PDA

View Full Version : حالات طلاق..


دلال المغربي
09-04-2003, 12:11 PM
حالات طلاق.. اقبال علي شرب القهوة والكحول.. وارتياد المساجد
2003/04/08

تناقضات غزو العراق تنعكس علي امزجة الناس في عمان
عمان ـ القدس العربي من بسام بدارين:
الحرب علي العراق غيرت امزجة ونفسيات الناس في عمان الي حد كبير. يمكن ملاحظة ذلك من تتبع عادات الاستهلاك في السوق: اقبال شديد علي شراء القهوة والمشروبات الكحولية. ارتفاع معدلات بيع المكسرات والسكاكر وغيرها من المسليات المطلوبة لدي تتبع انباء الحرب عبر الشاشات التلفزيونية.
وتقول جمعيات تراقب سلوك المستهلكين ان العادات الغذائية للأردنيين إختلفت وتنوعت منذ بدء غزو العراق. فثمة إزدحام يرصده المهتمون علي أبواب المحلات المتخصصة ببيع المشروبات الكحولية، ويقول فادي حسونة أحد التجار ان عدد زبائنه تضاعف علي نحو كبير، مشيرا لأن نادي أصدقاء الخمور يشهد مزيدا من الأعضاء الجدد.
ويؤجل الأردنيون كل مشاريعهم العائلية والإجتماعية ويتجمعون بالعشرات أمام شاشات التلفزيون أملا في متابعة ما يجري في العراق، فيما يحظي وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف بشعبية إستثنائية وسط الناس الذين يعتبرونه رجلا شجاعا، فيما يحفظ المواطنون عباراته الشهيرة في تحقير الغزاة ويرددونها بين الحين والآخر.
يقول الأديب إبراهيم جابر الصحاف يدخل قلوب الأردنيين ويزرع فيهم البسمة والتفاؤل.. إنه بإختصار الرجل الحاضر في بيوت الأردنيين مع كل فنجان قهوة .
ويعرف البعض ان الصحاف لا يقول كامل الحقيقة، الا انهم يدركون في الوقت نفسه، ونتيجة لحوادث وشواهد عدة، انه يظل اكثر صدقا من ابواق الدعاية لدي الدول المتحضرة ، هذه الابواق التي لا تيأس من التطبيل والبهرجة مع كل صاروخ يسقط وسط المدن والقري العراقية، ثم الادعاء بأنهم لا يستهدفون الا الاماكن العسكرية.
ويقول خبراء اجتماعيون ان الحرب غيرت سلوك الأردنيين اليومي، فالأزواج يقضون وقتا أطول في البيوت مما يتسبب بخلافات عائلية وحالات طلاق ناتجة عن توتر بسبب العدوان علي العراق، لكن حدة الإزدحام في أماكن التسلية والترفيه تراجعت إلي حدود بعيدة، فيما توقفت مجاميع الشباب عن التسكع في الشوارع لمنتصف الليل، وبمجرد غياب الشمس تخف كثيرا الحركة في شوارع عمان ويميل الأردينون لإغلاق بيوتهم ثم التسمر أمام الشاشات الصغيرة لمتابعة الأخبار.
وبقاء الناس في بيوتهم لفترات أطول زاد من معدلات إستهلاك المواد الغذائية وشحن بالتوتر بعض العلاقات العائلية. والمفارقة ان الزيادة الحاصلة في عدد من يتعاطون الخمور رافقتها زيادة واضحة في عدد مرتادي المساجد، عدا عن نجاح البعض في الوصول للعراق للقتال الي جانب الشعب العراقي، وسط قناعة راسخة لجميع الأردنيين بان المعركة الحالية هي الأخيرة، والأمة لن تنهض بعدها إذا إنتصر الأمريكيون.
وقال طبيب خاص لـ القدس العربي بان التوتر النفسي الناتج عن العمليات العسكرية ضد العراقيين تسبب بشيوع المزيد من أعراض الضعف الجنسي، وتسبب بالمقابل بإزدياد مبيعات الحبوب المنشطة مثل الفياغرا، وبنفس الوقت بدأت تشيع أيضا ثقافة الحرب خصوصا وسط الأطفال والمراهقين الذين يواجهون أول معركة أو هزيمة او إستهداف لبلد عربي في حياتهم.
وبنفس الوقت يكثر الأردنيون من الدعاء لنصرة الشعب العراقي، دون ان ينسوا الهم الفلســـــطيني، الذي يبقي متلازما مع اية ازمة يمر بها الوطن العربي، فمهما حاول الامريكان والبريطانيون فصل المسألة الفلسطينية عن الــــعراق، الا ان القضية تبقي حاضرة، وهي ازدواجية الغرب وعنصريتهم في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.


القدس العربي