PDA

View Full Version : العمال الفلسطينيين الموت في سبيل لقمة العيش


ابو الامير
19-03-2003, 05:26 AM
نابلس ـ مراسل نداء القدس

وما حدث في طولكرم في الأسابيع الماضية عندما أطلقت قوة من جيش الاحتلال النار على العامل "مؤيد سلامة" 24 عاما في المنطقة الفاصلة ما بين طولكرم ومدينة الطيبة في الأراضي المحتلة عام 48، لم تكن الحادثة الأولى من نوعها فالجنود يطلقون النار على كل شيء، وهو العرف المتبع منذ بداية الانتفاضة في الكثير من المناطق الفلسطينية التي أعيد احتلالها واصبح العمال الذين يحاولون مواكبة الظروف والمخاطرة بأنفسهم في سبيل تامين لقمة العيش لاسرهم عرضة للموت اليومي على الحواجز التي تنتشر على مداخل كافة القرى والمدن الفلسطينية.

فقد كان مؤيد سلامة عائدا من عمله في مدينة الطيبة عندما بدأ صوت إطلاق النار يدوي جانبه قبل ان تصيبه إحداها من النوع المتفجر. وقبل الحادثة فقط بأسبوع كان العامل عبد الباقي عبد الباقي يواجه نفس المصير في نفس المكان…

وفي العودة قليلا الى الوراء اعترضت قوة عسكرية صهيونية مجموعة من خمسة عمال فلسطينيين عائدين من عملهم في سبتمبر الماضي وقامت بتصفيتهم بدم بارد مما أدى إلى استشهاد أربعة منهم وإصابة الخامس بجراح متوسطة في مختلف أنحاء جسده حسب ما ورد في التحقيقات وشهادات مجموعة من شهود العيان في المنطقة…وهما وهشام نعيم حلايقة وهما توأمان في العشرين من عمرهما، و عطية أحمد حلايقة 25 عاما، وعلا عبابدة 23 عاما و"رزق أحمد حلايقة" 24 عاما، على العمل خلال الفترة المسائية من الساعة الخامسة مساء حتى الثانية ليلا في أحد مصانع الرخام القريبة من بلدة بني نعيم شرقي الخليل.

وغير ببعيد عن هذه الحاثة في الثلاثين من أيلول من العام 2001 توجه مجموعة من العمال الفلسطينيين من أعمار مختلفة، من منطقة مخيمي بلاطة وعسكر شرقي مدينة نابلس إلى عملها داخل الأراضي المحتلة عام 48، وعند اقترابهما الساعة الخامسة صباحا من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين وجد السائق أمامه مجموعة من الحجارة غير الكبيرة على الشارع ترجل وحاول إزاحتها وقبل أن يكمل كانت رصاصات الإحتلال قد أصابته وراح جنود لم يعرف مكانهم، يصرخون " أرجع إلى الخلف…" ، وتحامل السائق على إصابته وبمساعدة العمال حاول إعادة السيارة إلى الخلف، لكن ما أن بدأ محرك السيارة بالعمل حتى انهمر الرصاص من كل حدب وصوب…كل من كان في السيارة من العمال الذين تجاوز عددهم الخمسة أصيبوا بجراح مختلفة واستشهد " حسني أبو ليل ومحمد الصرفندي…" أحدهما نتيجة النزف المتواصل ولااخر عن طريق تصفيته من قبل احد جنود الوحدة.

وكانت فئة العمال ومنذ بداية الانتفاضة من اكثر الفئات تضررا فقد بلغ عدد العمال العاطلين عن العمل وخلال الربع الاخير من العام 2002 ,314 الف عامل حسب ارقام دائرة الاحصاء المركزي الفلسطيني الاخيرة، هذا الرقم ومع ازدياد حالات البطالة الداخلية في داخل المناطق الفلسطينية حدى بالعشرات من العمال الى المخاطرة في سبيل لقمة العيش بالرغم من جميع الحوادث…

واليوم ومع حصيلة كبيرة من الشهداء العمال، وحسب حديث مدير الدائرة القانونية لنقابات العمال فان 70% من هؤلاء الشهداء هم من العمال.

وتابع "سعيد الجيعان" ان معظم هؤلاء العمال استشهدوا أثناء توجههم إلى أعمالهم في داخل فلسطيني المحتلة عام 48، وهم يستشهدون في سبيل لقمة العيش وحليب الأطفال في ظل حاله الفقر التي يعيشها الفلسطينيون".

وبالرغم من حجم الانتهاكات الواسعة بحقهم لم تتحرك أي من المؤسسات الدولية الخاصة برعاية شؤون العمال في العالم…

ان لقمة العيش هي التي تجعل هؤلاء العمال يخاطرون بحياتهم" قال الجيعان " لا يوجد أي مؤسسة رسمية او غير رسمية قادرة على مساعدة هؤلاء العمال ان ما نحتاجه هي مساعدات خارجية من الدول العربية والإسلامي.

بينما تم اعتقال ما يزيد عن 1400 عامل في السنة الأولى فقط من الانتفاضة، وأجبر الآلاف منهم على دفع غرامات مالية طائلة تصل في بعض الأحيان إلى 15 ألف شيقل…

المصدر : خاص نداء القدس 18/3/2003, 12:40