PDA

View Full Version : نعوم شومسكي - يهودي يعادي السامية


سردال
22-04-2003, 05:14 PM
تحذير حكومي: المقال طويل :glasses:

المصدر: جريدة البيان - ملحق بيان الكتب (http://www.albayan.co.ae/albayan/book/2003/issue259/foriegnlib/3.htm)

اعداد: جون جونكيرمان وتاكي مازاكازو
الناشر: ليتيل مور ـ طوكيو 2003
الصفحات: 158 صفحة من القطع المتوسط

هذا الكتاب هو عبارة عن جملة مقابلات أجريت مع الفيلسوف الاميركي الشهير ناعوم شومسكي من قبل ناشرين مقيمين في اليابان والاول هو عبارة عن كاتب وناشر ومنتج للافلام السينمائية.. اما الثاني فهو مدير منشورات «ليتيل مور» في طوكيو. واما شومسكي فهو اشهر من نار على علم. فهو استاذ علم الالسنيات والفلسفة في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، وأحد كبار الناشطين السياسيين على المستوى الدولي. وكان قد ولد يوم «7» ديسمبر من عام 1928 في فيلاديلفيا (بنسلفانيا). وقد حصل على شهادة الدكتوراه في علم الالسنيات من جامعة بنسلفانيا عام 1955. ثم صعد بعدئذ في المراتب الجامعية والشهرة حتى وصل الى القمة.

وعلى المسرح السياسي الاميركي يقع شومسكي في اقصى اليسار. وهو يعتبر شخصاً شاذاً من قبل جماعة بوش واليمين المتطرف، وكذلك جماعة اللوبي الصهيوني التي تتهمه بالخيانة «لأصوله اليهودية».والواقع ان افكاره كثيراً ما تصطدم بالافكار الرائجة والشائعة في واشنطن. فهو شخص غير امتثالي. انه خارج عن القطيع ويمشي عكس التيار عموما.. ولذلك فانه يتعرض لانتقادات شديدة من قبل الاجهزة الكبرى في اميركا. وبعد تفجيرات «11» سبتمبر أدلى بعدة مقابلات للصحافة، ثم جمعت هذه المقابلات في كتاب.

ونفهم من كلام شومسكي أنه لا يمكن أن نوقف ارهاب الضعيف ضد القوي الا اذا اوقفنا ارهاب الاقوى. فهم يعتقدون ان الارهاب يجيء من جهة واحدة، هذا في حين ان شومسكي يقول بانه يجيء من الجهتين. بل ان ارهاب القوي ـ أي أميركا والغرب ـ أشد خطورة بسبب الامكانيات الضخمة التي يمتلكانها. ولكن كلامه هذا يفسرونه على اساس انه تأييد للارهاب! ويرى شومسكي ان الشيء الاساسي الجديد في «11» سبتمبر هو التالي. لاول مرة يتجرأ الضعيف على ضرب القوي في عقر داره. في السابق كان يضربه في الهوامش، وفي مناطق اخرى تزعجه ولكن لا تجرحه كثيراً.

فعلى مدار مئات السنوات في التاريخ البشري كانت الامبراطوريات الكبرى تتمتع بحصانة كاملة ولا أحد يتجرأ على مهاجمتها بشكل مباشر. وهذا الشيء لا ينطبق فقط على اميركا وانما ايضا على كل القوى العظمى فعندما كانت اليابان تهاجم الصين وترتكب فيها أبشع المجازر كانت الصين ضعيفة. ولهذا السبب فلم تتجرأ على مهاجمة اليابان في عقر دارها: اي في طوكيو.

والواقع ان شومسكي يهاجم الارهاب من اي جهة جاء ويعتبر ان عملية «11» سبتمبر اجرامية ولا انسانية بكل ما للكلمة من معنى ولكنه يرفض ان يغض الطرف عن الارهاب الاميركي ـ الاسرائيلي كما يفعل الكثير من المثقفين في الغرب. فهو يرى ان الاحتلال العسكري الاسرائيلي في ابشع انواع الاحتلال واكثرها اذى ـ اجراما. لماذا؟ لانه لا يهدف فقط الى احتلال الارض، وانما الى تفريغها من سكانها، ايضا. فبعد ان يسومهم سوء العذاب يضطرون الى الرحيل، أو هكذا يأمل.

وهذه السياسة الاجرامية ما كانت ممكنة لولا دعم اميركا غير المشروط للدولة الصهيونية. يضاف الى ذلك ان اميركا هي التي عرقلت كل محاولات التوصل الى حل سلمي للصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. وعندما غزت اسرائيل لبنان وقتلت ما لا يقل عن عشرين الف شخص فان اميركا لم تكتف بدعمها بالامكانيات المادية والعسكرية، وانما استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن من اجل منعه من اصدار قرار بوقف العدوان! ولكن كل هذا لا يهم في نظر اميركا فاسرائيل بامكانها ان تعتدي على جميع جيرانها، ولكن اذا ما اعتدى احد عليها فان اميركا تقيم الدنيا وتقعدها.

في الواقع ان شومسكي يمارس النقد الجذري او الراديكالي للسياسة الخارجية الاميركية، وهذا النقد سابق على شومسكي فقد ابتدأ بعد الحرب العالمية الاولى واستمر حتى وصل الى ذروته اثناء حرب فيتنام. بالطبع فان تأثير شومسكي معدوم على الشئون العامة في أميركا لأنه يتموضع كليا خارج النظام السياسي للولايات المتحدة. ولكن صوته مسموع في اوساط عديدة، وتأثيره على الرأي العام لايستهان به.

والشيء الغريب هو انه يتجرأ على ادانة سياسة بلاده بكل قسوة ـ عنف فهو يعتبر ان السياسة الخارجية الاميركية لا اخلاقية، بل واجرامية. انها سياسة تمارس باستمرار الكيل بمكيالين. فمن حقها او حق ربيبتها اسرائيل ان تفعل كل شيء، ولكن لا يحق للآخرين ان يفعلوا الشيء نفسه.

يقول شومسكي بما معناه: لا ينبغي فقط ان نتحدث عن الارهاب ضد الولايات المتحدة، وانما ينبغي ايضا ان نتحدث عن ارهاب الولايات المتحدة. ففي الثمانينيات في القرن العشرين هاجمت اميركا نيكاراغوا. ونتج عن ذلك الهجوم سقوط عشرات الآلاف من القتلى. وحصل تدمير شبه كامل للبلاد، وربما لن تقوم نيكاراغوا من تلك الضربة ابدا.

وهذه الضربة الارهابية الدولية رافقتها حرب اقتصادية مرعبة لا يمكن لبلد صغير مثل نيكاراغوا ان يتحملها ولكن نيكاراغوا لم ترد على الضربة عن طريق القيام بحملة تفجيرات ارهابية في واشنطن. وانما اشتكت الى محكمة العدل الدولية التي اطلقت حكماً لصالح نيكاراغوا وأمرت أميركا بوقف عدوانها وتقديم تعويضات مهمة.

ولكن اميركا رفضت هذا الحكم، بل وزادت من عدوانها. وعندئذ تقدمت نيكاراغوا بشكوى الى مجلس الامن الدولي الذي طالب الجميع باحترام القانون وكان جواب اميركا هو استخدام حق النقض (الفيتو). فاميركا فوق القانون، مثلها في ذلك مثل ربيبتها اسرائيل.

وبعدئذ قدمت نيكاراغوا شكواها الى الجمعية العامة للامم المتحدة التي صوتت لصالحها بالاغلبية ما عدا دولتين هي: اميركا واسرائيل! ثم يضيف البرفيسور شومسكي قائلاً: اني ادين الارهاب من اي جهة جاء لانه عمل لا أخلاقي ولا انساني، ولكن لماذا ادينه اذا جاء من جميع الدول، واستنكف عن ادانته اذا ما جاء من جهة اميركا واسرائيل؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين؟ لقد مارست الولايات المتحدة الارهاب على اوسع نطاق، ثم لا تنفك عن محاسبة الآخرين على الارهاب! لنضرب على ذلك مثلا ما فعلته في الشرق الاوسط.

في عام 1985 ارسلت سيارة شحن محملة بالمتفجرات ووضعتها على مقربة من احد المساجد الكائنة في بيروت، وبالتحديد في ضاحيتها الجنوبية. وكانت مبرمجة لكي تقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين الخارجين من الصلاة. وبالفعل فقد كانت الحصيلة مرعبة.. فقد انفجرت سيارة الشحن المفخخة في اللحظة المناسبة وكانت النتيجة مقتل «80» شخصاً وجرح «250» ولكن الشخص المستهدف في العملية نجا، وهو الشيخ محمد حسين فضل الله.

أليس هذا عملا ارهابياً؟ ألم يقتل المدنيين الآمنين بالصدفة كما يحصل في اي عمل ارهابي؟ لماذا ندين ارهاب الآخرين ولا ندين ارهاب اميركا.

لنضرب مثلا اخر على ممارسة الارهاب او دعمه من قبل القوة العظمى الاولى في العالم في التسعينيات من القرن العشرين قدمت الولايات المتحدة لتركيا 80% من الاسلحة التي استخدمتها هذه الاخيرة للبطش بالاكراد الذين يشكلون 25% من عدد سكانها. وكانت الحصيلة مقتل عشرات الالاف من الاشخاص وتدمير «3500» قرية. وقد ارتكبت كل الاعمال الشنيعة آنذاك من قبل الجيش التركي ضد الاكراد.

وبعدئذ راحت اميركا تساند كولومبيا التي انتهكت حقوق الانسان بشكل لم يسبق له مثيل من قبل وكان ذلك بتسليح اميركي وتدريب عسكري اميركي ايضا. وبالتالي فبأي حق تتحدث اميركا عن ارهاب الآخرين وتنسى ارهابها؟! ثم يعود شومسكي مرة اخرى الى مشكلة الشرق الاوسط ويقول: ان خطة الامير عبدالله بن عبدالعزيز لحل المشكلة تعتبر شيئاً ايجابيا بالفعل. انها تشكل خطوة الى الامام. والشعب الاميركي في اغلبيته يؤيدها. ولكن حكومة الولايات المتحدة هي التي ترفضها فهل هذا شيء معقول ؟ هل يريدون القضاء على الارهاب فعلاً؟ لو كانوا يريدون ذلك لشجعوا على ايجاد حل لهذا الصراع المزمن الذي كلف الكثير طيلة نصف قرن.

قبل اسبوعين كان ولي العهد السعودي هنا في واشنطن وحاول اقناع الادارة بتخفيف دعمها لسياسة شارون المتطرفة ضد الفلسطينيين وقال الامير عبدالله لبوش ومساعديه ما معناه: اذا لم تفعلوا شيئاً لتخفيف التوتر فان المنطقة العربية سوف تنفجر. وسوف تصبح مصالحكم في خطر عندئذ، ولكنهم لم يستمعوا اليه بالطبع.

بل قالوا له بشكل مباشر وغير مباشر: انظر إلى ما فعلناه ضد الطالبان في افغانستان! هذا ما فعلوه. وهم، يعلمون ان موقفهم ليس جيدا بالنسبة للعالم ككل، ولا بالنسبة لشعب الولايات المتحدة على الاخص، انهم يلعبون بالنار اذ يستسلمون لكل نزوات اسرائيل ومطالبها.

ثم تحدث شومسكي عن عزمي بشارة وزيارته للضفة الغربية برفقته ويقول: لقد التقيت به لأول مرة في شهر ابريل من عام 1982 وكان ذلك من اجل المشاركة في مظاهرة ضد السجناء اللبنانيين، المعتقلين في سجن «انصار» الاسرائيلي. وهناك كان الاسرائيليون يمارسون التعذيب على الناس.

وبعد ان انتهت المظاهرة ركبت في سيارة عزمي وراح يطوف بي في شتى انحاء الضفة الغربية، زرنا نابلس بشكل خاص وشاهدنا اشياء مرعبة عن القمع الاسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الاولى.

ثم يتحدثون لك بعد ذلك عن حقوق الانسان! لا يحق لاميركا ولا لاسرائيل ان تتحدثا ابدا عن الديمقراطية. وحقوق الانسان فاذلال شعب بأسره في ارض آبائه واجداده يعتبر اكبر انتهاك لحقوق الانسان.

وحتى عزمي بشارة الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية بل ويحتل مقعدا في الكينست هددوه ونزعوا عنه الحصانة البرلمانية لانه انتقد السياسة الاسرائيلية وطالب بانهاء الاحتلال. ثم هاجموه في بيته واطلقوا عليه النار وجرحوه، وفي ذات الوقت قتلت الشرطة الاسرائيلية ثلاثة عشر فلسطينيا لانهم تضامنوا بشكل سلمي مع اخوتهم في الضفة الغربية المحتلة.

ثم يقولون لك بعد هذا كله بان اسرائيل هي البلد الديمقراطي الوحيد في المنطقة! ولكن ما نفع هذه الديمقراطية اذا كانت تكسر عظام الاطفال، وتغتال السياسيين يوميا في وضح النهار؟! اما عن اكذوبة باراك وكلينتون وقصة السلام «الرائع» الذي قداماه لعرفات في كامب دافيد فحدث ولا حرج! فالواقع انهم قطعوا اوصال غزة، والضفة الغربية الى حد انه يستحيل ان تقوم دولة فلسطينية بعد ذلك ثم نشروا في الصحف الاميركية والاسرائيلية ان عرفات رفض العرض السخي لباراك، وانه لا يريد السلام فعلا، وكل هذه اقاويل كاذبة واشاعات.

فالذين يرفضون السلام حقا هم قادة اسرائيل لا عرفات ولا الفلسطينيون. هذه اكذوبة كبيرة روجت لها وسائل الاعلام الجبارة في كل مكان.

لكن لماذا تدافع اميركا عن اسرائيل على طول الخط؟ على هذا السؤال يجيب شومسكي قائلا: لانها تقدم خدمات جلية لاميركا في المنطقة. فمنذ عام 1958 قررت اميركا ان تستخدمها كقاعدة لقمع النزعة الاستقلالية العربية، تماما كما استخدمت تركيا وايران في عهد الشاه.

وفي عام 1967 قدمت اسرائيل لاميركا خدمة كبيرة عندما كسرت ظهر جمال عبدالناصر في الخامس من يونيو. فالرجل كان هو قائد الحركة القومية العلمانية في العالم العربي. ولهذا السبب كانت تحاربه الانظمة العربية المحافظة.

وبدءا من تلك اللحظة اصبحت اسرائيل عزيزة جدا على قلوب الاميركيين، واصبح المثقفون الليبراليون يهتمون بها فعلاً، اما قبل ذلك فلم يكونوا يعيرونها اي اهتمام.

نعم ان اسرائيل هي قاعدة اميركا الموثوقة بشكل مطلق في منطقة الشرق الاوسط وتستطيع ان تهدد بها العرب متى شاءت وهكذا يظلون خاضعين لها، ويظل البترول ملكها.

noam chuomsky
power and terror
post - 9/11 talks and interviews
John junkerman and takei maskazu
little more - Tokyo 2003
p. 158