ابو الامير
23-03-2003, 08:23 AM
عيد الأم .... بلا أم في فلسطين
أبناء الشهيدة رندة الهندي يحتفلون بعيد الأم بأكاليل الزهور على قبرها
كثيرة هي مآسي شعبنا المجروم والمدبوح من الوريد الى الوريد ... فالقتل والتدمير وفقدان الأحبة هي الصفة التي تجتمع فيها كافة البيوت الفلسطينية ... عائلة الهندي تختلف معاناتها اليوم حيث كان عيد الأم اليوم بلا أم ... فقد استشهدت أمهم واختهم الصغيرة في قصف صهيوني غادر حيث واستشهدت والدتهم رندى خالد الهندي، 44 عامًا بنيران جيش الاحتلال فجر السبت 6-7-2002م ومعها طفلتها نورة محمد الهندي، عامان ونصف بجوار مستوطنة نتساريم.
فقد فتح عيد الام الذي تحتفل به كثير من العائلات في الوطن العربي جرحا لدى ابنائها الذين افتقدوها في مثل هذااليوم وقرروا ان يقدموا هديتهم الى أمهم في مقبرة الشهداء فذهب الأبناء إلى المقبرة وقدم كل منهم زهرة زرعها حول قبر امهم واختهم .
وكان لمراسل نداء القدس هذا اللقاء مع العائلة التي احتفلت بالعيد رغم فقدانها اهم ما يميز العيد ، فقد عادت الذكريات بانها عمر الهندي 20 عاما الذي كان يرافقها في السياره حيث قال لم تكن تعلم والدتي انه عندما تحتضن اختي نورا التي لم تتجاوز العامين لتحميها من رصاص الاحتلال أنها ستفقد حياتها وان رأس هذه الطفلة الصغيرة سيتحول إلى أشلاء متناثرة بعد أن اخترقته رصاصات الغدر الصهيوني.
فقد قال كانت العائلة نستقل سيارة من نوع "فولكس فوجن" ونحن في طريق عودتنا إلى منزلنا في مدينة خانيونس من مدينة غزة بعد أن حضرنا حفل زفاف أحد أقاربنا .
وما هي إلا لحظات حتى تحول الفرح إلى هم وحزن وانتهت حياة امي واختي على الطريق الساحلي في منطقة الشيخ عجلين بالقرب من مستوطنة نيتساريم عندما أطلق جنود الاحتلال نيران رشاشاتهم الثقيلة بشكل عشوائي تجاه سيارتنا .
حيث اشار ابنها عمر الذي كان يقود السياره : "لقد طلبت من والدتي أن ننطلق مبكرا لنتمكن من الوصول إلى حاجز أبو هولي قبل أن يزدحم أو يغلقه الإسرائيليون".
وتابع عمر الذي أصيب بشظايا سطحية لم ينتبه لها إلا بعد نحو خمس ساعات قائلاً لقد كانت والدتي طوال الطريق تستغفر وتستدعي وتوصيني بألا أسرع في قيادة السيارة، وما أن اقتربنا من مفترق نيتساريم الساحلي حوالي الساعة السادسة صباحا حتى سمعنا صوت اشتباكات مسلحة فتوقفت لحظة وبعد انتهاء إطلاق النار واصلت طريقي، وفي هذه الأثناء سمعت صوت إطلاق نار كثيف باتجاه السيارة من الناحية الشرقية أعقبه صراخ قوي داخل السيارة، عرفت فيما بعد أنها كانت صرخات أمي الأخيرة والتي طالبتنا فيها بالانحناء خوفا من أن تقتلنا رصاصات العدو الصهيوني الطائشة، وأجهش عمر بالبكاء قائلاً لقد نجوت من الموت بأعجوبة كبيرة ولم أصدق أنني مازلت على قيد الحياة أنا وباقي أفراد أسرتي، وتوقف عمر للحظة عن الحديث بعد أن اختنق صوته من البكاء ثم تابع يقول: لقد كان موقفا مرعبا لم أتصور أن أتعرض له طوال حياتي، فقد استشهدت أمي وشقيقتي في آن واحد برصاص الحقد الصهيوني دون مبرر.
وتقول نرجس الهندي 19 عاما زوجة ابن الشهيدة بأنها كانت تجلس بجوار الشهيدة في السيارة عندما بدأ جنود الاحتلال في إطلاق نار كثيف باتجاه السيارة التي كانوا يستقلونها في طريق عودتهم إلى خانيونس وأضافت: "عندما سمعنا إطلاق النار صرخت عمتي علينا قائلة انحنوا في أرض السيارة واحتضنت طفلتها نورا بين ذراعيها وانحنت بينما أسرع عمر بالسيارة وسط إطلاق النار ليتجاوز المكان وعندما توقف إطلاق النار خيم السكون المخيف علينا ورفعت رأسي لأجد عمتي ما زالت منحنية فطلبت منها أن ترفع رأسها لكنها لم ترد علي".
وتابعت نرجس بصوت باك مرتعد ودموعها تذرف: "لقد صرخت عليها وحاولت تحريكها فاكتشفت أن رأسها ووجهها من الجهة اليسرى مليء بالدماء، وهي تلف بذراعيها ابنتها نورا التي كان رأسها مهشماً بالكامل، كان المشهد مخيفا ومرعبا ... بجواري عمتي غارقة في دمائها وعلى حجرها طفلة تناثرت خلايا رأسها في كل مكان. وتساءلت نرجس ما الذنب الذي ارتكبناه ليفعلوا بنا ذلك؟".
أما خلود زوجة الابن الآخر للشهيدة والتي لم تكف طوال الحديث معنا عن البكاء إلا في لحظات الصراخ الهستيري قالت: "لقد كانت عمتي خائفة علينا طوال الطريق وكأنها تشعر أن شيئا ما سيحدث" فبقيت تردد "يا رب استر يا رب"، لقد قتلوا فرحتنا الله يغضب عليهم وجعلوا من حياة الناس ثمنا رخيصا لرغباتهم المتعطشة لدماء المواطنين الأبرياء. ومن الجدير بالذكر أن الشهيدة لها 13 ابنا سبعة منهم ذكور، وستة إناث وتسكن في حي الأمل بمدينة خانيونس والذي يتعرض باستمرار للقصف من قبل قوات الاحتلال المتمركزة في مجمع مستوطنات "غوش قطيف".
هكذا هي المرأة الفلسطينية مناضلة وثورية وحزبية وربة بيت صامدة وام الشهيد والشهيدة وتسعف الجريحى وتزور اسيرا ربما يكون زوجها او ابنها وأو اخيها كما انها مقدامه بطله حيث تنفذ عمليات استشهادية وتعمل بكل اشكال المقاومة،و تجوب المسيرات، وتهتف بالمظاهرات، تضع الالغام في حقول العدو، وتبني بيتها المهدم، والمجروف بدبابات العدو بعد فقدانها ابنها وتعيد بناؤه ثانية ولا تنزوي في ثياب الحداد....
ورغم ذلك وحين نتحدث عن الام الفلسطينية الثكلى بابنائها واخوانها واخواتها، لا ننسى بعدها الانساني فهي تحلم ككل الامهات في العالم: بالامن والاستقرار والحرية والدولة والعودة الى بيتها، وتحلم بالامان وهي لا تقدم اولادها عبثا كما يحلو للبعض ان يتصوروا، وتتألم لفقدانهم، وتتجرع كؤوس المرارة الا انها ايضا لا تنزوي في ثياب الحداد.....
ونرى امهات الشهداء حين نقدم لهن العزاء صامدات بفخر وكبرياء واعتزاز بأنهن امهات مميزات قدمن اعز ما يملكن لاغلى أم وهي الارض والوطن..... فتحية للأم الفلسطينية في يوم عيدها
المصدر : خاص نداء القدس
أبناء الشهيدة رندة الهندي يحتفلون بعيد الأم بأكاليل الزهور على قبرها
كثيرة هي مآسي شعبنا المجروم والمدبوح من الوريد الى الوريد ... فالقتل والتدمير وفقدان الأحبة هي الصفة التي تجتمع فيها كافة البيوت الفلسطينية ... عائلة الهندي تختلف معاناتها اليوم حيث كان عيد الأم اليوم بلا أم ... فقد استشهدت أمهم واختهم الصغيرة في قصف صهيوني غادر حيث واستشهدت والدتهم رندى خالد الهندي، 44 عامًا بنيران جيش الاحتلال فجر السبت 6-7-2002م ومعها طفلتها نورة محمد الهندي، عامان ونصف بجوار مستوطنة نتساريم.
فقد فتح عيد الام الذي تحتفل به كثير من العائلات في الوطن العربي جرحا لدى ابنائها الذين افتقدوها في مثل هذااليوم وقرروا ان يقدموا هديتهم الى أمهم في مقبرة الشهداء فذهب الأبناء إلى المقبرة وقدم كل منهم زهرة زرعها حول قبر امهم واختهم .
وكان لمراسل نداء القدس هذا اللقاء مع العائلة التي احتفلت بالعيد رغم فقدانها اهم ما يميز العيد ، فقد عادت الذكريات بانها عمر الهندي 20 عاما الذي كان يرافقها في السياره حيث قال لم تكن تعلم والدتي انه عندما تحتضن اختي نورا التي لم تتجاوز العامين لتحميها من رصاص الاحتلال أنها ستفقد حياتها وان رأس هذه الطفلة الصغيرة سيتحول إلى أشلاء متناثرة بعد أن اخترقته رصاصات الغدر الصهيوني.
فقد قال كانت العائلة نستقل سيارة من نوع "فولكس فوجن" ونحن في طريق عودتنا إلى منزلنا في مدينة خانيونس من مدينة غزة بعد أن حضرنا حفل زفاف أحد أقاربنا .
وما هي إلا لحظات حتى تحول الفرح إلى هم وحزن وانتهت حياة امي واختي على الطريق الساحلي في منطقة الشيخ عجلين بالقرب من مستوطنة نيتساريم عندما أطلق جنود الاحتلال نيران رشاشاتهم الثقيلة بشكل عشوائي تجاه سيارتنا .
حيث اشار ابنها عمر الذي كان يقود السياره : "لقد طلبت من والدتي أن ننطلق مبكرا لنتمكن من الوصول إلى حاجز أبو هولي قبل أن يزدحم أو يغلقه الإسرائيليون".
وتابع عمر الذي أصيب بشظايا سطحية لم ينتبه لها إلا بعد نحو خمس ساعات قائلاً لقد كانت والدتي طوال الطريق تستغفر وتستدعي وتوصيني بألا أسرع في قيادة السيارة، وما أن اقتربنا من مفترق نيتساريم الساحلي حوالي الساعة السادسة صباحا حتى سمعنا صوت اشتباكات مسلحة فتوقفت لحظة وبعد انتهاء إطلاق النار واصلت طريقي، وفي هذه الأثناء سمعت صوت إطلاق نار كثيف باتجاه السيارة من الناحية الشرقية أعقبه صراخ قوي داخل السيارة، عرفت فيما بعد أنها كانت صرخات أمي الأخيرة والتي طالبتنا فيها بالانحناء خوفا من أن تقتلنا رصاصات العدو الصهيوني الطائشة، وأجهش عمر بالبكاء قائلاً لقد نجوت من الموت بأعجوبة كبيرة ولم أصدق أنني مازلت على قيد الحياة أنا وباقي أفراد أسرتي، وتوقف عمر للحظة عن الحديث بعد أن اختنق صوته من البكاء ثم تابع يقول: لقد كان موقفا مرعبا لم أتصور أن أتعرض له طوال حياتي، فقد استشهدت أمي وشقيقتي في آن واحد برصاص الحقد الصهيوني دون مبرر.
وتقول نرجس الهندي 19 عاما زوجة ابن الشهيدة بأنها كانت تجلس بجوار الشهيدة في السيارة عندما بدأ جنود الاحتلال في إطلاق نار كثيف باتجاه السيارة التي كانوا يستقلونها في طريق عودتهم إلى خانيونس وأضافت: "عندما سمعنا إطلاق النار صرخت عمتي علينا قائلة انحنوا في أرض السيارة واحتضنت طفلتها نورا بين ذراعيها وانحنت بينما أسرع عمر بالسيارة وسط إطلاق النار ليتجاوز المكان وعندما توقف إطلاق النار خيم السكون المخيف علينا ورفعت رأسي لأجد عمتي ما زالت منحنية فطلبت منها أن ترفع رأسها لكنها لم ترد علي".
وتابعت نرجس بصوت باك مرتعد ودموعها تذرف: "لقد صرخت عليها وحاولت تحريكها فاكتشفت أن رأسها ووجهها من الجهة اليسرى مليء بالدماء، وهي تلف بذراعيها ابنتها نورا التي كان رأسها مهشماً بالكامل، كان المشهد مخيفا ومرعبا ... بجواري عمتي غارقة في دمائها وعلى حجرها طفلة تناثرت خلايا رأسها في كل مكان. وتساءلت نرجس ما الذنب الذي ارتكبناه ليفعلوا بنا ذلك؟".
أما خلود زوجة الابن الآخر للشهيدة والتي لم تكف طوال الحديث معنا عن البكاء إلا في لحظات الصراخ الهستيري قالت: "لقد كانت عمتي خائفة علينا طوال الطريق وكأنها تشعر أن شيئا ما سيحدث" فبقيت تردد "يا رب استر يا رب"، لقد قتلوا فرحتنا الله يغضب عليهم وجعلوا من حياة الناس ثمنا رخيصا لرغباتهم المتعطشة لدماء المواطنين الأبرياء. ومن الجدير بالذكر أن الشهيدة لها 13 ابنا سبعة منهم ذكور، وستة إناث وتسكن في حي الأمل بمدينة خانيونس والذي يتعرض باستمرار للقصف من قبل قوات الاحتلال المتمركزة في مجمع مستوطنات "غوش قطيف".
هكذا هي المرأة الفلسطينية مناضلة وثورية وحزبية وربة بيت صامدة وام الشهيد والشهيدة وتسعف الجريحى وتزور اسيرا ربما يكون زوجها او ابنها وأو اخيها كما انها مقدامه بطله حيث تنفذ عمليات استشهادية وتعمل بكل اشكال المقاومة،و تجوب المسيرات، وتهتف بالمظاهرات، تضع الالغام في حقول العدو، وتبني بيتها المهدم، والمجروف بدبابات العدو بعد فقدانها ابنها وتعيد بناؤه ثانية ولا تنزوي في ثياب الحداد....
ورغم ذلك وحين نتحدث عن الام الفلسطينية الثكلى بابنائها واخوانها واخواتها، لا ننسى بعدها الانساني فهي تحلم ككل الامهات في العالم: بالامن والاستقرار والحرية والدولة والعودة الى بيتها، وتحلم بالامان وهي لا تقدم اولادها عبثا كما يحلو للبعض ان يتصوروا، وتتألم لفقدانهم، وتتجرع كؤوس المرارة الا انها ايضا لا تنزوي في ثياب الحداد.....
ونرى امهات الشهداء حين نقدم لهن العزاء صامدات بفخر وكبرياء واعتزاز بأنهن امهات مميزات قدمن اعز ما يملكن لاغلى أم وهي الارض والوطن..... فتحية للأم الفلسطينية في يوم عيدها
المصدر : خاص نداء القدس