ابو الامير
22-03-2003, 06:24 AM
بعد خطاب الرئيس الأمريكي الذي تضمن توجيه إنذار نهائي للرئيس العراقي بالتنحي تبدو الأمور وكأنها تتجه نحو الحرب ، وقد كانت معظم المواقف والخطوات الأمريكية طوال الشهور الماضية أشبه بتحريض الرأي العام الأمريكي والدولي على العراق وبشكل غير مباشر على العرب والمسلمين وتهيئة الجميع للحرب كحل وحيد للأزمة .
ويبدو الموضوع العراقي هنا صورة اخرى للمأساة الفلسطينية فالسياسة الأمريكية التي افتقدت النزاهة والموضوعية تجاه فلسطين ، تكرر الظلم تجاه العراق وبات الجميع بمن فيهم بعض حلفاء أمريكا الأوروبيين يدركون غياب الموضوعية عن السياسة الأمريكية ، ووقوف المصالح فقط خلف تلك السياسة أو بات واضحاً أن الفرق المحافظ هو الذي يوجه الإدارة الأمريكية ضمن استراتيجية جديدة تلغي الأعراف الدولية القائمة ، وتنظر بإحتقار إلى المؤسسات والهيئات بمن فيها الأمم المتحدة ، وتعتمد القوة كوسيلة لتنفيذ السياسات الأمريكية ، وفرض الشروط والإملاءات على الآخرين .
وقد كانت السياسة الأمريكية طوال الوقت بعيدة عن النزاهة والموضوعية وهي تقدم الدعم والإسناد للحكومات المستبدة في غير مكان من العالم ، وكذلك وهي تمثل الحاضـــــر "لإسرائيل " حتى وهي ترتكب الجرائم والخروقات الفاضحة للمواثيق والأعراف الدولية وقد عانت كثير من الشعوب الآثار المدمرة للسياسات الأمريكية ، لكن الجديد في الموضوع العراقي أن الإدارة الأمريكية تعاملت بإزدراء مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ورغم وجود شبه إجماع على ضرورة إستمرار المفتشين في عملهم في العراق ، وضرورة فسح المجال للجهود الدبلوماسية ، وخطورة الإنفراد يتقرير الخطوة القادمة ، فإن أمريكا بعد فشلها في الحصول على قرار بالحرب من مجلس الأمن ، قررت المضي في طريق الحرب بعيداً عن المؤسسات الدولية ودون وجود قرار من مجلس الأمن وهو يكشف الغطاء عن السياسة الأمريكية التي تعاملت مع الأمم المتحدة طوال النصف القرن الماضي وكأنها هيئة ملحقة بالإدارة الأمريكية ، ونظرت إلى دورها – أي الأمم المتحدة – كهيئة لتوفير الغطاء الدولي والشرعي لتنفيذ الخطط والمشاريع الأمريكية..
وحاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة الحفاظ على هذا الإلتزام الذي كان شكلياً في معظم الأحيان ، ومن خلال ذلك الإلتزام الشكلي استخدمت أمريكا المؤسسة الدولية لإبتزاز الدول والحكومات الأخرى ، ولفرض الإملاءات ، ولتوفير الغطاء للحملات العسكرية إن لزم الأمر كما حصل في حرب الخليج الثانية شتاء عام 1991م .. قد تبدأ الحرب خلال أيام وكل المؤشرات توحي بذلك ، لكن الأكيد أن تداعيات تلك الحرب لايمكن لأحد أن يتنبأ بها ، ومع حالة الغرور الغيرعادية التي تلبست معظم مسؤولي الإدارة الأمريكية وتأكيدهم بأن الحرب ستنتهي خلال بضعة أيام فقط ، وأنها ستكون بمثابة نزهة يدرك العقلاء أن تلك التصريحات المتعجرفة تدلل على حالة الجنون التي تعيشها الإدارة الحالية ، وتعطي مؤشراً على مدى الخطر الذي يتهدد العالم بأسره من وجود تلك الإدارة..المسألة الآن لاتخص العراق وحده ، ولاتخص الوطن الإسلامي الذي سيتأثر بقوة من الحرب القادمة ، لكن الآثار ستطال العالم بأسره وسيكون لهذه الحرب انعكاساتها على أوروبا وعلاقتها بأمريكا ، على الوضع الإقتصادي العالمي ، على موقف الشعوب والأمم المختلفة من أمريكا والأبرز في تلك التداعيات هو الصراع في فلسطين .
في كل الأحوال ، الحرب هي أسوأ الخيارات ، ولايذهب إليها العقلاء إلا مضطرين ومكرهين وهذه المرة ظلت الحرب خيار أمريكا الأقوى إن لم نقل الوحيد ، ومهما كان الفرق هائلاً في موازين القوى بين أمريكا والعراق فلا أحد يضمن تحقيق نهاية سريعة ، ولا أحد يضمن عدم وجود آثار مأساوية .. الحرب أسوأ الخيارات ، وعندما تكون أمريكا هي التي تقودها فلا يجوز أن نتوقع سوى المزيد من الكوارث .. ولايجوز أن نتوقع سوى مزيداً من الكراهية لأمريكا وسياساتها وأنماطها .
المصدر نداء القدس
ويبدو الموضوع العراقي هنا صورة اخرى للمأساة الفلسطينية فالسياسة الأمريكية التي افتقدت النزاهة والموضوعية تجاه فلسطين ، تكرر الظلم تجاه العراق وبات الجميع بمن فيهم بعض حلفاء أمريكا الأوروبيين يدركون غياب الموضوعية عن السياسة الأمريكية ، ووقوف المصالح فقط خلف تلك السياسة أو بات واضحاً أن الفرق المحافظ هو الذي يوجه الإدارة الأمريكية ضمن استراتيجية جديدة تلغي الأعراف الدولية القائمة ، وتنظر بإحتقار إلى المؤسسات والهيئات بمن فيها الأمم المتحدة ، وتعتمد القوة كوسيلة لتنفيذ السياسات الأمريكية ، وفرض الشروط والإملاءات على الآخرين .
وقد كانت السياسة الأمريكية طوال الوقت بعيدة عن النزاهة والموضوعية وهي تقدم الدعم والإسناد للحكومات المستبدة في غير مكان من العالم ، وكذلك وهي تمثل الحاضـــــر "لإسرائيل " حتى وهي ترتكب الجرائم والخروقات الفاضحة للمواثيق والأعراف الدولية وقد عانت كثير من الشعوب الآثار المدمرة للسياسات الأمريكية ، لكن الجديد في الموضوع العراقي أن الإدارة الأمريكية تعاملت بإزدراء مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ورغم وجود شبه إجماع على ضرورة إستمرار المفتشين في عملهم في العراق ، وضرورة فسح المجال للجهود الدبلوماسية ، وخطورة الإنفراد يتقرير الخطوة القادمة ، فإن أمريكا بعد فشلها في الحصول على قرار بالحرب من مجلس الأمن ، قررت المضي في طريق الحرب بعيداً عن المؤسسات الدولية ودون وجود قرار من مجلس الأمن وهو يكشف الغطاء عن السياسة الأمريكية التي تعاملت مع الأمم المتحدة طوال النصف القرن الماضي وكأنها هيئة ملحقة بالإدارة الأمريكية ، ونظرت إلى دورها – أي الأمم المتحدة – كهيئة لتوفير الغطاء الدولي والشرعي لتنفيذ الخطط والمشاريع الأمريكية..
وحاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة الحفاظ على هذا الإلتزام الذي كان شكلياً في معظم الأحيان ، ومن خلال ذلك الإلتزام الشكلي استخدمت أمريكا المؤسسة الدولية لإبتزاز الدول والحكومات الأخرى ، ولفرض الإملاءات ، ولتوفير الغطاء للحملات العسكرية إن لزم الأمر كما حصل في حرب الخليج الثانية شتاء عام 1991م .. قد تبدأ الحرب خلال أيام وكل المؤشرات توحي بذلك ، لكن الأكيد أن تداعيات تلك الحرب لايمكن لأحد أن يتنبأ بها ، ومع حالة الغرور الغيرعادية التي تلبست معظم مسؤولي الإدارة الأمريكية وتأكيدهم بأن الحرب ستنتهي خلال بضعة أيام فقط ، وأنها ستكون بمثابة نزهة يدرك العقلاء أن تلك التصريحات المتعجرفة تدلل على حالة الجنون التي تعيشها الإدارة الحالية ، وتعطي مؤشراً على مدى الخطر الذي يتهدد العالم بأسره من وجود تلك الإدارة..المسألة الآن لاتخص العراق وحده ، ولاتخص الوطن الإسلامي الذي سيتأثر بقوة من الحرب القادمة ، لكن الآثار ستطال العالم بأسره وسيكون لهذه الحرب انعكاساتها على أوروبا وعلاقتها بأمريكا ، على الوضع الإقتصادي العالمي ، على موقف الشعوب والأمم المختلفة من أمريكا والأبرز في تلك التداعيات هو الصراع في فلسطين .
في كل الأحوال ، الحرب هي أسوأ الخيارات ، ولايذهب إليها العقلاء إلا مضطرين ومكرهين وهذه المرة ظلت الحرب خيار أمريكا الأقوى إن لم نقل الوحيد ، ومهما كان الفرق هائلاً في موازين القوى بين أمريكا والعراق فلا أحد يضمن تحقيق نهاية سريعة ، ولا أحد يضمن عدم وجود آثار مأساوية .. الحرب أسوأ الخيارات ، وعندما تكون أمريكا هي التي تقودها فلا يجوز أن نتوقع سوى المزيد من الكوارث .. ولايجوز أن نتوقع سوى مزيداً من الكراهية لأمريكا وسياساتها وأنماطها .
المصدر نداء القدس