mustafa Bekhit
23-01-2003, 07:45 AM
منقول لكم ;
صاحب مزرعة دواجن عراقية يشكو همجيتهم، المفتشون يقتحمون مسجداً ويسألون الإمام عن عدد المصلين يوم الجمعة
قال رجل دين عراقي بارز أمس ان مفتشي الاسلحة الدوليين فتشوا المسجد الذي يعمل اماما له في بغداد هذا الاسبوع. وقال قتيبة عماش امام مسجد النداء للصحفيين انه في الواحدة من بعد ظهر الاثنين الماضي دخلت سيارة تابعة لفريق التفتيش تقل خمسة مفتشين مسجد النداء «حيث لا توجد الا المصاحف» وانتهكوا حرمة المسجد.
واضاف ان الشيء الغريب هو ان الاسئلة التي وجهها المفتشون الخمسة لم تكن لها علاقة بأسلحة الدمار الشامل. بل وجهوا اسئلة عن مساحة المسجد والجوانب الهندسية والمعمارية وعدد المصلين في صلاة الجمعة «لأن الولايات المتحدة تخاف من عدد من يصلون الجمعة». ولم يتسن على الفور الاتصال بالمفتشين للتعقيب. ويمكن لمثل هذه الواقعة الاولى من نوعها ان تثير مشاعر المسلمين في بغداد وغيرها حيث لا يستريح الكثيرون للطريقة التي تعامل بها القوى الكبرى العراق.
ولم تتوقف استفزازات المفتشين عند انتهاك حرمة المسجد فقط، حيث أعلن صاحب مزرعة دواجن أمس انه رفع شكوى للمطالبة بتعويضات بعد ان قام المفتشون بتدمير حائط في مزرعته للوصول الى ورشة مغلقة. وقال صباح انور محمد خلال مؤتمر صحافي ببغداد أمس الاربعاء «رفعت شكوى عبر وزارة الخارجية طالبت فيها بتعويضات مادية ومعنوية على شكل اعتذارات الى حكومتي ولي». وعرض على الصحافيين رسالة بهذا المعنى بتاريخ 21 يناير موجهة الى وزارة الخارجية.
وقال صباح انور محمد (59 عاما) ان المفتشين قدموا الى مزرعة الدواجن التي يملكها في 15 و20 من الشهر الجاري بدعوى انها تضم «مختبرا بيولوجيا». وقال ان المزرعة القائمة في بلدة الدورة جنوب بغداد، مهجورة منذ 1991 بسبب الحظر المفروض على العراق. وقال ان المفتشين قاموا خلال زيارتهم الاولى بكسر العديد من الاقفال الصدئة للدخول الى بعض الغرف واخذ عينات.
وفي المرة الثانية، قام الخبراء بهدم حائط في ورشة مغلقة للدخول اليها. وقال محمد انه رفض في البداية السماح للخبراء بدخول المزرعة لكن الموظفين العراقيين المرافقين لهم اقنعوه بذلك.
وقال «هدموا الحائط وخلعوا باب الورشة التي فتشوها تفتيشا دقيقا». واضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في المركز الصحافي التابع لوزارة الاعلام ان المفتشين «التقطوا صورا للمعدات الكهربائية القديمة والمضخات الموجودة في الورشة» التي قال انه اغلقها بعد ان دخلها لصوص.
واشترى محمد المزرعة في 1988 وهو يدير مصنعا خاصا للبلاستيك. وفي بيانه اليومي حول نشاط المفتشين قال المتحدث باسمهم هيرو يواكي انهم تفقدوا في 15 يناير «موقعا زراعيا» جنوب بغداد.
واوضح ان الموقع هو «مزرعة خاصة. قام المفتشون بوضع اختام على عدد من الابواب لعدم العثور على مفاتيحها. وعاد الفريق الى الموقع عندما عثر على المفاتيح بعد ذلك بساعات لتفتيش الغرف».
وفي بيانه في 20 من الجاري، قال يواكي ان فريقا من الخبراء البيولوجيين توجه مجددا الى المزرعة حيث «تم تفتيش باقي المباني التي وضعت عليها الاختام خلال الزيارة الاولى». ولم يشر الى هدم حائط. ـ أ.ف.ب
_________________
عمليات التفتيش الحالية في العراق غير واضحة الهدف وستبقي حتي بعد تغيير نظام صدام
التمعن في التقرير الاستخباري الذي أعدته الـ سي.آي.ايه والتقرير الرسمي البريطاني يشيران الي الوسائل التي كانت بحوزة العراق، ولكنهما لا يتحدثان عما يوجد لديه اليوم وماذا يمكنه ان ينتج في المستقبل. هذه التقارير تعتمد بطبيعة الحال علي تقديرات وتخمينات كثيرة أكثر من اعتمادها علي معلومات تفصيلية محددة. كما ان المعلومات الاستخبارية التي وعدت الادارة الامريكية باعطائها لوفد المفتشين لا تعطي الا بصورة بطيئة. هذه الطريقة في اعطاء المعلومات تثير تساؤلات حول المعلومات الحقيقية الموجودة بحوزة اجهزة الاستخبارات الغربية.
والتقدير حول ذلك هو ان الادارة الامريكية ستكشف النقاب عما لديها عشية الحرب تماما حتي تبرر شن هذه الحرب.
والمشكلة الاخري التي تواجهها عمليات التفتيش تتعلق بالمعلومات الموجودة في رؤوس العلماء ورجال الابحاث العراقيين. صحيح انهم يتعاونون مع البعثة الا ان هذا تعاون غير نافع. المفتشون يطرحون عليهم اسئلة حول التجارب والمواد المستخدمة فيها ودرجة نجاح التجارب وموقع المختبرات وأين توجد الوثائق التي دونت عليها هذه المعلومات. ولكن هذه الاسئلة ترتكز علي مواد معروفة للمفتشين. والعلماء العراقيون لا يتبرعون من تلقاء انفسهم باعطاء معلومات اضافية تتجاوز الاسئلة المطروحة، وقد نفوا حتي الآن وجود توثيق للتجارب في أي موقع من المواقع. ومسألة اخراج العلماء خارج العراق لن توفر معلومات حول ما تم تطويره خلال السنوات الاخيرة.
اذن، هدف التفتيش ليس ايجاد الاسلحة غير التقليدية وتدميرها بل من اجل منع انتاجها في المستقبل. وهذا الهدف يتطلب رقابة دائمة لا تتوقف وقادرة علي اكتشاف كل محاولة تجري علي الارض في هذا الاتجاه، هذا ما ركزت عليه البعثات السابقة. وقدرة العراق علي انتاج سلاح غير تقليدي لا يمكن منعها حتي من خلال الحرب، ذلك لان الامر يتعلق بشريحة علمية واسعة وربما من أكثر الشرائح تطورا في الدول العربية، وهذه الشريحة يجب اخفاؤها اذا أردنا اخفاء المعلومات التي تملكها. الطريقة الاخري هي ازالة دافعية العراق لانتاج مثل هذا السلاح. الادارة الامريكية تعتقد ان استبدال النظام العراقي سيزيل الدافعية لانتاج السلاح. هذا محتمل، ولكن تنصيب نظام جديد في العراق سيتطلب وضع الرقابة عليه، الا اذا كانت واشنطن تنوي حكم بغداد مباشرة ولمدة طويلة. واذا اعتمدنا علي التقارير الواردة من قادة المعارضة العراقية، فهناك فترة انتقالية سيتم خلالها فرض نظام عراقي محلي مكون من ممثلي التيارات والطوائف المختلفة. وهذا النظام اذا شكل سيتطلع هو الآخر الي امتلاك جيش وقدرات دفاعية وهجومية، لذلك سيكون أمام المفتشين عمل طويل في هذه الحالة.
والسؤال المطروح الآن هو ما هي الفترة التي ستتيح فيها واشنطن للمراقبين بمواصلة مهمتهم وذلك لايجاد أي مواد جديدة تدين النظام العراقي.
المعضلة المحيرة للامريكيين هي ان اكتشاف المفتشين لامور جديدة سيدفعهم لتدميرها، وهكذا ستزول ذريعة الحرب. أما في حالة عدم اكتشاف مثل هذه المواد فلن يكون هناك سبب للحرب أصلا. والادارة الامريكية ستضطر لاتخاذ قرار خلال فترة قصيرة اذا كانت تقصد حقا استبدال الحرب بعمليات التفتيش كما كان قد حدث قبل عام 1998، عندما قام المفتشون بمهمتهم من دون تهديدات الحرب، أو ان تقرر بأن هذه العمليات ما هي الا بادرة حسن نية وذريعة للبحث عن سبب للحرب في اطار إرضاء المطالب الدولية، ومن هنا ستكون عمليات التفتيش هذه محدودة زمنيا والحرب آتية بعدها لا محالة.
_________________
صاحب مزرعة دواجن عراقية يشكو همجيتهم، المفتشون يقتحمون مسجداً ويسألون الإمام عن عدد المصلين يوم الجمعة
قال رجل دين عراقي بارز أمس ان مفتشي الاسلحة الدوليين فتشوا المسجد الذي يعمل اماما له في بغداد هذا الاسبوع. وقال قتيبة عماش امام مسجد النداء للصحفيين انه في الواحدة من بعد ظهر الاثنين الماضي دخلت سيارة تابعة لفريق التفتيش تقل خمسة مفتشين مسجد النداء «حيث لا توجد الا المصاحف» وانتهكوا حرمة المسجد.
واضاف ان الشيء الغريب هو ان الاسئلة التي وجهها المفتشون الخمسة لم تكن لها علاقة بأسلحة الدمار الشامل. بل وجهوا اسئلة عن مساحة المسجد والجوانب الهندسية والمعمارية وعدد المصلين في صلاة الجمعة «لأن الولايات المتحدة تخاف من عدد من يصلون الجمعة». ولم يتسن على الفور الاتصال بالمفتشين للتعقيب. ويمكن لمثل هذه الواقعة الاولى من نوعها ان تثير مشاعر المسلمين في بغداد وغيرها حيث لا يستريح الكثيرون للطريقة التي تعامل بها القوى الكبرى العراق.
ولم تتوقف استفزازات المفتشين عند انتهاك حرمة المسجد فقط، حيث أعلن صاحب مزرعة دواجن أمس انه رفع شكوى للمطالبة بتعويضات بعد ان قام المفتشون بتدمير حائط في مزرعته للوصول الى ورشة مغلقة. وقال صباح انور محمد خلال مؤتمر صحافي ببغداد أمس الاربعاء «رفعت شكوى عبر وزارة الخارجية طالبت فيها بتعويضات مادية ومعنوية على شكل اعتذارات الى حكومتي ولي». وعرض على الصحافيين رسالة بهذا المعنى بتاريخ 21 يناير موجهة الى وزارة الخارجية.
وقال صباح انور محمد (59 عاما) ان المفتشين قدموا الى مزرعة الدواجن التي يملكها في 15 و20 من الشهر الجاري بدعوى انها تضم «مختبرا بيولوجيا». وقال ان المزرعة القائمة في بلدة الدورة جنوب بغداد، مهجورة منذ 1991 بسبب الحظر المفروض على العراق. وقال ان المفتشين قاموا خلال زيارتهم الاولى بكسر العديد من الاقفال الصدئة للدخول الى بعض الغرف واخذ عينات.
وفي المرة الثانية، قام الخبراء بهدم حائط في ورشة مغلقة للدخول اليها. وقال محمد انه رفض في البداية السماح للخبراء بدخول المزرعة لكن الموظفين العراقيين المرافقين لهم اقنعوه بذلك.
وقال «هدموا الحائط وخلعوا باب الورشة التي فتشوها تفتيشا دقيقا». واضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في المركز الصحافي التابع لوزارة الاعلام ان المفتشين «التقطوا صورا للمعدات الكهربائية القديمة والمضخات الموجودة في الورشة» التي قال انه اغلقها بعد ان دخلها لصوص.
واشترى محمد المزرعة في 1988 وهو يدير مصنعا خاصا للبلاستيك. وفي بيانه اليومي حول نشاط المفتشين قال المتحدث باسمهم هيرو يواكي انهم تفقدوا في 15 يناير «موقعا زراعيا» جنوب بغداد.
واوضح ان الموقع هو «مزرعة خاصة. قام المفتشون بوضع اختام على عدد من الابواب لعدم العثور على مفاتيحها. وعاد الفريق الى الموقع عندما عثر على المفاتيح بعد ذلك بساعات لتفتيش الغرف».
وفي بيانه في 20 من الجاري، قال يواكي ان فريقا من الخبراء البيولوجيين توجه مجددا الى المزرعة حيث «تم تفتيش باقي المباني التي وضعت عليها الاختام خلال الزيارة الاولى». ولم يشر الى هدم حائط. ـ أ.ف.ب
_________________
عمليات التفتيش الحالية في العراق غير واضحة الهدف وستبقي حتي بعد تغيير نظام صدام
التمعن في التقرير الاستخباري الذي أعدته الـ سي.آي.ايه والتقرير الرسمي البريطاني يشيران الي الوسائل التي كانت بحوزة العراق، ولكنهما لا يتحدثان عما يوجد لديه اليوم وماذا يمكنه ان ينتج في المستقبل. هذه التقارير تعتمد بطبيعة الحال علي تقديرات وتخمينات كثيرة أكثر من اعتمادها علي معلومات تفصيلية محددة. كما ان المعلومات الاستخبارية التي وعدت الادارة الامريكية باعطائها لوفد المفتشين لا تعطي الا بصورة بطيئة. هذه الطريقة في اعطاء المعلومات تثير تساؤلات حول المعلومات الحقيقية الموجودة بحوزة اجهزة الاستخبارات الغربية.
والتقدير حول ذلك هو ان الادارة الامريكية ستكشف النقاب عما لديها عشية الحرب تماما حتي تبرر شن هذه الحرب.
والمشكلة الاخري التي تواجهها عمليات التفتيش تتعلق بالمعلومات الموجودة في رؤوس العلماء ورجال الابحاث العراقيين. صحيح انهم يتعاونون مع البعثة الا ان هذا تعاون غير نافع. المفتشون يطرحون عليهم اسئلة حول التجارب والمواد المستخدمة فيها ودرجة نجاح التجارب وموقع المختبرات وأين توجد الوثائق التي دونت عليها هذه المعلومات. ولكن هذه الاسئلة ترتكز علي مواد معروفة للمفتشين. والعلماء العراقيون لا يتبرعون من تلقاء انفسهم باعطاء معلومات اضافية تتجاوز الاسئلة المطروحة، وقد نفوا حتي الآن وجود توثيق للتجارب في أي موقع من المواقع. ومسألة اخراج العلماء خارج العراق لن توفر معلومات حول ما تم تطويره خلال السنوات الاخيرة.
اذن، هدف التفتيش ليس ايجاد الاسلحة غير التقليدية وتدميرها بل من اجل منع انتاجها في المستقبل. وهذا الهدف يتطلب رقابة دائمة لا تتوقف وقادرة علي اكتشاف كل محاولة تجري علي الارض في هذا الاتجاه، هذا ما ركزت عليه البعثات السابقة. وقدرة العراق علي انتاج سلاح غير تقليدي لا يمكن منعها حتي من خلال الحرب، ذلك لان الامر يتعلق بشريحة علمية واسعة وربما من أكثر الشرائح تطورا في الدول العربية، وهذه الشريحة يجب اخفاؤها اذا أردنا اخفاء المعلومات التي تملكها. الطريقة الاخري هي ازالة دافعية العراق لانتاج مثل هذا السلاح. الادارة الامريكية تعتقد ان استبدال النظام العراقي سيزيل الدافعية لانتاج السلاح. هذا محتمل، ولكن تنصيب نظام جديد في العراق سيتطلب وضع الرقابة عليه، الا اذا كانت واشنطن تنوي حكم بغداد مباشرة ولمدة طويلة. واذا اعتمدنا علي التقارير الواردة من قادة المعارضة العراقية، فهناك فترة انتقالية سيتم خلالها فرض نظام عراقي محلي مكون من ممثلي التيارات والطوائف المختلفة. وهذا النظام اذا شكل سيتطلع هو الآخر الي امتلاك جيش وقدرات دفاعية وهجومية، لذلك سيكون أمام المفتشين عمل طويل في هذه الحالة.
والسؤال المطروح الآن هو ما هي الفترة التي ستتيح فيها واشنطن للمراقبين بمواصلة مهمتهم وذلك لايجاد أي مواد جديدة تدين النظام العراقي.
المعضلة المحيرة للامريكيين هي ان اكتشاف المفتشين لامور جديدة سيدفعهم لتدميرها، وهكذا ستزول ذريعة الحرب. أما في حالة عدم اكتشاف مثل هذه المواد فلن يكون هناك سبب للحرب أصلا. والادارة الامريكية ستضطر لاتخاذ قرار خلال فترة قصيرة اذا كانت تقصد حقا استبدال الحرب بعمليات التفتيش كما كان قد حدث قبل عام 1998، عندما قام المفتشون بمهمتهم من دون تهديدات الحرب، أو ان تقرر بأن هذه العمليات ما هي الا بادرة حسن نية وذريعة للبحث عن سبب للحرب في اطار إرضاء المطالب الدولية، ومن هنا ستكون عمليات التفتيش هذه محدودة زمنيا والحرب آتية بعدها لا محالة.
_________________