View Full Version : 15/4/1986 افرنجي
خالد الوليدي
16-04-2003, 04:10 AM
في مثل هذا اليوم 15/4 قبل سبعة عشر عاما قامت الطائرات
الامريكية بغارة جوية فاشلة على مدينتي طرابلس وبنىغازي
بمساندة بريطانية ، وكالمعتاد خرج رئيس امريكا (في ذلك الوقت ريغان)
ورئيسة وزراء بريطانيا (تاتشر) ليقولا للعالم ان هذه الغارة استهدفت
مقر اقامة القذافي والرادارات وبعض مواقع القوات ومعسكرات تدريب
الارهابيين ، وان الغارة كانت ناجحة .
ونقلت وسائل الاعلام العالمية اخبار الغارة ونجاحها دون الاشارة إلى ان
امريكا وبريطانيا خرقتا كل القوانين والمعاهدات الدولية بهذه الغارة
الفاشلة ، وأقول فاشلة لانها لم تحقق أي هدف من أهدافها ، الهجوم
كان تحت جنح الظلام وما خبأه الليل كشفته شمس النهار ، من بين
المواقع التي قصفوها شارع (بن عاشور) في مدينة طرابلس وهو شاهد
على دقة الاسلحة الامريكية وهذا الشارع كبير ومعروف وتوجد به بعض
السفارات الاجنبية ويشهد سكانه ومن وقعوا ضحايا القصف في تلك
الليلة على غطرسة وكذب ساسة امريكا ، ظهرت صور المنازل التي
طالها القصف وصور بعض القذائف التي لم تنفجر وصور الضحايا من
المدنيين وصور منزل القائد وما لحقه من دمار ، وظهر القذافي ليتبث
لامريكا فشل عدوانها ، ولم تعترف امريكا بأي خسائر ، إلى ان سلمت
ليبيا جثمان الطيار الامريكي للصليب الاحمر بعد نهاية عهد (ريغان).
ذهبت تاتشر وذهب ريغان ويديه ملطخة بدماء الاطفال الابرياء وهذا
ليس غريبا على تاريخ روؤساء امريكا المجلل بالعدوان والدمار .
------------------------------------------
واليوم تحتل امريكا العراق ويصفق بعضنا لهذا الاحتلال وتهدد سوريا
ونحن نهون هذا التهديد إلى ان يتم العدوان ونتابعه على الفضائيات
ونحن نذرف دموع التماسيح على صور الاجساد الطاهرة التي تروي
ارضها بالدماء ( التي اشك انها مازالت تجري في عروقنا) .
حفيد حمزة
16-04-2003, 04:23 AM
كان موضوع قد نشر مع بداية الاعتداء الغاشم على العراق الحبيب
----
الموضوع
-----
نعم ياسعد!! لقد جربنا ذلك الشعور
رسالة من طرابلس إلى مراسل إيلاف في بغداد
ايلاف/ كنت متتبعاً لكل رسائلك في إيلاف، لأننا كنا في أمس الحاجة إلى ناقل للأحداث من قلب بغداد يصف لنا دون أن يكون تابعاً إلا لنفسه... لقد قرأتُ في رسالتك الثانية هذا التساؤل " بعد الثامنة انطلقت صفارات الانذار، الأعصاب تتوتر ثانية والقلق يتجدد، هل تعرفون ذلك، هل جربتموه من قبل، هل يمكن لي أن أنقل ذلك الإحساس؟"
أجيبك " بنعم، نعرف ذلك، جربنا هذا الشعور ولو للحظات مقارنة بماجربتموه في بغداد.. أما كيف ذلك ؟ فالجواب حدث منذ 17 عاماً "
لن أنساها،تلك الليلة كادت أن تكون لطيفة هادئة، هي ليلة الاثنين الثلاثاء الموافق 15 أبريل للعام 1986.. كنت فتىً غضّ العود.. مع عائلتي كنا ننام بهدوء وننعم بالسلام، بعد أن حضّرت لامتحان مادة الجغرافيا نمت، فجأة أثناء نومي شعرت بحلم مزجع ومختلف، وكأني أسمع فيه صوت عاصفة رعدية، حاولت مواصلة النوم فرحاً بهطول المطر الذي أحبه جداً، ولكن، صوت الرعد الشديد تكرر، كلا، لم يكن صوت الرعد.. ياإلهي! إن الأرض تهتز.. مع كل ضربة ترتجف جنبات المنزل و تكاد تتهدم من شدة الصوت.. في شهر أبريل عادةً يكون الجو بادراً في ليبيا، لذلك كانت النوافذ محكمة الإغلاق ولم يحتمل زجاجها المسكين شدة الضرب فصار يرتعش ويصتك كأسنان طفل يرتجف برداً... صوت الطائرات فوق رؤوسنا بالضبط، مع إننا متعودون عليه لأن الطائرات الليبية كانت دائماً تحلّق في تلك الفترة في طلعات استطلاعية بسبب التهديدات الخارجية المحتملة وقتها، لكن لا، هذه المرة صوت الطائرات مختلف وارتفاعها منخفض وصوت محركاتها اللعينة ينفث بحنق وغضب شديدين كأنها تطلب ثأراً... وأنا أحاول أن أجد تفسيراً لما يحدث.. مرت الأفكار سريعة حتى صحوت على صوت والدتي المهرولة تجاهنا تحاول إيقاظنا بالقول "انهضوا انهضوا إنهم أتوا أتوا ".. ردة فعل طبيعية لأم تريد حماية أولادها.
من أتى؟ ولما؟ ماذا يريدون؟ ماذا فعلنا بهم؟ ذلك الشاب اليافع الصغير لم يكن ليعلم كل التفاصيل سوى من بعض الشائعات التي كنا نسمعها كل يوم في المدرسة والشارع أو في (راديو لندن) عندما كان والدي يمارس هوايته في الاستماع اليومي لنشرات أخبار العالم، ووقتها لم تكن الفضائيات مثل ماهي عليه الآن؟ وربما كان هذا أفضل لنا!
على كل حال في ذلك اليوم بالذات ليلة 15 من أبريل كانت الاشاعة أكثر قوة، الكل يؤكد سيضربون اليوم، سيهجمون اليوم، الساعة الثانية عشرة ليلاً هي الموعد، طبعاً لم نكن لنعير هذه الشائعات أي اهتمام كالعادة، ومع ذلك سمعت أمي تقول ثاني أيام الضربة "كنت ساهرة أنتظر حتى الساعة الثانية عشرة وحمدت الله بعد أن مرت بسلام دون أن يقدموا ونمت" ضحكت وقلت لها "لو لم تعطي أذنك للاشاعات لما سهرتي هاهم خلفوا الموعد وقدموا الساعة الثانية".. في الحقيقة لم نكن لنصدق بأن أمريكا ستكون بذلك الجنون؟ ومن هي تكون أمريكا حتى تخترق القانون الدولي وتغير على شعب آمن فوق أرضه؟ لكن كان رونالد ريغن يومها أكثر جنوناً من بوش اليوم، أتعلمون لماذا؟ لأنه عرف مذاق شهرة (الكاوبوي) من التمثيل في سينما هوليود، وأيضاً لأنه استطاع بجنونه خرق حاجز القطب الكبير الآخر الاتحاد السوفيتي وقتها ؟ ونفذ فكرته الحاقدة المجنونة رغم الحرب الباردة.
ياسيد سعد هادي، ياصاحب رسائل بغداد، أتعلم لو أن ريجن هذا كان موجوداً في عهد القطب الواحد هذه الأيام بدل بوش؟ صدقني لما كان تأخر كل هذه المدة في ضرب بغداد دون أن يستشير مجلس الأمن حتى؟
ونعود لتلك الليلة فقد قيل بأن ليبيا كانت على علم مسبق بموعد الضربة، ومع ذلك لم تطلق صافرات الانذار، ولم نعلم السبب ربما لأنها لاتعمل أولأننا لم نعد نحتاج تلك الصافرات، وربما لم ترد الدولة أن تبث الفزع في قلوب المواطنين فتحدث فواجع أكبر من تلك التي حدثت بالقصف حيث بقيت العائلات في بيوتها وحمداً لله هذا وفر عدداً أكبر من الاحياء كانوا سيسجلون ضحايا لو صارت الفوضى المتوقعة باطلاق صافرات الانذار. وأيضاً كان هذا نقطة أخرى في صالحنا.
غارتنا تلك لم تدم طويلاً فهي استغرقت بين 10 إلى 20 دقيقة بعد الساعة الثانية صباحاً بالدقيقة والأخرى لمدة بسيطة في الفجر بعد الخامسة صباحاً والثلث... وانتهى الأمر..
جنّد فيها ريغن والذي أطلق عليه في ليبيا لقب "قاتل الأطفال" عدداً غير محدد من الطائرات ليمرّوا فوق بيت العقيد القذافي ويقصفوه، وهي كانت أول محاولة اغتيال رسمية علنيّة قبل أن تصبح مهنة قتل الرؤساء "حرفة أمريكية"، كما قصفت مواقع أخرى ظنوا أنها أهداف عسكرية فأصيب عدة مدنيين واستشهدوا، وكانت هناك غارة مماثلة في بنغازي سقط فيها عدد أكبر من الشهداء..
ياسعد.. اليوم عندما كنت استمع للمؤتمر الصحفي اليومي لقائد الأركان الأمريكي ولم يكن اليوم فليكس سأله مندوب الجزيرة سؤالين أولهما كان مامعناه "ألم تكن استخبراتكم العسكرية ضعيفة فأتتكم بمعلومات مغلوطة عن الخصم" فرد الأمريكي على السؤال الثاني وتجاهل الأول لكن عاد و قال (مستظرفاً) عندما أحلق شعر رأسي تضعف ذاكرتي فهلاّ ذكرتني بالسؤال الأول؟ وعندما رأيت صلعة هذا الأمريكي ناصعة البياض عرفت لماذا الأمريكان دائماً ذاكرتهم ضعيفة فلايعتبرون من عبرات الماضي، وأحمد الله أنني لم أحلق شعر رأسي بعد فمازالت ذاركتي من القوة بما يسمح لها بتذكر تلك الليلة الساخنة ياأخي سعد وتساؤلاتك رجعت بذاكرتي لها، ليوم 15 أبريل عام 1986 لأقول لك بأننا عرفنا ذلك الشعور الذي قصدته، وقد خلفت تلك الغارة البسيطة في مدتها على قلوب الأطفال كثيراً من الخوف وصاروا بعدها لمدة طويلة كلما سمعوا صوت الرعد ظنوه تلك الأصوات الرهيبة التي تهز الأرض.. فترى الخوف في عيونهم... صارت أذاننا عشرة على عشرة نميز بها فحيح الطائرة من بعد أميال.. نعم... قد تكون تلك الضربة هي واحد على مائة مما تتعرض له بغداد اليوم وخلفت في أطفالنا ذلك الشعور فماذا نتوقع أن يكون شعور أطفال بغداد والبصرة والناصرية وهي لاتنام من صيحات صفارات الانذار وهزات أم القنابل وأزيز الوحش الطائر B52، إنها حرب قذرة لم تقم حساباً لا للعرف ولا للمواثيق الانسانية ولا لمشاعرالأطفال..
وأخيراً.. أقول لكوفي عنان الذي يطلب من أمريكا اليوم - بلاحياء- أن يكون إعمار العراق تحت إشراف مجلس الأمن، نعم يمكن إعادة إعمار بغداد ولكن من االذي سيعيد إعمار قلوب الأطفال؟؟
وديع- خاص بأصداء
حفيد حمزة
16-04-2003, 04:37 AM
في حفل تأبين شهداء الغارة الأمريكية على ليبيا أمس...
ألقى أمين رابطة أسر ضحايا العدوان الامريكى على ليبيا كلمة اسر الضحايا وجاء فيها:
باسم رابطة أسر ضحايا العدوان على مدينتى طرابلس وبنغازى أحييكم
تحية الاحرار الشرفاء واذكركم بانه فى مثل هذا اليوم منذ سبعة عشر عاما خلت شهدت مدينتى طرابلس وبنغازى الخالدتين عدوانا مباغتا لامبرر له قصفت فيه الطائرات العدوانية الاحياء السكنية الامنة وبيت قائد الثورة مما أدى إلى استشهاد واصابة الابرياء وهدم المساكن على ساكنيها .
كان عدوان راح ضحيته ابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ وهم نيام امنين مطمئنين يحلمون بغد افضل اصبحت عائلاتهم بعد تلك اللحظة تكالى وارامل ويتامى لم تشفى جراحهم النفسية حتى هذه اللحظة .
ان ما حدث بتعليمات من ريغان وبتواطىء من قبل تاتشر قد تسبب لنا فى ضرر دون اى ذنب واننا متمسكون بحقوقنا وتعويضنا التعويض العادل لما لحقنا من ضرر.
نحن نحى هذه الذكرى وفاء لشهدائنا الابرار ولنضال شعبنا واهلنا الذى عرفناه بالوفاء والكرم .. وحبه للحق والحرية اما آن لهذا العالم الذى نرى انه اصبح قرية ويعلم بان للانسان حق فى الحياة على الارض بحرية وكرامة ترفرف عليه حمامة السلام ليعيش مع الجميع على هذه الارض فى سلام ومحبة .
رحم الله شهداءنا .