mustafa Bekhit
18-01-2003, 03:31 PM
يا علماء الوراثة.. الحقونا
لم يعد لدي أدني ذرة شك في أن المصريين يحملون في خلاياهم جينًا بشريًا من نوع خاص وأقول بشريا لأنه ليس متعلقا بالصفات الحيوية العادية التي تجتمع فينا نحن البشر مع الكائنات الحيوانية الأخري ولكنه جين متخصص جدا.. لا يكون أبدا في حيوان ولا نبات.. وإلا دورة الحياة الطبيعية كانت توقفت منذ بدايتها، إنه الشيء الذي أعتقد أنا أنه جين يورث الذي يحمله المصريون داخل كل خلية من خلايا أجسامهم ويظهر أثره عليهم في حالة خاصة جدا.
شوقتك عزيزي القارئ ستعرف حالا ما أقصده.. أما الجين البشري.. فهو الجين المسئول عن البيروقراطية جين البيروقراطية والروتين، والذي لن تجده في أي شعب آخر غير الشعب المصري أو بنسب قليلة في شعوب أخري مندهش.. لا أظن ذلك فعندي وعندك، وعند كل الناس عشرات الحكايات عن البيروقراطية ونارها.. عن التبلد والتكاسل في الدهاليز الحكومية ومرارها.. عن اللامسئولية وضحاياها.. كل من له حاجة في مصلحة حكومية يدوخ السبع دوخات.. ويذوب نعله ذهابا وإيابا علي المصلحة لعل وعسي لكن كل مرة يرجع المشوار بجرح علي رأي العندليب الأسمر، وتجئ الواسطة والمعارف وكارت التوصية كحل سحري للمشكلة.. لتفتح الأبواب المغلقة وتتبدل التكشيرة علي وجوه متجهمة إلي ابتسامات ترحيب ووعود بسرعة التنفيذ.
والغريب أني تصفحت جرائدوصحفًا صدرت قديما.. منذ سنوات عديدة وبعضها مع بدايات القرن العشرين وقبله.. فتصدمني كتابات عديدة لكتاب كبار عن نفس المشكلة »الروتين« عند الموظفين وكأنه لا يكون موظفا إلا إذا نظر شزرا وشخط في خلق الله وقال فوت علينا بكره يا سيد.. أو يا سيدة، مع أن الموظف زمان كان له وضعه ومركزه المحترم عن الآن.. إذن المشكلة مصرية صميمة منذ القدم.. منذ جدنا الأكبر الكاتب جالس القرفصاء الآن فقط فهمت ما وراء هذه الجلسة وهذه النظرة زادت هذه الأيام مع صعوبة الحياة.. وقلة الدخل.. وكثرة الزحام يكون الإنسان شخصا عاديا.. طفلا ثم فتي ثم شابا كل شيء طبيعي، حتي إذا وقع المحظور.. وتعين موظفا في أي مكان كان.. هنا فقط يتبدل الحال وتتدهور الأحوال.. ويظهر تأثير الجين اللعين الذي ظل صامتا طوال هذه السنوات حتي أتت الظروف الملائمة له فنراه موظفا يتفنن في تعذيب المواطنين بسلبيته وإصراره علي التباطؤ، وكأن صاحب الطلب الذي يقف أمامه تجسد في صورة أكثر واحد يكرهه ويحمل له ضغينة في هذه الدنيا.. وكأنها رغبات اضطهادية مكبوتة، والغريب أننا نحن المصريين تعودنا علي ذلك لدرجة أننا لا نصدق أنفسنا إذا قابلنا موظفًا بشوشًا.. ييسر علي الناس أمورهم ونتعجب.. هل هو من كوكب آخر.. وقد يحسده البعض علي أنه في ظنهم هو فقط سعيد في حياته.. وليست لديه مشاكل، وقد يكون هذا هو السبب في ابتساماته التي يوزعها علي المواطنين.. مع أنه قد يكون حمله من الهموم تنوء به الجبال.. ولكنه من القليلين الذين يدركون أن الدين معاملة.. وإن من سعي في مصالح الناس وقضاء حوائجهم، سهل الله له أموره في الدنيا.. وله في الآخرة حسن الجزاء.
يا رجال العلم.. يا رجال التحليل النفسي.. ويا علماء الجينوم البشري في كل الدنيا.. حد يحل هذه المشكلة.. هل من سبيل لعلاج هذا الجين العتيق في معظم موظفي مصر؟!! دلونا: هندسة وراثية.. أم فك عقد نفسية.. أم ماذا أخشي أن ألجأ لأحد لحل هذه المشكلة الأزلية حتي لا تظل أزلية فيقول لي هو أيضا: فوتي علينا بكره.
منقول للكاتبه
منال اللقاني
لم يعد لدي أدني ذرة شك في أن المصريين يحملون في خلاياهم جينًا بشريًا من نوع خاص وأقول بشريا لأنه ليس متعلقا بالصفات الحيوية العادية التي تجتمع فينا نحن البشر مع الكائنات الحيوانية الأخري ولكنه جين متخصص جدا.. لا يكون أبدا في حيوان ولا نبات.. وإلا دورة الحياة الطبيعية كانت توقفت منذ بدايتها، إنه الشيء الذي أعتقد أنا أنه جين يورث الذي يحمله المصريون داخل كل خلية من خلايا أجسامهم ويظهر أثره عليهم في حالة خاصة جدا.
شوقتك عزيزي القارئ ستعرف حالا ما أقصده.. أما الجين البشري.. فهو الجين المسئول عن البيروقراطية جين البيروقراطية والروتين، والذي لن تجده في أي شعب آخر غير الشعب المصري أو بنسب قليلة في شعوب أخري مندهش.. لا أظن ذلك فعندي وعندك، وعند كل الناس عشرات الحكايات عن البيروقراطية ونارها.. عن التبلد والتكاسل في الدهاليز الحكومية ومرارها.. عن اللامسئولية وضحاياها.. كل من له حاجة في مصلحة حكومية يدوخ السبع دوخات.. ويذوب نعله ذهابا وإيابا علي المصلحة لعل وعسي لكن كل مرة يرجع المشوار بجرح علي رأي العندليب الأسمر، وتجئ الواسطة والمعارف وكارت التوصية كحل سحري للمشكلة.. لتفتح الأبواب المغلقة وتتبدل التكشيرة علي وجوه متجهمة إلي ابتسامات ترحيب ووعود بسرعة التنفيذ.
والغريب أني تصفحت جرائدوصحفًا صدرت قديما.. منذ سنوات عديدة وبعضها مع بدايات القرن العشرين وقبله.. فتصدمني كتابات عديدة لكتاب كبار عن نفس المشكلة »الروتين« عند الموظفين وكأنه لا يكون موظفا إلا إذا نظر شزرا وشخط في خلق الله وقال فوت علينا بكره يا سيد.. أو يا سيدة، مع أن الموظف زمان كان له وضعه ومركزه المحترم عن الآن.. إذن المشكلة مصرية صميمة منذ القدم.. منذ جدنا الأكبر الكاتب جالس القرفصاء الآن فقط فهمت ما وراء هذه الجلسة وهذه النظرة زادت هذه الأيام مع صعوبة الحياة.. وقلة الدخل.. وكثرة الزحام يكون الإنسان شخصا عاديا.. طفلا ثم فتي ثم شابا كل شيء طبيعي، حتي إذا وقع المحظور.. وتعين موظفا في أي مكان كان.. هنا فقط يتبدل الحال وتتدهور الأحوال.. ويظهر تأثير الجين اللعين الذي ظل صامتا طوال هذه السنوات حتي أتت الظروف الملائمة له فنراه موظفا يتفنن في تعذيب المواطنين بسلبيته وإصراره علي التباطؤ، وكأن صاحب الطلب الذي يقف أمامه تجسد في صورة أكثر واحد يكرهه ويحمل له ضغينة في هذه الدنيا.. وكأنها رغبات اضطهادية مكبوتة، والغريب أننا نحن المصريين تعودنا علي ذلك لدرجة أننا لا نصدق أنفسنا إذا قابلنا موظفًا بشوشًا.. ييسر علي الناس أمورهم ونتعجب.. هل هو من كوكب آخر.. وقد يحسده البعض علي أنه في ظنهم هو فقط سعيد في حياته.. وليست لديه مشاكل، وقد يكون هذا هو السبب في ابتساماته التي يوزعها علي المواطنين.. مع أنه قد يكون حمله من الهموم تنوء به الجبال.. ولكنه من القليلين الذين يدركون أن الدين معاملة.. وإن من سعي في مصالح الناس وقضاء حوائجهم، سهل الله له أموره في الدنيا.. وله في الآخرة حسن الجزاء.
يا رجال العلم.. يا رجال التحليل النفسي.. ويا علماء الجينوم البشري في كل الدنيا.. حد يحل هذه المشكلة.. هل من سبيل لعلاج هذا الجين العتيق في معظم موظفي مصر؟!! دلونا: هندسة وراثية.. أم فك عقد نفسية.. أم ماذا أخشي أن ألجأ لأحد لحل هذه المشكلة الأزلية حتي لا تظل أزلية فيقول لي هو أيضا: فوتي علينا بكره.
منقول للكاتبه
منال اللقاني