PDA

View Full Version : لماذا يستهدفون العراق بالذات


رياح الشرق
16-12-2002, 03:52 PM
يعد العراق في العصر القديم والوسيط وحتى اليوم موقعا ذا اهمية ستراتيجية واقتصادية حيث كان الموقع الذي شهد صراعات التاريخ على امتداد قرون ولكن في الزمن الحاضر اكتسب قيمة مضاعفة. فالى جانب موقعه الحيوي الذي يعد جسرا يتحكم بوصل القارات، فانه اكتسب في النصف الاول من القرن العشرين كونه اكبر مصدر ومستودع للطاقة التي تقوم عليها صناعة الغرب والشرق معا. لذلك عد العراق هدفا تحولت اليه انظار الغرب منذ بداية القرن العشرين، الا ان ما اقض مضاجع هذا الغرب هو الروح الثورية التحررية التي شكلت اعظم تحد في مقاومة مطامع الامبريالية، فكانت ثورة العشرين بداية للتحرر وتلتها حركة مايس في 1941 وكذلك ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 والتي سعت لازاحة المستعمر البريطاني واستمرت فصولا من الصراعات وعمليات الدس والتخريب والمؤامرات للقضاء على الثورة واخراجها عن دربها الصحيح حتى كانت ثورة السابع عشر ــ الثلاثين من تموز عام 1968 العظيمة التي اتسمت بقيادة جديدة مفكرة حازمة علمية تمثلت في شخص الرئيس القائد صدام حسين، الذي اكد على فكرة المستقبل من حيث ان تعبر عن الثبات وعدم التراجع امام الطامعين والحاقدين من الامبرياليين والصهيونيين في النيل من سيادة العراق والامة العربية. وان اشد ما اقلق الدول الاستعمارية الغربية هو ولادة قيادة عربية متمثلة في العراق اجتمعت في آن واحد فيها الثروة والثورة وحنكة القيادة، مما جعل الحملات الهستيرية تشن من قبل الدوائر الامبريالية الامريكية من دون حق مشروع حيث اتخذت سلسلة من الصراع الدامي والضغوط الاقتصادية والنفسية وحتى وصولها الى اصدار القرار 1441 الجائر بواسطة مجلس الامن نتيجة للضغوط على جميع المنظمات والمؤسسات الدولية، حيث ان هذا القرار ما هو الا حجة ومجموعة من الذرائع والاستفزازات اريد بها ان يرفضه العراق ليكون ذلك مسوغا لشن العدوان عليه، الا ان العراق استمكن مواطن الفراغ للعقلية الامريكية الموصوفة بالصرع السياسي والتهور وغرور القوة وقرر التعامل مع القرار المذكور لفضح الاكاذيب الامريكية ولاثبات عدم وجود لاسلحة الدمار الشامل لديه. عليه كان موقف العراق محط تقدير واحترام المؤسسات والمنظمات الدولية والعربية في مجابهة التهور والغرور الامريكي والمعروف بقيادته التي لاتهتم بمصلحة شعوبها الامريكية وعلى سبيل المثال نرى ان مثل هذه القيادة المتمثلة بالرئيس (بوش ونائبه ديك تشيني) اللذين يشكلان قمة الاستثمار والنفع الشخصي حيث ظهر ان استثمارهما من حصص شركتي الطاقة (انرون وتكساسو) حيث بلغت حصتهما (33) مليار دولار وان حجم استثمارهما لهذا الرأسمال بلغ (100) مليار دولار بحيث وصلت ارباحهما السنوية (47%) فهل بعد هذا ان تفكر القيادة في مصلحة شعبها وشعوب العالم؟! وعلى العكس نرى ان موقف القيادة العراقية الذي تمثل بالصدق والاخلاص في قيادة الشعب حيث يقول السيد الرئيس القائد في مناسبة العيد السعيد عند تهنئة المسؤولين في الحزب والدولة ((ان العراق دافع انسانيا عن كل شريف ووطني وهو في مكانه بوجه الطاغوت الامريكي الظالم)) واردف سيادته عن عزم واقتدار ((اذا ظل الضعيف ضعيفا والجبان جبانا فاننا سنقف الموقف اللائق بشعبنا ومبادئنا ورسالتنا.. ولكل حال حال ولكل وقت تصرف ولكل فعل رد فعل)). هكذا العراق اليوم في دفاعه واصراره وصبره. وهكذا العداء والحقد من قبل الطامعين تجاه العراق بالذات.


علي حسين الزهير