ماكسبت أيدينا ، قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفوا عن كثير".الشورى
2- الاعتصام بحبل الله جميعا
إذا كان من المُسلم به أن النزاع والاختلاف من أهم دواعي الفشل وذهاب الريح الذي تعاني منه أمتنا اليوم ، فإن من المُسلم به كذلك أن الوحدة والاجتماع والاعتصام بحبل الله هي مفتاح النصر والظفر، وباب السيادة والقيادة.
قال تعالى آمراً بالوحدة والاجتماع: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" ، وقال محذراً من الفرقة والنزاع : "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".الأنفال
والوحدة التي ندعو لها المسلمين اليوم لا تستلزم بالضرورة رفع الخلاف في كل المسائل الجزئية والقضايا الفرعية، فالخلاف في مثل هذه المسائل لايمكن رفعه، ولا يضر وجوده ، فالوحدة التي نطالب بها هي الوحدة في ثوابت العقيدة، وقطعيات الدين وكليات الشرع.
3-استنفار وتفجير طاقات الأمة
إن أمتنا تزخر بكثير من الطاقات والقدرات، وأهم هذه الطاقات على الإطلاق هو الإنسان المسلم الذي هو وقود المعركة ومحرك الصراع، ولا نقصد بالانسان هنا فئة الملتزمين والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة وأبناء الصحوة والحركات الاسلامية فقط، بل نقصد الشعوب الإسلامية بكل فئاتها الخاصة والعامة، فإذا كان للخواص دورهم الذي لا يقوم به غيرهم، فإن العوام هم وقود المعركة الحقيقي، ومادتها المتفجرة، ودور الخواص هو دور الصاعق والمحرك الذي يفجر هذه المادة.
وهنالك طاقات الأمة المادية والاقتصادية، فأمتنا تعتبر من أثرى الأمم على وجه الأرض، وأكثرها إمكانات، وأزخرها بالموارد التي ظلت مسخرة عقوداً من الزمن لخدمة الأعداء، والتآمر على الأشقاء.
وهنالك الإمكانات العسكرية الضخمة التي تزخر بها البلاد الإسلامية، والتي صدئت في المخازن والمستوعات، ومرت عليها سنوات وسنوات، دون أن تثأر لعرض، أو تذود عن أرض، بل ظلت كابوساً جاثماً على صدور الشعوب، وخنجراً مغموساً في خاصرة الأشقاء.
وهنالك الكثير الكثير من طاقات الأمة ومقدراتها التي آن لها أن تتحرر وتتفجر وتثأر، وتأخذ طريقها في الذود عن العقيدة المستهدفة، والحمى المستباح، والعرض المنتهك، والأرض المغتصبة، والخيرات المستلبة.
وإذا كان للأمة واجباتها الجماعية ، ودورها الكلي الذي يتحتم عليها ان تقوم به مجتمعة، فإن هنالك فئات لها دور خاص يجب عليها القيام به بشكل خاص.
ففي مثل هذه الأيام قبل عام مضى بدأت الحملة الصليبية الأمريكية التي أعلنها الرئيس الامريكي وقاد فيها تحالفاً دولياً ضم أكثر من تسعين دولة ضد افغانستان.
وبعد مرور سنة على الحملة الصليبية على افغانستان ، تستعد أمريكا اليوم لجولة جديدة من جولات حربها الصليبية على العالم الاسلامي ، وهذه المرة ضد الشعب العراقي المسلم ، هادفة إلى إكمال مخططها في تقسيم الأمة وتمزيقها ، ونهب ثرواتها وخيراتها ، والتهيئة لإقامة دولة إسرائل الكبرى بعد طرد الفلسطينين منها.
ونحن بهذه المناسبة نريد أن نؤكد على مجموعة من الأمور في النقاط التالية:
أولا: فشل الحملة الامريكية في تحقيق أهدافها الرئيسة
لقد فشلت الحملة الأمريكية في تحقيق أي من أهدافها الرئيسة ؛ فعلى صعيد القضاء على القيادات الجهادية فشلت في قتل أو اعتقال أي من قيادات طالبان أو القاعدة أو غيرهم من قيادات المجاهدين.
وعلى صعيد تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان ، فشلت أمريكا في تحقيق ما وعدت به من توحيد البلاد تحت حكومة مركزية واحدة ، وتشكيل جيش موحد يحفظ الأمن ، ويقضي على سيطرة المليشيات العسكرية؛ فقد كان أبرز نجاح للحملة الأمريكية هو ذلك النجاح منقطع النظير في إعادة تقسيم البلاد إلى (كنتونات) ممزقة مفرقة يتناحر فيها أمراء الحرب وتجار المخدرات السابقين.
وعلى صعيد حقوق الإنسان، فأفضل نموذج قدمته الحملة الأمريكية في هذا المجال هو حرق مئات الأسرى المقيدين في قلعة (جانكي) في مزار شريف بالقنابل العنقودية وقذائف النابالم الأمريكية المحرمة دوليا كما يزعمون، وقتل آلاف آخرين من الأسرى عطشا واختناقا في حاويات الموت التي شُحنوا فيها تحت إشراف القوات الأمريكية، هذا فضلا عن آلاف القتلى من المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ الذين حصدتهم القنابل الأمريكية الذكية والغبية على حد سواء.
وعلى صعيد القضاء على المخدرات الذي وعدت به أمريكا ، وجعلته هدفاً من أهداف الحرب ، فيكفي أن نعلم أن المحصول الأفغاني هذه السنة من الأفيون قد حقق رقماً قياسياً لا عهد له به ، وتحت رعاية القوات الأمريكية ، والقوات الدولية في أفغانستان، كما صرحت بذلك الأمم المتحدة.
ومثل ذلك يقال في الفشل في أحلام برامج إعادة إعمار البلاد، وما هو على هذه الشاكلة من الوعود الأمريكية المعسولة.
ثانيا: الورطة الأمريكة في أفغانستان
إن القوات الأمريكية الغازية لأفغانستان قد بدأت الآن تغرق في الوحل الأفغاني بكل معداتها وأفرادها فمن المفارقات العجيبة أن هذه القوات الصليبية التي جاءت لحماية نظام الحكم في كابل من ضربات المجاهدين ، أصبحت - وامام تعرضها لهجمات المجاهدين المستمرة - هي التي تحتاج لقوات النظام لحمايتها، فمن يحمي من؟
إن القوات الدولية والأمريكية التي جاءت لحفظ الأمن أصبحت أكبر عبء على الأمن!!
وكما قال أحد المعلقين الأمريكيين ، فقد تحولت عملية ( العدالة المطلقة ) الأمريكية في أفغانستان إلى عملية (للفشل والإحباط المطلق).
إن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان لن يكون أحسن عاقبة من الاحتلال السوفيتي إن شاء الله ، وهذه الحقيقة بدأت تدركها الإدارة الأمريكية التي تسعى الآن للتغطية على فشلها في أفغانستان بالعمل على لفت الأنظار عن ذلك الفشل بدق طبول الحرب على العراق.
ثالثا: لانقيل ولا نستقيل
لازال المجاهدون بفضل الله على عهدهم ووعدهم ،لايقيلون ولايستقيلون ، على عهدهم مع الله على الجهاد في سبيله، وعلى وعدهم مع أمتهم ببذل كل غال ونفيس في سبيل تحريرها من كل صور الظلم والقهر، وجميع أشكال التبعية والاحتلال، "حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله".الأنفال
وكل المحن والابتلاءات التي تعرض لها المجاهدون لم تزدهم بفضل الله إلا ثباتا على الطريق، وتصميما على الأهداف، وإيمانا بالمنهج، ويقينا بنصر الله، "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا".النور
رابعا: نداء إلى الأمة
إننا في هذه الأوضاع الخطيرة التي تمر بها أمتنا اليوم ، بل ويمر بها العالم أجمع ، نوجه نداءاً إلى هذه الأمة العظيمة التي هي أعظم الأمم .. إلى هذه الأمة المنصورة المرحومة التي لايزال فيها الخير والخيرون إلى قيام الساعة.. إلى هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس .. إلى هذه الأمة التي لاتزال فيها طائفة منصورة تقاتل على الحق لايضرها من خذلها ولامن خالفها إلى قيام الساعة.
فيا أمة الإسلام ، يامن آمنتم بالله ربا، وبالإسلا م دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا:
إن القضية الآن لم تعد قضية هل الأمة مستهدفة بشكل كامل وشامل ، ودون تفريق بين من يسمون بالمعتدلين والمتطرفين، أو بين الحلفاء والأعداء، فقد كفانا العدو مؤونة كشف هذه الحقيقة بتصريحاته السرية والعلنية التي كشف فيها عن بعض نواياه العدوانية "قد بدت البغضاء من أفواههم ، وما تخفي صدورهم أكبر".آل عمران
إن القضية الآن هي كيف نواجه هذا العدوان الصارخ وندافع عن عقيدتنا وشرفنا وكرامتنا فننال شرف الدنيا وفوز الآخرة؟ .
إذا أردنا أن يكتب الله لنا النصر ويحقق لنا الظفر في هذه المواجهة فيجب أن نتسلح بعدة أمور في مقدمتها:
1- الرجوع إلى الله
إن أول ما يجب علينا هو أوبة صادقة إلى الله ، وتوبة نصوح إليه، بالإخلاص في العمل ، والصدق في النية ، والتجرد للحق ، وتحكيم الشرع في كل مجالات أعمالنا ومعاملاتنا ، وكل صغير وكبيرة من من حياتنا.
إنه يجب علينا ان نعترف بأن ما أصابنا من تسليط العدو كان ببعض ماكسبت أيدينا ، قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيدكم ويعفوا عن كثير".الشورى
2- الاعتصام بحبل الله جميعا
إذا كان من المُسلم به أن النزاع والاختلاف من أهم دواعي الفشل وذهاب الريح الذي تعاني منه أمتنا اليوم ، فإن من المُسلم به كذلك أن الوحدة والاجتماع والاعتصام بحبل الله هي مفتاح النصر والظفر، وباب السيادة والقيادة.
قال تعالى آمراً بالوحدة والاجتماع: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" ، وقال محذراً من الفرقة والنزاع : "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".الأنفال
والوحدة التي ندعو لها المسلمين اليوم لا تستلزم بالضرورة رفع الخلاف في كل المسائل الجزئية والقضايا الفرعية، فالخلاف في مثل هذه المسائل لايمكن رفعه، ولا يضر وجوده ، فالوحدة التي نطالب بها هي الوحدة في ثوابت العقيدة، وقطعيات الدين وكليات الشرع.
3-استنفار وتفجير طاقات الأمة
إن أمتنا تزخر بكثير من الطاقات والقدرات، وأهم هذه الطاقات على الإطلاق هو الإنسان المسلم الذي هو وقود المعركة ومحرك الصراع، ولا نقصد بالانسان هنا فئة الملتزمين والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة وأبناء الصحوة والحركات الاسلامية فقط، بل نقصد الشعوب الإسلامية بكل فئاتها الخاصة والعامة، فإذا كان للخواص دورهم الذي لا يقوم به غيرهم، فإن العوام هم وقود المعركة الحقيقي، ومادتها المتفجرة، ودور الخواص هو دور الصاعق والمحرك الذي يفجر هذه المادة.
وهنالك طاقات الأمة المادية والاقتصادية، فأمتنا تعتبر من أثرى الأمم على وجه الأرض، وأكثرها إمكانات، وأزخرها بالموارد التي ظلت مسخرة عقوداً من الزمن لخدمة الأعداء، والتآمر على الأشقاء.
وهنالك الإمكانات العسكرية الضخمة التي تزخر بها البلاد الإسلامية، والتي صدئت في المخازن والمستوعات، ومرت عليها سنوات وسنوات، دون أن تثأر لعرض، أو تذود عن أرض، بل ظلت كابوساً جاثماً على صدور الشعوب، وخنجراً مغموساً في خاصرة الأشقاء.
وهنالك الكثير الكثير من طاقات الأمة ومقدراتها التي آن لها أن تتحرر وتتفجر وتثأر، وتأخذ طريقها في الذود عن العقيدة المستهدفة، والحمى المستباح، والعرض المنتهك، والأرض المغتصبة، والخيرات المستلبة.
وإذا كان للأمة واجباتها الجماعية ، ودورها الكلي الذي يتحتم عليها ان تقوم به مجتمعة، فإن هنالك فئات لها دور خاص يجب عليها القيام به بشكل خاص.